فاز الفيلم اليمني "سطل" الخميس الماضي بمسابقة الأفلام القصيرة "حكاية أثر" التي نظمتها هيئة التراث السعودية بالتعاون مع المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي.

ويتزامن تكريم العمل -الذي صوره المصور الفوتوغرافي اليمني علي السنيدار- مع أعمال الدورة الموسعة الـ45 للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) التي تعقد أعمالها في الرياض حتى 25 سبتمبر/أيلول الجاري.

ووثق فيلم "سطل" رحلة حياة المسن الستيني عبد الله الذي يعمل في البناء والترميم لمدينة صنعاء القديمة منذ 60 عاما، والذي يحكي قصته مع المدينة الأثرية وكيف بدأ مهنته بالبناء والترميم.

وتحدث عبد الله عن مراحل حياته المختلفة التي قضاها مع أدواته البسيطة، وهي السطل (الدلو) والسلم والممحاة التي تستخدم في وضع الجص على الأبنية التي تتميز بها مباني صنعاء القديمة.

#هيئة_التراث تنظم حفلاً لتكريم الفائزين في مسابقة #حكاية_أثر للأفلام القصيرة في دورتها الثانية، والتي ينظمها المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بالتعاون مع الهيئة. pic.twitter.com/dZ7sLqtwWi

— هيئة التراث (@MOCHeritage) September 7, 2023

وتضم المدينة المأهولة منذ أكثر من 2500 عام مساجد ومنازل تشبه الأبراج مبنية من الطوب، لكنها تواجه راهنا تهديدات عدة.

من جانبه، قال عادل الحيمي -وهو أحد مصوري الفيلم- إن الفكرة جاءت عندما كان الحاج عبد الله يعمل في ترميم منزله، حينها طلب منه علي السنيدار تصويره فوافق، ثم اكتملت الفكرة.

وأوضح أن الفكرة بدأت عندما علم الناس أن الحاج عبد الله يعمل في هذا المجال منذ أكثر من 60 عاما "وعند البحث عنه واجهتنا صعوبات العثور عليه نتيجة سفره للقرية، ومحدودية الأيام للمشاركة بالفيلم".


وتعتبر مدينة صنعاء القديمة المبنية من اللبن والطوب المحروق إحدى المدن المدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو، وهي واحدة من أقدم جواهر الحضارة الإسلامية، وهي مدينة مأهولة بالسكان منذ 2500 سنة، وتدل على ثراء وجمال الحضارة الإسلامية.

ولصنعاء القديمة في ذاكرة التراث الإنساني مقام باذخ، فهي قبلة السياح ومزار الوافدين، يشعر المرء وهو يتجول في أسواقها وأزقتها بأنه وسط كرنفال مدهش للتاريخ تتمازج فيه الخطوط والظلال والألوان في لوحة معمارية مثيرة للدهشة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: صنعاء القدیمة عبد الله

إقرأ أيضاً:

من صنعاء إلى غزة.. طريقٌ محفوفٌ بالتكبير والوعد المنتظَر

بشير ربيع الصانع

في زمنٍ تاهت فيه البصائر، وباع فيه كثيرون مواقفَهم في سوقِ الذل والخنوع، خرج صوتٌ واحدٌ من جبال الإيمان، يحملُ في نبرته صدقَ القصد، وفي كلماته حرارةَ الموقف، يدعو إلى نصرة فلسطين… فكان الردُّ شعبًا لا يُقهَر، وهديرًا بشريًّا تخطّى المدى، يُجدّد العهد، ويؤكّـد الوفاء، ويعلن أن المسؤوليةَ تجاه غزةَ ليست شعارًا يُرفع في المناسبات، بل واجبٌ يتوارثه الأحرار.

دعوة صادقة من قائد مؤمن بوعد الله، سَرعانَ ما تحوَّلت إلى زخم شعبيّ هادر، وموقف مهيب يُسجل في دفاتر العز، حَيثُ لبّى اليمنيون النداء من كُـلّ حدب وصوب، ليس فقط بالحناجر واللافتات، بل بالعقول والقلوب والسواعد؛ لأَنَّهم أدركوا أن العدوان على غزة ليس شأنًا فلسطينيًّا فحسب، بل جرحًا نازفًا في جسد الأُمَّــة بأسرها.

