التايمز تكشف: أطباء سوريون ساعدوا الأسد في تغييب معتقلين وقتلهم
تاريخ النشر: 5th, December 2025 GMT
نشرت صحيفة "التايمز" ومقرها في لندن، تقريرًا أعدته إيما يومانس قالت فيه إن الأطباء السوريين المتورطين بجرائم نظام بشار الأسد في سوريا يعملون الآن في أوروبا، وكشف التحقيق عن وجود وثائق عدة وصور تم الحصول عليها من فرع للمخابرات السورية حول العاصمة دمشق، عن الدور الذي لعبته المستشفيات العسكرية في عمليات الاعتقال الجماعي وقتل المدنيين.
Syrian doctors complicit in Assad’s torture now working in Europe https://t.co/Gev3njIyxk — The Times and The Sunday Times (@thetimes) December 4, 2025
واعتقل أكثر من 150,000 شخصا أو غيبوا في سجون الأسد خلال الحرب التي استمرت 14 عاما، وذلك حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان. وعندما انتهى عهد الإرهاب والخوف للأسد، تدافع السوريون إلى مراكز الاعتقالات بحثا عن أعزائهم ممن اختفوا، وفي الوقت الذي قام البعض بتحرير الناجين إلا أنا الآلاف لا يزالون في عداد المفقودين.
حاول النظام إخفاء جرائمه وراء نظام بيروقراطي
وتحتوي الوثائق على صور أكثر من 10,000 شخصا قتلوا في السجون وتكشف الضوء عن الطريقة التي حاول فيها النظام إخفاء جرائمه وراء نظام معقد من البيروقراطية، وقام مصورون يعملون مع الشرطة العسكرية بالتقاط صور لجثث القتلى في السجن وقد حصلت وكالة "أن دي أر" الألمانية على الصور وشاركت "التايمز" البريطانية بها.
وتكشف الصور عن التعذيب الواسع، حيث تضم الجثث التي التقطت صورها، رجالا ونساء وأطفالا، وتم التقاط صور الضحايا في سيارات السجن أو مسجاة على الأرض، حيث ظهرت عليها أثار التجويع وسوء التغذية والضرب والإهمال الطبي، وهناك صور تظهر الضحايا وهي مكدسة كالأخشاب أو مغطاة وآلاف منها مجهولة الهوية، نقلت إلى مقابر جماعية، تاركين عائلاتهم دون أي سجلات توثق كيفية أو متى قتل أحباؤهم.
ومن بين الذين التقطت صورهم، مازن الحمادة، وهو ناشط هرب إلى أوروبا واشتهر بروايته لقصة تعذيبه في أحد السجون، وعاد إلى البلاد من برلين عام 2020 بعدما هددت، على ما يبدو أجهزة المخابرات السورية عائلته، وتوفي في الاعتقال قبل بضعة أشهر من سقوط نظام الأسد.
الصور و"قانون قيصر"
وفي عام 2016 وحده، تم تصوير 3,166 ضحيةـ أي ما يصل إلى 177 في يوم واحد، وقد استمر التوثيق حتى الأيام الأخيرة للنظام، مما يكشف كيفية تعذيب المسؤولين للسجناء على نطاق واسع حتى بعد نشر صور "قيصر" عام 2015، وهو الاسم الرمزي لمنشق قام بتهريب أرشيف مماثل من سوريا، وأثارت هذه الصور احتجاجًا دوليًا ودفعت الرئيس ترامب إلى توقيع "قانون قيصر"، وهو حزمة من العقوبات على سوريا، خلال فترة ولايته الأولى.
وفي عام 2014، قال "قيصر"، الذي كشف في وقت سابق من هذا العام عن نفسه باسم فريد المذهان، رئيس قسم الأدلة الجنائية السابق في الشرطة العسكرية في دمشق، لفريق من المحققين الدوليين أن ضباط الجيش طلب منهم تصوير الجثث لإثبات تنفيذ أوامر القتل، وأضاف أن الصور استخدمت أيضا في شهادات الوفاة. وفي معظم الحالات، أدرجت هذه الوثائق الحكومية، زورا، أسباب وفاة السجناء على أنها سكتة قلبية مفاجئة.
