تتخذ المليشيات الحوثية المناسبات الدينية والطائفية فرصة للكسب السياسي والارتزاق وجمع الإتاوات والجبايات غير القانونية من التجار وأصحاب المحلات التجارية، والسكان عبر عقال الحارات الموالين لها، واجبار المواطنين على دفع مبالغ لا طاقة لهم بها.

تعتبر المليشيات مناسبة المولد النبوي أكبر مهرجان للجبايات والاتاوات طوال السنة، حيث ضاعفت نسبة الجبايات على التجار والمؤسسات والشركات في مناطق سيطرتها هذا العام بنسبة 100٪، مقارنة بالعام الماضي.

وشكلت المليشيات الحوثية لجانا وفرقا ميدانية للنزول إلى التجار في العاصمة المختطفة صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرتها، لجمع مبالغ مالية كبيرة فرضتها باسم المولد النبوي، وإجبارهم على الدفع تحت تهديد السلاح، بينها ما تم الاعلان عنه مؤخرا من إجبار إحدى أكبر المجموعات التجارية على دفع مليار ريال يمني لقيادات حوثية كجبايات تحت ذريعة دعم المولد.

وبدأت اللجان الحوثية بإرسال الظروف الفارغة والإشعارات للتجار وأصحاب المحال التجارية من أجل التبرعات الاجبارية لدعم احتفالات المولد النبوي الذي أصبح منفذاً رئيسياً لعمليات النهب والجباية.

كما طالبت الميليشيات الحوثية من قيادات المؤسسات الحكومية والإيرادية إرسال المبالغ المالية المقرة لصالح الاحتفال بالمولد النبوي، وتوريدها إلى حسابات قيادات حوثية في مكاتب البريد وبنوك أهلية، تحت غطاء دعم فعالية المولد النبوي.

لا يتوقف الابتزاز الحوثي تحت مسمى المولد النبوي على القطاع الخاص فحسب، بل يمتد إلى المواطن المنهك المحروم من أبسط الخدمات العامة والحقوق المشروعة وعلى رأسها المرتبات، حيث كشف نائب برلماني عن فرض المليشيات جبايات باهضة على المزارعين في اسواق العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتها، ناهيك عن جبايات تؤخذ في مزارع العنب والفواكه والخضروات، والقات.

وبالاضافة إلى المزارعين فقد شملت حملة الجبايات الحوثية المواطنين في الأحياء والحارات بأشكال وحيل وأساليب متعددة، لإكراههم على الدفع؛ حيث فرضت مليشيا الحوثي على مسؤولي الأحياء السكنية تعميمًا بحصر المنازل من فلل وبنايات وشقق، وإبلاغ السكان بدفع مبلغ خمسة ألف ريال عن كل أسرة، لدعم الاحتفال بذكرى المولد.

كما فرضت المليشيات على أصحاب البسطات والعربيات والدراجات النارية وكل شخص بالغ، مبلغ خمسة آلاف ريال، وتأخذها إجبارياً بقوة السلاح، تخللها عمليات اعتداء وضرب بأعقاب البنادق على مالكي البسطات والعربيات والدراجات النارية.

وضاعفت مليشيات الحوثي الإرهابية، الجبايات هذا العام على المدارس الخاصة من 50 ألف ريال إلى ما يتراوح بين (100ـ 300 ألف ريال)، بذات الذريعة وهددت المخالفين بعقوبات مشددة، وفق مصدر تربوي، أشار إلى أن المليشيات كانت قد أجبرت هذه المدارس على رفع رسوم الدراسة من خلال فرض جبايات جديدة عليها، وإلزامها بتخصيص 20 في المائة من مقاعدها لأبناء قيادات حوثية قُتلت في معاركها ضد الشعب اليمني.

وفرضت المليشيات على عدد من محلات الذهب والمجوهرات في شارع جمال وميدان التحرير، وشارع هائل، بالعاصمة المختطفة صنعاء، دفع مبالغ تصل إلى 200 ألف ريال عن كل محل، وتوعدت المتخلفين أو من أسمتهم "المتهربين".

كما أجبرت المليشيات الكهنوتية، المطاعم والكافيتريات ومحلات بيع الأطعمة والمشروبات على التبرع بالطعام والشراب للمشاركين في حملات الجباية وتزيين الشوارع، ونقاط التفتيش والدوريات المليشياوية، وفرضت عليها تقديم وجبات يومية متفاوتة العدد، بحسب عدد عناصر المليشيات الذين يفدون إليها.

وأفاد عدد من تجار وملاك مسالخ الدجاج في العاصمة المختطفة صنعاء، بأن مليشيا الحوثي فرضت ضريبة جديدة على الدواجن بمختلف احجامها بواقع 300 بالمائة، ما تسبب في ارتفاع أسعارها بالنسبة للمستهلك المطحون نتيجة تلك الجبايات التي لا تنتهي.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: المولد النبوی ألف ریال

إقرأ أيضاً:

تسابق أجنحة الحوثيين على الشهادات العليا يصل مرحلة الهوس.. التعليم الأكاديمي رهينة شبكات الولاء الحوثية

لجأ عناصر وقادة حوثيون إلى ممارسة الابتزاز، والمساومة للحصول على شهادات الماجستير، والدكتوراه، في ظل تنافس أجنحة الجماعة على المناصب، والموارد، بينما يغرق التعليم الأكاديمي بالتمييز، والتطييف، واستغلال مؤسساته، وموارده لتقوية شبكات الولاء، والسيطرة على المجتمع.

 

ويساوم الحوثيون الملتحقون ببرامج الماجستير والدكتوراه طلاباً حاليين، وسابقين، لمساعدتهم في إعداد رسائلهم، من خلال إجراء البحوث، والدراسات، ويساهم القادة المعينون في مواقع قيادية في تلك الجامعات في عمليات الابتزاز من خلال اختيار الطلاب المتفوقين، والتنسيق بينهم، والقادة الساعين للحصول على المساعدة.

 

وكشف أحد الطلاب الملتحقين بدراسة برنامج للماجستير في كلية الآداب في جامعة صنعاء لـ"الشرق الأوسط" عن منعه من دخول الحرم الجامعي بعد رفضه الاستجابة لضغوط شديدة، وإغراءات للقبول بمساعدة اثنين من القادة الحوثيين في إعداد الدراسات والأبحاث الخاصة بهما، وتضمنت الإغراءات إعفاءه من بعض الرسوم المطلوبة، ووعود بتوظيفه عند الانتهاء من الدراسة.

 

وأضاف الطالب الذي طلب التحفظ على هويته، حفاظاً على سلامته، أن عدداً من زملائه وافقوا على إعداد رسائل الماجستير لقادة وعناصر حوثيين مقابل حصولهم على بعض الامتيازات، والمكافآت المالية، في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها السكان في مناطق سيطرة الجماعة.

 

وأكّد أن إقبال عناصر الجماعة على الالتحاق بالجامعات للحصول على مختلف الشهادات الجامعية أصبح ظاهرة ملحوظة في جامعة صنعاء، واصفاً ذلك بالتهافت، والذي يرى أنه يأتي في سياق التنافس على المناصب في المؤسسات العمومية التي تسيطر عليها الجماعة.

 

اختراق المجتمع

 

تسعى الجماعة الحوثية، وفقاً لمصادر أكاديمية، إلى نفي تهمة العبث بالتعليم الأكاديمي، بإلزام عناصرها وقياداتها الملتحقين بالدراسة في مختلف الجامعات بالحصول على شهادات أكاديمية من خلال إعداد دراسات وأبحاث حقيقية وفقاً للمعايير العلمية، بعد أن تعرضت، خلال الفترة الماضية، للتهكم، بسبب حصول عدد من قادتها على شهادات عليا بسبب نفوذهم، وتحت عناوين تفتقر لتلك المعايير.

 

وأعلنت الجماعة الحوثية، في فبراير/ شباط الماضي، حصول مهدي المشاط، رئيس مجلس الحكم الحوثي الانقلابي، على درجة الماجستير، في واقعة أثارت استنكاراً واسعاً، وكثفت من الاتهامات لها بالعبث بالتعليم العالي، والإساءة للجامعات اليمنية.

 

وتتنافس تيارات وأجنحة داخل الجماعة الحوثية للسيطرة على القطاعات الإيرادية بمختلف الوسائل، ويسعى قادة تلك الأجنحة إلى بسط نفوذهم من خلال تعيين الموالين لهم في مختلف إداراتها.

 

وتقول المصادر الأكاديمية لـ"الشرق الأوسط" إنه بسبب هذا التنافس بين هذه الأجنحة لجأ عدد من القادة الحوثيين إلى إطلاق معايير مختلفة للتعيينات، ولم يعد الولاء لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي حكراً على أحد داخلها، وتراجع معيار تقديم التضحيات من خلال القتال في الجبهات، أو إرسال الأبناء والأقارب إليها، بعد توقف المواجهات العسكرية مع الحكومة الشرعية.

