زعم وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين اليوم الاثنين 4 أيلول 2023، أنه لا يوجد أحد في العالم مهتم بإنهاء الصراع مع الفلسطينيين أكثر من إسرائيل.

وقال كوهين في حوار مع صحيفة الأيام البحرينية إن الاتفاقيات الابراهيمية فتحت ما يمكن وصفه بحقبة جديدة في الشرق الأوسط، وهي حقبة السلام، هذا السلام الذي سيعزز الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي".

وأضاف :" منذ عقود ونحن نحاول التوصل إلى حل للقضية، ولكن للأسف لم نحقق النجاح، وأعتقد أن انضمام الدول العربية إلى دائرة السلام هو ما سيحسن امكانية التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية – الإسرائيلية".

نص الحوار كما نشرته صحيفة الأيام البحرينية

سأبدأ من هذه الزيارة وأهدافها، كذلك ما إذا كان لديكم تتطلع نحو تعزيز الشراكة التجارية والاقتصادية مع دول السلام؟

- هذه هي زيارتي الأولى التي أقوم بها كوزير للخارجية لدول السلام، وقد اخترت أن تكون هذه الزيارة إلى مملكة البحرين وليست ضمن جولة، لما تجمعنا من علاقات مهمة مع المملكة، كذلك أنا سعيد جدًا بهذه الزيارة لأنها تأتي في توقيت له رمزية مهمة، فبعد أسبوعين من الآن، سنحتفي بمرور ثلاثة أعوام على إقامة العلاقات مع مملكة البحرين، وهي علاقات مبنية على رؤية مشتركة لاستقرار وازدهار المنطقة بأكملها. أما بالنسبة للهدف من الزيارة، فهي تأتي من أجل مواصلة بناء وتوسيع وتعميق الصداقة بين البلدين والشعبين من خلال تعزيز عدة جوانب، وعلى رأسها الوصول إلى الاتفاق حول البنى التحتية فيما يصب في تعزيز الاتفاقيات في المجالات الاقتصادية، والتجارية. كما نتطلع الى المضي قدمًا من أجل التوقيع على اتفاقية المنطقة التجارية الحرة، وتعميق العلاقة ما بين الشعبين، فأنا شخصيًا أُولي هذه النقطة أهمية كبيرة، لاسيما العلاقات بين الشباب في البلدين. وأحمل معي في هذه الزيارة عددًا من الأفكار لمشاريع نأمل من خلالها تعميق العلاقة ما بين الشعبين. وكذلك في التجارة والاقتصاد والاستثمارات، وبالتأكيد تعزيز العلاقات ما بين المجتمعات المدنية في الدولتين، وذلك من خلال تشجيع تبادل الزيارات للوزراء ولرجال الأعمال والشباب، وبالطبع السياح أيضًا. وهذا بتقديري هو جوهر الصداقة الوطيدة، وكما تعلمون، فإن عمليات بناء العلاقات، وتوسيعها، تتطلب وقتًا، ولكن أعيننا تتطلع نحو مستقبل مبني على التعاون واسع النطاق، وفي عدّة مجالات ذات الاهتمام المشترك. لكن بالطبع، يمكننا اليوم الإشارة إلى انطلاقة التعاون في عدة مجالات منها المجالات الصحية، والاكاديمية، والعلاقات ما بين الشباب، والتكنولوجيا المتقدمة، وجذب الاستثمارات، وزيادة النمو التجاري، فرؤيتي هي شرق أوسط تعيش فيه الشعوب في سلام وأمن؛ لضمان الرخاء الاقتصادي، وفرص العمل، وخلق واقع جديد. ونحن نعمل على فتح الأبواب لتعزيز التعاون في مجال الثقافة، وكذلك فتح مقر دائم لسفارة دولة إسرائيل في العاصمة المنامة.

دعني أتوقف عند اتفاقية التجارة الحرة مع البحرين وأهمية الوصول إلى هذه الاتفاقية بتقديريكم؟

- بلا شك أن الهدف من اتفاقية التجارة الحرة هو تمكين حركة حرة وسلسة للبضائع. حيث إن العلاقات التجارية بين الخليج العربي ودول أخرى تقع في الشرق وبين الدول الواقعة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط هي علاقات قديمة، وقد تناول كتابنا المقدس (سفر حزقيال) التجارة مع «رؤساء وأمراء عرب». بالطبع، نحن نطمح إلى تجديد هذا التاريخ، وإنشاء ممرات تجارية مع التركيز على أوجه الاستفادة من العلاقات، حيث إن إسرائيل تتمتع باتفاقية للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك باتفاقيات مماثلة مع مجموعات ودول مختلفة ومنها الاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة، كذلك لدينا علاقات تجارية وطيدة مع دول آسيوية. وفي رأيي أن كل ذلك سيؤدي بالطبع إلى توسيع عملية إقامة العلاقات مع الدول الأخرى في المنطقة، وازدهار التجارة، وزيادة الناتج المحلي الإجمالي، وكذلك خلق فرص عمل جديدة. وفي ذات الوقت، نحن نتطلع إلى إنشاء ممر للتكنولوجيا الفائقة «هاي تاك» وتعزيز التعاون في هذا المجال، وكذلك إنشاء ممرات للاتصالات والطاقة. لذلك فإن المستقبل الذي اتوقعه هو مستقبل الرخاء الاقتصادي الذي سيؤثر حتمًا بشكل إيجابي على حياتنا جمعيًا.

في أول اجتماع لك مع رؤساء الدوائر في وزارتك بعد تولّيك مهام الخارجية، اعتبرت أن الاتفاقيات الإبراهيمية قد أسهمت بشكل كبير في الامن والاستقرار في المنطقة، ونتج عنها تجارة تقدر بـ2،85 مليار دولار في العام 2022، اذا كنا نتحدث اليوم عن تطلعات نحو تعزيز الشراكات الاقتصادية مع دول السلام، ماذا عن انضمام دول أخرى إلى الاتفاقيات الإبراهيمية؟

- بالطبع، تعمل دولة اسرائيل على توسيع دائرة «دول السلام» نأمل أن تنضم المزيد من الدول إلى اتفاقيات الابراهيمية خلال الاشهر المقبلة. بلا شك ان الاتفاقيات الإبراهيمية، قد غيرت وجه الشرق الأوسط، كما أن انضمام دول أخرى قد يسهم في خلق التغيير، وتحقيق المزيد من الاستقرار، والازدهار لجميع دول المنطقة.

دعني أتوقف عند فرص السلام، إلى أي مدى يمكن التفاؤل حيال اتساع دائرة السلام في المنطقة مع اسرائيل، وهناك دول عربية تربط ما بين دخولها الى اتفاقيات سلام مع اسرائيل، وما بين الوصول الى حل سياسي للقضية الفلسطينية على اساس حل الدولتين، فيما تتخذ حكومتكم الحالية مواقف متشددة حيال السلام مع الفلسطينيين - وهذا ما عبر عنه أقرب حلفاءكم، وهو رئيس الولايات المتحدة الامريكية جو بادين حين وصف حكومتكم بأكثر الحكومات الاسرائيلية تطرفًا حيال السلام - ما تعليقكم؟

- لقد فتحت الاتفاقيات الابراهيمية ما يمكن وصفه بحقبة جديدة في الشرق الأوسط، وهي حقبة السلام، هذا السلام الذي سيعزز الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي. وما نسعى إليه هو أن نجعل من علاقاتنا مع مملكة البحرين نموذجًا يحتذى به، وقدوة لكافة الشعوب الأخرى. أما حول القضية مع الفلسطينيين، فلا يوجد أحد في العالم مهتم بإنهاء القضية مع الفلسطينيين أكثر من إسرائيل، فمنذ عقود ونحن نحاول التوصل إلى حل للقضية، ولكن للأسف لم نحقق النجاح. وأعتقد أن انضمام الدول العربية إلى دائرة السلام هو ما سيحسن امكانية التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية - الإسرائيلية.

سأنتقل إلى جانب داخلي في إسرائيل، رغم الانتقادات الواسعة من حلفائكم - الولايات المتحدة الأمريكية - والاحتجاجات الكبيرة التي شهدتها إسرائيل، وموقف اليهود في الولايات المتحدة الامريكية، إلا أن حكومة إسرائيل قد مضت قدمًا في التعديلات القضائية التي اعتبرت تقييدًا للسلطات القضائية، لماذا تشددت حكومة إسرائيل إزاء هذه التعديلات التي اعتبرتها أطراف سياسية إسرائيلية تراجع في مسيرة الديمقراطية الإسرائيلية؟ وإلا يمكن ان تؤدي هذه التعديلات التي أقرّت مؤخرًا، وإقرار بند «المعقولية» الى فتح الباب امام إساءة استعمال السلطة، لاسيما بعد إزالة أحد الضوابط القليلة التي كان يتمتع بها جهاز القضاء على السلطات التنفيذية في بلد فعلياً لا يوجد فيه دستور رسمي مكتوب؟

- إسرائيل دولة ديمقراطية، ومستقرة وقوية. وهناك اليوم خطاب عام وواسع سواء في الكنيست «البرلمان» وكذلك الاعلام، وحتى في التظاهرات حول تغيرات مهمة في التوازن بين السلطتين القضائية والتنفيذية. اما بالنسبة للراي العام في اسرائيل، فهناك أغلبية تؤيد إجراء تغييرات في النظام القانوني، وآمل أن نتمكن من خلال الحوار بين الطرفين من التوصل إلى اتفاقيات. لكن بكل الاحوال، نرى اهمية كبيرة في التغيرات الضرورية في النظام القضائي، وهو الامر الذي سيعزز من الديمقراطية الاسرائيلية. كما سوف تستفيد الديمقراطية الاسرائيلية من ذلك، وستظل اسرائيل دولة ديمقراطية اكثر قوة، وأكثر استقرارًا بعد التغييرات.

سأختتم معك بسؤال أيضًا حول اسرائيل، ولكن مع الولايات المتحدة الأمريكية، عندما سئل الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال الفترة الماضية ما إذا كان هناك لقاء سيجمعه برئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو رد «ليس في الوقت القريب» هل هناك اليوم فتور بالعلاقات ما بين اسرائيل والبيت الأبيض؟

- إن علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة الأمريكية - الحليف الأهم والأقرب إلينا- مبنية على قيم مشتركة، ووجهات نظر مماثلة. ولو نظرنا إلى الأمور بشكل أوسع، نجد أنه حتى بين الأصدقاء المقربين هناك قضايا قد لا يتفقون حولها، ولكن بيننا حوار عميق وشامل حول العديد من القضايا بما فيها تلك القضايا التي نختلف حولها.

فالولايات المتحدة تلعب دورًا بالغ الأهمية في تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وقد شهدنا الدور الأمريكي في التوصل إلى السلام مع كل من مصر، والأردن، وكذلك الاتفاقيات الابراهيمية. ونحن نعمل اليوم مع أصدقائنا الأمريكيين بشكل وثيق من أجل توسيع دائرة السلام والتطبيع مع الدول العربية. وقد توصلنا معهم إلى عدد من الإنجازات المهمة، ومنها سماح السعودية باستخدام مجالها الجوي للرحلات الجوية ما بين اسرائيل ودول أخرى، وكذلك سلطنة عمان التي سمحت مؤخرًا باستخدام مجالها الجوي. الأمر الذي يقلص فعليًا وبشكل كبير المدة الزمنية للرحلات الجوية ما بين إسرائيل ودول اسيوية. ويجعل الرحلات الجوية أكثر اقتصادية وبأسعار مناسبة أمام مواطني إسرائيل. لذلك - للإجابة على سؤالك - أعتقد أنه من خلال الحوار المفتوح والصريح مع أصدقائنا الأمريكيين، سنجد بالطبع طريقة للتوصل إلى تفاهمات معهم.

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة مع الفلسطینیین الشرق الأوسط دائرة السلام هذه الزیارة دول السلام دول أخرى فی الشرق من خلال ما بین

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية السعودية: رفض إسرائيل زيارة اللجنة العربية الى الضفة الغربية "تجسيد لرفضها مسلك السلام"

الرياض- أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الأحد 1 يونيو2025، أن رفض إسرائيل زيارة الوفد الوزاري العربي إلى الضفة الغربية "تجسيد لرفضها مسلك السلام"، داعيا الى مزيد من الاعتراف بدولة فلسطين لترجيح الحل الدبلوماسي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال الأمير بن فرحان في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظرائه الأردني والمصري والبحريني في عمان بعد اجتماع عبر الفيديو مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، "رفض إسرائيل زيارة هذه اللجنة الى الضفة هو تجسيد وتأكيد لتطرفها ورفضها أي محاولات جدية لمسلك السلام الدبلوماسي"، مضيفا "واضح هم لا يريدون إلا العنف".

وتابع "إذا كانت الحرب في غزة قد أوضحت شيئا، فهو أن الحلول العسكرية لا فائدة منها ولن تأتي بالأمن لأي طرف، لذلك لا بدّ من حلّ سياسي ونهائي".

وكان يفترض أن يقوم الوفد الأحد بزيارة إلى الضفة الغربية للقاء عباس، إلا أن إسرائيل أعلنت أنها "لن تتعاون" مع الزيارة الهادفة الى "الترويج لإقامة دولة فلسطينية". وقال الوفد السبت إنها رفضت السماح له باستخدام الأجواء التي تسيطر عليها للهبوط في رام الله.

وقال بن فرحان "في غزة حرب إبادة، وفي الضفة الغربية خطوات متتالية من الواضح أنها تهدف لإضعاف السلطة الفلسطينية، وبالتالي تقويض إمكانية قيام الدولة الفلسطينية".

إلا أنه أكّد أن اللجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة لمتابعة الوضع في قطاع غزة، ستواصل جهودها الدبلوماسية للوصول الى حل الدولتين.

وأشار الى أن الوزراء تحدثوا مع عباس عن هذه الجهود وعن المؤتمر الذي سيعقد في نيويورك في 18 حزيران/يونيو برئاسة فرنسا والسعودية، "لدفع أكبر قدر ممكن من الدول للاعتراف بدولة فلسطين وتجييش الرأي العام الدولي والسياسة الدولية لإيجاد مسار سريع لوقف الحرب في غزة".

وتابع "مرة أخرى أؤكد من يتبنى نهج أن لا حلّ إلا حل الدولتين عليه أن يتبنى أيضا مواقف تدعم هذا النهج ومن ضمنها الاعتراف بالدولة الفلسطينية".

واعترفت نحو 150 دولة بفلسطين حتى اليوم.

وتحدّث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الذي تشارك بلاده مع قطر والولايات المتحدة في وساطة للتوصل الى هدنة في قطاع غزة، عن "وضع إنساني كارثي داخل غزة"، معتبرا أن عدم دخول مساعدات "خرق فاضح لأبسط مبادىءالقانون الدولي الإنساني"، مضيفا أن "سياسة التجويع تنتهك أبسط حقوق البشر".

وقال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي إن قرار إسرائيل منع دخول اللجنة الى الضفة الغربية المحتلة "قدّم للعالم أجمع دليلا آخر على غطرسة الحكومة الإسرائيلية وعنجهيتها وتطرفها وعدم اكتراثها بالقانون الدولي".

وأجرى الوفد الوزاري لقاء مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي أكد، بحسب بيان للديوان الملكي، على "أهمية إدامة التنسيق مع الدول الصديقة والفاعلة لتشكيل ضغط دولي لإيقاف المأساة في القطاع".

وتترافق كل هذه الحركة الدبلوماسية مع ضغوط على إسرائيل لتخفيف الحصار على قطاع غزة الذي يشهد حربا مدمّرة منذ عشرين شهرا بين إسرائيل وحركة حماس.

وتسبّب حصار مطبق تفرضه إسرائيل منذ أكثر من شهرين بنقص حاد في الغذاء والماء والدواء وغيرها من المواد الأساسية في قطاع غزة، وقالت الأمم المتحدة إن كل سكان غزة معرضون للمجاعة.

 

مقالات مشابهة

  • غوتيريش يدعو لمحاسبة قتلة الفلسطينيين أثناء توزيع مساعدات
  • من أجل العدالة والإنسانية.. إسبانيا تطالب بإنهاء وحشية إسرائيل في غزة
  • الأمم المتحدة تدعو لإجراء تحقيق مستقل عن استشهاد عشرات الفلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات
  • اسرائيل تواصل قتل الجوعى وقصف المدنيين في غزة
  • “الوزاري الخليجي” يدين إنشاء وكالة لتهجير الفلسطينيين ويؤكد أهمية إنهاء حصار غزة
  • محافظ القاهرة: الدولة مهتمة بتوفير الخبز للمواطنين
  • اسرائيل تنصب مصائد القتل الجماعي وتحصد عشرات الفسطينيين
  • وزير خارجية السعودية: رفض إسرائيل زيارة اللجنة العربية الى الضفة الغربية "تجسيد لرفضها مسلك السلام"
  • اسرائيل ترتكب مجـ.زرة في موقع لتوزيع المساعدات في غزة
  • صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!