كالمستجير من الرمضاء بالنار.. أهالي دير الزور يفرون من قسد إلى الأسد
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
شهدت محافظة دير الزور شرقي سوريا، موجة نزوح خلال الأيام الماضية، بسبب الاشتباكات التي دارت بين مقاتلين من العشائر العربية وما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، جراء انتهاكات قامت بها الأخيرة ضد مدنيين في ريف دير الزور الشرقي، وفق ما يتهمها به سكان تلك المناطق.
خوفا من الاعتقالومع تصاعد حدة العنف هناك اضطر عدد من السكان في بعض المناطق إلى المغادرة، أبرز تلك المناطق كانت في ريف المحافظة الشمالي، حيث شهدت قرية "الربيضة" نزوحا شبه جماعي للأهالي نحو أقربائهم في قرية "أبو النيتل"، لكن نزوحهم لم يكن بسبب الاشتباكات وحسب، بل كان أيضا خوفا من الاعتقال، كما حصل مع أهالي بعض القرى المجاورة، حيث يقدر ناشطون عدد المعتقلين في تلك المناطق بنحو 150 مدنيا.
يؤكد سالم العلي -اسم مستعار- عندما حاول عبور نهر الفرات واللجوء إلى منطقة "الحويجة" وسط النهر، بعد فراره من مناطق المعارك.
في حديثه للجزيرة نت، يقول العلي إنه أُجبر على البقاء داخل الحويجة مدة يومين مع العديد من الأهالي، دون أدنى مقومات الحياة، مؤكدا أن قوات من النظام و"قسد" استهدفت تلك المنطقة بالرشاشات، ما اضطرهم لمغادرتها سباحة إلى بلده "الصبحة" بريف دير الزور الشرقي.
تكمن مخاطر عدة أثناء محاولة العبور من مناطق سيطرة "قسد" عبر نهر الفرات إلى الضفة الشرقية حيث مناطق سيطرة النظام السوري، يضطر فيها النازحون إلى استخدام زوارق نهرية يُطلق عليه "الطراد"، ويضطر الأهالي لذلك بسبب تدمير جميع الجسور على نهر الفرات.
وسجل العديد من حالات القتل والغرق أثناء رحلة النزوح، إذ أطلقت قوات "قسد" النار باتجاه عائلة قررت العودة إلى منزلها في بلدة "ذيبان" شرقي دير الزور، وقتلت الطفل أحمد إسماعيل الخاطر وجرحت آخرين، إضافة إلى غرق الطفل حميد القويدر، أثناء النزوح عبر نهر الفرات.
في هذا السياق، دفع أحمد الزهدي مبلغا كبيرا للنزوح مع عائلته من منطقة "ذيبان" إلى مدينة "الميادين" عبر نهر الفرات، رغم المخاطرة الكبيرة التي واجهها مع عائلته وكاد يفقد فيها حياته.
وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف الزهدي أن جميع العوائل تعبر على شكل مجموعات صغيرة، تجنبا للتجمع على شاطئ الفرات، خوفا للفت الأنظار للطائرات المسيّرة التي تستخدمها قوات "قسد".
في المقابل، قال سالم الريس من أهالي بلدة "البحرة" إنه آثر البقاء في البلدة على النزوح، رغم الصعوبات في تأمين الاحتياجات الأساسية، رفضا للمخاطرة بأرواح أبنائه.
تسببت الاشتباكات في نقص حاد للمواد الغذائية الأساسية في ريف دير الزور الشرقي، وباتت الأسواق شبه فارغة من البضائع، يعود ذلك بشكل رئيسي إلى انقطاع الطريق بين محافظتي دير الزور والحسكة، التي تعتبر الشريان الرئيس للمحافظة من البضائع، وفق ما أكده ياسر الشيخ مدير منظمة سما العاملة في محافظة دير الزور.
وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح الشيخ أن محطات مياه الشرب توقفت عن العمل أيضا بسبب نقص مادة المازوت، إضافة إلى تخريب طال بعض تلك المحطات، كما توقف العديد من الأفران بسبب نقص الطحين وارتفاع أسعارها.
ولفت إلى تأسيس عدد من الفاعلين في قرى وبلدات الريف الشرقي لجانا محلية لإدارة شؤون الحياة المدنية فيها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: نهر الفرات فی ریف
إقرأ أيضاً:
محمد الشرقي يفتتح أول منشأة متخصصة للجير الحي في الفجيرة
أكد سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، الدور البارز للإمارة في دعم الاقتصاد المحلي، ومكانتها الرائدة كمركزٍ عالميٍ في مجال الصناعات التعدينية وجذب الاستثمارات العالمية في قطاع الصناعة والاقتصاد.
جاء ذلك خلال افتتاح سموه، مصنع «باور إنترناشونال»، أول منشأة للحجر الجيري في إمارة الفجيرة، بحضور الشيخ المهندس محمد بن حمد بن سيف الشرقي، مدير عام حكومة الفجيرة الرقمية، والشيخ عبدالله بن حمد بن سيف الشرقي، رئيس اتحاد الإمارات لكمال الأجسام واللياقة البدنية.
وأشار سموه، إلى دعم ومتابعة صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الفجيرة، للمشاريع الصناعية المتقدمة والمتخصصة التي تسهم في دعم ركائز التنمية الشاملة والمستدامة في إمارة الفجيرة، والدولة، وتعزيز مكانة الإمارة وجهة عالمية في مجالي التعدين والصناعات التحويلية على الصعيد المحلي والدولي.
من جانبه، أكد السيد نيكونج باثوال، المدير العام للمصنع، أنّ نجاح هذا المشروع جاء نتيجة دعم حكومة الفجيرة والرؤية الاستراتيجية الثاقبة لقيادتها الرشيدة؛ بهدف تعزيز مسيرة التنمية الاقتصادية والصناعية في المنطقة، مشيراً إلى أن المصنع يمثل أكثر من مجرد بنية تحتية صناعية، حيث تم تصميمه وفق أعلى المعايير الدولية، واضعاً الاستدامة والسلامة والتميّز التشغيلي في مقدمة أولوياته.
وأضاف أن المصنع يعمل باستخدام أحدث التقنيات المخصصة في استخلاص الجير الحي من الحجر الجيري، وأن الطاقة الإنتاجية في المرحلة الأولى تبلغ 120 ألف طن سنوياً، معلنا عن إضافة خط إنتاج ثانٍ بنفس الطاقة الإنتاجية في مرحلةٍ ثانية والمقرر تنفيذها بحلول عام 2026، ليصل إجمالي الإنتاج إلى 240 ألف طن سنوياً.
وبهذه المناسبة، أكد سعادة المهندس محمد سيف الأفخم، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية، أن افتتاح المصنع يُمثل محطة استراتيجية تعكس التزام المؤسسة بتوظيف الموارد الطبيعية بشكل فعال، انسجاماً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الفجيرة، ومتابعة سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة.
ولفت إلى أن التوجهات المستقبلية للمؤسسة تهدف إلى تعزيز دور هذا القطاع الحيوي في تحقيق التنمية المستدامة، من خلال دعم الابتكار الصناعي، وتوسيع آفاق السوق المحلي والعالمي، بما يعزز مكانة إمارة الفجيرة كمركزٍ صناعي رائد يسهم في تطوير الاقتصاد المحلي، وتحقيق التنويع الاقتصادي في الدولة بما يتماشى مع رؤية الإمارات 2030 و2071.
من جانبه، أكد سعادة المهندس علي قاسم، المدير العام للمؤسسة، أن المشاريع التنموية التي شهدتها الفجيرة في الفترة الماضية وستشهدها في الفترة القادمة تعكس الحلول الصناعية المبتكرة في تحقيق التنمية المستدامة، وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون مع الشركاء في القطاعين العام والخاص، وفق تطلعات وتوجهات حكومة الفجيرة.
وأوضح أن المصنع سيساهم في رفع كفاءة الإنتاج، وتوفير منتجات عالية الجودة، تلبي احتياجات السوق المحلية والدولية، حيث يمثل مصنع باور إنترناشونال إضافة نوعية إلى قطاع التعدين في الفجيرة، باعتباره أول مصنع متخصص في إنتاج الجير الحي في الإمارة، ويدخل في العديد من الصناعات الحيوية والمتمثلة في الصناعات الغذائية والكيميائية ومعالجة المياه، إلى جانب صناعة مواد البناء كالإسمنت والسيراميك وصناعة الزجاج.
حضر افتتاح المنشأة سعادة الدكتور أحمد حمدان الزيودي، مدير مكتب سمو ولي عهد الفجيرة، وعدد من المدراء والمسؤولين في حكومة الفجيرة.
المصدر: وام