The images coming out Sednaya Prison should haunt us for ages to come, thousands trapped beneath layers of structures, never seeing the light of day.
Detainees held without charge in solitary confinement, left to rot. This is the "Human Slaughterhouse" of Syria. pic.twitter.com/Q6ghSIxv49 — Rami Jarrah (@RamiJarrah) December 8, 2024
وقد أدار نظام الأسد أكثر من 100 مركز احتجاز في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك سجن صيدنايا سيئ السمعة، وكانت بعض المستشفيات العسكرية، مثل تشرين وحرستا قرب دمشق، تضم أجنحة أو طوابق احتجاز ينقل إليها المعتقلون ويوضعون تحت الحراسة، وهنا تم استدعاء الأطباء للمساعدة في إصدار شهادات الوفاة، بالإضافة إلى علاج السجناء.
إصابات وسوء تغذية لدى معظم المتوفين
وتشير شهادات الوفاة إلى أسباب طبيعية، لكن الأدلة من الصور والسجلات الأخرى تظهر إصابات وسوء تغذية لدى معظم المتوفين. وتكشف بعض الشهادات التي اطلعت عليها صحيفة "التايمز" أن بعض الأطباء الذين يمارسون المهنة حاليًا في أوروبا ساعدوا في إصدار شهادات الوفاة.
وتظهر إحدى الوثائق، الموقعة من طبيب ممارس في ألمانيا، وفاة ستة سجناء معا نقلوا إلى المستشفى، دون ذكر اسم أي منهم. وجاء في الوثيقة: "وصل المعتقلون إلى قسم الطوارئ في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 إثر سكتة قلبية، ولم تكلَل محاولات الإنعاش بالنجاح"، وفي العام الماضي، نشرت الأمم المتحدة تقريرًا قالت فيه إن شهادات الوفاة التي أصدرتها سلطات السجن ووزعتها على عائلات الضحايا احتوت على معلومات كاذبة، بهدف إخفاء سبب الوفاة الحقيقي.
كما وزعم بعض المعتقلين السابقين أن أطباء شاركوا في تعذيبهم، لكن لم يتم التحقق من ذلك، ولا يعرف ما إذا كان النظام قد أرغمهم على عمل ذلك. ولم تذكر "التايمز" أي اسم من الأطباء الذين وقعوا على شهادات الوفاة لأسباب قانونية.
إحراق السجناء وإجراء عمليات جراحية دون تخدير
وأصدرت محكمة ألمانية في حزيران/يونيو حكما بالسجن المؤبد ضد علاء موسى، وهو طبيب سوري، بتهم تعذيب وقتل معتقلين في مستشفى عسكري ومقر للمخابرات العسكرية. واتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية تشمل على إحراق السجناء وإجراء عمليات جراحية دون تخدير، وقال طبيب عمل في مستشفى حرستا، طلب عدم ذكر اسمه، إنه شهد تعذيبًا وسوء معاملة كبيرة. وكان الجنود الذين يدخلون العنابر يطفئون السجائر في أجساد السجناء ويسكبون مياها قذرة من المرحاض على جروحهم ويعتدون عليهم بالعنف.
وأضاف أن الشاحنات كانت تصل مرتين محملة بالجثث، حيث كانت تلقى في حديقة المستشفى، ولم يعرف ماذا فعلوا بها، وقال إنهم كانوا يرمونها "مثل رمي الرمال في موقع بناء"، وقال طبيب سابق آخر، أصبح شاهدا على قضية جنائية كبرى في ألمانيا، إن الجثث كانت تكدس في شاحنات تبريد بيضاء وتنقل إلى مقابر جماعية، وأفادت مصادر في سوريا أنه بعد عام 2015، نقل الطاقم الطبي إلى مستشفيات أخرى حتى تستخدم حرستا فقط لمعالجة جثث من ماتوا في المعتقلات.
العلاقة بين المستشفيات والجيش تشبه "إبادة جماعية طبية"
وقالت أنصار شحود، الباحثة المتخصصة في جرائم النظام السوري إن العلاقة بين المستشفيات والجيش تشبه "إبادة جماعية طبية". وقالت: "لقد استخدموا المستشفيات كسجون، وكان ذلك يستخدم بشكل منهجي، وكان عدد القتلى داخل المستشفيات أكثر من عددهم في السجون، هناك مستشفيات كانت جزءًا من عمليات القتل الجماعي في سوريا"، ومع أن البيانات الجديدة تحتوي على أسماء تشاركت فيها المنظمات التي تحقق في المفقودين إلا أن غالبية السجناء رمز إليهم بأرقام، مما يجعل من مهمة تحديد هويات المفقودين مستحيلة.
ولم يمنع هذا السوريين المتلهفين لمعرفة الحقيقة عن المحاولة، فالضابط السوري السابق، الذي شغل منصب رئيس وحدة حفظ الأدلة في الشرطة العسكرية بدمشق بين عامي 2020 و2019، هو من وفر الصور إلى مصدر، ثم إلى إذاعة "أن دي أر" الألمانية، لكشف كيفية ارتكاب النظام لجرائمه. قال الضابط السابق: "هناك أمور يجب أن يعرفها الناس" و" يجب أن تعرف العائلات مكان أبنائها وماذا حدث لهم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية سجون الأسد أطباء سوريون سجون الأسد سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أکثر من
إقرأ أيضاً:
شهادات جديدة تكشف مراكز احتجاز الدعم السريع وجرائم الحرب في الفاشر
منتدى الإعلام السوداني
الفاشر، شمال دارفور، 5 ديسمبر 2025 – كشفت شهادات أشخاص يقيمون في الفاشر بولاية شمال دارفور وآخرون فروا حديثاً عن انتشار مراكز الاحتجاز داخل المدينة يُرتكب فيها مقاتلو الدعم السريع انتهاكات وجرائم حرب من القتل والاغتصاب والتعذيب والتجويع, والابتزاز المالي، مع استمرار عمليات دفن الضحايا في مقابر جماعية.
وتحدث 3 أشخاص من داخل الفاشر لـ”سودان تربيون”، حيث تعكس هذه الشهادات صورة قاتمة للوضع الإنساني داخل المدينة في ظل صعوبة الاتصالات وإغلاق المنطقة أمام المنظمات الدولية.
وقال الأشخاص الثلاثة لـ”سودان تربيون” إن قوات الدعم السريع اعتقلت معظم المدنيين داخل الفاشر باستثناء نسبة محدودة من كبار السن والنساء والأطفال. وأشاروا إلى أن المعتقلين محتجزون في مواقع تشمل جامعة الفاشر في مجمع السكن الطلابي الذي يُطلق عليه (داخلية الرشيد)، بجانب المقر السكني الذي يتبع لرئيس السلطة الإقليمية لحكومة دارفور في حقبة النظام السابق، التجاني السيسي، بحي الدرجة الأولى.
وذكر الأشخاص أن بعض المعتقلين نُقلوا إلى جامع الدرجة الأولى الكبير قرب المستشفى السعودي، كما أن الدعم السريع حوّلت مقر (بعثة اليوناميد) السابق، أقصى الجهة الجنوبية والغربية من الفاشر، إلى مقر احتجاز، وكذلك مباني (هيئة الأبحاث) في الناحية الجنوبية الغربية لحي الدرجة الأولى. وأفاد الشهود أن هذه المواقع تُستخدم كمراكز احتجاز كبيرة تضم مدنيين من مختلف الفئات دون إجراءات قانونية.
وارتكبت الدعم السريع، فور استيلائها على الفاشر في 26 أكتوبر المنصرم، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية، جرائم مروعة تضمنت القتل الجماعي، والقتل على أساس الهوية، والاغتصاب والتهجير القسري.
سجون رسميةوأفاد الأشخاص أن الدعم السريع نقلت بعض المعتقلين المدنيين من الفئات العمرية دون الستين إلى سجون مختلفة، من منشآت مدنية إلى مرافق احتجاز مكتظة، أبرزها سجن شالا.وذكروا أن قسم الرجال في سجن شالا يضم ما لا يقل عن 3,000 محتجز في ظروف قاسية، فيما يُحتجز في قسم النساء أكثر من 500 معتقلة غالبيتهن وجهت إليهن تهمة الاستنفار مع الجيش السوداني لتبرير احتجازهن.
وتحدث الشهود عن تحويل الدعم السريع مستشفى الأطفال شرقي الفاشر إلى سجن يُحتجز فيه حوالي 2,000 محتجز، بينهم وزيرة الصحة بولاية شمال دارفور، خديجة موسى، والعشرات من الكوادر الطبية وموظفي الخدمة المدنية وقيادات أهلية وأساتذة في مراحل التعليم المختلفة.
مواقع أخرى وابتزازوأشار الشهود إلى أن الدعم السريع يحتجز أيضًا أعدادًا كبيرة من المدنيين في مبنى (حماية المرأة والطفل) بحي الدرجة، ومنزل القيادي في الدعم السريع سعيد ساركول الواقع شرق الفاشر. وكشفوا عن وفاة محتجزين داخله بسبب الجوع أو المرض أو الإعدام رميًا بالرصاص في مراكز احتجاز في البورصة، حيث يُعد هذا الموقع من أقدم وأخطر مواقع الاحتجاز. وأكدت المصادر وجود حالات اغتصاب يومية تُمارس ضد المعتقلات في سجن شالا في ظل غياب تام لأي رقابة أو حماية.
وأفادت عائلات لـ”سودان تربيون” بأن عناصر الدعم السريع يقومون بتصوير أبنائهم أو تسجيل رسائل صوتية لهم على الهاتف، قبل إرسالها إلى أحد أفراد الأسر للمطالبة بـفدية مالية مقابل إطلاق سراحهم. وقالت بعض العائلات إنهم دفعوا فدية دون الإفراج عن المحتجزين، حيث تُعاد عملية الابتزاز باستخدام محتجزين آخرين.
مواقع خارج الفاشر واستمرار الدفنوقال شهود آخرون إن مجموعات منشقة من (مجلس الصحوة الثوري) الذي يتزعمه الزعيم الأهلي المعروف موسى هلال، نقلت مدنيين اعتقلتهم من الفاشر إلى مواقع خارج المدينة. وأشاروا إلى أن هذه المواقع موجودة في مخيم زمزم وبلدة كولقي، علاوة على قرية أم جلباق، وضواحي وداخل مدينة كتم، بينما نُقل آخرون إلى قاعدة الزرق في الحدود السودانية-الليبية-التشادية، حيث يُجرى إطلاق سراح بعضهم بعد دفع مبالغ مالية كبيرة.
وذكرت مصادر أخرى أن الدعم السريع دفنت أعدادًا كبيرة من ضحايا القتل في مقابر جماعية، من ضمنها مقبرة جماعية في حي الأشلاق غرب قيادة الفرقة السادسة مشاة، ومقبرة غرب مقر بعثة اليوناميد سابقًا. وأفادت بأن ضحايا آخرين دُفنوا في حفرة كبيرة واقعة على الطريق الرابط بين الفاشر وطويلة، حيث دُفنت فيها جثث جُمعت من عدة مواقع، وتحدثت المصادر عن وجود موقع في شمال غرب مخيم زمزم، حيث حُرقت جثث ضحايا نُقلوا من داخل الفاشر، وتُجرى عمليات الدفن غالبًا ليلًا بعيدًا عن الأنظار.
سيطرة على الاتصالاتوتدهورت الأوضاع الصحية بشكل مخيف داخل الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع عليها. وقال طبيب لـ”سودان تربيون” من طويلة إن ما لا يقل عن ألف مصاب بالقصف المدفعي والمسيرات ما زالوا يتواجدون في الفاشر. وأوضح أن معظم الجرحى تم اعتقالهم ويعانون من النقص الشديد في الغذاء والماء، حيث تُقدَّم لهم وجبة واحدة كل 48 ساعة علاوة على انتشار الكوليرا وسوء التغذية أوساط المرضى المعتقلين. وأشار إلى أن المعتقلين يتعرضون للضرب المبرح والأذى النفسي.
