الجزيرة:
2025-05-28@02:59:38 GMT

أسرى اتفاق أوسلو الـ22.. ماذا عنهم؟

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

أسرى اتفاق أوسلو الـ22.. ماذا عنهم؟

جنين- فقدَ السمع والبصر معا، وبما تبقى من جسد نحيل لا يقوى على تحريك معظمه، يجلس الحاج محمد شريف السعدي (أبو عماد) منتظرا أملا بأن يحتضن نجله الأسير رائد ولو لمرة واحدة قبل أن يُقضى أجله، ويحاول تصبير نفسه على مرِّ الفراق وحسرته بصورة لابنه يضمها إلى صدره.

اعتقل نجله رائد السعدي (57 عاما) عام 1989، وحكم بالسجن المؤبد مرتين بعد إدانته بمقاومة الاحتلال، وهو اليوم يقضي عامه الـ35 في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ليكون ضمن 22 أسيرا فلسطينيا باتوا يعرفون باسم "أسرى ما قبل أوسلو".

لم يحمل هؤلاء الأسرى من أوسلو سوى الاسم فقط، إذ ظلت إسرائيل وأمام الضعف الرسمي الفلسطيني وغياب الدعم العربي والعالمي تتعنت بالإفراج عنهم، ولم تجد نفعًا كل المحاولات المطالبة بإطلاق سراحهم، زيادةً في عقابهم من ناحية ولاستخدامهم ورقةً للمساومة لأي حل مستقبلي من ناحية أخرى.

كان ذلك سببا في خيبة أمل الحاج أبو عماد، بل أفقده صحته أيضا، ويقول للجزيرة نت بينما أخفض صوت المذياع الذي يظل يحمله بانتظار سماعه خبرا مفرحا، إن كل أمله بعد أن فقد بصره ولم يعد يرى، أن يحتضن نجله رائد حرا، ويتحسسه بين يديه، قبل أن يرحل عن الدنيا كزوجته ونجله الكبير عماد.

ذوو الأسير السعدي يعلقون آمالهم على المقاومة الفلسطينية في إبرام صفقة جديدة مع إسرائيل للإفراج عن أبنائهم (الجزيرة) الأمل في المقاومة

وبحرقة المشتاق لولده الأسير الذي لم يره منذ نحو 7 سنوات، يتساءل أبو عماد عن دور العرب والمسلمين وعن "إنسانية العالم"، التي لم تتمكن من إطلاق سراح ابنه وسكتت عن إبقاء أسرى معتقلين لـ40 عاما.

يقول السعدي: "أيعقل لهذا الحد لا يوجد من يضغط لتحرير الأسرى؟"، موجها لومه للمفاوض الفلسطيني الذي كان يجب أن "يضغط بقوة وحزم لتبييض السجون، فأوسلو ليست مجرد اتفاق، بل أساس لمرحلة فلسطينية جديدة"، على حد تعبيره.

ولم يخفِ لومه أيضا "صفقات التبادل" التي استثنت نجله وأسرى آخرين منها، ودعا السلطة الفلسطينية للضغط بكل قوتها للإفراج عنهم، لكنه ورغم ذلك يعوِّل وبقوة على المقاومة الفلسطينية وفصائلها بإحراز صفقة جديدة، تحرر نجله وبقية الأسرى.

إسرائيل تتحفظ على الإفراج عن 22 أسيرا من الأسرى القدامى الذين تم اعتقالهم قبل توقيع اتفاقية أوسلو (الجزيرة)

وعلى حبل المقاومة وإحرازها صفقات تبادل مع الاحتلال، يُعلق ذوو الأسرى عموما و"أسرى أوسلو" خاصة آمالهم لتحرير أبنائهم، ولا سيما في ظل حالة الضعف السياسي الرسمي والحزبي الذي يعيشه الفلسطينيون، كحال ذوي الأسيرين جمعة آدم ومحمود خربيش في مدينة أريحا.

ويقول ذووهما إن أي صفقة تحققها المقاومة وتخرج أبناءهم من المعتقل، هي بارقة الأمل الوحيدة التي تخفف من قهرهم وغيظهم وتصبرهم على مر الفراق، لكي ينعم أبناؤهم بما تبقى من حياتهم التي قضوا جلها في السجون.

السياسة لن تحرر الأسرى

وزّعت إسرائيل 104 أسرى ممن اعتقلوا قبل "أوسلو" إلى 4 دفعات، تمهيدا لإطلاق سراحهم واستباقا لعودة المفاوضات، فأطلقت سراح 3 دفعات وأبقت الرابعة رهن الاعتقال، لتنسف بذلك كل الجهود المبذولة لتحريرهم.

يقول وزير هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية قدورة فارس للجزيرة نت، إن قضية الأسرى ليست البند الوحيد في اتفاق أوسلو الذي أخلّت به إسرائيل، وبما ترتب عليها من اتفاقات أخرى، "فهي عمليا قوَّضت أوسلو وسحقت كل الاتفاقيات".

وأضاف فارس أن إسرائيل كانت لديها نية مبيّتة بعدم إطلاق الدفعة الرابعة، وخاصة أسرى فلسطينيي 48 ومن يتهمون بعمليات فدائية كبيرة، وظهر ذلك ليس فقط بتقسيم الأسرى لدفعات بدلاً من الإفراج عنهم مرة واحدة، وإنما بجعل قرار إطلاق تلك الدفعة بيد الكابنيت الإسرائيلي (مجلس الوزراء المصغر)، وليس بيد رئيس الحكومة الإسرائيلية فقط، كما هو شأن الدفعات الثلاث السابقة.

واستبعد فارس أي أمل بالإفراج عن الأسرى عبر القنوات السياسية، وقال إن "الأمل منعدم"، لأنه لا يوجد شريك سياسي في إسرائيل، وإن من يحكم إسرائيل "طغمة فاشية" هدفها الانتقام من الأسرى وليس إطلاق سراحهم.

وأضاف أن "الأمور مأزومة ومتوترة الآن ومفتوحة على كل الاحتمالات، ولذلك لا نصدّر وهْما للشعب الفلسطيني بأن بالإمكان ومن خلال المسارات السياسية تحريرهم".

عند التوقيع على اتفاقية أوسلو عام 1993 كان عدد الأسرى الفلسطينيين يبلغ 12500 أسير، ولم تتطرق هذه الاتفاقية حسب وكالة الأنباء الرسمية (وفا) إلى قضية الأسرى في بنودها ونصوصها، وكانت إسرائيل تتعامل مع قضية الإفراج عن الأسرى من منطلق "مبادرات حسن النية" ووفق مقاييسها الداخلية.

كما أرجأت إسرائيل الحديث عن الأسرى للاتفاقات اللاحقة، ومع ذلك تعنتت بالإفراج عنهم كلهم، وكانت تخفض أعداد المفرج عنهم بكل مرة تقدم على ذلك.

المفاوض هو المسؤول

يحمل أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العربية الأميركية والباحث بشؤون الأسرى عقل صلاح المفاوض الفلسطيني المسؤولية عن عدم الإفراج عن هؤلاء الأسرى، ويقول إن أول شرط للتفاوض وإنهاء الصراع كان يجب "تبييض السجون" قبل كل شيء.

ويتفق صلاح مع قدورة وذوي الأسرى بأنه لا سبيل للإفراج عن أبنائهم إلا عبر المقاومة، وما تحدثه من عمليات أسر لجنود إسرائيليين وتساوم عليهم.

ويقول صلاح إن الأسرى ولا سيما القدامى وذوو المؤبدات يعيشون ظروفا صعبة وقاسية، خصوصا في ظل العقوبات التي تحاول إسرائيل فرضها عليهم، كما أنهم يشعرون بالخذلان بعد نحو 4 عقود من توقيع أوسلو وهم ما زالوا بالأسر، كما يغيب الأمل عن أي صفقة تبادل تلوح بالأفق في ظل رفض إسرائيل دفع الثمن وإطلاق سراحهم حسب الاتفاقات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إطلاق سراحهم الإفراج عن

إقرأ أيضاً:

تطورات جديدة بشأن وقف إطلاق النار في غزة

تسارعت خلال الساعات القليلة الماضية ، الأنباء التي تشير لوجود تطورات جديدة وحديثة في ملف اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وصفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل ، برعاية الوسطاء.

ونقلت قناة القاهرة الإخبارية عن مصدر مصري مسؤول قوله إن التنسيق المصري القطري الأمريكي بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل المحتجزين مستمر.

وأضاف أن :" مصر تطالب الطرفين بإبداء المرونة اللازمة للتوصل لاتفاق لمواجهة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة".

وأشار الي أن هناك اتصالات مصرية مكثفة من أجل تقريب وجهات نظر الأطراف المعنية للعودة للتهدئة ، موضحا أن الاتصالات جارية مع كافة الأطراف في محاولة للتوصل لاتفاق في أقرب وقت ممكن.

من جهتها قالت كشفت هيئة البث الإسرائيلية ( كان 11) إنه في مرحلة من المراحل وافقت إسرائيل على مقترح ويتكوف الذي قدم قبل أشهر ويتضمن إطلاق سراح نصف الأسرى والنصف الآخر في مرحلة ثانية بضمان وقف الحرب إلا أن رفض حماس ذلك دفع إسرائيل بالتراجع.

ونقلت الهيئة عن مصادر مطلعة على المفاوضات قولها إن هناك ضغوطا أميركية كبيرة وأن المفاوضات مستمرة ، وهناك محاولة للحصول على رد من حماس على اقتراح ويتكوف المطروح على الطاولة منذ أكثر من أسبوع .

وأكدت المصادر أن حماس تطالب بضمانات حقيقية من الولايات المتحدة بأن إسرائيل لن تقاتل مرة أخرى حتى في حال عدم وجود اتفاقات في نهاية وقف إطلاق النار لمدة ستين يوما

وقالت :" وفقا للوسطاء تم طرح عدة مقترحات منها رسالة ضمان ومصافحة بين ويتكوف ومسؤول من حماس وحتى إعلان رسمي من قبل ترامب حول هذه القضية".

ورأت المصادر أن هناك تحولا إيجابيا في موقف حماس بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق جزئي لكن هذا لا يشكل تقدما حقيقيا وذلك لأسباب منها المطالبة بضمانة كبيرة لإنهاء الحرب.

وبحسب مصادر "كان 11"، فإن حماس تطالب بضمانات حقيقية من واشنطن بأن إسرائيل لن تستأنف الحرب حتى في حال عدم التوصل إلى اتفاق نهائي خلال فترة التهدئة المؤقتة البالغة 60 يومًا.

وذكرت المصادر أن الوسطاء قدموا مقترحات متعددة لتوفير هذه الضمانات، من بينها: "رسالة ضمان أميركية مكتوبة، ومصافحة علنية بين أحد مبعوث ترامب ورئيس وفد التفاوض في الحركة، خليل الحية، أو حتى إعلان رسمي من ترامب نفسه في هذه المسألة".

وأشارت المصادر إلى أن هناك "بعض التغيّر الإيجابي في موقف حماس تجاه إمكانية التوصل إلى اتفاق جزئي"، لكنها أوضحت أن هذا التغيّر "لا يُعد تقدمًا جوهريًا"، وذلك بسبب إصرار الحركة على الحصول على "ضمانات جدية لإنهاء الحرب".

من جانبه، صرّح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لموقع "واللا"، بالقول: "ما سمعته حتى الآن من حماس كان مخيبًا للآمال وغير مقبول إطلاقًا". وأضاف أن إسرائيل وافقت على اقتراحه، الذي يشمل "إطلاق سراح نصف الأسرى الأحياء ونصف جثامين الأسرى المحتجزين لدى حماس، كجزء من وقف إطلاق النار المؤقت".

وأضاف ويتكوف أن هذا المخطط من شأنه أن "ي فتح الطريق أمام مفاوضات جدية لإيجاد مسار لوقف إطلاق نار دائم"، مضيفًا: "أنا وافقت على قيادة هذه المفاوضات. هناك صفقة مطروحة على الطاولة وعلى حماس أن توافق عليها".


 

وفي السياق ذاته، أجرى كل من ويتكوف والمسؤول عن ملف الأسرى والمفقودين في الإدارة الأميركية، آدام بولر، محادثات مع عائلات الأسرى الإسرائيليين، مساء الإثنين، وأبلغوهم بأنهم "يأملون بحدوث تطورات خلال اليومين المقبلين".

بدروه، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، في بيان مصور نُشر مساء اليوم، الإثنين، إن "تحرير الرهائن هو في صدارة أولوياتي"، مضيفًا: "آمل، وآمل بشدة، أن نتمكن من إعلان بشرى بهذا الخصوص، وإذا لم نتمكن اليوم، فسنعلنه غدًا".

وفور تداول وسائل الإعلام الإسرائيلية لهذا التصريح، سارع مكتب نتنياهو للتوضيح أنه "لا يُقصد به وجود أمر ملموس أو معلن في اليوم أو الغد، بل هو تعبير عن استمرار الجهود الدائمة للتوصل إلى اتفاق لتحرير الرهائن".

وقال مصدر إسرائيلي رفيع مطّلع على مجريات المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى، تعليقًا على تصريحات نتنياهو حول احتمال صدور "بشرى" اليوم أو غدًا، إن "لا تقدّم فعلي في المحادثات الجارية"، مضيفًا أن "رئيس الحكومة قصد من تصريحه أنه قد تحدث انفراجة فقط إذا ما انصاعت حماس للموقف الإسرائيلي".

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مسؤول رفيع أن نتنياهو قصد بتصريحاته حول إمكانية تحقيق تقدم "اليوم أو غدًا"، "تأكيد تمسّكه" بإتمام صفقة للإفراج عن الأسرى، لكنه شدد على أن حماس لا تزال متمسكة بموقفها

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية آلية المساعدات الإسرائيلية الأميركية في غزة تتعثر الحكومة الإسرائيلية تخصص ميزانيات لدفع دول لنقل سفارتها للقدس صحيفة: عائلات ثرية تفوز بمناقصة أمريكية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة الأكثر قراءة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الثلاثاء بالفيديو والصور: أكثر من 60 شهيداً في غارات إسرائيلية شمال ووسط قطاع غزة إصابة مواطن برصاص الاحتلال في مخيم العين غرب نابلس الأونروا: اليأس بلغ ذروته وعلى إسرائيل رفع الحصار عن غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • استكمال أخر مرحلة من تبادل أسرى الحرب بين روسيا وأوكرانيا.. فيديو
  • تطورات جديدة بشأن وقف إطلاق النار في غزة
  • حماس وويتكوف يتوصلان إلى صيغة اتفاق لوقف إطلاق نار دائم في غزة
  • عائلات أسرى الاحتلال تطالب بصفقة شاملة وترفض الاتفاقات الجزئية
  • أوكرانيا وروسيا تستكملان عملية تبادل الأسرى “1000 مقابل 1000”
  • “هيئة الأسرى”: أسرى النقب يواجهون إهمالاً طبيًا متزايدًا
  • أسرى فلسطينيون مفرج عنهم يروون لـعمان وحشية السجان وقهر المحتل
  • على وقع القصف.. روسيا وأوكرانيا تستكملان صفقة تبادل الأسرى
  • تبادل ثاني دفعة أسرى بين روسيا وأوكرانيا بموجب اتفاق إسطنبول
  • موسكو: استكمال أكبر عملية لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا