في عيد ميلاها الـ89.. رجاء الجداوي «سيدة المجتمع الأرستقراطية»
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
تحل اليوم الأربعاء، الذكرى التاسعة والثمانين على ميلاد هانم السينما المصرية وعارضة الأزياء الفنانة الراحلة رجاء الجداوي، والتي تُعد نموذجًا لسيدة المجتمع الأرستقراطية، فكانت بدايتها الفنية في فيلم "دعاء الكروان" عام 1959، للمؤلف د. طه حسين، وسيناريو وحوار يوسف جوهر، وإخراج هنري بركات، قدمت خلاله دور "خديجة" بمشاركة الفنانين فاتن حمامة، وأحمد مظهر، وأمينة رزق، وزهرة العلا، والذي أُختير ضمن أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية في استفتاء النقاد عام 1996، والذي لاحقه مجموعة كبيرة متنوعة سواء في السينما أو التليفزيون أو المسرح.
اسمها الحقيقي نجاة علي حسن الجداوي، وفي التاسع من سبتمبر عام 1934م ولدت "رجاء" في مدينة الإسماعيلية، وتلقت تعليمها في إحدى المدارس الفرنسية، ورغم ظروف معيشة أسرتها جعلتها تعمل وهى في سن الرابعة عشرة من عمرها في جراج أتوبيسات بشارع طومان باي في سراى القبة.
عاشت رجاء وأخوها الصغير بعد انفصال أبويهما مع خالتها الفنانة تحية كاريوكا راقصة مصر الأولى، التي زرعت بداخلها الصدق، وحب الخير، والإحساس بالآخر، والمشاركة الوجدانية، وكانت من أهم مراحل تكوين شخصيتها.
وفي الثاني والعشرين نوفمبر 1970 سافرت "الجداوي" إلى ود مدني في السودان، لتقدم مسرحية "روبابيكيا"، وكانت بديلة للنجمة نبيلة عبيد، وعندما التقت بالكابتن حسن مختار، حارس مرمى النادي الإسماعيلي، ومنتخب مصر، حتى نشأت بينهما قصة حب انتهت بالزواج، فأنجبت منه ابنتها الوحيدة "أميرة" واستمرت هذه القصة حتى الممات.
رغم هوسها بعالم الموضة وعرض الأزياء، والذي ترك أثرًا كبيرًا في شخصيتها الأرستقراطية، إلا أنها كرّست حياتها للفن، فقدمت العديد من الأعمال الفنية سواء في السينما أو التليفزيون أو المسرح أو الإذاعة، حيث يعد فيلم "أزواج طائشون" أول عمل سينمائي يجمع بين رجاء الجداوي، والزعيم عادل إمام، من تأليف فيصل ندا، وإخراج نيازي مصطفى، في العام 1976، وقدمت دور "شهيرة"، والذي أصبح من الأفلام المقربة إلى قلبها، وأتبعه عدة أفلام أخرى، إلى جانب المسرحية الشهيرة "الواد سيد الشغال" التي قدمت خلالها دور "درية هانم"، بالتعاون مع الفنانين: عادم إمام، وعمر الحريري، ومصطفى متولي، ومشيرة إسماعيل، من تأليف سمير عبدالعظيم، وإخراج حسين كمال، عام 1985، وحققت المسرحية نجاحا كبيرا، وما زالت من الأعمال العالقة في أذهان الجميع، وكذلك مسرحية "الزعيم".
تنوعت شخصيتها في العديد من الأعمال الفنية، فقدمت الفتاة، والزوجة، والأم، والحماة، والجدة، ويعد فيلم "من 30 سنة" من أروع ما قدمته الفنانة رجاء الجداوي في مشوارها السينمائي، الذي عرض في 2016، ومن بطولة: ميرفت أمين، ومنى زكي، وأحمد السقا، وشريف منير، ومن تأليف أيمن بهجت قمر، وإخراج عمرو عرفة.
نالت رجاء شهرة عالمية وحصلت على العديد من الجوائز والتكريمات، كان من بينها: جائزة ملكة جمال حوض البحر المتوسط، وفازت بلقب ملكة جمال القطر المصري عام 1958، وغيرها.
في الرابع والعشرين من مايو 2020، أصيبت رجاء الجداوي بمرض فيروس كورونا أثناء تصوير الحلقات الأخيرة من مسلسل "لعبة النسيان"، فنقلت إلى مستشفى أبو خليفة، وهو إحدى مستشفيات العزل بالإسماعيلية وفقا لتوصية من وزيرة الصحة هالة زايد، وقيل أنها التقطت العدوى أثناء تقديمها واجب العزاء في وفاة رجل الأعمال السعودي صالح كامل يوم 27 رمضان، وظلت تحت العلاج في المستشفى لمدة 43 يوما، وخلال الأيام الأخيرة لها تدهورت حالتها الصحية بشكل حرج إلى أن توفيت صباح الأحد 5 يوليو 2020 عن عمر ناهز 85 عاما، حيث أعلنت ابنتها أميرة مختار خبر وفاتها عبر حسابها الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السينما المصرية رجاء الجداوي عارضة الأزياء مدينة الإسماعيلية رجاء الجداوی
إقرأ أيضاً:
من «جملات كفتة» إلى كوريا.. حكاية متحولات السينما
ربما لا يستسيغ للبعض أن يشاهد رجلًا فى زى امرأة خاصة فى مجتمعنا الشرقى، بل ربما هذا الفعل كما يقولون «تطير به الرءوس» ولكن على الشاشة وفى عالم التمثيل والخيال والقصص غير الواقعية يتقبل الجمهور تلك المشاهد فمثلًا كانت أشهر أدوار إسماعيل ياسين هو «الآنسة حنفى» بل قام بتلك الأدوار بعض رواد السينما والمسرح مثل فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولى، وعبدالمنعم ابراهيم والكثير من نجوم الماضى والحاضر.. ولكن فى عالم السينما لا نجد المستحيل، حيث كانت جميع أدوار أحد نجوم الماضى حسين ابراهيم هو سيدة قبيحة كوميديا.. وفى سينما التسعينات ظهرت سيدة متوهجة الأنوثة ولكنها فى الواقع كانت رجلًا وأجرى عملية تحول لأنثى وكان من أوائل من أجرى عملية التحول فى مصر وهو «طارق» المتحول إلى «حنان».. واشتهرت حنان فى السينما وهى سيدة خفيفة الظل جميلة تستخدم أدوات الأنثى فى الإثارة رغم أنها فى الواقع ولدت ذكر.
حكاية حسين إبراهيم
«وجع قلبى وأحبه وأموت» جمالات كفتة.. وهو الفنان حسين إبراهيم.. وكان ممثلًا موهوبًا، ولكنه لم يأخذ فرصته أو يلفت اليه الأنظار الا من خلال عمل دور سيدة.. وكانت أشهر أدواره فى زمن السينما الجميل «جمالات كفتة» فى فيلم «الآنسة ماما» سنة ١٩٥٠ مع محمد فوزى، إسماعيل ياسين، وصباح.
جمالات كفتة التى لحن لها محمد فوزى اغنية «اخييييه.. وجع قلبى وأحبه وأموت» دور كوميديا من نوع فريد.. تخيل سيدة ترتدى فستان ساتان لامع ومعطف فرو، وصوتها خشن وبتغنى أغنية اخيييه. محمد فوزى فى الفيلم كان يعتقد أنها صباح، لما اكتشف الحقيقة، سألها باستغراب: «حضرتك جمالات كفتة؟
فردت بكل ثقة وسخرية وطرب نعم يا فندم!
ومن هنا، جمالات كفتة سرقت الأضواء. واستغل حسين إبراهيم هذا النجاح وقرر يكمل فى تقديم أدوار الستات لمدة ٢٠عامًا، وظهر مرة واحدة كرجل فى فيلم «مراتى نمرة ٢»، ولكن كشف فى آخر الفيلم عن أنه امرأة، وكان آخر ظهور حسين إبراهيم دوره سيدة مطربة من محاسيب أحد الأغنياء فى فيلم «خضرة والسندباد القبلى» وقد شارك الملحن محمود الشريف فى غناء وألحان هذا الفيلم.
والذى كان بطولة درية أحمد وكمال الشناوى محمود المليجى وحسن فايق وزوزو شكيب وعباس فارس وشكوكو وعلى الكسار وحسن اتلة وعمر الجيزاوى وصفا الجميل وإخراج السيد زيادة، وكانت جميع أدوار حسين إبراهيم امرأة وبعدها اختفى فجأة، ولم نعرف عنه شيئًا حتى الآن ولا حتى تاريخ وفاته.
«كوريا» فى المعسكر
أما حكاية «كوريا» بطلة فيلم عسكر فى المعسكر وهى فى الحقيقة رجل تحول من طارق إلى حنان الطويل من مواليد عام ١٩٦٦.. وطارق أو حنان بعد التحول كان يعيش حياة بائسة، حيث طرده أهله ولم يتقبلوا فكرة تحوله من رجل إلى سيدة وإجراء عملية جراحية فى الخارج ونجح فى التحول الجنسى، حيث كان يعانى من اضطراب نفسى وهو رجل حتى التحول وبعد هذا التحول لجأ إلى التمثيل وكانت أشهر ادواره فى فيلم الناظر بطولة علاء ولى الدين وأحمد حلمى وحسن حسنى، حيث لعب دور «مس عفاف» مدرسة اللغة الإنجليزية والتى أحبها صديق الناظر عاطف وهو أحمد حلمى.. كما قامت حنان الطويل دور كورية صاحبه أشهر أغنية فى فيلم عسكر فى المعسكر بطولة محمد هنيدى.. وصاحبة أشهر منولوج بالفيلم: البيت دا طاهر وهيفضل طول عمره طاهر ويا ام المطاهر رشى الملح سبع مرات.
تعرضت حنان لهجوم شديد من جيرانها منذ أن قررت الخضوع لعملية التحول الجنسى، لدرجة تقديمهم بلاغًا ضدها للشرطة والذى انتهى باحتجازها فى مستشفى العباسية للأمراض العقلية. فارقت الحياة بشكل مفاجئ عام ٢٠٠٤ عن عمر ٣٨ عاماً، حيث أكدت الفنانة هالة فاخر أنها ماتت خلال جلسة علاج بالصدمة الكهربائية حيث توقف قلبها.
ربما لم يصبح طارق نجمًا سينمائيًا لولا تحوله الجنسى إلى امرأة ولكن الظروف هى التى جعلته يمثل ويشتهر وهو انثى وتحول من أهله وجيرانه إلى محل استغراب وتعجب وربما استنكار، منهم من غضب من فعلته ومنهم من أشفق عليه أو عليها ووصفوها بأنها مريضة نفسياً.. لم تلقَ حنان قبولًا مجتمعيًا إلا من خلال مشاهديها أمام الشاشة فى أدوارها بالسينما مع عدم معرفتهم قصتها الواقعية وأنها رجل متحول.