فإن كان العدوّ المؤقَّت لم يتعلم من دروس التاريخ، ولم يفهم رسائل المقاومة، فَــإنَّ ما ينتظره ليس سوى قدرٍ محتوم، وعد الله به عباده المؤمنين، وعد لا يبدّله الزمان ولا ينقضه التقادم، وعدٌ بتطهير الأرض من غدّةٍ سرطانيةٍ طال أمد إفسادها، وعظم شرها، فظلّت تنهش جسد الأُمَّــة دون وازع، ولا من يردّ عدوانها، بينما بعض الأنظمة تنظر بصمتٍ بارد، أَو تصافح الجلاد بيدٍ مرتجفة.

أما هذا العالم الذي لم يستطع إدخَال رغيفِ خبز إلى طفلٍ جائع، ولا زجاجة ماء إلى مريضٍ يحتضر، فليس جديرًا أن يُعوّل عليه لنصرة مظلوم، ولا يملك مؤهلات وضع حَــدّ لإجرام مُستمرّ، فلا قانون أمم أنصف، ولا عدالة مجلسٍ تحَرّكت، ولا إنسانية جمعياتٍ نطقت. كلهم وقفوا أمام دماء الأبرياء، مشلولي الإرادَة، منزوين خلف أعذارٍ واهية، وأكاذيب دبلوماسية لا تنطلي على أحد.

لقد انكشف المستور، وتجلى الأمر جليًا: هذا كيانٌ لا يُعاهد، ولا يُواثق، فكل مواثيقه حبرٌ على ورق، ومكره لا ينطلي إلا على من فقدوا البصيرة، فمع مثل هذا العدوّ لا يجدي الحوار، ولا تُجدي الطاولات… إنه لا يفهم إلا لُغة َالحديد والنار.

وها هو الزمن يفرز معادن الناس، ليكشف من هم الرجال ومن هم الطفيليون، من هم الأحرار، ومن هم الذين اتخذوا الصمت مذهبًا، والخذلان دينًا، بينما شعب الإيمان والحكمة يُثبت مرةً بعد أُخرى أنه الرقم الصعب، والسد المنيع، وحارس الكرامة، في معركةٍ هي معركة وجودٍ لا حدود.

أما هذا العالم المتخاذل، فليس أمامه سوى خيارين لا ثالث لهما:

إما أن يُلجم القتلة والسفاحين، ويوقف نزيف الدم الذي سفكته آلة الإجرام الصهيونية،

أو فليترقب وعدًا من الله، وعدًا لا يُخلف، وعدًا تُكتبه دماء الشهداء، وترفعه أيدي المجاهدين، ويصنعه من نذر نفسه في سبيل الله، ووهب روحه لكرامة الإنسان.

إنه وعد الله… ومن أوفى بعهده من الله؟

مقالات مشابهة

  • من صنعاء إلى غزة.. طريقٌ محفوفٌ بالتكبير والوعد المنتظَر
  • قراءة خاصة لبيان المسيرات المليونية التي شهدتها صنعاء ومختلف المحافظات (تفاصيل هامة)
  • صاروخ فرط صوتي يمني يستهدف “بن غوريون” الإسرائيلي في قلب عاصمة الكيان
  • هيئة التراث تكشف عن أقدم استخدام لـ«الحَرْمَل» قبل 2700 عام بمنطقة تبوك
  • عاجل.. طيران اليمنية تعلن سماح السلطات السعودية بتفويج الفي حاج يمني عبر مطار صنعاء ابتداءً من السبت
  • خطوات حثيثة لبناء برج ترامب في العاصمة دمشق.. كيف ولدت الفكرة؟
  • تكريم الفائزين بجائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي في دورتها الخامسة
  • ترتيبات لتفويج الحجاج عبر مطار صنعاء
  • هيئة التقييس الخليجية تحتفي باليوم العالمي للمترولوجيا 2025
  • بانو مشتاق تفوز بجائزة بوكر الدولية 2025: قصص سراج القلب تضع نساء جنوب الهند في صدارة الأدب العالمي