سحب دراسة كبرى عن التكلفة الكارثية لتغير المناخ - لكن الأرقام المعدلة لا تزال مقلقة
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
سحب المؤلفون دراسة مناخية لعام 2024 بعدما اعترفوا بأن أخطاء في البيانات أدت إلى تضخيم نتائجهم واستنتاجاتهم.
تم سحب دراسة حظيت بتغطية واسعة بشأن التكاليف الكارثية لتغير المناخ، عقب انتقادات شديدة لمنهجيتها.
الدراسة "The economic commitment of climate change"، التي نشرتها مجلة "نيتشر" في أبريل من العام الماضي، جرى الاطلاع عليها أكثر من 300.
غير أن الباحثين في معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ (PIK) اعترفوا أمس (3 ديسمبر) بأن أخطاء في البيانات دفعتهم إلى المبالغة قليلا في نتائجهم، مضيفين أن التغييرات "كبيرة للغاية" بما لا يسمح بتصحيح بسيط. وهذه سادس ورقة تسحبها مجلة "نيتشر" هذا العام.
ما الذي أخطأت فيه الدراسة المناخيةتوقعت الدراسة في نسختها الأصلية أن تغير المناخ سيؤدي إلى انخفاض الدخل العالمي بنسبة 19 في المئة بحلول عام 2050. وتضع المراجعة الجديدة الرقم عند 17 في المئة.
ووجد مؤلفو الدراسة أيضا أن هناك احتمالا قدره 99 في المئة أنه بحلول منتصف القرن ستكلف معالجة أضرار تغير المناخ أكثر من بناء القدرة على الصمود. لكن التحليل الجديد، الذي لم يخضع بعد لمراجعة الأقران، خفّض ذلك الاحتمال إلى 91 في المئة.
وكانت أكثر النتائج انتشارا في الدراسة، والتي تصدرت عناوين الصحف العالمية العام الماضي، أن تكلفة تغير المناخ ستبلغ 38 تريليون دولار (نحو 32.54 تريليون يورو) سنويا بحلول عام 2049. وقد خُفضت إلى 32 تريليون دولار (نحو 27.4 تريليون يورو).
Related التغير المناخي يفاقم أزمة النبيذ في فرنسا.. فهل ينجح اقتلاع الكروم في إنقاذ القطاع؟كيف تقوّض أعمال الأمم المتحدة المتعلقة بمخاطر تغير المناخ ثقة الجمهور بالعلم؟ويقول الباحثون إن الحساب المخفّض يعود إلى أن أضرار تغير المناخ موزعة بشكل غير متساو عبر العالم، مع المناطق الأفقرالتي تتكبد خسائر وأضرارا أكبر من حيث النسبة المئوية.
ويضيف (PIK): "هذا يؤدي إلى أضرار عالمية أقل عند التعبير عنها بالدولار".
وهذا يعني أيضا أن الأضرار المناخية العالمية السنوية بالدولار في منتصف هذا القرن تقارب خمسة أضعاف (بدلا من ستة أضعاف كما في الحساب الأصلي) تكاليف التخفيف المرتبطة بـالحد من الاحترار العالمي إلى درجتين.
تغذية منكري المناخيبدو أن السحب فتح الباب أمام انتقادات تتجاوز نطاق مراجعات ما بعد التحكيم، التي تتيح تعديل السجل العلمي باستمرار لمزيد من الدقة والشفافية.
وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، أجّج قرار "نيتشر" بسحب الورقة نظريات المؤامرة التي لا أساس لها حول علم المناخ، إذ جادل مستخدمون بأن الباحثين "فاسدون تماما" وأن تغير المناخ بفعل الإنسان "مهزلة" و"خدعة سياسية".
وقال آخرون إن وسائل الإعلام لاذت بالصمت حيال السحب، رغم التغطية السريعة من مؤسسات مثل "أسوشيتد برس" و"نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال" و"سكاي نيوز".
وعلى الرغم من أن الدراسة استشهد بها البنك الدوليومؤسسات مالية أخرى ضمن سيناريوهات مناخية يستخدمها صناع السياسات، فلا توجد أي أدلة تشير إلى أن النتائج تم تضخيمها للتأثير في السوق، كما زُعم على نطاق واسع عبر منصات التواصل.
لماذا كانت الدراسة المناخية معيبة؟استخدمت الدراسة بيانات تاريخية لتقدير كيف ستؤثر التغيرات في درجات الحرارة وكميات الأمطار في النمو الاقتصادي.
لكن الباحثين وجدوا لاحقا أخطاء في البيانات الاقتصادية الخاصة بأوزبكستان بين عامي 1995 و1999، وهو ما شوّه نتائجهم بدرجة كبيرة.
ويجادلون أيضا بأن تحليلهم قد قلّل من عدم اليقين الإحصائي، وهو مقياس يوضح مدى إمكانية اختلاف نتائج العينة عن القيمة الحقيقية لمجمل السكان.
وتصحح النسخة المنقحة من المؤلفين البيانات الاقتصادية الأساسية، وتُدخل ضوابط إضافية للحد من تأثير شذوذ البيانات، وتأخذ في الحسبان الارتباطات عبر المناطق.
"النتائج الأساسية ثابتة"يقول (PIK) إنه يرحب بآراء المجتمع العلمي الأوسع ويقدّرها، ويتحمل "المسؤولية عن الهفوات" التي أدت إلى السحب.
