4 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة:  يتصاعد التوتر الشعبي في إقليم كردستان عقب حادثة ترحيل أهالي قرية لاجان، حيث تتحول واقعة محلية إلى مرآة لأزمة أعمق تشق المشهد السياسي والاجتماعي، مع بروز مؤشرات على شرخ متزايد في علاقة المواطن بالمؤسسات الأمنية التي يفترض أن تحميه.

ومن جانب آخر، يكشف ملف الانتهاكات الأمنية واحتكار السلطة عن تراكم طويل لفجوات في بنيان الحكم، بعدما تزايدت شكاوى السكان من تفكك المؤسسات العسكرية وغياب المساءلة، ما رسخ الانطباع بأن أجهزة الأمن باتت أدوات بيد القوى الحزبية لا أجهزة دولة محايدة.

ويأتي ذلك بينما تتجاوز الأزمة الحالية حدود قرية صغيرة، لتتحول إلى قضية رأي عام تمس جوهر العقد الاجتماعي في الإقليم، بعدما دفعت سياسات الاحتكار السياسي وتغليب المصالح الحزبية الضيقة إلى توسيع دائرة الغضب الشعبي وتغذية الشعور بالغبن والإقصاء.

ومن جهة ثانية، يواصل المشهد تعرية تشبث الأحزاب النافذة بإدارة مفاصل الدولة وفق حساباتها الخاصة، في ظل اتهامات لها بالتحكم بملفات الأمن والاقتصاد والقضاء، وهي سياسات يقول منتقدون إنها عمقت الانقسام داخل المجتمع الكردي ودفعت نحو اصطفافات متوترة تهدد الاستقرار.

ويثير الحدث أيضاً مخاوف متنامية حول تداعيات استمرار هذا النهج على وحدة المجتمع واستقرار الإقليم، خصوصاً مع تعدد الجهات الأمنية وفقدان المواطنين ثقتهم بقدرة السلطة على توفير حماية عادلة ومتساوية.

ومن جهة موازية، تتكرر المطالبات بتوسيع دور بغداد في حماية الحريات، بعدما نفذت قوات خاصة منضوية في الأسايش عمليات قمع وتهجير ضد أهالي لاجان بطريقة منظمة وتحت غطاء أمني كامل، في واقعة وُصفت بأنها حلقة جديدة في سلسلة من التجاوزات التي طالت حرية التعبير والحقوق المدنية خلال السنوات الأخيرة.

ويتعاظم الجدل مع تذكير قانونيين بأن بغداد تمتلك حقاً دستورياً واضحاً للتدخل إذا تعرّضت حقوق المواطنين للانتهاك، فيما تبدو الحكومة الاتحادية صامتة وكأن الإقليم دولة مجاورة لا جزء من الدولة الاتحادية.

وترتفع حدة الانتقادات مع تأكيد خبراء أن الإقليم لا يمتلك جيشاً حكومياً حقيقياً، بل يعتمد على تشكيلات أمنية تتبع الأحزاب بشكل مباشر، منها الأسايش والشرطة، وهو ما أدى إلى تفكك القرار الأمني وتعميق الهوة بين المواطن والسلطة، في وقت يستمر فيه انقسام قوات البيشمركة نفسها بين الحزبين الرئيسيين، ما يعقّد أي مسار لإصلاح المؤسسات.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

السفارة الامريكية: نواصل التأكيد على تفكيك الميليشيات

3 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة: أعادت السفارة الامريكية في بغداد، الأربعاء، نشر بيان وزارة الخارجية العراقية بشأن زيارة نائب وزير الخارجية الأمريكي الى بغداد ولقائه بوزير الخارجية العراقي فؤاد حسين.

وبينما نشرت وزارة الخارجية العراقية بيانا عن الزيارة والملفات التي جرى بحثها، الا ان السفارة الامريكية ببغداد عقبت على البيان العراقي.

وقالت السفارة الامريكية، ان  نائب وزير الخارجية الأمرِيكي لشؤون الإدارة والموارد مايكل ريغاس، اجرى محادثات مثمرة مع وزير الخارجية العراقي حول بناء مستقبل أقوى وأكثر ازدهاراً لكلٍّ من الأميركيين والعراقيين.

وأضاف البيان: وكما قال وزير الخارجية روبيو، ستواصل الولايات المتحدة التأكيد بوضوح عن ضرورة تفكيك الميليشيات المدعومة من إيران التي تقوّض سيادة العراق، وتهدد الأميركيين والعراقيين، وتنهب موارد العراق لصالح إيران.

وكانت وزارة الخارجية العراقية قد اشارت الى انه تم خلال الاجتماع استعراض التحديات الإقليمية والدولية التي تواجه المنطقة، مع التركيز على الوضع في سوريا وإيران، وأهمية العمل على خفض التوتر، واستعراض الحراك السياسي بعد الانتخابات، وضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة الاتحادية وفق التوقيتات الدستورية، مع مراعاة التوازن بين القوى السياسية لضمان انتظام العملية الديمقراطية وتفعيل البرلمان والحكومة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • تحقيق حكومي: منفذو الهجوم على حقل كورمور .. “خارجون عن القانون”
  • السفارة الامريكية: نواصل التأكيد على تفكيك الميليشيات
  • اشتباكات خبات تعيد رسم خريطة النفوذ الكردي بين الديمقراطي والاتحاد
  • هند الضاوي: أمريكا تتعامل مع إسرائيل كأنها "سوبر ماركت" لا كدولة
  • العصائب:مليشيا مسعود البارزاني وراء تهجير قرية لاجان للسيطرة على حقول النفط
  • تصعيد في كردستان: عشيرة الهركي تُهدد بتفجير مصفاة نفطية إذا لم تنسحب البيشمركة
  • كردستان… عام بلا برلمان كامل وصراع المناصب يهيمن على الإقليم
  • صمتٌ مريب… وازدواجية فاضحة: ما الذي يجري في أربيل؟
  • هركي يكشف خلفيات اشتباك لاجان: جهات تدفع لإشعال الفتنة قرب مصفى لاناز