قرية مولاي إبراهيم المنكوبة تبكي ضحايا أعنف زلزال يشهده المغرب
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
الرباط - تُخيّم مأساة الحسن الذي فَقَد زوجته وأبناءهما الأربعة على قرية مولاي إبراهيم الجبلية جنوب وسط المغرب، غداة أعنف زلزال ضرب المملكة مخلفا أكثر من ألفي قتيل وفق آخر حصيلة رسمية ليل السبت، معظمهم في مناطق جبلية نائية.
تحت هول الصدمة، كان الحسن يجلس مطأطئا رأسه من دون أن ينطق كلمة في أحد أركان المستوصف الصغير لهذه القرية المعزولة الواقعة على بعد أكثر من ساعة جنوب مراكش.
بالكاد يستطيع الرجل التعبير عن ألمه، قائلا بصوت خافت "فقدت كل شيء".
في هذا الوقت، لم يكن رجال الإنقاذ قد دفنوا بعد جثمان زوجته وأحد أبنائه.
ويضيف "لا حول لي الآن، لا أريد سوى الابتعاد عن العالم لأحزن في صمت".
تقع القرية التي كانت تشتهر حتى الآن بأنها مقصد سياحي جبلي، في إقليم الحوز الذي سقط فيه أكثر من نصف الضحايا (1293) من أصل 2012 قتيلا حتى قرابة العاشرة مساء بالتوقيت المحلي (21,00 ت غ). وفي هذا الإقليم تقع بؤرة الزلزال المدمر.
وغالبية أجزاء هذا الإقليم عبارة عن بلدات صغيرة وقرى متناثرة في قلب جبال الأطلس الكبير، وهي بمعظمها قرى يصعب الوصول إليها وغالبية المباني فيها لا تحترم شروط مقاومة الزلازل.
منتصف نهار السبت، كانت فرق الإنقاذ لا تزال تبحث عن ناجين محتملين أو جثامين ضحايا وسط أنقاض البيوت المهدمة، مستعينة برافعات وآليات حفر.
في الموازاة، كان بعض سكان القرية يحفرون قبورا لدفن الموتى على احدى التلال.
ويعد هذا الزلزال الأعنف الذي يضرب المغرب، اذ بلغت ذروته 7 درجات على مقياس ريختر، بحسب المركز الوطني للبحث العلمي والتقني.
"ألم لا يوصف"
خلّف هول الزلزال صدمة ورعبا امتدا الى مدن عدة، لكن الصدمة أقوى في نفوس سكان المناطق المنكوبة القريبة من بؤرته، كما هي حال حسناء التي تقف عند مدخل بيت متواضع في قرية مولاي إبراهيم، رغم أن أسرتها نجت.
وتقول المرأة الأربعينية لفرانس برس "إنها مصيبة رهيبة، نحن محطمون بسبب هذه المأساة".
وتضيف "رغم أن أسرتي لم يمسها سوء لكن القرية برمتها تبكي أبناءها. كثر من جيراني فقدوا أقرباء لهم، إنه ألم لا يوصف".
على جانب مرتفع من القرية، تُكفكِف بشرى دموعها بوشاح يُغطّي شعرها، فيما تتابع مشهد رجال يحفرون القبور.
وتستعيد لحظات الفاجعة كما عاشتها مؤكدة أن "إحدى قريباتي فقدت أطفالها الصغار".
وتضيف بصوت متوتر "شاهدت مباشرة مخلفات الزلزال، ما زلت أرتعد حتى الآن. إنه أشبه بكرة نار تحرق كل ما في طريقها. لم أعد أتحمل".
وتتابع "الجميع هنا فقد أحد أقاربه، سواء في قريتنا أو في قرى أخرى بالمنطقة".
من بين هؤلاء المفجوعين، فقد الحسن آيت تاكاديرت طفلين من أقاربه لا يتجاوز عمرهما 6 و3 أعوام، كانا يعيشان في قرية مجاورة.
ويواسي الرجل نفسه مرددا "هذه إرادة الله"، معربا في الوقت نفسه عن أسفه للعزلة التي تعانيها المنطقة.
ويضيف، مرتديا جلبابا على عادة القرويين في المغرب، "لا نملك شيئا هنا، هذه المناطق الجبلية وعرة للغاية".
وتحمد امرأة أخرى من سكان القرية الله على أن أحد أعمامها "نجا من الموت بأعجوبة".
وتقول مفضلة عدم ذكر اسمها "هوى سقف البيت فوقه بينما كان يصلي، لكنهم نجحوا في إنقاذه بمعجزة رغم انهيار البيت".
وتختم "إنه لأمر مدهش كيف يمكن أن تتسبب هزة في لحظات بكل هذه المآسي".
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
المغرب: جيل زد 212 يعلق مظاهراته مؤقتًا حتى خطاب الحسم
قررت حركة "جيل زد 212" الشبابية في المغرب تعليق مظاهراتها المطالبة بإصلاح التعليم والصحة ومحاربة الفساد، إلى غاية الخميس المقبل، وذلك قبل الخطاب الملكي المرتقب خلال افتتاح البرلمان يوم الجمعة.
وفي بيان نُشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، أعلنت الحركة أن هذا التعليق المؤقت جاء بعد توافق أغلب المشاركين في الاحتجاجات، بهدف "إعادة التنظيم والتخطيط لتحركات الخميس"، وضمان فعالية أقوى ورسائل أوضح قبيل الجلسة البرلمانية.
وأكدت الحركة أن قرار التوقف لا يعني تراجعًا عن المطالب، بل هو "خطوة إستراتيجية تهدف لتعزيز قوة صوت الشباب وضمان وصوله بشكل مؤثر للجهات المعنية"، بحسب نص البيان.
كما جددت "جيل زد 212" تمسكها بمطالبها الأساسية، وعلى رأسها إقالة الحكومة ومحاسبة مسؤوليها، وإطلاق سراح المعتقلين على خلفية الاحتجاجات، إلى جانب إصلاح قطاعي التعليم والصحة.
ويترقب الرأي العام المغربي ما سيحمله الخطاب الملكي يوم الجمعة، وسط تساؤلات متزايدة حول مستقبل الحكومة، لا سيما بعد تصاعد حدة التوتر في الأيام الأخيرة.
وكانت عدة مدن مغربية قد شهدت على مدى الأيام العشرة الماضية مظاهرات شبابية سلمية، قبل أن تتخللها مواجهات عنيفة مع قوات الأمن نهاية الأسبوع الماضي، أسفرت عن مقتل ثلاثة متظاهرين وإصابة المئات من المحتجين وعناصر الأمن، بالإضافة إلى توقيفات واسعة وخسائر مادية، وفق ما أعلنته السلطات الرسمية.
وفي محاولة لاحتواء الغضب الشعبي، كثف وزراء الحكومة حضورهم في وسائل الإعلام الرسمية، مؤكدين انفتاحهم على الحوار، رغم تصاعد الانتقادات الموجهة لأدائهم.
من جانبه، علّق الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار وتقييم السياسات العمومية كريم زيدان على مطالب إقالة الحكومة بالقول إن "السلطة التنفيذية لم ترتكب فضائح جسيمة تستوجب حلها"، مشددًا على أن "العمل الحكومي يُبذل بجدية"، واصفًا في الوقت ذاته مطالب الشباب بـ"المعقولة"، ومعلنًا استعداد الحكومة للنقاش معهم.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن