«العشرين» تتبنى إعلاناً توافقياً وتضم الاتحاد الأفريقي
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
نيودلهي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةاتفق قادة مجموعة العشرين المجتمعون في الهند، على انضمام الاتحاد الأفريقي إلى تكتلهم، مرحبين بجميع المبادرات البناءة التي تدعم السلام الشامل والعادل والدائم في أوكرانيا، ودفع العمل المناخي وتحقيق توازن نمو الاقتصاد العالمي.
وانطلقت أمس، أعمال القمة الـ 18 لرؤساء دول وحكومات مجموعة «العشرين»، في العاصمة الهندية نيودلهي، للتباحث حول أبرز القضايا الدولية وتسريع التقدم الجماعي نحو التنمية المستدامة.
وفي كلمته التي جاءت مع افتتاح القمة، أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أمام قادة مجموعة العشرين، أن الاتحاد الأفريقي أصبح عضواً دائماً في المجموعة، محذراً من أن العالم يعاني أزمة ثقة دولية.
وقال مودي: «إنه يؤمن بوجود اتفاق بشأن ضم الاتحاد الأفريقي إلى كتلة (مجموعة العشرين)»، موجهاً الدعوة إلى الاتحاد الأفريقي لكي يصبح عضواً دائماً في المجموعة التي تضم 20 دولة.
ودعا مودي، خلال كلمته، رئيس جزر القمر، غزالي عثماني، الذي يرأس الاتحاد الأفريقي حالياً، إلى شغل مقعد الكتلة على طاولة قادة مجموعة العشرين كعضو دائم.
من جانبه، وصف مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، انضمام الاتحاد الأفريقي لمجموعة العشرين بـ«الخطوة المهمة التي يدعمها الاتحاد الأوروبي منذ البداية»، معرباً في منشور على منصة «إكس» عن تطلعه للعمل مع الكتلة الأفريقية من خلال المجموعة.
وتبنت مجموعة العشرين التي تختتم أعمالها اليوم، إعلاناً توافقياً في اليوم الأول، حسبما أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
وجاء في الإعلان المشترك أنه «فيما يتعلق بأزمة أوكرانيا، نعيد التذكير بالمباحثات التي دارت العام الماضي في مدينة بالي الإندونيسية، ونؤكد المواقف الوطنية والقرارات المتخذة في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة». وشدد الإعلان على ضرورة أن «تتصرف جميع الدول بشكل يتسق مع مجمل مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة»، لافتاً إلى «وجوب أن تمتنع الدول عن التهديد أو استخدام القوة للاستيلاء على الأرض بما يتنافى مع وحدة أراضي أو سيادة أو استقلال أي دولة».
وأضاف أن «عصرنا الحالي يجب ألا يكون عصر صراعات»، لذلك فإن «التسوية السلمية، والجهود المبذولة لمعالجة الأزمات، فضلاً عن الدبلوماسية والحوار، كلها أمور مهمة».
وأعرب الإعلان عن «قلقه العميق إزاء التأثير السلبي للصراعات على أمن المدنيين»، مؤكداً أن دول المجموعة «ستتحد من أجل معالجة التأثير السلبي للأزمة على الاقتصاد العالمي»، مرحباً بـ«جميع المبادرات البناءة التي تدعم السلام الشامل والعادل والدائم في أوكرانيا». وتعهدت المجموعة بـ«حماية الدول الضعيفة من خلال تعزيز النمو العادل والاستقرار الاقتصادي والمالي»، و«التعجيل بالتنفيذ الكامل والفاعل لخطة التنمية المستدامة 2030».
وتطرق الإعلان إلى قضايا التغيرات المناخية، حيث أكد الحاجة إلى «تسريع الجهود الرامية إلى التخلص التدريجي من الطاقة التي تنتج من الفحم، تماشياً مع الظروف» الحالية.
وأفاد بأن دول مجموعة العشرين، «ستعمل على تسهيل التمويل وبتكاليف منخفضة للبلدان النامية بهدف دعم تحولها إلى خفض انبعاثات الكربون»، كما «ستواصل وستشجع جهود رفع إنتاج الطاقة المتجددة إلى 3 أمثاله عالمياً عبر الأهداف والسياسات القائمة، بما يتفق مع الظروف المحلية بحلول عام 2030».
وأضاف أن «تقنيات الطاقة النظيفة بحاجة إلى 4 تريليونات دولار سنوياً من أجل الوصول لصافي انبعاثات صفرية بحلول 2050»، مؤكداً «أهمية الحفاظ على تدفقات الطاقة دون انقطاع من مختلف المصادر والموردين والطرق». لكن قادة دول مجموعة العشرين المسؤولة عن 80% من انبعاثات غازات الدفيئة في العالم، أقروا وفقاً لتوصيات خبراء المناخ في الأمم المتحدة، أن هدف حصر الاحترار المناخي بحدود 1.5 درجة مئوية «يتطلب خفضاً سريعاً وكبيراً ومستداماً للانبعاثات بنسبة 43% بحلول 2030 مقارنة بمستواها في 2019».
وفي السياق، أعلنت الهند إطلاق تحالف عالمي للوقود الحيوي خلال قمة مجموعة العشرين لتعزيز استخدام الوقود النظيف. وقال مودي لزعماء المجموعة خلال القمة المنعقدة في نيودلهي: «على خلفية العمل الدؤوب من جانب جميع الفرق، حصلنا على توافق في الآراء بشأن إعلان قمة زعماء مجموعة العشرين».
وأضاف مودي بينما كان على جانبيه وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار ووزيرة المالية نيرمالا سيتارامن «أعلن تبني هذا الإعلان».
استجابة
اعتبر وزير الخارجية الهندي أن الإعلان يمثل «استجابة للوضع والمخاوف القائمة اليوم»، موضحاً أن «هناك اختلافات في وجهات النظر والمصالح، لكننا قادرون على إيجاد أرضية مشتركة بشأن جميع القضايا».
وانطلقت فعاليات القمة، بمشاركة رؤساء وقادة الدول الأعضاء، مع غياب الرئيسين الصيني شي جين بينج والروسي فلاديمير بوتين.
وتضم مجموعة العشرين حالياً 19 دولة والاتحاد الأوروبي، ويمثل أعضاؤها نحو 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وأكثر من 75% من التجارة العالمية ونحو ثلثي سكان العالم.
وخلال رئاسة المجموعة، أطلقت الهند مبادرات لتعزيز الأمن الغذائي العالمي، إضافة إلى بحث طرق الانتقال في قطاع الطاقة ومواجهة تداعيات وآثار التغير المناخي، كما تم بحث سبل تعزيز الشراكة والتعاون الاقتصادي، بما يدعم مؤشرات النمو الاقتصادي العالمي. واستندت الهند خلال تحديد أجندة القمة على عوامل عدة، منها ما تمتلكه من تنمية اقتصادية حالية، ووجود القطاع التكنولوجي الذي يلعب دوراً أساسياً في ترسيخ مفاهيم الابتكار، إضافة إلى دورها في تعزيز التعاون الإقليمي، بما يسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية. ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة، مناقشة مخرجات اجتماع قادة مجموعة العشرين والذي تختتم فعالياته اليوم، بما يسهم في تحقيق النتائج المرجوة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: قمة مجموعة العشرين الاتحاد الأفريقي الهند قادة مجموعة العشرین الاتحاد الأفریقی
إقرأ أيضاً:
الإيقاع بشبكة قراصنة روسية بعد جهود عالمية مشتركة
تضافرت جهود قوات الأمن في أوروبا وأميركا الشمالية معا من أجل الإيقاع بمجموعة من القراصنة الروس الذين عاثوا فسادا في عدة دول من ضمنهم بريطانيا وكندا والدانمارك وهولندا وفرنسا وأميركا، كما أصدرت السلطات القانونية في هذه الدول مذكرة اعتقال في حق قادة هذه العصابة التي يقيم أغلبهم في روسيا ودبي.
ووصل إجمالي عدد المتهمين في هذه الشبكة إلى 16 شخصا بحسب ما نقلته صحيفة "ذا غارديان" (The Guardian) عن السلطات المختصة، وهم الأفراد المسؤولين عن البرمجيات الخبيثة "كاكبوت" ( Qakbot) و"دانابوت" (Danabot) التي تسببت في العديد من عمليات الاختراق وطلب الفدية، وتضمنت المجموعة أسماء بارزة مثل رستم رافايليفيتش جالياموف (48 عاما) المقيم في موسكو، وألكسندر ستيبانوف (39 عاما) المعروف باسم جيمبي، وأرتيم ألكسندروفيتش كالينكين (34 عاما) المعروف باسم أونيكس، وكلاهما من نوفوسيبيرسك في روسيا.
وتعد هذه المجموعة مسؤولة عن العديد من الهجمات السيبرانية الشرسة ضد المؤسسات الحكومية في البلاد المذكورة إلى جانب بعض عمليات السرقة والاختراق البسيطة، ومن بينها اختراق مجموعة "ماركس آند سبنسر" (Marks & Spencer) الشهيرة التي نتج عنها خسائر وصلت إلى 300 مليون يورو بحسب ما نقلت صحيفة "ذا غارديان" في وقت سابق.
وأصدرت الوكالات الأوروبية بقيادة وكالة مكافحة الجريمة الألمانية بيانا عالميا في محاولة منها لتعقب المجرمين والوصول إليهم، تضمن البيان الحديث عن برمجية خبيثة ثالثة وهي "تريك بوت" (Trickbot) بالإضافة إلى الإشارة لمجموعة من 18 متهما بشكل عام، ومن ضمن هؤلاء المتهمين، يأتي فيتالي نيكولايفيتش كوفاليف ذو الـ36 ربيعا والذي يعتقد بأنه المسؤول عن مجموعة "كونتي" (Conti) للقرصنة السيبرانية، وهي المجموعة التي توصف بأنها الأكثر احترافية والأفضل تنظيما بين جميع مجموعات القراصنة السيبرانين، وهو الأمر الذي دفع السلطات الألمانية لوصف كوفاليف بأنه أفضل مبتز في تاريخ الجريمة السيبرانية.
تجدر الإشارة إلى أن وكالة مكافحة الجريمة الألمانية أصدرت أمرا باعتقال كوفاليف منذ فترة، لذا لا يعد من الأسماء الجديدة التي كشفت عنها الجهود المشتركة بين الوكالات الدولية، كما أن الحكومة الأميركية اتهمته في عام 2023 بكونه جزءا من المسؤولين عن برمجية "تريك بوت" الخبيثة.
وبحسب تصريح وكالة مكافحة الجريمة الألمانية، فإن كوفاليف مقيم حاليا في موسكو حيث توجد مجموعة من الشركات المسجلة باسمه، ويعتقد بأن محفظته للعملات الرقمية تضم أكثر من مليار يورو فضلا عن مشاركته في أكثر من 300 ألف عملية قرصنة حول العالم خلال السنوات الماضية.
إعلانبدأت العملية المشتركة بين هذه الوكالات تحت اسم "إيند غيم" (Endgame) في عام 2022 واستمرت حتى يومنا هذا، وذلك بحسب بيان وكالة مكافحة الجريمة الألمانية التي قالت إن ألمانيا كانت نقطة تركيز مستمرة للهجمات السيبرانية.
وبحسب ما قالته السلطات الأميركية، فإن مجموعة "كونتي" كانت نشطة في الفترة بين عام 2010 و2022 حيث شنت مجموعة من الهجمات السيبرانية على المستشفيات الأميركية تزامنا مع أزمة "كوفيد-19" وهو الأمر الذي دفع السلطات الأميركية لعرض مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يسهم في القبض على أفراد المجموعة.