جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-15@07:05:11 GMT

شجون وشؤون لخريف فات وخريف آتٍ

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

شجون وشؤون لخريف فات وخريف آتٍ

 

 

خالد بن سعد الشنفري

 

لموسم الخريف في كل عام في ظفار شجون وشؤون تسبق قدومه، وتتملك من يعيشه، وكذا الحال مع وداعه وفراقه.. وليس بمستغرب علينا نحن أبناء محافظة ظفار هذه المشاعر الجياشة الرائعة التي نعيشها في هذا الموسم في مراحله الثلاثة ولا نطمح في أكثر من ذلك.

درجنا هنا في ظفار منذ مئات السنين على هذه الحالة ولا نطلب أكثر من ذلك، اللهم الرجاء من الله عز وجل أن يديم علينا هذه النعمة، أعوامًا وأعواما.

لطالما وما زال لنا في هذا الموسم من رخاء وغيث رباني يعُمّنا بشرًا وزرعًا وضرعًا، ولما فيه لنا من راحة وفرحة واستجمام؛ فالسماء تمطر، والأرض تنمو وتثمر، وتتوليان عنَّا بذلك كل عناء وجهد، وفي كرم رباني عظيم قلَّ أن تجد له مثيلاً في بلاد الله الواسعة، كل ما علينا سوى الحصاد والشكر لبقاء هذه النعم. لذلك تعودنا على اتخاذ كل جميل في هذا الموسم بدءًا بأعراسنا وأفراحنا والخروج للطبيعة للتنزه وللتخييم في الجبال والسهول ولمناسباتنا السعيدة والتزاور فيما بيننا، وصلة الرحم.

اليوم.. أصبح يشاركنا في كل ذلك إخوة كرام من كل ربوع سلطنتنا الحبيبة وخليجنا العربي الواحد وشبه جزيرتنا العربية، والدائرة تتسع عامًا بعد الآخر. أصبحت مسؤوليتنا أعظم بلا شك لنجود على زائرينا بما أجاد به الله علينا، ونشاركهم نعمهُ، بأن نهيئ كل السبل ليتمكنوا من مشاركتنا هذه النعمة وهذه الفرحة بيسر ودون عناء يذكر.

اليوم وبعد شبه انقضاء الموسم وعلمنا أن الرقم الذي وصل إليه زوارنا لهذا العام قد قارب 800,000 زائر، فإن في ذلك مؤشرًا واضحًا على أن الموسم المقبل سيحطِّم رقم المليون زائر بإذن الله، وكلهم سيتوافدون على هذه الرقعة الجغرافية لمناطق الخريف في المحافظة. فماذا أعددنا لذلك؟! وليكن سؤالنا من منطلق حُسن إكرام الضيف على أقل تقدير، أو أنه من منطلق الحدّ أو التخفيف من إرهاق اقتصادنا الوطني الذي جعل نصف مليون عماني يصرفون أموالهم داخل الوطن بدلًا من خروجها للخارج، ومردود مثل ذلك وأكثر يأتينا من الخارج كل عام، وما يمثله ذلك من رفد لاقتصادنا الوطني.

التقيتُ اليوم في أحد الفنادق بأحد الشباب العراقيين، وعرفت منه أن لديه جروب سياحي عائلي عراقي عددهم 150 زائرًا أتى بهم، رغم أننا لم نعد في ذروة الخريف وموسم الأمطار، وعندما لاحظ اندهاشي قال لي إنهم مستمتعون أيُّما استمتاع بوجودهم في ظفار بعيدًا عن صيف بغداد، وأن معظم برامج زياراتهم لجبال ظفار وعيونها وأوديتها الغناء.

وبالحديث مع هذا الشاب العراقي "مُصعب" والذي كان حديثًا ذا شجون، عرفت منه أن هذا يعد ثالث موسم سياحي له وشركته لإحضار مجموعات سياحية، إلى خريف ظفار، وأنهم بدأوا بعدد متواضع، لكن وصل في هذا الموسم إلى 600 شخص.

إذن العراق الشقيق دخل مؤخرا بدوره على خط خريف ظفار، وما أدراك ما العراق، وما السائح العراقي، حسبما نعرف ونسمع عنه، وما قاله لي "مصعب" نتيجة اختصاصه وعمل شركته في هذا الجانب بين العراق ودول أخرى عديدة، فإنه يتوقع أن يتضاعف هذا العدد وأكثر في الموسم المقبل، وأن رحلات المجموعات السياحية من بغداد إلى مسقط التي يقضون فيها مدة يومين لزيارة أهم معالمها، وفي صلالة يتم استئجار حافلات لتنقلاتهم مع الاستعانة بمرشدين سياحيين من الشباب العماني لمرافقتهم في جولاتهم والتعريف بكل موقع يزورنه.

السؤال الآن لوزارة التراث والسياحة ومديريتها في المحافظة ومكتب المحافظ وبلدية ظفار وكل جهة حكومية معنية بالسياحة في المحافظة والسلطنة قاطبة، ماذا أعددتم وستقدمون لمثل هؤلاء، ومن يأتون بهم لزيارتنا ليقدموا بدورهم لنا المزيد؟!

سألت محدِّثي "مصعب" ماذا تأمل من كل هذه الجهات لتيسير ومضاعفة عملك فأجابني: "بالنسبة للعراق لا أطمح أكثر من نشر وترويج خريف ظفار سياحيًا هناك، وتزويدنا هنا في الموسم المقبل بأي مطويات أو إعلانات ترويجية لنشرها في العراق؛ لأنه ما زال خريف ظفار غير معروف لدى العراقيين، وكل اعتمادنا على ترويجنا الشخصي، وعلى انبهار من نأتي بهم بعد وصولهم وبدورهم ينقلون ذلك لغيرهم، شخصيًا أو بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، وأضم صوتي للأصوات الكثيرة التي تنادي وتطالب بتطوير السياحة في ظفار والتي نسمعها من معظم زوار ظفار أنفسهم والتي أعتقد أصبح الجميع يدركها ولم يتبق، إلّا التنفيذ الفعلي لذلك، من الآن، مع عدم الانتظار حتى الموسم المقبل". انتهى كلام مصعب.

في الحقيقة لم يسعفني أي رد أفيده به إلّا أن أضم صوتي إلى صوته، وهذا أضعف الإيمان، وادعو الله معه أن تُستجاب المقترحات، وكل موسم خريف والجميع بخير.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ملتقى أولياء الأمور بصلالة يبرز دور الأسرة في دعم العملية التربوية

صلالة- عامر بن غانم الرواس

«تصوير: حامد الكثيري»

نظمت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار اللقاء التعريفي السنوي لمجالس أولياء الأمور، برعاية صاحب السمو السيّد مروان بن تركي بن محمود آل سعيد محافظ ظفار رئيس مجالس أولياء الأمور بالمحافظة.

وقالت الدكتورة ميزون بنت بخيت الشحرية، المديرة العامة للتربية والتعليم بالمحافظة: إن المديرية شهدت خلال السنوات الثلاث الماضية تنفيذ العديد من المشروعات المتكاملة، بما في ذلك الإضافات والصيانة والترميم، وإعادة تأثيث المختبرات، بمبلغ يربو على عشرين مليونًا وأربعمائة ألف ريال عماني، منها ما تم الانتهاء منه، ومنها ما هو قيد التنفيذ.

وأضافت أن المدرسة مهما بلغت من قوة في الإمكانات، لا تُحقق أهدافها إلا بشراكة فاعلة مع الأسرة، التي تُعد الشريك الرئيس لاستكمال البناء وتحقيق المقصد. ومن هنا جاء الدور الريادي لمجالس أولياء الأمور، التي أثبتت حضورًا فاعلًا خلال الفترة الماضية، تتابع وتدعم، وتشارك وتؤازر، فكانت بحقّ عينًا ترى ويدًا تعين.

تضمن الملتقى والذي أقيم بمنتجع ميلينيوم صلالة عددًا من الفقرات، بدأت باستعراض ملخص منجزات المديرية، قدمته مريم بنت سعيد باعوين رئيسة قسم الابتكار والأولمبياد العلمي بالمديرية. تلا ذلك ورقة عمل حول مبادرة "أداء والتزام" على مستوى المديرية قدمها خالد بن حسن بيت علي سليمان مشرف أول إدارة مدرسية. وأيضًا ورقة عمل بعنوان " تجارب ومبادرات ناجحة في التحصيل الدراسي بتعليمية ظفار"، قدمها عمر بن محمد عبدالله برهام مشرف أول جغرافيا بدائرة الإشراف التربوي.

كما قدمت فايزة أحمد عبدالله الذيب مديرة مدرسة صحلنوت للتعليم الأساسي للصفوف (9-12) للبنات، نبذة عن تجربة رئيسة مجلس أولياء الأمور في المدرسة للحد من عزوف أولياء الأمور عن الحضور للمدارس لمتابعة الأداء والمستوى التحصيلي للأبناء.

واختتم برنامج الملتقى بمحور التحديات الإدارية والسلوكية التي تواجه المدارس، ومتطلبات التعاون لتقليل آثارها السلبية، قدمه أحمد بن سعيد عمر الكثيري الأخصائي الاجتماعي بمدرسة القنطرة للتعليم الأساسي للصفوف (5-9) للبنين، تلا ذلك مناقشة المقترحات والملاحظات بين الحضور والمتحدثين.

هدف الملتقى إلى مناقشة التحديات التعليمية والإدارية والسلوكية التي تواجه المدارس وفتح حوار حول سبل التعاون لتقليل آثارها السلبية، إلى جانب دعم المبادرات المجتمعية والتربوية من خلال تقديم تجارب ناجحة لرفع مستوى التحصيل الدراسي وتعزيز مشاركة أولياء الأمور.

مقالات مشابهة

  • تتويج بنك ظفار بـ"جائزة التميز في المعالجة المباشرة"
  • ملتقى أولياء الأمور بصلالة يبرز دور الأسرة في دعم العملية التربوية
  • الهلال يحصد بطولة كرة الطائرة بمحافظة ظفار
  • ظفار يكسب نقاط صور في دوري جندال
  • وزير الخارجية يشدد على رفض مصر لأية إجراءات لتكريس الانفصال بين الضفة وغزة
  • كتائب حزب الله تهاجم مبعوث ترمب إلى العراق وتدعو السياسيين لعدم التواصل معه
  • 180 ناقة تستعرض الرياضات التقليدية ببدية
  • من معركة دِفَا وصمود مرباط صُنع مجد "11 ديسمبر"
  • السويق يتجاوز ظفار بثنائية في دوري الناشئين
  • فعاليات متنوعة في مهرجان ذوي الإعاقة بمحافظة ظفار