البوابة نيوز:
2025-08-03@04:33:26 GMT

«ستيڤن كوك» و«عَمَى الألوان»

تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT

 على ما يبدو فإن "ستيڤن كوك" الباحث الأمريكى والخبير فى شئون الشرق الأوسط والذى يكتب مقالات وتحليلات فى "مجلة فورين بولسي" الأمريكية، وهى للأسف الشديد المجلة الرسمية لوزارة الخارجية الأمريكية، يضع "مصر" فى دِماغه، لدرجة أنه مشغول بها وبأحوالها ورصد كل "دبة نَملة" فيها، بصريح العبارة: "ستيڤن كوك" يقف لنا على الساقطة واللاقطة، ويظُن أنه العالِم ببواطن الأمور ويعطى الحق لنفسه فى إعطائنا الدروس فى حقوق الإنسان والنصائح السياسية ويقدم لنا روشتة العلاج ويجب علينا الإستجابة له.

 

أُتابِع ما يكتبه "ستيڤن كوك" من تحليلات عن "مصر" وأجد أن كل هَمَه إقحام جماعة الإخوان فى المشهد السياسي المصرى فقط لا غير، ويراهن على ترويج أكاذيب على "مصر" ومشروعاتها القومية ويقول (مصر أنفَقت مليارات كثيرة على قناة السويس الجديدة ولم تؤت ثمارها والبيانات التى يقولونها غير دقيقة نظرًا لأن زيادة العائدات جاءت من زيادة رسوم العبور فى القناة)، لا أُحِب وصف "ستيڤن كوك" بأنه أصابه "عَمَى ألوان" لكننى هنا أوضح له ولأمثاله كَذِب إدعاءاتهم لأن قناة السويس كان يعبرها ٤٩ سفينة على الأكثر يوميًا، وبعد حفر قناة السويس الجديدة وصل متوسط عدد السفن التى تعبر يوميًا ٩٨ سفينة وهو بطبيعة الحال ما يؤكد زيادة الإيرادات إلى الضعف وقد وصلت الإيرادات إلى ٩.٤ مليار دولار فى السنة الأخيرة وهو أعلى إيراد فى تاريخ القناة وزيادة رسوم العبور شيء إيجابي لمصر نظرًا لزيادة رسوم كل عمليات التجارة الدولية مثلما زادت أسعار البترول عالميًا. 

يسخَر "ستيڤن كوك" من المشروعات القومية فى مصر ومن تعامُل مصر مع الأزمة السودانية والسورية ويتهم مصر بأنها تُحاصر غزة بعد هدم الأنفاق، وعلى ما يبدو فإنه قد أصابه بالفعل "عَمَى ألوان"، ولهذا أقول له: ما حققته مصر من مشروعات قومية يدعونا للفخر فقد تم إضافة ٧ آلاف كيلو متر طرق جديدة وزادت رُقعة الأرض الزراعية مليون ونصف المليون فدان وزاد حجم المعمور فى مصر من ٧٪ إلى ١٥٪نتيجة التوسع فى إنشاء المدن الجديدة والجامعات والمدارس والمستشفيات ومحطات المياه والكهرباء والمطارات والموانيء والبنية الأساسية تضاعفت خلال العشر سنوات الأخيرة، أما فيما يتعلق بالأزمة السودانية فمصر أول دولة قامت بترحيل أبنائها ومواطنيها وأتت بهم بكل عِزَة وكرامة ولم يمِس أحد شَعرَه من رأسهم وبسرعة مُذهلة قبل أن تتدخل أمريكا وتُرَحِل مواطنيها، أما مصر فقد كانت لها رؤية فيما يحدث فى سوريا وهى أنه لابد من الحفاظ على وحدة الأراضى السورية والجيش السورى ورفض أى تدخل خارجى ومصير سوريا يُحدده شعبها وهذا هو عين العقل، وما يتعلق بمُحاصرة غزة فالرد المنطقى بسيط للغاية وهو: هل ترضى أن يكون بين بلدك الولايات المتحدة الأمريكية وبين المكسيك أنفاق تحت الأرض؟ بحيث يمر من هذه الأنفاق المهربون والبضائع والسيارات وكل شيء، هل هناك دولة فى العالم ترضى أن يكون بينها وبين جيرانها جحور؟، العقل يقول يا سيد "ستيڤن": لماذا تمُر عبر الأنفاق ومن الممكن ان تمُر من فوق الأنفاق، لن أطلُب منك أن تقوم بلادك بالسماح بوجود أنفاق تحت الأرض على الحدود بينها وبين المكسيك لأن هذا فِكِر مغلوط وسطحى وغير قانونى ولا يُعقَل وغير مُبَرر ولن أتهكم على أفكارك لأنه من الواضح أن الغرض مَرَض وغرضك هو الهجوم على مصر فقط دون إمتلاكك للحُجة والدليل القاطع، عليك ألا تكون ضيق الأُفق واكتُب الحق وساند الحق ودافع عن الحق، فنحن فى مصر نُرحب بالنقد لكن أدعوك لتطبيق المهنية ومراعاة شرف المهنة ولا تكُن مُرَوِجًا للإفك والبُهتان والضلال والأكاذيب.

أخطأ "ستيڤن كوك" حينما تبنى الدفاع عن تاريخ وسلوك وتطرف جماعة الإخوان الإرهابية، وأَجرَم حينما ظن أن ما بيننا وبينهم مُجرد صراع سياسى وهذا جُرم لو تعلمون عظيم، وفّقّدَ شرف المهنة حينما دعا لمنحهم فرصة أخرى بعد أن كشفوا عن تطرفهم وإرتكبوا جرائم مهولة كُتِبت فى سِجِلات التاربخ.

ما كل هذا الإفتراء يا "ستيڤن"؟، ما كل هذا الجهل والإنكار؟ ما كل هذه الكراهية لمصر؟، ألم تعلم أن مصر تخطو خطوات ثابتة للأمام بعد أن تخلصت من حكم المتطرفين وقضت على تنظيماتهم الإرهابية؟. 

يا سيد "ستيفن كوك": إن تحليلاتك بعيدة كل البعد عن الحقيقة بل هى تحليلات كاذبة، ولهذا أدعوك لزيارة مصر، دعوة خالصة منى لك لكى تعرِف وترى كيف تحولت القاهرة من "علبة سردين" يُميزها الزحام الشديد ويسكنها ٢٥ مليون مواطن إلى مدينة بلا عشوائيات وتم تجديد مناطقها التاريخية ونقل المقرات الحكومية منها.. تعالى إلى مصر لتعرف حقيقة أنفاق سيناء وترى ٢ مليون وحدة سكنية ومبادرة حياة كريمة لخدمة قرى مصر.. تعالى إلى مصر وسترى دولة تم تعميرها بالمشروعات التى شيدها سواعد شباب مصر.. تعالى إلى مصر لكى ترى الحقيقة وتكتب الحقيقة وتدافع عن الحقيقة وأنا على يقين من إنك سُتُغَير رأيك وسيتم مُعالجتك من "عَمَى الألوان" الذى أصابك وسترى على أرض الواقع ما يسُرَك لكى تكتب ما يسُرنا.. تعالى إلى مصر وسنُرَحب بك لكى ترى الأمن الذى نعيش فيه والسلام الذى نرفع شعاره.. تعالى إلى مصر واستجب لدعوتى وأشهدُ الله أنك ستلقى مِنا حفاوة الإستقبال وحُسن الضيافة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ستيڤن كوك

إقرأ أيضاً:

“فرسان الحق” .. حينما تتجلى الأخلاق في عقيدة المخابرات الأردنية

 

صراحة نيوز – بقلم :ا.د احمد منصور الخصاونة

في وطننا الذي يفخر بجنوده وأجهزته الأمنية، تبرز المخابرات العامة الأردنية ليس فقط كدرع واقٍ من المخاطر، بل كمدرسة في القيم والمروءة والإنسانية. ليست القصة التي رواها المواطن حمزة العجارمة إلا نافذة صغيرة تطل على جبل من النبل والرجولة والشهامة المتجذرة في نفوس أبناء هذا الجهاز السيادي الوطني العريق.

فحين تجد فتاة جامعية نفسها وحيدة، مرهقة، في ساعة متأخرة، عاجزة عن العودة إلى بيتها، لا تجد حولها سوى نظرات العابرين وقلق الظلام … يُشرق النور فجأة من حيث لا تتوقع، من رجال لا يعرفون التفاخر ولا ينتظرون الشكر، لكنهم جبلوا على أن يكونوا عونًا وسندًا لكل محتاج وضعيف.

“هاي بنتي قبل ما تكون بنتك” .. فلسفة أمنية تتجاوز التعليمات وتلامس القلوب، ليست هذه الجملة العابرة مجرد تعبير ارتجالي خرج من لسان رجل أمن في موقف إنساني عابر؛ بل هي اختزال صادق لفلسفة عميقة تجسد العقيدة الأمنية الأردنية التي نشأت على القيم، وتشكلت من رحم الأخلاق، وتربّت على سُنة الوفاء والانتماء.

“هاي بنتي قبل ما تكون بنتك” تعني أن المواطن ليس رقماً في سجل، بل هو شريك في الوطن، وأن من ينتسب الى الدائرة، لا يُحركه القانون وحده، بل تُحركه الروح، والضمير، والرحمة، والفطرة الأردنية الأصيلة. هذه الجملة البسيطة كشفت عن وجه آخر لدائرة المخابرات العامة، الوجه الذي لا تراه الكاميرات، ولا تتصدر أخباره العناوين، لكنه حاضر في لحظة وجع، في موقف حيرة، في ساعة عتمة. هناك حيث لا أحد، يظهر رجال المخابرات، لا ليمارسوا سلطة، بل ليحملوا مسؤولية، لا ليفرضوا تعليمات، بل ليقدموا الطمأنينة.

دائرة المخابرات العامة الأردنية ليست فقط خط الدفاع الأول عن الوطن، بل هي أيضاً الحضن الأول لمن يشعر بالخوف أو الضياع. هي النموذج الحي على أن الأمن لا يُبنى بالعتاد وحده، بل يُبنى بالإنسان أولاً، ويصان بالعطاء، ويُروى بالرحمة. في زمن تتآكل فيه القيم عند البعض، ويعلو فيه صوت المصالح، تظل المخابرات العامة الأردنية صرحاً من صروح النبل، ومدرسة في الشرف والكرامة، وعنواناً للثقة التي نُسلمها لهم دون تردد لأننا نعلم أنهم أمناء عليها، كما هم أمناء على تراب الوطن.

ولأن الأردن وُلد من رحم الكرامة، ونشأ في مدرسة الهاشميين، فإن منسوبي مخابراته ليسوا مجرد موظفين، بل هم فرسان لا يغيب عن أعينهم نبض الأردني، ولا تغيب عن ضمائرهم دمعة أم، أو حيرة طالبة، أو قلق مواطن.

فطوبى لمن كانت “بنت الناس” عنده “بنته”، وطوبى لمؤسسة تُقدّم المثال لا المقال، والرحمة لا الجمود، والانتماء لا الادعاء.

لقد عرفناهم عن قرب، وتعاملنا معهم في مواقف ومناسبات مختلفة، فكانوا كما عهدناهم: رجال دولة، فرسان مبدأ، وأصحاب نخوة لا تهاب ولا تساوم. لا يخشون في الحق لومة لائم، ينجزون في صمت، ويحمون الوطن وأبناءه دون أن يسألوا عن مقابل.

دائرة المخابرات العامة، قدموا لنا في هذه الحادثة درسًا في الإنسانية، قبل أن يكونوا نموذجًا في الحماية. هم رجال تمرسوا في ميادين التضحية، وتشربوا أخلاق الجيش العربي، وتربّوا على أن الكرامة لا تتجزأ، وأن البنت الأردنية أمانة في أعناقهم كما هي في كنف والدها.

وإننا – أبناء هذا الوطن – لا نملك أمام هذه النماذج إلا أن نرفع القبعات احترامًا، ونسأل الله أن يحفظهم، ويسدد خطاهم، ويجعلهم دائمًا كما عهدناهم: سندًا للوطن، وعنوانًا للرجولة، ورمزًا للحق.

دام الأردن عزيزًا، دامت مخابراته درعًا حصينًا، ودامت عقيدتها مدرسةً في الشرف والإنسانية.

 

مقالات مشابهة

  • عاصفة تغرق نيويورك: فيضانات في مترو الأنفاق وانقطاع كهرباء واسع
  • 11فنانا يختتمون ورشة "منظور عمان " للألوان المائية
  • ترامب عن ملفات جيفري إبستين: لا أريد إصابة أشخاص غير مذنبين بالأذى
  • شردي: الإخوان لا يملكون الحق في الحديث باسم مصر أو العروبة
  • بالأسماء.. قوات الاحتلال تفرج عن 7 أسرى من قطاع غزة
  • الإفراج عن 7 أسرى من قطاع غزة عبر بوابة موقع كيسوفيم العسكري
  • “فرسان الحق” .. حينما تتجلى الأخلاق في عقيدة المخابرات الأردنية
  • سكرتير مبارك يكشف الحقيقة: لا أساس لما يُروج عن ابنة سرية للرئيس الراحل
  • إسرائيل تريد طمس الحقيقة من الجو.. حظر التصوير في رحلات إسقاط المساعدات
  • فرسان الحقيقة في زمن الحرب الكبرى.. صمود غزة وتحديات الأمة