ومع ذلك، يتمسك بجوهر الدراسة، مؤكدا أن "النتائج الأساسية ثابتة" وأن الأضرار الاقتصادية الناجمة عن تغير المناخحتى منتصف القرن لا تزال "كبيرة" وتتجاوز تكلفة التخفيف.
ويشرح المعهد: "تعود أساسا إلى تغيرات درجات الحرارة وتطال أكثر المناطق ذات الدخل المنخفض والانبعاثات التاريخية المنخفضة".
"هذه النتائج متسقة على نطاق واسع مع الأدلة الأوسع على حجم الآثار الاقتصادية لتغير المناخ وفوائد خفض الانبعاثات".
وقال عالم المناخ غيرنوت فاغنر، الذي لم يشارك في البحث، لـ"أسوشيتد برس" إن جوهر عمل (PIK) يبقى نفسه مهما كان "الجزء من النطاق الذي ستقع فيه القيمة الحقيقية".
وأضاف فاغنر: "تغير المناخ بات يطرق أبوابنا بالفعل، حرفيا إلى حد كبير. شهدت أقساط التأمين على المنازل في الولايات المتحدة، جزئيا، تضاعفا خلال العقد الماضي وحده. المخاطر المناخية المتراكمة بسرعة لن تفعل إلا أن تدفع الأرقام إلى ارتفاع أكبر".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا الصحة إسرائيل روسيا حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا الصحة إسرائيل روسيا حركة حماس البحوث الاحتباس الحراري تغير المناخ اقتصاد دراسة نظريات المؤامرة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا الصحة إسرائيل روسيا حركة حماس إيران دونالد ترامب أوروبا لبنان بحث علمي طب تغیر المناخ فی المئة
إقرأ أيضاً:
دراسة: النظام الغذائي النباتي قد يخفّف من خطر الإصابة بالإمساك المزمن لدى كبار السن
قال الباحث كايل ستالر: "تشير نتائجنا إلى أن بعض الأنماط الغذائية الصحية قد تمنح الأمعاء فوائد إضافية تتجاوز تلك المعروفة لصحة القلب والأوعية الدموية".
كشفت دراسة شملت أكثر من 96,000 بالغ أن الطريقة التي نتناول بها الطعام مع التقدم في العمر تلعب دورًا في احتمال الإصابة بالإمساك المزمن.
وأظهرت النتائج أن الأنظمة الغذائية المتوسطية والنباتية مرتبطة بانخفاض ملحوظ في خطر الإمساك، على الرغم من أن الفوائد لم ترتبط مباشرة بمستوى الألياف كما كان يُعتقد سابقًا.
النظام الغذائي والعمريزداد شيوع الإمساك المزمن مع تقدم العمر. وأجرى فريق الباحثين في Mass General Brigham دراسة،نُشرت النتائج في مجلة Gastroenterology، لمقارنة خمسة أنماط غذائية شائعة، لتقييم فعاليتها في حماية البالغين في منتصف العمر وكبار السن من هذه الحالة.
وأظهرت النتائج أن الأفراد الذين اتبعوا النظام الغذائي المتوسطي أو النباتي كانوا أقل عرضة للإصابة بالإمساك المزمن.
وقال الباحث الرئيسي كايل ستالر من قسم أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى ماساتشوستس العام: "الإمساك المزمن يؤثر على ملايين الأشخاص ويمكن أن يقلل بشكل كبير من جودة حياتهم.. وتشير نتائجنا إلى أن بعض الأنظمة الغذائية الصحية قد توفر فوائد لأمعائنا تتجاوز الفوائد المعروفة للقلب والأوعية الدموية."
Related دراسة جديدة تربط النظام الغذائي المتوسطي بتحسين صحة اللثة وتقليل الالتهابات دراسة تؤكد الفوائد.. النظام الغذائي المتوسطي يخفف أعراض الصدفية بنسبة 75%دراسة: النظام الغذائي الصحي قد يؤخر بدء الدورة الشهرية لدى الفتيات النظام الغذائي يمنع الإمساكتُعرف الأنظمة الغذائية الصحية بتخفيف أعراض الإمساك، لكن الدراسة الحالية تقدم أول دليل على أن بعض أنماط الطعام قد تمنع الإمساك المزمن قبل حدوثه.
وأوضح ستالر: "كنا نظن دائمًا أن الفوائد الصحية للنظام الغذائي مرتبطة بالألياف، لكن تحليلاتنا أظهرت أن تأثير هذه الأنظمة على الإمساك كان مستقلاً عن كمية الألياف المستهلكة."
واستخدم الباحثون بيانات من دراسة صحة الممرضات، ودراسة صحة الممرضات الثانية، ودراسة متابعة العاملين الصحيين لتحديد المشاركين الذين عانوا من الإمساك المزمن، المعرّف بأنه استمرار الأعراض لمدة 12 أسبوعًا على الأقل خلال السنة.
وركزت الدراسة على خمسة أنماط غذائية: المتوسطية، النباتية، منخفضة الكربوهيدرات، الغربية، والالتهابية.
وبيّنت النتائج أن الأشخاص الذين يتبعون النظام الغذائي الغربي أو الالتهابي كانوا أكثر عرضة للإمساك المزمن، بينما لم يظهر النظام منخفض الكربوهيدرات تأثيرًا قويًا.
وأكد ستالر: "تشير نتائجنا إلى أن النظام الغذائي الغني بالخضروات والمكسرات والدهون الصحية قد يساعد على الوقاية من الإمساك المزمن لدى البالغين في منتصف العمر وكبار السن."
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة