خطوة في الوساطة وأخرى لتفكيك خصوم الحوثي.. ماذا تفعل عمان شرق اليمن؟
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
كشفت تقارير إعلامية، الأحد، عن لقاء استضافته العاصمة العمانية مسقط، بين مشايخ قبليين من المحافظات الشرقية لليمن، الجوف وحضرموت وشبوة والمهرة، في خطوة اعتبرها مراقبون للشأن اليمني محاولة لتشكيل تحالف جديد في البلاد.
وجمع اللقاء كلاً من المشايخ أمين العكيمي وعلي الحريزي ويحيى أبو عوجا، وشخصيات قبلية من شبوة ومحافظات أخرى، كما ورد في الخبر.
سبق أن شغل الشيخ العكيمي محافظ محافظة الجوف وهو موالٍ لحزب الإصلاح واللواء علي محسن صالح، وكان أبو عوجاء أركان حرب المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت الموالية لحزب الإصلاح واللواء محسن أيضاً، وهو ما يجعل اللقاء محاولة إخوانية لخلط الأوراق السياسية والأمنية بالتزامن مع الجهود الدولية والإقليمية للدفع بالعملية السياسية في البلاد إلى الأمام، ومع جهود القوات الجنوبية في محاربة تنظيم القاعدة.
ويشير هذا اللقاء إلى الدور المزدوج الذي تلعبه سلطنة عمان، تارة بلعب دور الوسيط في المفاوضات بين مليشيا الحوثي والمملكة العربية السعودية، وتارة في تفكيك التحالفات القائمة بين الأطراف والقوى المناهضة للحوثيين، وكلا الأمرين يصب في اتجاه إضعاف خصوم مليشيا الحوثي سياسياً وعسكرياً.
ومن شأن انعقاد هذا اللقاء برعاية عمانية أن يلقي بظلال من الشكوك حول حقيقة الدعم العماني للعملية السياسية في البلاد، وبخاصة مع توجه بوصلة الاهتمام الإقليمي والدولي نحو المحافظات النفطية، وجميع المحافظات المذكورة غنية بالنفط. وبإضافة مأرب إلى المحافظات الأربع تكون جماعة الإخوان في اليمن ضمنت حصتها من النفوذ في المحافظات النفطية الخمس، وهو ما تسعى إليه الجماعة بكل الوسائل بما في ذلك تخليها عن المعركة الأساسية ضد مليشيا الحوثي.
وتتناقض هذه المساعي الإخوانية مع مطالب الشعب في حضرموت والمهرة، والمتمثلة بإخراج القوات العسكرية التي يسيطر عليها الإخوان من المحافظتين خشية أن تسلم هذه القوات المحافظتين لمليشيا الحوثي كما فعلت في محافظات شبوة والجوف ومأرب خلال السنوات الماضية.
وأقيل اللواء علي محسن صالح من منصبه نائباً لرئيس الجمهورية في أبريل 2022 بالتزامن مع تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، لكن مثل هذه اللقاءات تكشف عن استغلال الرجل للتقارب السعودي العماني مؤخراً على إثر التقارب السعودي الإيراني، وتوظيف هذا الأمر لترميم نفوذه الذي أضعفه تشكيل مجلس القيادة الرئاسي.
واعتبر مراقبون مضي الإصلاح واللواء محسن في هذا المسار تقارباً منهما مع الحوثيين لا يستبعد أن يؤدي إلى تسليمهما مناطق نفوذهما إلى المليشيا الحوثية في أي وقت، خاصة مع تواجد سلطنة عمان في المحافظات الشرقية لليمن بحكم قربها من حدودها.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
روسيا تسخر من الخلاف بين ترامب وماسك وتعرض الوساطة مقابل أسهم
رغم تحفظ الكرملين على التعليق المباشر على الخلاف المحتدم بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورجل الأعمال إيلون ماسك، فقد خرجت موسكو بسيل من التصريحات الساخرة التي تعكس اهتمامًا خاصًا بالنزاع غير التقليدي بين اثنين من أبرز الشخصيات العالمية.
ويأتي التوتر بين ترامب وماسك بعد أن وصف الأخير مشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي أطلق عليه ترامب اسم "مشروع القانون الجميل الكبير"، بأنه "بغيض"، ما دفع الرئيس الأمريكي إلى شن هجمات لاذعة عبر منصته الاجتماعية، في وقت ترددت فيه أنباء عن نيته بيع سيارته من طراز "تسلا"، والتي تنتجها شركة ماسك.
في خطوة ساخرة، كتب ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، عبر منصة "إكس"، أنه مستعد للعب دور الوسيط بين ترامب وماسك لإنهاء الخلاف بينهما، شريطة الحصول على "أجر معقول" يدفع بأسهم من شركة "ستارلينك" التابعة لماسك، والتي توفر خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية.
وقال ميدفيديف، الذي لطالما استخدم أسلوبًا تهكميًا في تصريحاته على المنصات الغربية، إنه يعتقد أن الجدل بين ترامب وماسك تجاوز حدوده، داعيًا الاثنين إلى وقف التراشق الإعلامي.
وفي تصريح أكثر حدة وسخرية، نقلت وكالة "تاس" الرسمية عن النائب في مجلس الدوما ديمتري نوفيكوف، قوله إن موسكو يمكنها منح إيلون ماسك حق اللجوء السياسي إذا احتاج لذلك، رغم أنه "لا يتوقع أن يصل الأمر إلى هذا الحد". وأكد نوفيكوف أن روسيا لديها "الخبرة الكافية" في التعامل مع شخصيات عالمية تمر بمشاكل سياسية.
موقف رسمي متحفظ من الكرملينمن جانبه، حاول الكرملين النأي بنفسه عن الخلاف، إذ صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، لوكالة "تاس"، أن هذا "شأن داخلي أمريكي"، مشددًا على أن روسيا "لا تنوي التدخل أو التعليق عليه بأي شكل من الأشكال"، مؤكدا أن "ترامب سيتولى الأمر بنفسه".
يعود الخلاف بين الرجلين إلى خلافات اقتصادية وسياسية، حيث أبدى ماسك في عدة مناسبات انتقادات حادة لسياسات ترامب، خصوصًا في ما يتعلق بالبيئة والضرائب والتكنولوجيا. وفي المقابل، اتهم ترامب ماسك بأنه "ناكر للجميل"، خصوصًا بعد حصول شركاته على دعم حكومي كبير خلال إدارات سابقة.