جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-04@05:43:26 GMT

هل فقدت أمريكا نفوذها في ليبيا؟

تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT

هل فقدت أمريكا نفوذها في ليبيا؟

 

فوزي عمار

تعودت أمريكا على لعب الدور الإمبراطوري والتدخل في جميع أنحاء العالم كما كانت، لكن هذا الدور غاب في كارثة درنة وفاجعتها، مما جعل الشعوب تتساءل أين الدولة العظمى؟

لماذا تغيب عن الدور الإنساني بينما تحضر في الهدم والدمار والقصف بآلاف الغارات على ليبيا والعراق؟

لقد هرعت دول المنطقة مثل تونس لإرسال معونات وفرق إنقاد، ومثلها الإمارات ومصر والجزائر وتركيا، لكن هل السبب أن أمريكا ما زلت تعاني من لدغة مقتل سفيرها كريس ستيفن في بنغازي وسوابق وجود الدواعش في درنة؟

وجود قوات فاجنر الروسية العدو التقليدي لأمريكا بالقرب من أماكن الأزمة منعها من إرسال رجال إغاثة، ولكن كان من الممكن إرسال معدات متقدمة للهلال الأحمر الليبي.

ما قامت به أمريكا هي محاولة خجولة لإرسال بعض المال الذي لا يساوي أرباحًا سنوية لأموال ليبيا المجمدة في بنوك أمريكا والتي تتعدى 60 مليار دولار.

لا شك أن أمريكا بدأت فعلا في فقدان بريقها ولم تعد مثالًا للشعوب الباحثة عن الحرية والإنسانية في ظل فقدان أمريكا روح الشارع، وهذا ما نلاحظه من تصاعد نفوذ منافسيها مثل روسيا والصين في أفريقيا، وتنامي مجموعة الدول التي ترغب في الانضمام إلى مجموعة البريكس.

إنها طبيعة الأشياء؛ فالتاريخ يعلمنا أن الإمبراطوريات مثل الأشخاص تمر بمراحل طفولة ورجولة وشيخوخة، كما يقول مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ليبيا و السودان

اتاح لي عملي في المجلس الاعلي للسلام، فرصاً لخلق علاقات مباشرة و صداقات قوية بعدد كبير من قادة الجنوب و علي رأسهم العميد الشهيدأاروك طون أروك، و هو أحد قادة الحركة الشعبية المؤسسين و قد تولى فيها مواقع عسكرية و إدارية و تشريعية مهمة.

حدثني أروك أن علاقة قوية نشأت بينهم و الرئيس الليبي معمر القذافي .

قال لي إن القدافي طلب وفداً كبيراً برئاسة قرنق ليبحث معه احتياجات الحركة ليوفرها لهم .

قال أروك انهم إتفقوا و هم علي متن الطائرة متوجهين إلي العاصمة الليبية طرابس ألا يطلبوا مالاً أبداً بل سلاحاً و عتاداً، و أن يمتنع أفراد الوفد عن التقدم بأي طلبات شخصية.

هذا الموقف أثار إعجاب القذافي و أجابهم علي طلباتهم بما فاق توقعاتهم إذ منحهم سلاحاً و عتاداً فاقت قيمته حينها التسعمائة مليون دولار أمريكي و زادهم في الكيل طقم أسنان تم تركيبه لأحد اعضاء الوفد الذي يتولي حاليا موقعا رفيعا في بلاده.

ذاك لم يكن التدخل المباشر الوحيد في الشأن السوداني من العقيد الليبي الذي ظل والغاً في تدخلات عسكرية أنهكت البلاد و العباد و لولاها لتغير تأريخ و صورة السودان حالياً.

لعل الناس (من القدامى) يتذكرون الطائرة الليبية التي حاولت قصف الإذاعة السودانية فأصابت طرفاً قصياً منها و طرفاً من منزل الإمام الصادق المهدي المجاور .

محاولة ضرب الإذاعة السودانية ذكرت السودانيين بأهزوجة الفنانة عائشة الفلاتية في قصة مشابهة تستهزئ فيها بالمعتدي إبان الحرب العالمية الثانية و تقول كلماتها:

(طيارة طايرة تحوم

شايلة القنابل كوم

جات تضرب الخرطوم

ضربت حمار كلتوم

ست اللبن) ..

كما يذكر الناس الحملة الشعبية في عهد مايو حين رفض النميري طلبات للقذافي لمساعدته في بعض تدخلاته العسكرية ضد دول أفريقية مما أغضب القدافي و طالب بسداد فوري لديونه على السودان، فاتجه النميري للشعب السوداني طالباً من كل مواطن أن يتبرع بقرش واحد، و نُظمت حملة لجمع التبرعات سميت بـ (قرش الكرامة).

هذا العدوان الليبيي المتعدد من ليبيا القذافي و عدوان صنيعته حفتر على المثلث الحدودي هذه الأيام تذكرنا بجملة من تدخلات القذافي في الصراعات العسكرية في السودان و التي وقعت أشهرها و اكبرها في شهر يوليو الذي نعيش أيامه الآن.

كان التدخل الأول في أحداث الإتقلاب الشيوعي لهاشم العطاء في الثاني من يوليو 1971م حينما أجبر القذافي الطائرة التي كانت تقل إثنين من كبار أعضاء مجلس الثورة المتوجهين للخرطوم بل حملت رئيس المجلس المقدم بابكر النور و عضو المجلس الرائد فاروق عثمان حمد الله و سلمهما القذافي للرئيس النميري الذي أعدمهما فيما بعد .

ثم كان التدخل الثاني من القذافي و الذي تمثل في إستضافة و تدريب و تسليح قوات الجبهة الوطنية السودانية التي كان يقودها عن حزب الامة الإمام الصادق المهدي و عن الإتحادي الديمقراطي الشريف حسين الهندي و عن الإخوان الملسمين عثمان خالد مضوي .

هذه القوي التي درب مقاتليها و سلحها العقيد القذافي فشلت في محاولتها بسبب خيانات داخلية و سوء في تنظيم التحرك و الناقلات من ليبيا و جهل الأنصار بموقع أهدافهم العسكرية .

إستغلت مايو جهل المعتدين بطرق الخرطوم و مظهرهم و هم يحملون السلاح و لا يلبسون زياً عسكرياً لتطلق عليهم إسم (المرتزقة) و لتنجح في زرع كراهيتم وسط المواطنين .

و كانت أكبر حملة مسلحة و مشونة من القذافي ضد النميري إنتهت بعمليات إعدام واسعة للمشاركين فيها و ليكتب في تأريخ السودان واحدة من سجلات القذافي السيئة و المتكررة في السودان .

راشد عبد الرحيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الإطاحة بمهربي حشيش بحوزتهم نصف كيلو في درنة
  •  الدبيبة ينعى المفكر نجيب الحصادي: فقدت ليبيا علماً من أعلام الفكر والفلسفة
  • العكروت: أبهرني اللون الأبيض على مباني درنة الحديثة  
  • لماذا روسيا قوة دفاع وأميركا قوة هجوم وإيران توسّع نفوذها؟
  • الاتحاد يتخطى الأولمبي والسويحلي يتجاوز جاره الأهلي المصراتي بصعوبة في كأس ليبيا
  • ليبيا و السودان
  • علي اوحيدة: ليبيا تحكمها المليشيات المارقة ويديرها الفاسدون
  • في ذكرى وفاة شقيقها.. ميرفت أبو عوف لـ «الأسبوع»: فقدت الأيام الحلوة برحيله
  • غضب جماهيري من أداء شيرين عبد الوهاب في ختام موازين.. هل فقدت بوصلة العودة؟
  • ضبط شخصين بحوزتهما كمية من الأدوية المخدرة وأقراص محظورة في درنة