بازار تراثي بحديقة العروبة في اللاذقية
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
اللاذقية-سانا
تحتضن حديقة العروبة باللاذقية على مدى يومين بازاراً تراثياً يجمع عدداً من أصحاب المهن اليدوية التي تشتهر بها محافظة اللاذقية مع أصحاب المشاريع الناشئة للتعريف بالتراث المادي واللامادي للمحافظة من خلال الحرف التقليدية والعادات والتقاليد، ومعرض تصوير ضوئي يبرز أجمل المعالم السياحية الطبيعية والأثرية فيها.
البازار الذي تنظمه الغرفة الفتية الدولية في اللاذقية ووزارة السياحة وبالتعاون مع شركة كودلكس تكنولوجي يأتي في ختام مشروع 041الذي أطلقته الغرفة والخاص بمحافظة اللاذقية ضمن حملة “أؤمن بسورية” التي تقيمها الغرفة على المستوى الوطني للإضاءة على سورية والمناطق المميزة فيها بشكل خاص بعد الحرب.
ويهدف المشروع وفق مديره أمثل رجوب إلى تحسين سبل العيش ضمن المجتمع المحلي وزيادة الوعي بالتراث المادي واللامادي وتعزيز ارتباط الشباب بالتراث وإنشاء دليل مرئي للمناطق السياحية والأثرية متاح للجميع وقابل للتحديث بمزيد من مناطق المحافظة على المدى البعيد بهدف دعم الحركة السياحية وتأسيس البازار كحدث سنوي لتعزيز الاستمرارية في دعم المهن والحرف “وهو ما وصلنا إليه بهمة شباب اللاذقية وإيمانهم بوطنهم سورية”.
وبين رجوب في تصريح لمراسلة سانا أن المشروع الذي تضمن أربع مراحل أساسية بدأ بفعالية تخييم على بحيرة مشقيتا بمشاركة العشرات من أبناء المجتمع وأعضاء الغرفة لتشجيع الشباب للعودة إلى الطبيعة، وشملت المرحلة الثانية التقاط مجموعة من الصور الفنية لتسليط الضوء على مختلف الجوانب الحيوية في المحافظة مع إيلاء اهتمام خاص بالمواقع الأثرية والسياحية.
وقال رجوب: ” لمسنا في الآونة الأخيرة ابتعاد الناس عن ذاكرة الماضي، لذا سعينا من خلال المشروع التذكير بتاريخ سورية مهد الحضارات واللاذقية وأوغاريت موطن الأبجدية على وجه الخصوص، أما المرحلة الثالثة فتشمل حملات نظافة للمناطق الأثرية، وكانت البداية بقوس النصر على أن يتم استهداف المزيد من المواقع في الفترة القادمة”.
وأشار رجوب إلى أن المشروع تضمن أيضاً العمل على وضع رمز تعريف إلكتروني يساعد في الانتقال إلى موقع إلكتروني للدليل السياحي الذي تم تصميمه ووضع محتواه من قبل أعضاء اللجنة وخبراء في علم الآثار والتاريخ كمخرَج للمشروع قابل للتعديل من قبل المنظمة، أومن قبل الشركة المصممة أو الوزارة مستقبلا،ً ليكون ختام المشروع بتنظيم بازار لأصحاب المهن والحرف اليدوية والأثرية والأعمال الصغيرة والمتوسطة في محافظة اللاذقية.
ربى ميهوب نائب رئيس مجلس إدارة غرفة اللاذقية، رأت أن المشروع يندرج ضمن النطاق المجتمعي، ويتقاطع مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ويحمل أهمية كبيرة لأعضاء الغرفة وأفراد المجتمع، من خلال تسليط الضوء على المناطق الأثرية والسياحية، ومنحهم فرصة المشاركة في كتابة محتوى دليل سياحي مستدام الأثر على المدى البعيد، وإعطائهم الفرصة لدعم أعمالهم الخاصة، من خلال البازار وتدريبهم على التعامل مع زوار المعارض والفعاليات الضخمة، فضلاً عن تمكينهم من التسويق الشخصي وتسويق المنتجات.
واعتبر جونيور مخول رئيس مجلس إدارة الغرفة الفتية الدولية اللاذقية للعام 2023 أن المنظمة تعمل في خطة موحدة ضمن 4 نطاقات، وتحت شعار واحد سنوياً، ويندرج هذا المشروع ضمن حملة “أؤمن بسورية ” التي أطلقتها الغرفة الفتية سورية على المستوى الوطني بما يعرف بالمجتمع المحلي بتراثه اللامادي، والإضاءة على كل الجوانب التي تتقاطع مع النسيج السوري العريق.
وأوضحت إلهام نعسان آغا رئيسة مركز الفنون التشكيلية باللاذقية أن المركز يعنى بتنمية المواهب والمشاركة بمثل هذه الفعاليات التي تهدف إلى تسليط الضوء على نتاج المركز والتعريف بالمواهب التي يكتنزها، حيث يضم جناح المركز 15 لوحة فنية لخريجي طلابه.
وأعربت شروق كنيفاتي التي بدأت مشروعها في الأشغال اليدوية والإكسسوارات عن أملها في تحقيق دخل إضافي والتخفيف من وطأة الظروف الاقتصادية الصعبة وعن سعادتها بهذه التجربة التي تشارك بها للمرة الأولى والفرصة التي أتاحتها للتواصل مع الحضور بشكل مباشر، لاسيّما وأنها كانت تعتمد التسويق الإلكتروني للترويج وبيع منتجاتها.
ميرال فرحات 21عاماً دفعها شغفها بالتصميم للدخول في عالم صنع الإكسسوارات، نوهت بالتنظيم اللافت للفعالية والأجواء المفعمة بالحيوية والفرح لاسيما وأننا بأمس الحاجة لمثل هذه الأنشطة التي تجمع بين الترفيه والمتعة والفائدة.
وتأسست الغرفة الفتية الدولية سورية عام 2004 تحت إشراف غرفة التجارة الدولية، وتضم حالياً 9 غرف محلية هي: دمشق، وحلب، وحمص، والسويداء، واللاذقية، وطرطوس، والوادي، وبانياس، وغرفة أوغاريت.
وتأسست الغرفة الفتية الدولية اللاذقية عام 2008 وتضم نحو 200 عضو وتقوم بمشروعات مختلفة ضمن نطاق العمل الأربعة؛ الأفراد، المجتمع، الأعمال، والنطاق الدولي.
فاطمة ناصر ورشا رسلان
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الغرفة الفتیة الدولیة من خلال
إقرأ أيضاً:
«شمس» تضيء فضاء الإبداع عبر غرفة «البودكاست» أمام المواهب
الشارقة: محمود محسن
يتجاوز الصوت في مدينة الشارقة للإعلام «شمس» دوره التقليدي ليصبح أداة للتغيير وصناعة الهوية الرقمية، وانطلاقاً من هذا الواقع، دشّنت «شمس» أخيراً مشروع غرفة «البودكاست»، البيئة الإعلامية المتطورة التي توفر مساحة احترافية للمبدعين لإنتاج المحتوى المرئي والمسموع، لتعزز مكانة الإمارة على خريطة الإنتاج الرقمي الحديث.
تقود مشهد التحول في صناعة «البودكاست» السريعة النمو والتأثير، وتجسد هذه الخطوة التزام إمارة الشارقة المستمر بتطوير المشهد الإعلامي الإقليمي، ودعم الصناعات الإبداعية، وتوفير البنى التحتية المتقدمة لصناع المحتوى المرئي والمسموع، بما يعزز دور الإمارة مركزاً ريادياً للمحتوى العربي المعاصر.
من قلب هذا الفضاء الصوتي، تُروى الحكايات باللهجة المحلية والفصحى، في تناغمٍ يجسد أصالة الشارقة ورسالتها في رعاية الإعلام الهادف، والداعم للهوية العربية، وفي هذا السياق، قال راشد العوبد، المدير العام لمدينة «شمس»: «إن «البودكاست» لم يعد مجرد صيغة جديدة من الإعلام، بل أصبح أداة حيوية لتشكيل الرأي العام، ونشر الثقافة وبناء المجتمعات الرقمية، كما أن الغرفة في «شمس» تجسد رؤيتنا في تحويل المدينة مركزاً إقليمياً رائداً للإعلام الحديث، ما يمكن الشباب ويوفر لهم المنصات اللازمة للتعبير عن أنفسهم. نحن نؤمن بأن كل قصة تستحق أن تروى، وكل فكرة تستحق أن يصغى إليها، من هنا جاءت الغرفة دعوة مفتوحة لأصحاب الشغف، لتقديم محتوى هادف يعبر عن هويتنا ويواكب تطلعات الأجيال الجديدة».
وأضاف «دشّنّا الغرفة في «شمس» لتكون مبادرة تهدف إلى تمكين صنّاع المحتوى، وتوفير بيئة مثالية تتيح لهم تسجيل وإنتاج حلقات «البودكاست» بمواصفات عالمية. ويأتي هذا المشروع في سياق جهود المدينة لتوفير بنية تحتية متقدمة تدعم الصناعات الإبداعية، وتمنح الأفراد والمؤسسات على السواء فرصة الوصول إلى أدوات الإعلام العصري».
تمثل الغرفة الجديدة، نقلة نوعية في مشهد إنتاج المحتوى الصوتي والمرئي في المنطقة، إذ تجاوزت مفهوم استوديو التسجيل التقليدي، لتصبح فضاءً إبداعياً متكاملاً يجمع بين التجهيز التقني العالي الجودة، والبيئة الاحترافية المتكاملة، والتجربة المهنية الراقية، بما يمكّن كل صاحب صوت ورسالة من تجسيد محتوى مؤثر يصل إلى الجمهور بفاعلية وانتظام.
وتأتي هذه المبادرة ضمن استراتيجية أوسع تتبنّاها «شمس» لتحفيز الابتكار في الإعلام الرقمي، عبر توفير بنية تحتية متقدمة، وبيئة داعمة للمواهب، تحقق رؤية الشارقة عاصمةً للثقافة والفكر والإبداع العربي.
منذ افتتاحها في إبريل الماضي، استقبلت الغرفة في «شمس»، 50 حجزاً، بمجموع تجاوز 172 ساعة تسجيل كاملة، ما يعكس الإقبال المتزايد على الغرفة وجودة خدماتها. كما توفر الغرفة للمستفيدين أحدث المعدات الاحترافية، بدءاً بأنظمة التسجيل المتقدمة والميكروفونات عالية الدقة، مروراً بعزل صوتي وفق معايير استوديوهات البثّ العالمية، وصولاً إلى برامج مونتاج تلبي متطلبات إنتاج المحتوى النوعي، وتأتي الغرفة بخيارات تصميم متعددة تشمل 5 أنماط وديكورات تناسب تنوع البرامج الصوتية والمرئية وتعكس الطابع الإبداعي لكل محتوى.
وتوفر «شمس» للمستخدمين واجهة إلكترونية ذكية وسهلة الاستخدام لتيسير حجز الغرفة بكل مرونة، ومساندة فريق دعم تقني متخصص يرافق المستخدمين خطوة بخطوة، لضمان تجربة سلسة من الفكرة وحتى النشر، فلا تقتصر الغرفة على المحترفين فقط، بل هي مساحة إبداعية مفتوحة للجميع من الهواة إلى المتمرسين، لتكون منصة متكاملة للتعلم والإنتاج.
وبجانب خدمات التسجيل الاحترافية، تعتزم «شمس» إطلاق سلسلة من الورش التدريبية والبرامج التعليمية المتخصصة في صناعة «البودكاست»، بالتعاون مع نخبة من الخبراء المحليين والدوليين، بهدف تزويد المشاركين بالمهارات التقنية والإبداعية اللازمة لإنتاج محتوى صوتي ومرئي يلبي متطلبات الإعلام الرقمي الحديث كافة.
تأتي هذه الخطوات المتسارعة استجابة للنمو اللافت في الإقبال على استهلاك «بودكاست»، إذ كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة «YouGov» - الرائدة في استطلاعات الرأي وأبحاث السوق- تفيد بأن أكثر من نصف سكان دولة الإمارات باتوا يستهلكون محتواه أسبوعياً، بنسبة بلغت 53%، ما يعكس تحوله إلى جزء أصيل من مشهد الاستهلاك الإعلامي اليومي في الدولة، ويؤكد الحاجة الضرورية إلى تأهيل كوادر قادرة على مواكبة هذا التوجه المتسارع.
وفي هذا الإطار، تفتح غرفة «البودكاست» أبوابها أمام الطلبة والمهتمين من مختلف التخصصات، لإنتاج مشاريعهم وتطوير مهاراتهم الإعلامية، في بيئة تطبيقية محفزة تدعم صناعة المحتوى العربي، وتجسد رؤية «شمس» في احتضان المواهب وتمكينها من أدوات الإعلام العصري.
تضع غرفة «البودكاست» في «شمس» استثماراً واعداً وحيوياً في مستقبل صناعته محلياً وإقليمياً، بما توفره من بيئة متكاملة تجمع بين أحدث التقنيات والتجهيزات الاحترافية، إلى جانب الدعم والتدريب المستمر لصناع المحتوى من مختلف المستويات والفئات، إلى جانب سعي «شمس» إلى تمكين الشباب والمبدعين، وإطلاق العنان لأفكارهم وقصصهم، بإنتاج محتوى صوتي ومرئي يعكس الهوية والثقافة العربية بأعلى جودة.
وفي إطار التزام إمارة الشارقة برؤية واضحة لدعم الإبداع والتطوير الإعلامي، تواصل «شمس» فتح آفاق جديدة للنمو والابتكار، لتصبح وجهة رائدة ومؤثرة في صناعة الإعلام الرقمي العربي المتجدد، الذي يواكب تطورات العصر ويعزز حضور الصوت العربي في المشهد العالمي.