من صنعاء إلى غزة.. طريقٌ محفوفٌ بالتكبير والوعد المنتظَر
تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT
بشير ربيع الصانع
في زمنٍ تاهت فيه البصائر، وباع فيه كثيرون مواقفَهم في سوقِ الذل والخنوع، خرج صوتٌ واحدٌ من جبال الإيمان، يحملُ في نبرته صدقَ القصد، وفي كلماته حرارةَ الموقف، يدعو إلى نصرة فلسطين… فكان الردُّ شعبًا لا يُقهَر، وهديرًا بشريًّا تخطّى المدى، يُجدّد العهد، ويؤكّـد الوفاء، ويعلن أن المسؤوليةَ تجاه غزةَ ليست شعارًا يُرفع في المناسبات، بل واجبٌ يتوارثه الأحرار.
دعوة صادقة من قائد مؤمن بوعد الله، سَرعانَ ما تحوَّلت إلى زخم شعبيّ هادر، وموقف مهيب يُسجل في دفاتر العز، حَيثُ لبّى اليمنيون النداء من كُـلّ حدب وصوب، ليس فقط بالحناجر واللافتات، بل بالعقول والقلوب والسواعد؛ لأَنَّهم أدركوا أن العدوان على غزة ليس شأنًا فلسطينيًّا فحسب، بل جرحًا نازفًا في جسد الأُمَّــة بأسرها.
فإن كان العدوّ المؤقَّت لم يتعلم من دروس التاريخ، ولم يفهم رسائل المقاومة، فَــإنَّ ما ينتظره ليس سوى قدرٍ محتوم، وعد الله به عباده المؤمنين، وعد لا يبدّله الزمان ولا ينقضه التقادم، وعدٌ بتطهير الأرض من غدّةٍ سرطانيةٍ طال أمد إفسادها، وعظم شرها، فظلّت تنهش جسد الأُمَّــة دون وازع، ولا من يردّ عدوانها، بينما بعض الأنظمة تنظر بصمتٍ بارد، أَو تصافح الجلاد بيدٍ مرتجفة.
أما هذا العالم الذي لم يستطع إدخَال رغيفِ خبز إلى طفلٍ جائع، ولا زجاجة ماء إلى مريضٍ يحتضر، فليس جديرًا أن يُعوّل عليه لنصرة مظلوم، ولا يملك مؤهلات وضع حَــدّ لإجرام مُستمرّ، فلا قانون أمم أنصف، ولا عدالة مجلسٍ تحَرّكت، ولا إنسانية جمعياتٍ نطقت. كلهم وقفوا أمام دماء الأبرياء، مشلولي الإرادَة، منزوين خلف أعذارٍ واهية، وأكاذيب دبلوماسية لا تنطلي على أحد.
لقد انكشف المستور، وتجلى الأمر جليًا: هذا كيانٌ لا يُعاهد، ولا يُواثق، فكل مواثيقه حبرٌ على ورق، ومكره لا ينطلي إلا على من فقدوا البصيرة، فمع مثل هذا العدوّ لا يجدي الحوار، ولا تُجدي الطاولات… إنه لا يفهم إلا لُغة َالحديد والنار.
وها هو الزمن يفرز معادن الناس، ليكشف من هم الرجال ومن هم الطفيليون، من هم الأحرار، ومن هم الذين اتخذوا الصمت مذهبًا، والخذلان دينًا، بينما شعب الإيمان والحكمة يُثبت مرةً بعد أُخرى أنه الرقم الصعب، والسد المنيع، وحارس الكرامة، في معركةٍ هي معركة وجودٍ لا حدود.
أما هذا العالم المتخاذل، فليس أمامه سوى خيارين لا ثالث لهما:
إما أن يُلجم القتلة والسفاحين، ويوقف نزيف الدم الذي سفكته آلة الإجرام الصهيونية،
أو فليترقب وعدًا من الله، وعدًا لا يُخلف، وعدًا تُكتبه دماء الشهداء، وترفعه أيدي المجاهدين، ويصنعه من نذر نفسه في سبيل الله، ووهب روحه لكرامة الإنسان.
إنه وعد الله… ومن أوفى بعهده من الله؟
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
وزيرة الأشغال: استمرار أعمال الصيانة في منطقة طريق الصبية ضمن خطة تطوير الطرق
ضمن جهودها المتواصلة لتحديث وتطوير البنية التحتية للطرق، أعلنت وزيرة الأشغال العامة، د. نورة محمد المشعان، عن استمرار أعمال صيانة شاملة في منطقة الصبية، وذلك في إطار العقود الجديدة المخصصة لصيانة الطرق السريعة والداخلية. وأكدت الوزيرة أن هذه المبادرة تأتي كجزء من 18 ممارسة رئيسية تستهدف إعادة تأهيل شبكة الطرق في مختلف مناطق البلاد، مشيرة إلى أن المشروع يغطي المحافظات الست، ويهدف إلى تحسين جودة الطرق وتعزيز مستوى السلامة لجميع مستخدميها. |