ماثيو بلازي يحوّل محطة مترو مهجورة في نيويورك إلى منصة لعرضشانيل
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كانت الممثلة الأمريكية كريستين ستيوارت جالسة داخل إحدى عربات مترو مدينة نيويورك بعد ظهر يوم الثلاثاء، تغمرها مشاعر قوية، ليس بسبب التوتر المعتاد لرحلة المترو، من ازدحام وتدافع وتأخير مواعيد القطارات، بل بسبب عرض "شانيل" الأخير.
قالت ستيوارت: "الأجواء عاطفية! إذا كان هذا العرض يعكس ما نريده وما نشعر به اليوم، فأنا أجد الأمر مشجّعًا جدًا".
لم يكن القطار يعمل فعليًا، بل في محطة باوري المهجورة في وسط مانهاتن، وهي منصّة تُستأجر عادة لتصوير الأفلام والجلسات، وقد شكّلت في هذه المناسبة الخلفية القاسية (مع طبقة طلاء جديدة) لعرض Chanel Métiers d’art.
نادراً ما بدا قضاء أكثر من ساعة تحت الأرض في مترو المدينة بهذه الفخامة..
ارتدت ستيوارت، منذ اختيارها سفيرة دار "شانيل" في العام 2013، أعمال المصمّمين الثلاثة الذين تعاقبوا على الدار بعد كوكو شانيل، ووجدت في عرض الدار "النيويوركي" نوعًا من الواقعية في المزيج بين إطلالات العرض، فقد جمع بين القطع غير الرسمية وتلك الراقية جدًا، مع سترات تُحمَل فوق الأذرع وجرائد تُحشى داخل الحقائب في عرض نادر.
حصد ماثيو بلازي، المدير الإبداعي الجديد لـ"شانيل"، إشادات كثيرة، سواء من النجمات اللواتي ارتدين تصاميمه مثل ستيوارت، وآيو إدبيري وتيانا تايلور، أو من المحررين والمؤثرين الذين أُعجبوا بشدّة بعرضه الأول في تشرين الأول/أكتوبر خلال أسبوع الموضة في باريس.
رغم غزارة المطر وبرودة هواء المترو القاسية، إلا أن الأجواء كانت مرحة ومليئة بالحماس والطاقة الإيجابية بين ستيوارت وروّاد "شانيل" الدائمين، مثل تيلدا سوينتون وروز بيرن، إضافة إلى مغني الراب ورائد الأعمال الأمريكي آيساب روكي ومارغريت كوالي اللذين شاركا في فيلم قصير أخرجه ميشيل غوندري لصالح الدار قبل العرض.
لماذا نيويورك؟ تؤكد "شانيل" أن الاختيار مرتبط بكثرة زيارات مؤسِّسة الدار كوكو شانيل للمدينة، لكن من المهم الإشارة أيضًا إلى أنّ السوق الأمريكية مليئة بالزبائن الميسورين الذين ينفقون مئات آلاف الدولارات على علاماتهم المفضلة، وتسعى الدور العالمية باستمرار لاستقطابهم بغية تعزيز مبيعاتها.
ومع ذلك، بدا الكثير منهم، بباليرينات "شانيل"، وسترات التويد، وحقائب اللؤلؤ الضخمة، مترددين أمام فكرة ركوب وسائل النقل العام، حتى لو كان الأمر مجرد ديكور خيالي. فأسلوب الحياة القائم على ارتداء "شانيل" من الرأس حتى أخمص القدمين عادةً ما يرافقه سائق خاص!
وقفت إحدى النساء، مرتدية بدلة سروال بيضاء مكسوّة بالريش تحت معطف ترنش جلدي ذهبي، أمام البوابة الدوّارة تتلمّسها بحذر، غير متأكدة ما إذا كان عليها الدفع أو السحب!
أما لماذا ديسمبر/كانون الأول؟ لأن مجموعة Chanel Métiers d’arts تُقدَّم سنويًا في ديسمبر/كانون الأول، وفي مدن فاخرة مثل اليابان والسنغال واسكتلندا سابقًا، لتسليط الضوء على إنتاج الورش الحرفية مثل دار القبعات "ميزون ميشيل"، وصانع الأحذية "ماسارو"، وعمال التطريز في "ميزون ليساج"، التي استحوذت عليها "شانيل" لضمان استمرار حرفيتها الفريدة رغم احتمال اندثارها. وفي هذه العروض، يصبح عرض الحرفية الاستثنائية هو ما يحرك التصميم ويضفي عليه الروح أكثر من أي وقت آخر.
وجد ماثيو بلازي تجربة القطار سهلة وممتعة. دخلت عربة مترو إلى المحطة وخرجت العارضات بقبعات غريبة وبدلات تويد خفيفة فوق تيشيرتات، وفساتين كروشيه تنبض بالحيوية لكنها غير ضيقة، وبدأن بالتجول على الرصيف. ومع استمرار العرض، ظهرت العارضات وكأنهنّ يعبّرن عن الملل المألوف في نيويورك، وبعضهن تحركن متجاوزات أخريات بخطوات سريعة تعكس إيقاع المدينة، متحديات بذلك البروتوكول المعتاد في عروض الأزياء.
قد يبدو الأمر جنونيًا بالنسبة لدار مثل "شانيل"، حيث تُباع السترات بسهولة مقابل آلاف الدولارات، لكن عرض بلازي كان بيانًا واضحًا أنه يسعى لتصميم الملابس لـ"الحياة الحقيقية"، وهو مفهوم بعيد تمامًا عن عالم العطور وحقائب الموضة الفاخرة، مهما رفضت دور الأزياء الكبيرة الاعتراف به، حيث يركّز معظم المصممين على رؤيتهم الإبداعية أو أرباحهم أكثر من التفكير في كيف تعيش النساء حقًا وما يشعرن به.
لكن بلازي قدّم حجة مقنعة. فقد بدت هذه المجموعة خفيفة بشكل مذهل لكنها مصممة بعناية فائقة. وتُعد فساتين الفلابر وتنانير الريش قطعًا معاصرة نادرة تتحرك بحيوية تضاهي ما قصدته كوكو شانيل ومنافسها جان باتو في عشرينيات القرن الماضي، عندما كانت الحركة والضوء عناصر مثيرة حقًا.
ربما تجاوزنا المرحلة التي يمكن أن يؤثر فيها ما يعرضه المصمم على منصة العرض على ما ستجده المرأة في متجر عادي، خصوصًا مع انتشار متاجر مثل زارا أو شي إن. لكن سيكون من الرائع لو استطاعت "شانيل" وبلازي نشر فكرة مفادها أنّه يمكن للمرأة أن تتألم من حمل أغراضها طوال اليوم، وتنشغل بين العمل والأصدقاء والحب، ومع ذلك تجد وقتًا لنفسها لتتألّق بفستان مميز، أو سترة، أو حقيبة عزيزة ترسمُ البسمة على وجهها.
أمريكافرنساأزياءباريستصاميمفساتينموضةنيويوركنشر الخميس، 04 ديسمبر / كانون الأول 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أزياء باريس تصاميم فساتين موضة نيويورك فی نیویورک
إقرأ أيضاً:
مهرجان القاهرة للقصير.. العرض العالمي الأول للفيلم الفلسطيني أعلم أنك تسمعني
تعلن إدارة مهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير عن العرض العالمي الأول للفيلم الفلسطيني الجديد "أعلم أنك تسمعني"، من إخراج المخرج يوسف صالحي، وبطولة الفنانين كامل الباشا وأمل مرقص.
يأتي فيلم "أعلم أنك تسمعني" ضمن المسابقة الدولية الرسمية للمهرجان في دورته السابعة، والتي ستقام في الفترة من 16 إلى 21 ديسمبر 2025، بدار الأوبرا المصرية.
ويعد هذا العرض العالمي الأول للفيلم محطة مهمة في مسيرة صالحي السينمائية، الذي استطاع أن يقدم من خلال عمله رؤية فنية متكاملة تعكس واقع المجتمع الفلسطيني، وتسلط الضوء على تجارب إنسانية غنية بالأبعاد النفسية والاجتماعية.
ويتميز فيلم "أعلم أنك تسمعني" بقدرته على المزج بين سرد قصصي مشوق وأداء تمثيلي رفيع المستوى، ما يجعله منافس بارز في المسابقة الدولية للمهرجان.
ويتوقع أن يشكل العرض العالمي الأول لفيلم "أعلم أنك تسمعني" حدثا سينمائيا بارزا، يعكس القوة التعبيرية للفيلم الفلسطيني ويؤكد مكانة القاهرة كمركز ثقافي سينمائي عربي ودولي.
من جهته، أعرب المخرج يوسف صالحي عن سعادته بالمشاركة في مهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير، مؤكدا أن اختيار الفيلم ضمن المسابقة الرسمية يمثل فرصة لعرض السينما الفلسطينية للعالم، والتواصل مع جمهور دولي واسع، من خلال منصة مرموقة تجمع المبدعين السينمائيين من مختلف الدول.
و يشهد مهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير هذا العام منافسة قوية بين مجموعة من الأفلام التي تجمع بين الرؤى الفنية الجديدة والموضوعات الإنسانية العميقة، وسط حضور جماهيري ومتابعة إعلامية واسعة.