لبنان ٢٤:
2025-12-12@18:57:13 GMT
هل بات حزب الله فعلاً على أعتاب التخلّي عن ترشيح فرنجية؟!
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
في الأيام الأخيرة، بدا أنّ الخيار الثاني هو الذي يتقدّم، في ظلّ حديث القياديّين في "حزب الله" المتكرّر عن الحوار والتفاهم بلا شروط مسبقة، والدعوات إلى التلاقي على "نقاط وسط"، بل إنّ هناك من ربط هذا الكلام باللقاء الذي جمع رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد مع قائد الجيش العماد جوزيف عون، والذي فسّرته بعض الأوساط على أنّها "موافقة ضمنية" من جانب الحزب على البحث "جدّيًا" بخيار انتخاب "الجنرال عون" رئيسًا.
ومع أنّ كلّ ما سبق جاء بالتوازي مع استمرار الحوار بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، والذي لا يخفى على أحد أنّ الأول يتوخّى منه إلى "جرّ" الثاني إلى معسكره، وبالتالي انتخاب فرنجية رئيسًا، إلا أنّ هناك من يكاد يجزم بأنّ "الحزب" أصبح في مكانٍ آخر، فهل بات فعلاً على أعتاب التخلي "رسميًا" عن فرنجية، ومقابل أيّ ثمن؟ وهل يتناغم في هذا الموقف مع الرئيس نبيه بري الذي أحجم عن ذكر فرنجية بالمُطلَق في آخر خطاباته؟!
"الموقف ثابت"
خلافًا لكلّ ما يُحكى في الإعلام ويُطرَح في الكواليس والصالونات، يؤكد العارفون بأدبيات "حزب الله" السياسية بأنّ موقف الأخير لا يزال "ثابتًا" كما كان منذ اليوم الأول، حيث يقوم على دعم ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، بكلّ السبل والوسائل الممكنة، باعتبار أنّ الرجل "حليف مقرّب" للحزب، وأنّه يحظى بـ"ثقته المطلقة"، التي تولّدت نتيجة تراكم السنوات والخبرات، ولا سيما بعد انتخابات 2016، التي لم تغيّر تموضع "البيك".
استنادًا إلى ما تقدّم، يقول هؤلاء إنّ "حزب الله" يرغب أن يصل فرنجية إلى قصر بعبدا ويحمل لقب "الفخامة"، وهو يسعى فعلاً لا قولاً إلى الوصول إلى هذه النتيجة، عبر إقناع القوى السياسية الأخرى بأنّ رئيس تيار "المردة" مؤهل للعب الدور في المرحلة المقبلة، بل إنّ هذا هو "جوهر" الحوار القائم مع "التيار الوطني الحر"، وإن كان "الحزب" يقاربه بحذر، بعد أزمة "الثقة" التي تولّدت بين الجانبين، منذ "تمرّد" باسيل عليه بسبب دعمه لفرنجية.
لكنّ الموقف "الثابت" وفق العارفين، يقوم أيضًا وبالتوازي، على التأكيد على "حتميّة" الحوار للخروج من "المأزق الرئاسي"، بعيدًا عن سياسة "النكد" التي يفضّلها البعض، ولذلك فهو يبدي كلّ الانفتاح على نقاش كلّ الخيارات الممكنة والمحتملة مع سائر الشركاء، مع إصرار بوجوب أن يكون الحوار الذي ينشده "غير مشروط"، والمقصود بذلك بشكل خاص الشرط الذي يرفعه البعض لجهة تخلّي "الحزب" عن فرنجية سلفًا، وهو ما يبقى بعيد المنال.
خيارات على الطاولة
يؤكد العارفون إذًا أنّ الحزب "ثابت" على دعمه لفرنجية، من حيث المبدأ، وانطلاقًا من البراغماتية التي يتمسّك بها في مقاربة مختلف الملفات والاستحقاقات، ولكنّه منفتح في الوقت نفسه، على بحث كل الخيارات والسيناريوهات، انطلاقًا من "الواقعية السياسية"، حتى لا يلتحق بالمعسكر المفضّل لـ"فراغ أشهر وسنوات" على تحاور اللبنانيين بين بعضهم البعض، في إشارة إلى كلام رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع قبل أيام.
يرفض العارفون بأدبيّات الحزب تحديد هذه الخيارات المطروحة على الطاولة، أو كشف النقاب عنها، باعتبار أنّ الأمور متروكة لخواتيمها، ولأنّ الحوار وحده كفيلٌ بتظهيرها، ولو أنّ هناك من يعتقد أنّ اسم قائد الجيش جوزيف عون قد يكون من أهمّها، ولا سيما بعد اللقاء الذي عقد بين الجانبين أخيرًا، ولو أنّ هناك من يرى أنّ تسريب اللقاء كان هدفه توجيه "رسائل" إلى باسيل خصوصًا، من أجل إنهاء "المماطلة"، وحسم موقفه من ترشيح فرنجية.
ومع أنّ مروحة الخيارات المطروحة لا تقف عند حدود عون، باعتبار أنّ أكثر من اسم قد يكون التوافق عليها متاحًا في المرحلة المقبلة، إذا ما قبلت الأطراف السياسية مبدأ "التوافق" بالدرجة الأولى، يقول العارفون إنّ الحزب لن يمضي بأيّ خيار، ما لم يبادر رئيس تيار "المردة" إلى الانكفاء من تلقاء ذاته في المقام الأول، وهو خيار يبقى مستبعدًا في الظرف الحالي، ما لم يلتئم الحوار أولاً، ويتوصّل المشاركون فيه إلى اتفاق "مقنع".
ثمّة من يقول إنّ "حزب الله" لن يتخلى عن فرنجية ما لم يتراجع الأخير عن ترشيحه بالدرجة الأولى، وما لم يبادر الأخير لدعم أيّ مرشح "توافقي" آخر، ولا سيما أنّ الحزب "مَدين" لفرنجية منذ خسر الرئاسة قبل أعوام. لكن، يقول العارفون، إنّ الحزب لا يتعامل مع الاستحقاق وفق معادلة "فرنجية أو الفراغ"، فهل يكون "السيناريو" أن يبارك الحزب تسوية ما على حساب فرنجية، من دون أن يقترع نوابه لغير فرنجية؟!
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بينحزب الله وحاكم مصرف لبنان: هواجس متبادلة قيد البحث
كتب عماد مرمل في" الجمهورية": من الواضح أنّ أعداء «حزب الله» وخصومه يحاولون إمساكه من اليد التي توجعه، مفترضين أنّ زيادة الضغط على «البيئة الحاضنة» يمكن أن تؤدي إما إلى فك ارتباطها الوثيق به، وبالتالي نزع أحد أهم أسلحته، وإما إلى دفعه نحو تقديم تنازلات جوهرية بغية إراحة ناسه. حتى الآن، استطاع «الحزب» التكيّف مع الضغوط المتصاعدة وامتصاص جزء أساسي من مفاعيلها، من دون أن ينكر قساوتها وتأثيراتها.ويتوقع «الحزب» استمرار محاولات التضييق عليه وعلى جمهوره بأشكال شتى، وصولاً إلى احتمال إصدار قرار بإقفال مؤسسة «القرض الحسن» إذا فقد البعض صوابه السياسي، الأمر الذي دعاه إلى عقد اجتماعات تنظيمية داخلية بعيداً من الأضواء للبحث في تطورات هذا الملف، ودرس الوسائل السياسية والقانونية الممكن اعتمادها لمواجهة الموقف. ويعتبر «الحزب» أنّ هناك في الداخل من يستسهل اللعب بالنار، ويزايد على الأميركيين أنفسهم في «التفنن» باعتماد تدابير تتجاوز القوانين المرعية الإجراء، وتنطوي على محاولة لقطع الأوكسيجين، عن منتمين إلى البيئة الأوسع لـ«الحزب»، ما يهدّد في رأيه بتداعيات على الأمن الاجتماعي والسلم الأهلي.
وينبّه «الحزب» إلى أنّ الضغط يولّد الانفجار في نهاية المطاف، داعياً المعنيين إلى التدقيق جيداً في قراراتهم، لأنّ من غير المقبول أن يصبح مصير شريحة من المواطنين مرهوناً بشحطة قلم.
وإزاء تصاعد الضغوط، عُقد قبل فترة لقاء بين حاكم مصرف لبنان كريم سعيد وعضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض، الذي شرح المخاطر المتأتية من إجراءات المصرف المركزي في حق بيئة «الحزب» ومنتسبيه، منبّهاً إلى أنّها تنطوي على عملية «خنق» مرفوضة. واستغرب فياض خلال لقائه بالحاكم أن تتعدى قرارات «المركزي» حدود إقفال حسابات مصرفية بالدولار إلى مجالات أبعد، من نوع وضع هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان إشارات على ملكيات خاصة.
ولفت فياض انتباه الحاكم إلى أنّ الاقتصاد النقدي (الكاش) ليس سوى نتيجة تلقائية لإخراج المؤسسات الصحية والتربوية والاجتماعية والدعوية التابعة لـ«الحزب» من النظام المصرفي اللبناني، ما اضطرها قسراً إلى إيجاد بديل من خلال اعتماد اقتصاد «الكاش» لضمان استمرار دورتها المالية، متسائلاً: إذا كان التعاطي مع هذا وذاك ممنوعاً، فهل المطلوب خنق بيئة بكاملها؟ ويبدو أنّ اجتماعاً آخر يتم تحضيره بين فياض وسعيد لاستكمال البحث ومناقشة الهواجس المتبادلة، علماً أنّ سفر «الحاكم» أدّى إلى تأخير انعقاده لبعض الوقت.
وتحذّر الأوساط القريبة من «حزب الله» من محاذير تقاطع الاستهدافات الداخلية والخارجية له ولبيئته، ناصحة باستدراك الوضع قبل تفاقمه أكثر.
مواضيع ذات صلة هذا ما بحثه دريان مع حاكم مصرف لبنان ورئيس لجنة الرقابة على المصارف Lebanon 24 هذا ما بحثه دريان مع حاكم مصرف لبنان ورئيس لجنة الرقابة على المصارف