مصر للطيران تطلق أولى رحلاتها إلى بورسودان .. ومطار ساوباولو بالبرازيل يستقبل أولى رحلاتها
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
انطلقت أولى رحلات مصر للطيران الناقل الوطنى المباشرة إلى مدينة بورسودان والتى تحمل رقم MS856 وعلى متنها 120 راكبا، حيث قامت سلطات المطار بالسودان باستقبال الطائرة بتقليد رش المياه على الطائرة للترحيب بتشغيل هذا الخط المهم، وذلك بعد فتح المجال الجوى لشرق السودان، وتأتى هذه الخطوة استكمالًا للخطة الطموحة التى تنتهجها مصر للطيران الناقل الوطنى نحو التوسع فى شبكة خطوطها الجوية داخل القارة الأفريقية وفى ضوء توجيهات الدولة المصرى لتعزيز التعاون وتكثيف التواجد داخل القارة السمراء.
هذا وقد استقبل مطار القاهرة الدولى فى تمام الساعة 12:20 ظهرًا الطائرة فى رحلة عودتها من مطار بورسودان الدولى وعلى متنها 115 راكبًا.
جدير بالذكر أن تشغيل خط مدينة بورسودان الذى يعد من الخطوط الواعدة حيث يساهم فى زيادة الحركة الجوية والتجارية وتعزيز أواصر التعاون بين البلدين الشقيقين.
وأول رحلة لساوباولو بالبرازيل
على جانب آخر استقبل مطار جوارولوس الدولى بمدينة ساوباولو البرازيلية، أولى رحلات مصر للطيران المباشرة بين القاهرة وساوباولو، الرحلة رقم MS3910 بأحدث طائرات الشركة من طراز B787-9 دريم لاينر.. وتعتبر هذه الرحلة هى الرحلة الأولى فى تاريخ الشركة لهذا الخط. ومن الجدير بالذكر أن مصر للطيران تسير رحلة خاصة إلى مدينة ساوباولو البرازيلية كل أسبوعين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصر للطيران بورسودان ساوباولو بالبرازيل مصر للطیران
إقرأ أيضاً:
رحلة إلى مدينة الذكريات
عدتُ بعد غيابٍ امتدّ لعشرة أعوام، عدتُ لا لأكتشف مدينة جديدة، بل لأستعيد مدينةً قديمة تسكنني، مدينةً لا ترتبط في ذاكرتي بجغرافيتها، ولا بتاريخها، ولا بمعالمها، بل ترتبط بشخصٍ واحدٍ كان فيها، فصار كل ما فيها يُشبهه، ويُحاكيه، ويُعيدني إليه. لم تكن العودة صدفة، ولم تكن رغبةً عابرة في السفر، بل كانت شوقًا متراكمًا، حنينًا دفينًا، بحثًا عن أي شيء يخصه، عن رائحةٍ علقت في زاويةٍ من شارع، عن مقعدٍ جلس عليه، عن طريقٍ مشيناه سويًا، عن لحظةٍ عشتها معه ولم أُدرك حينها أنها ستكون من كنوز العمر. حين وطئتُ أرض المدينة، شعرتُ أنني لا أعود إليها، بل أعود إليه، أعود إلى نفسي القديمة، إلى ذلك الطفل الذي كان يُمسك بيد أبيه ويشعر أن العالم كله آمنٌ ما دام إلى جواره. كل شيء بدا مألوفًا على نحوٍ مؤلم: الأرصفة التي حفظت وقع خطواتنا، الأشجار التي شهدت صمتنا، المقهى الذي جلسنا فيه ذات صباحٍ هادئ، حين كان يُحدثني عن الحياة كمن يُهدي وصاياه الأخيرة دون أن يدري. سرتُ في الطرقات التي عرفناها معًا، وكل زاوية تنطق باسمه، وكل نافذة تُشبه عينيه حين كان يتأمل المكان بهيبة العارف وحكمة المُحب. جلستُ على ذات المقعد المطلّ على النهر، حيث جلسنا ذات مساء، حين كان يُحدّثني عن طفولته، عن أحلامه، عن أشياءٍ لم أفهمها تمامًا حينها، لكنني اليوم أُدركها بكل تفاصيلها، وأشعر بثقلها في قلبي. رأيتُ السياح يلتقطون الصور، فاستعدت تلك اللحظة التي التقط فيها صورة تجمعنا أمام أحد المعالم، وقال لي ممازحًا: «سنعود لالتقاط صورة بالزاوية ذاتها بعد عشرة أعوام.» وها أنا أكتب بعد عشرة أعوام، لكن لم أستطع التقاط الصورة من دونه. المدينة لم تتغيّر كثيرًا، لكنني أنا تغيّرت، لأنني عدتُ إليها لا كما كنت، بل مثقلًا بما لا يُقال، محمّلًا بما لا يُكتب، أبحث عن وجهٍ غاب، وعن صوتٍ خفت، وعن يدٍ كانت تُمسك بي حين أتعثّر. كتبتُ في دفتري: «اخترتُ هذه المدينة من بين مدن الأرض، لا لأنها الأجمل، بل لأنها الوحيدة التي تُشبهه.» ثم أغلقتُ الصفحة، كأنني أُغلق بابًا على وجعٍ لا يُشفى، ووقفتُ عند المدخل، أستجمع ما تبقّى منّي، وأهمس للمكان: «لقد عدتُ، ولكن أبي لم يعد.» رحمك الله يالغالي. كانت هذه المدينة جميلة بك، وما زالت جميلة، لكنها باتت ناقصة، وما أقسى أن يعود الإنسان إلى مكانٍ كان فيه سعيدًا، ليكتشف أن السعادة لم تكن في الشوارع ولا في المناظر، بل في من كان يشاركه اللحظة، ويمنحها معناها، ويملأها دفئًا وطمأنينة. في كل زاويةٍ مررتُ بها، كنتُ أبحث عنك، لا بعيني، بل بروحي، كأنني أرجو من المكان أن يُعيد تشكيلك من الضوء والهواء والحنين. لكنني أدركت، بعد أن مشيتُ كثيرًا، وتأملتُ طويلًا، أن الذكرى، مهما كانت حيّة، لا تُجاري حضورًا كان يملأ الدنيا بهجة، وأن الأماكن، مهما احتفظت بصورنا، لا تستطيع أن تُعيد إلينا من غاب. ومع ذلك، وجدتُ في هذه الرحلة شيئًا من السلوى، شيئًا من العزاء، شيئًا يُشبه اللقاء، وإن كان قد جدد الجرح. وجدتُك في التفاصيل، في الصمت، في الذكرى، في قلبي الذي لا يزال ينبض باسمك. وها أنا أغادر المدينة، لا كما دخلتها، بل مثقلًا وأحمل معي يقينًا واحدًا: أن الحب لا يموت، وأن الأب، وإن غاب جسده، يبقى حيًا في الأماكن التي أحبها، وفي الأبناء الذين أحبهم، وفي اللحظات التي لا تُنسى، ولا تُستعاد. رحمك الله يا أمان السنين.
قطر زهرة حسن