 

ولجأ قادة الجماعة إلى المزايدة على بعضهم بالشهادات الجامعية التي حصلوا عليها، وتبرير استحقاقهم للمناصب بما يملكون من مؤهلات علمية، خصوصاً أن غالبيتهم لم يتلقوا تعليماً بسبب انتمائهم للجماعة، وانشغالهم بالقتال في صفوفها، إلى جانب أن العديد من العناصر التحقوا بها للحصول على النفوذ، وتعويض حرمانهم من التعليم.

 

وتطلب الجماعة من عناصرها الالتحاق بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية المستحدثة، للحصول على شهادة البكالوريوس تحت مبررات مختلفة، منها تعزيز "الهوية الإيمانية" لهم، وتأهيلهم في مواجهة "الغزو الفكري".

 

ويرى أكاديميون يمنيون أن الغرض من إنشاء هذه الجامعة وإلحاق آلاف العناصر الحوثية بها هو تطييف التعليم، واستغلال مخرجاته في تمكين الجماعة من إغراق المؤسسات العامة بعناصر موالية لها لإدارة شؤون المجتمع بالمنهج الطائفي، وتبرير منحهم المناصب القيادية العليا في مختلف المؤسسات والهيئات الحكومية الخاضعة لسيطرتها.

 

تمييز وفساد

 

يتلقى الطلاب في جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية التابعة للجماعة الحوثية، بحسب مصادر مطلعة، تلقيناً حول إدارة المجتمع بمنهجية مستمدة مما يعرف بـ"ملازم حسين الحوثي"، وهي مجموعة من الخطب والمحاضرات التي ألقاها مؤسس الجماعة، وتعدّ مرجعاً لتوجيه الأتباع، وغرس أفكارها في المجتمع.

 

في غضون ذلك، أبدى عدد من طلاب جامعة صنعاء استياءهم من الفساد التعليمي، والتمييز الذي تمارسه الجماعة، بمنح المنتمين إليها درجات عالية في مختلف المواد والمقررات الدراسية رغم عدم حضورهم، أو تلقي الدروس، والاكتفاء بحضور الامتحانات.

 

وبَيَّن عدد من الطلاب لـ"الشرق الأوسط" أن الجماعة خصصت 10 درجات في كل مادة لكل طالب يشارك في فعالياتها التعبوية، وكلفت بعض الموالين لها من زملائهم بإعداد كشوفات لتسجيل حضور ومشاركة الطلاب في تلك الفعاليات.

 

وطبقاً لهؤلاء الطلاب، فإن المكلفين بمراقبة الحضور والمشاركة في الفعاليات لا يحضرون إلى قاعات الدراسة، ولا يشاركون في الدروس العملية، ولا يمكن مشاهدتهم إلا خلال فعاليات التعبئة.

 

وبسبب هذا التمييز والفساد يضطر عدد من الطلاب إلى الانضمام للجماعة للحصول على تلك الامتيازات، وضمان النجاح دون مجهود دراسي، والحصول مستقبلاً على وظيفة دون عناء.

مقالات مشابهة

  • بعد مقتل أبو شباب.. مسلحون من المليشيات المدعومة إسرائيليا يسلمون أنفسهم لـ"حماس"
  • بعد مقتل أبو شباب.. مسلحون من المليشيات المدعومة إسرائيليا يسلمون أنفسهم لحماس
  • تقرير حقوقي يوثق 1654 انتهاكاً ارتكبتها كتائب "الزينبيات" الحوثية
  • محافظ حضرموت: الأحداث في المحافظات المحتلة تجسّد حالة الفوضى وحِدّة الصراع بين المليشيات المسلحة
  • حضرموت: مليشيات الانتقالي تعترض موكب اللواء القحطاني والمحافظ الخنبشي
  • خطف 13 مزارعًا يعيد تسليط الضوء على تصاعد العنف والابتزاز في نيجيريا
  • الانتهاكات الحوثية توقف المشاريع الإغاثية باليمن
  • الحبس شهر لمساعدة هالة صدقي في اتهامات بالتهديد والابتزاز
  • محلل: مصرع ياسر أبو شباب رسالة واضحة بشأن مصير المليشيات المرتبطة بالاحتلال
  • تسابق أجنحة الحوثيين على الشهادات العليا يصل مرحلة الهوس.. التعليم الأكاديمي رهينة شبكات الولاء الحوثية