قراءات شعرية للمنصفين..الوهايبي و المزغني في بيت الشعر في القيروان:
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
سام برس
قراءات شعرية للمنصفين..الوهايبي و المزغني في بيت الشعر في القيروان:
مناخات مختلفة أسلوبيا و فنيا لشاعرين ضمن خارطة الشعر التونسي...و العربي..
شمس الدين العوني
نظم بيت الشعر بالقيروان مساء السبت 9 سبتمبر2023 أمسية شعرية أثثها الشاعران المنصف الوهايبي والمنصف المزغني بحضور جمهور نوعي استمتع بما جادت به قريحتا الشاعرين من نصوصهما الموغلة في تخوم والابداع .
عبد الحميد بريك وعبد الواحد السويح وحليمة بوعلاق والحبيب الزناد وموسيقيا الفنان معز بن سعيد وقدمها الأديب عبد المجيد فرحات.ضمن الأنشطة الدورية لبيت الشعر القيرواني و في سياق الفعاليات الصيفية حيث الأدب يذهب شيئا من حر الأحوال التونسية و وفق التمشي الثقافي و الشعري و الاشتغال على الشعر و أسئلته المتصلة بحثا و حوارا و نقاشا نظم بيت الشعر بالقيروان أمسية أدبية تضمنت مداخلة أدبية للدكتور محسن التميمي بعنوان " الشعر التعليمي عند العرب" و بتقديم من قبل الأستاذ السيد العلاني ليتخللها حيز من القراءات الشعرية للشاعر مصطفى ضية و ذلك بحضور جمهور الشعر و رواد البيت و عدد من النقاد و الشعراء و الاعلاميين وغطت الفعالية قناة الشارقة التي تنقل كل الأنشطة الشعرية و الثقافية و الأدبية للبيت .
الشاعرة مديرة البية جميلة الماجري افتتحت اللقاء بالترحيب بالحضور و برواد البيت مبرزة أهمية الشعر التعليمي كحيز و نوع من الشعر المخصوص و من الأهمية التطرق اليه من خلال التعرض الى أعلامه و خصائصه و حضوره في الشعر و ذكرت بجملة الأنشطة للبيت التي تتصل بالشعر و فنونه و الحصص الموجهة لأحباء تعلم الشعر و العروض فضلا عن التذكير بدور جائزة الشارقة لنقد الشعر كرافد مضاف لدعم و النهوض بمسارات الشعر العربي و حضوره.و قدم الفقرات لهده الأمسية الأستاذ و الكاتب عبد المجيد فرحات مبرزا قيمة الندوة و مشيرا الى تجارب الضيوف و مسيراتهم الابداعية و الثقافية .
و في مداخلته تحدث الدكتور محسن التميمي عن الشعر التعليمي من خلال خصائصه و شعرائه و عهوده و أبرز تجلياته باعتباره شعر يشير بنصوصه الى أحداث و أمكنة و قواعد و نظم و يشرح الأحكام و ييسر الوقائع و الأحداث التاريخية ..
الأستاذ الصحبي العلاني تحدث في اشارات مترابطة و عميقة الدلالة عن الخصائص لهذا النوع من الشعر التعليمي ذاكرا أن هذا النوع من النظم يخلو من الخيال و العاطفة و يقتصر على الأفكار العلمية المجردة ..و فسح المجال للشعر حيث قرأ الشاعر مصطفى ضية عددا من القصائد التي تفاعل معها الحضور لما بدا في مضامينها من وجع و شجن و حياة و منها قصيدته " عليك بشيء يدل عليك " . أمسيات رائقة حملت الحضور الى أزمنة شعرية متعددة و هذا من عناوين فن الشعر الشاسع بتلويناته و ضروبه .
المصدر: سام برس
كلمات دلالية: بیت الشعر
إقرأ أيضاً:
فلنغير العيون التي ترى الواقع
كل مرة تخرج أحاديثنا مأزومة وقلقة وموتورة، مشحونة عن سبق إصرار وترصد بالسخط والتذمر، نرفض أن نخلع عنا عباءة التشاؤم، أينما نُولي نتقصّى أثر الحكايات شديدة السُمية، تلك الغارقة في البؤس والسوداوية.
في الأماكن التي ننشُد لقاءت متخففة من صداع الحياة، نُصر على تصفح سجل النكبات من «الجِلدة للجِلدة»، فلا نترك هنّة ولا زلة ولا انتهاكًا لمسؤول إلا استعرضناه، ولا معاناة لمريض نعرفه أو سمعنا عنه إلا تذكرنا تفاصيلها، ولا هالِكِ تحت الأرض اندرس أثره ونُسي اسمه إلا بعثناه من مرقده، ولا مصيبة لم تحلُ بأحد بعد إلا وتنبأنا بكارثيتها.
ولأننا اعتدنا افتتاح صباحاتنا باجترار المآسي، بات حتى من لا يعرف معنىً للمعاناة، يستمتع بالخوض في هذا الاتجاه فيتحدث عما يسميه بـ«الوضع العام» -ماذا يقصد مثله بالوضع العام؟- يتباكى على حال أبناء الفقراء الباحثين عن عمل، وتأثير أوضاعهم المادية على سلوكهم الاجتماعي، وصعوبة امتلاك فئة الشباب للسكن، وأثره على استقرارهم الأُسري، وما يكابده قاطني الجبال والصحراء وأعالي البحار!
نتعمد أن نُسقط عن حواراتنا، ونحن نلوك هذه القصص الرتيبة، جزئية أنه كما يعيش وسط أي مجتمع فقراء ومعوزون، هناك أيضًا أثرياء وميسورون، وكما توجد قضايا حقيقية تستعصي على الحلول الجذرية، نُصِبت جهات وأشخاص، مهمتهم البحث عن مخارج مستدامة لهذه القضايا، والمساعدة على طي سجلاتها للأبد.
يغيب عن أذهاننا أنه لا مُتسع من الوقت للمُضي أكثر في هذا المسار الزلِق، وأن سُنة الحياة هي «التفاوت» ومفهوم السعادة لا يشير قطعًا إلى الغِنى أو السُلطة أو الوجاهة، إنما يمكن أن يُفهم منه أيضًا «العيش بقناعة» و«الرضى بما نملك».
السعادة مساحة نحن من يصنعها «كيفما تأتى ذلك»، عندما نستوعب أننا نعيش لمرة واحدة فقط، والحياة بكل مُنغصاتها جميلة، تستحق أن نحيا تفاصيلها بمحبة وهي لن تتوقف عند تذمر أحد.
أليس من باب الشفقة بأنفسنا وعجزنا عن تغيير الواقع، أن نرى بقلوبنا وبصائرنا وليس بعيوننا فقط؟ أن خارج الصندوق توجد عوالم جميلة ومضيئة؟ ، أنه وبرغم التجارب الفاشلة والأزمات ما زلنا نحتكم على أحبة جميلين يحبوننا ولم يغيرهم الزمن؟ يعيش بين ظهرانينا شرفاء، يعملون بإخلاص ليل نهار، أقوياء إذا ضعُف غيرهم أمام بريق السلطة وقوة النفوذ؟
النقطة الأخيرة
يقول الروائي والفيلسوف اليوناني نيكوس كازنتزاكس: «طالما أننا لا نستطيع أن نغير الواقع، فلنغير العيون التي ترى الواقع».
عُمر العبري كاتب عُماني