كيف لـ6 ساعات أن تخلق جحيماً.. الكشف عن تفاصيل كل ما جرى في ليبيا
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
وبينما لا يزال البحر يلقي بالجثث على الشواطئ، بعد أن دمرت السيول الناجمة عن الإعصار "دانيال" سدين في مدينة درنة الأكثر تضررا ما أسفر عن دمار نحو رُبع مساحتها وانجراف مبان متعددة الطوابق بالعائلات التي تقطنها نحو البحر الأحد الماضي، يبقى السؤال الأهم حاضراً دون إجابة.
لماذا كل هذا الدمار الكارثي؟ تظهر صور الأقمار الصناعية الدمار الذي حدث في درنة بليبيا بعد أن خلفت الفيضانات آلاف القتلى، ولعل في تلك الصور الإجابة الشافية.
فقد تبيّن أن البنية التحتية الضعيفة في شرق ليبيا والمناطق المنخفضة جعلتها عرضة بشكل خاص للكوارث، حيث تسببت سيول الأمطار في حدوث فيضانات وخلفت الآلاف في عداد المفقودين.
كما تعرضت العديد من المباني للتدمير في المناطق السفلية من المدينة، بعد أن غمرت السيول النهر النازل من المرتفعات.
وكان الطقس المتقلب والجغرافيا الضعيفة والسدود والطرق الهشة، أسبابا رئيسية في جعل الطوفان أسوأ ما تشهده منطقة شمال أفريقيا منذ قرن تقريباً، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".
ولأن الدولة الواقعة في شمال إفريقيا تعاني من أعمال عنف بين الفصائل المتحاربة منذ أكثر من عقد، حيث يخضع الجزء الشرقي من البلاد أي موقع الفيضانات، لسيطرة حكومة غير معترف بها من قبل المجتمع الدولي، تتعثر جهود الإغاثة والاتصالات في جميع أنحاء المنطقة.
أفاد المركز الوطني الليبي للأرصاد الجوية بهطول أمطار قياسية على مدار 24 ساعة بلغت 414.1 ملم أي أكثر من 16 بوصة في البيضاء من الأحد إلى الاثنين، وفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وسقطت معظم الأمطار خلال 6 ساعات فقط، بحسب مؤرخ الطقس ماكسيميليانو هيريرا. وتتلقى البيضاء حوالي نصف بوصة فقط من الأمطار في شهر سبتمبر النموذجي وحوالي 21.4 بوصة من الأمطار في العام المتوسط. كما يقول العلماء إن تغير المناخ جعل هطول الأمطار الغزيرة أكثر شيوعا في السنوات الأخيرة.
وقال شهود لوكالة رويترز، إن مياه الفيضانات في درنة وصلت إلى 10 أقدام، بينما تلقت مواقع أخرى ما بين 150 إلى 240 ملم (6 إلى 9 بوصات) من الأمطار.
وجلبت العاصفة أيضا رياحا قوية تصل سرعتها إلى 80 كيلومترا في الساعة (50 ميلاً في الساعة).
لماذا درنة بالذات؟ بعد أن تسبب في فيضانات كارثية في اليونان وتركيا وبلغاريا الأسبوع الماضي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 26 شخصا، وفقا لوكالة أسوشيتد برس، تحول دانيال إلى ما يعرف باسم "ميديكاين"، أو الإعصار الشبيه بالمدار الذي يتشكل أحيانًا فوق البحر الأبيض المتوسط.
وأصبحت العاصفة أقوى لأنها استمدت طاقتها من المياه الدافئة بشكل غير طبيعي، قبل أن تنجرف نحو الجنوب وتتسبب في سقوط أمطار غزيرة على شمال شرق ليبيا، حيث غمرت الأمطار المتدفقة على التضاريس الجبلية السدود.
تتميز Medicanes، وهي اختصار لأعاصير البحر الأبيض المتوسط، بسحب تلتف حول عين خالية من السحب تشبه الأعاصير المدارية، ولكنها عادة ما تكون أصغر حجما، ولها رياح أضعف ولا تدوم طويلاً.
وبعد أن فقدت العاصفة الكثير من طاقتها فوق الأراضي القاحلة في ليبيا، تراجعت شدة هطول الأمطار أثناء تحركها إلى شمال مصر، حيث كانت رياحها المتبقية تثير عاصفة ترابية.
كما يبدو أن مدينة درنة الشرقية ستبقى الأكثر تضرراً من الفيضانات، حيث أظهرت الصور ومقاطع الفيديو المنازل والحقول المغمورة بالمياه.
وتقع المدينة في نهاية الوادي المعروف باسم وادي درنة، وهو من أنواع الأودية الجافة إلا في موسم الأمطار، ولهذا حينما اجتاحت سيول المياه السدود جرفت مباني بأكملها إلى البحر.
كذلك تتميز المدينة الساحلية، التي يقدر عدد سكانها بـ 90 ألف نسمة، بموقعها المنخفض، ما يجعلها أكثر عرضة للفيضانات، فالتربة الجافة والمتشققة بعد صيف طويل حار ليست مجهزة لامتصاص مثل هذه الكميات الكبيرة من الماء.
ووفقا لوسائل الإعلام المحلية، تم بناء كلا السدين في السبعينات لمنع الفيضانات، حينها كان القلب مصنوعا من الطين والجوانب مصنوعة من الحجارة والصخور.
7 آلاف ضحية و9 آلاف مفقود يشار إلى أن الداخلية الليبية قالت إن قوات الجيش أخلت مدينة درنة من جميع سكانها والصحفيين بشكل مؤقت بهدف تسهيل عمليات الإنقاذ فيها.
وبحسب الناطق باسم وزارة الداخلية بالحكومة الليبية المكلفة طارق الخراز، فإن الجيش أخلى درنة لإفساح المجال لفرق الإنقاذ المحلية والدولية للعمل وانتشال ضحايا إعصار دانيال. في هذا الإطار، قال مستشار رئيس البرلمان الليبي للعربية إن أعداد النازحين في درنة تجاوزت 30,000، بينما بلغ عدد الضحايا أكثر من سبعة آلاف قتيل في درنة فقط وسط بلاغات عن أكثر من 9 آلاف مفقود
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: فی درنة أکثر من بعد أن
إقرأ أيضاً:
خمس ساعات في غزة.. تفاصيل زيارة ستيف ويتكوف إلى القطاع
زار المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف والسفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي مركزًا لتوزيع المساعدات في رفح جنوب غزة، تابعًا لـ "مؤسسة غزة الإنسانية"، وسط تصاعد الأزمة الإنسانية وتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار مع حماس. اعلان
وجاءت الزيارة التي تمتد ليومين بعد وصول ويتكوف إلى تل أبيب، يوم الخميس، حيث التقى برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وفي بيان عاجل، صرّح ويتكوف قائلاً: "قضينا اليوم أكثر من خمس ساعات داخل غزة، واجتمعنا مع مسؤولين في مؤسسة غزة الإنسانية ووكالات أخرى"، مضيفًا: "هدفي من الزيارة هو تزويد الرئيس ترامب بفهم دقيق للوضع الإنساني في قطاع غزة، والمساعدة في وضع خطة لإيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى السكان".
وأوضح ويتكوف أن اللقاءات تمت بتوجيه مباشر من الرئيس الأميركي، الذي أعرب مؤخرًا عن قلقه العميق إزاء ما وصفه بـ"الجوع الواضح" في غزة، في تصريح لافت من منتجع الغولف الخاص به في ترنبري، باسكتلندا، أثناء استقباله رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
وقال ترامب: "لا أتفق مع رئيس الوزراء نتنياهو حين يقول إنه لا يوجد جوع في غزة.. الناس هناك يبدون جائعين للغاية"، مضيفًا: "نحن نساعد، لكن يجب على الدول الأخرى أن تشارك أيضًا".
السفير مايك هاكابي يزور غزة برفقة ستيف ويتكوف للاطلاع على مواقع المساعدات.ووفقًا لمسؤولين أميركيين تحدثوا لشبكة "سي أن أن"، فقد شاهد ترامب صورًا لأطفال يتضورون جوعًا في غزة، ما دفعه إلى الإيعاز بتكثيف الجهود الإغاثية الأميركية. كما لعبت السيدة الأولى ميلانيا ترامب دورًا محوريًا في الدفع بهذا التحول الخطابي، بعد تأثرها الشديد بالصور الواردة من القطاع.
وأكد السفير هاكابي، في منشور له على منصة "إكس"، أنه زار غزة واطلع على برنامج توزيع الغذاء التابع لـ "مؤسسة غزة الإنسانية"، مضيفًا: "أكثر من 100 مليون وجبة تم توزيعها في غضون شهرين فقط"، كما شدد على أن "المؤسسة تُسهم في إيصال الغذاء مباشرة للسكان دون أن تستولي عليه حماس"، حسب تعبيره.
وفي سياق متصل، ذكرت مصادر رسمية إسرائيلية أن الجانبين الأميركي والإسرائيلي اتفقا خلال اللقاءات على "ضرورة تغيير نهج التفاوض مع حماس، بسبب رفض الحركة تقديم أي تنازلات". وتناولت المحادثات ملفات متعددة، من أبرزها: "وقف إطلاق النار، ملف الأسرى، والدور الإيراني في تأجيج الصراع".
وتأتي زيارة الوفد الأميركي بالتزامن مع تحذيرات إسرائيلية من احتمال اللجوء إلى تصعيد ميداني جديد في حال فشل مفاوضات الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس خلال الأيام المقبلة.
Related "غزة تواجه خطر المجاعة الشديدة".. برنامج الأغذية العالمي يحذر: الوقت ينفدترامب: لا أعتقد أن هناك مجاعة في غزة ولا أعلم ما الذي قد يحدث هناكعشرات القتلى في غزة.. وتصنيف أممي: "أسوأ سيناريو مجاعة يحدث الآن" في القطاعوبعد وصول ويتكوف إلى إسرائيل بقليل، قال ترامب على منصته "تروث سوشيال": "أسرع سبيل لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة هو استسلام حماس وإطلاق سراح الرهائن".
ووصف ترامب، أمس الخميس، الوضع في غزة بأنه "مروع"، وذلك ردا على سؤال حول تعليقات حليفته النائبة الجمهورية مارجوري تيلور جرين التي وصفت الهجوم الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني بـ "الإبادة الجماعية".
وقال ترامب للصحافيين "ما يحدث هناك مروع، أجل، إنه أمر مروع. الناس يعانون من جوع شديد".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة