"الركن الشديد 4".. رسائل من نار في قلبها القدس والأسرى
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
غزة - محمود البزم - صفا
بمشاركة فصائل المقاومة كافة، شهد قطاع غزة اليوم الثلاثاء مناورة عسكرية واسعة، في ظل توتر الأوضاع الأمنية مع الاحتلال الإسرائيلي.
وبدأت مناورة "الركن الشديد 4" التي نفذتها الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة صباح اليوم، بإطلاق رشقات صاروخية صوب البحر، فيما نفذ مقاتلون تدريبات برية وبحرية تحاكي اقتحام مواقع عسكرية إسرائيلية.
وجاءت المناورة، التي تُنفذ للسنة الرابعة على التوالي، بالتزامن مع الذكرى الـ18 للاندحار الإسرائيلي عن القطاع، وفي ظل استعداد جماعات يهودية متطرفة لاقتحام المسجد الأقصى بداية من الأسبوع المقبل للاحتفال بسلسلة من "الأعياد اليهودية".
كما جاءت مع التوتر المزايد داخل سجون الاحتلال في أعقاب قرار وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف "إيتمار بن غفير" تقليص الحقوق الأساسية للأسرى، مع احتمالية خوضهم إضرابًا مفتوحًا عن الطعام خلال الأيام المقبلة.
وأجرت الغرفة المشتركة مناورة "الركن الشديد 1" في ديسمبر/ كانون الأول 2020، بينما كانت المناورة الثانية في نفس الشهر من عام 2021، وجرت الثالثة في ديسمبر 2022.
رسائل لأطراف عديدة
ويرى محللون سياسيون أن مناورة "الركن الشديد 4" تحمل رسائل لعدة أطراف في مقدمتها الاحتلال الإسرائيلي الذي يهدد باستهداف المقاومة وقادتها، ويصعد إجراءاته ضد القدس والأسرى.
المختص في الشأن السياسي وسام عفيفة يرى أن المناورة تأتي في ظل معطيات وإشارات عديدة أولها تزامنها مع ذكرى الاندحار الإسرائيلي عن قطاع غزة.
ويقول عفيفة لوكالة "صفا": "المناورة جرت في ظل حالة التوتر القائمة مع الاحتلال والتصعيد الحاصل في الضفة الغربية والنقلة النوعية التي حققتها المقاومة وتأثير ذلك على بقية الساحات، خاصة بعد رسائل التهديد التي أرسلها الاحتلال إلى ساحات المقاومة وفي مقدمتها غزة".
ويشير إلى أن المناورة تأتي بينما تستعد جماعات المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى، إضافة للتوتر الحاصل بشأن ملف الأسرى.
ويوضح عفيفة أن المناورة تؤكد أيضًا رسالة الاستعداد والجهوزية أمام التهديد الإسرائيلي من جانب، وإرسال رسائل للاحتلال أن الزمن الذي كان فيه يهدد ويختار الزمان والمكان الذي يمكن أن يبدأ فيه معركة "ولّى".
كما تحمل مناورة الركن الشديد رسائل طمأنة للجبهة الداخلية والحاضنة الشعبية مفادها أن المقاومة في غزة لديها قدرات تسخرها في الدفاع عن الشعب، وفق عفيفة.
ويضيف عفيفة أن المناورة تبعث أيضًا رسائل إلى حلفاء المقاومة في المنطقة- وهم جزء من حالة الجهوزية والاستعداد- أن الفصائل في غزة استطاعت تحقيق محطات لافتة في الجهوزية والاستعداد والمواجهة، والتأكيد أن غزة يمكن الاستناد عليها في حال وقوع مواجهة تضم ساحات أخرى.
ويلفت إلى أن غزة ملهمة للمقاومين وكل من يفكر أن يجابه الاحتلال، بعد تحقيقها إنجازات لافتة على طريق المواجهة وتحقيق معادلة حقيقية.
حالة وحدوية متقدمة
المحلل السياسي عبد الله العقاد يعتقد أن المقاومة تجسد من خلال مناورة "الركن الشديد 4" حالة وحدوية متقدمة، لافتًا إلى أن غزة شكلت جيشًا مقاتلًا من أجل الحرية.
ويقول، في حديثه لوكالة "صفا"، إن المقاومة تكشف عن تكتيكات يغلب عليها الطابع الهجومي واقتحام مستوطنات ومواقع عسكرية ما يؤكد أن المقاومة جادة في كنس الاحتلال عن كل الوطن.
ويشير العقاد إلى أن استمرار مساس الاحتلال بالمسجد الأقصى والانتقاص من حقوق الأسرى عوامل يمكن أن تفجر الأوضاع ما يتطلب من المقاومة أن تكون على كامل الجهوزية والاستعداد.
وينوه أيضًا إلى أن المناورة تأتي في ذكرى الاندحار عن غزة، وهو تأكيد أن المقاومة هي وحدها القادرة على تحرير الأوطان.
ويرى العقاد أن "غزة لن تكون محلًا لتلقي الضربات بقدر ما ستكون منطلقًا لثورة شعبنا ودعمًا لها في كل الجبهات والساحات حتى التخلص من الاحتلال".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: فصائل المقاومة مناورة الغرفة المشتركة المقاومة غزة الرکن الشدید 4 أن المقاومة إلى أن
إقرأ أيضاً:
البرغوثي: الاستهداف الإسرائيلي لأونروا تحد صارخ للأمم المتحدة ومجلس الأمن
اعتبر الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، الاقتحام الذي نفّذه جيش الاحتلال الإسرائيلي لمقر ورئاسة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في مدينة القدس، تصعيداً خطيراً وعدواناً مباشراً على مؤسسة دولية تحظى بحماية القانون الدولي، معربا عن ادانته و رفضه لهذا الحادث.
و أكد البرغوثي أن الاقتحام يعكس سلوكاً ممنهجاً يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية من بوابتها الأكثر حساسية، وهي قضية اللاجئين، عبر ممارسة الضغط على الوكالة وإضعاف حضورها في القدس والضفة الغربية". وأشار إلى أن هذه الانتهاكات "تندرج ضمن خطة إسرائيلية أوسع تسعى لتجفيف موارد الأونروا وتشويه صورتها، تمهيداً لإنهاء ولايتها التي أقرها المجتمع الدولي منذ عام 1949، و ذلك بحسب تقارير لوسائل اعلام عربية.
و أضاف إن هذا الاعتداء يمثل حلقة جديدة في سلسلة الاستهداف المتواصل الذي تمارسه قوات الاحتلال بحق الأونروا، بهدف شطب دورها وتقويض وظيفتها الأساسية في حماية حقوق أكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني".
و أكد على ضرورة تحرك عربي ودولي فوري لضمان حماية مقار الوكالة ولوقف الاعتداءات التي تستهدف الوجود الفلسطيني في القدس ومؤسساته الدولية.
وأوضح البرغوثي أن "استهداف مؤسسة أممية يشكل تحدياً صارخاً للأمم المتحدة ومجلس الأمن، ويتطلب موقفاً دولياً واضحاً يضع حداً لهذه السياسات"، محذراً من أن الصمت الدولي على هذه الممارسات "يشجع الاحتلال على المزيد من الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني ومؤسساته".
وشدد على أن الأونروا ستبقى "شاهداً دولياً على نكبة الشعب الفلسطيني، ومؤسسة حاسمة في الدفاع عن حقوق اللاجئين"، وأن المساس بها "يهدف إلى شطب حق العودة وتغيير الحقائق السياسية والقانونية التي أقرها العالم".