وحظرت الدعم السريع استخدام الإنترنت عبر الأقمار الصناعية “ستارلينك” التي يعتمد عليها معظم سكان دارفور في التواصل مع العالم الخارجي، بعد أن دمّر النزاع القائم البنية التحتية لشبكات الاتصال. وقالت المصادر إن الدعم السريع تسمح لمقاتليها والفرق الإعلامية التابعة لها فقط، فيما لا يتوفر أي اتصال بين سكان الفاشر والعالم الخارجي إلا عبر المقاطع التي تبثها الدعم السريع نفسها.
وأشارت إلى أن المعتقلين الذين يظهرون في مقاطع الفيديو من داخل المستشفى السعودي هم في الأصل أسرى يُنتقَون للتصوير ثم يُعادون إلى مواقع الاحتجاز، مما يشير إلى أن الدعم السريع حوّلت المرفق الطبي إلى منصة إعلامية. وتعرض المستشفى السعودي، وهو كان آخر مستشفى متبقٍ في الفاشر، لهجمات مكثفة بالمدفعية الثقيلة والطيران المسيّر، كما أن جنود الدعم السريع صفّوا ما يزيد عن 400 مريض ومرافق في اليوم الأول لسيطرتهم على الفاشر.
منع المنظمات من الدخولوأفاد اثنان من عمال الإغاثة الذين وصلوا حديثاً إلى منطقة طويلة، عقب احتجازهم لنحو 18 يوماً في بلدة قرني غرب الفاشر، بأن قوات الدعم السريع ما تزال ترتكب انتهاكات خطيرة بحق المدنيين داخل مدينة الفاشر.
وأوضحا في حديثهما لـ”سودان تربيون” أن قوات الدعم السريع تمنع دخول المنظمات الدولية وفرق التحقيق إلى المدينة، مشيرَين إلى أنهما سمعا قائد الدعم السريع بولاية شمال دارفور، الجنرال جدو حمدان أبنشوك، يؤكد لمجموعة من عناصره رفض السماح لأي جهة دولية بالدخول إلى الفاشر. وأضافا أن الأوضاع الصحية والبيئية داخل المدينة متردية للغاية بسبب انتشار الجثث في المنازل وعلى الطرقات العامة، ما أدى إلى انبعاث روائح كريهة في معظم الأحياء.
كما كشفا عن قيام قوات الدعم السريع بإجبار عدد كبير من الكوادر الطبية على العمل في المستشفى السعودي تحت ظروف أمنية قاسية، إضافة إلى النقص الحاد في العاملين بالقطاع الصحي داخل المدينة. وذكر أحد عمال الإغاثة أنه شاهد عناصر من الدعم السريع تعدم عشرات الأطفال والنساء وكبار السن داخل أحد الملاجئ بحي الدرجة الأولى في 27 أكتوبر الماضي، بعد لجوئهم إليه هرباً من القصف المدفعي وإطلاق النار العشوائي. وأوضح أن غالبية الضحايا كانوا من الأطفال الذين انفصلوا عن أسرهم أو فقدوهم جراء القصف وهجمات الطائرات المسيّرة.
ينشر منتدى الإعلام السوداني والمؤسسات الأعضاء فيه هذه المادة من إعداد (سودان تربيون) لتعكس انتهاكات منقطعة النظير تقوم بها قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر بعد السيطرة عليها منذ أكتوبر الماضي. تشير المادة إلى انتشار مراكز الاحتجاز داخل المدينة حيث يُرتكب مقاتلو الدعم السريع عمليات القتل والاغتصاب والتعذيب والتجويع والابتزاز المالي، مع استمرار عمليات دفن الضحايا في مقابر جماعية.
الوسومالأوضاع في الفاشر انتهاكات الدعم السريع في الفاشر