إعصار دانيال يعمق الانقسام السياسي في ليبيا
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
تتسع هوة الانقسام السياسي في ليبيا متأثرة بتبعات إعصار دانيال المدمر، الذي ضرب مدينة درنة في 10 سبتمبر (أيلول) الجاري وخلف آلاف القتلى والمفقودين، وتصبح معاناة المدنيين أكبر يومياً في ظل تنافس حكومتي الشرق والغرب على من يتولى إدارة الأزمة الخارجة عن السيطرة.
ويوم، الإثنين الماضي، ارتفعت أصوات المحتجين الغاضبين والمتأثرين بشدة من حجم المأساة الأكبر في تاريخ ليبيا الحديث للتعبير عن تقصير الجهات الحكومية الكبير، حتى بات من الواضح أن تبعات الإعصار ستتحول إلى مصدر إضافي للتوتر في البلاد التي مزقها الاقتتال الداخلي والانقسام، بحسب تقرير لـ"بي بي سي".
ولم تشفِ إقالة المجلس البلدي لدرنة غليل أهالي المدينة المنكوبة، فثمة قناعة بأن وتيرة الإغاثة لا تتناسب وحجم الكارثة.
ويطالب أهالي المدينة المنكوبة بفتح تحقيق نزيه وشفّاف في الكارثة التي حلت بمدينتهم ومناطق أخرى مجاورة، خاصة مع تواتر المعلومات بشأن التقصير في صيانة سدود الجهة.
وشدد المبعوث الدولي إلى ليبيا عبد الله باتيلي، على الحاجة الملحة إلى توحيد المؤسسات الليبية للاستجابة بفعالية لجميع التحديات التي تواجه البلاد، مُقراً بأن كارثة درنة تتجاوز قدرة ليبيا على إدارتها.وفشلت أطراف الأزمة الليبية في نبذ خلافاتها وتوحيد جهود التعامل مع تداعيات إعصار دانيال الوخيمة.
وقال صحفيون ليبيون، بشرط عدم الكشف عن هويتهم، إن مصادر المعلومة الدقيقة غير متوفرة، على الرغم من أن إدارة الأزمات تفترض بلورة سياسة اتصالية ناجعة.
ولم تتمكن عشرات الطواقم الصحفية الأجنبية من الوصول إلى المناطق المنكوبة.. بل وحتى من الدخول إلى الأراضي الليبية، لعدم توفر جهة اتصال موحدة للتعامل معها من أجل الحصول على التراخيص الضرورية.
اتهامات متبادلةواندفعت أطراف الأزمة الليبية، منذ الأسبوع الماضي، لتقديم نفسها كجهة رئيسية في جهود الإغاثة أو كمُتّهِم "للطرف الآخر" بالتقصير والإهمال.
وسوّقت قوات شرق ليبيا، التي يقودها الجنرال خليفة حفتر، لكونها "الحكم الأول والنهائي في عمليات الإغاثة"، بينما توالت اجتماعات حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس لإبراز دورها في الأزمة، رغم غياب أي سلطة لها أو نفوذ في المنطقة الشرقية.
سباق الساعةووجّه رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، مساء الثلاثاء، بتسيير رحلات جوية للمتطوعين في المناطق المنكوبة لنقل الراغبين في العودة إلى طرابلس، وتنسيق رحلات الذاهبين إلى المناطق الشرقية.يأتي ذلك فيما أعلنت هيئة السلامة الوطنية انتهاء مهام الفريق التابع لها للبحث عن ناجين، بعد مضيّ 10 أيام على الكارثة.
وذكرت الهيئة أن فريق البحث البحري لا يزال يعمل لانتشال جثث للضحايا، وسط تضاؤل فرص العثور على ناجين.
عجزولا تزال أطراف الأزمة الليبية عاجزة عن تقييم الوضع العام في المناطق المنكوبة، سواء فيما يتعلق بالوضع الصحي أو الإنساني أو على مستوى البنية التحتية.
وأشارت أرقام أولية إلى أن 1500 بناية تعرضت لأضرار كبيرة جراء السيول الجارفة التي اجتاحت المناطق المنكوبة.
حكومة شرق #ليبيا تكشف حقيقة إخلاء #درنة https://t.co/3PwWewHkn9
— 24.ae (@20fourMedia) September 20, 2023وانهار سدّان في مدينة درنة، ما أدى إلى اكتساح المياه لمناطق واسعة من المدينة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 100 ألف نسمة، وسط مخاوف من سقوط المزيد من القتلى.
وخلال الأيام القليلة الماضية، ظهرت أرقام متضاربة حول عدد القتلى جراء الفيضانات.. وحذر مراقبون دوليون من أن المناطق المتضررة من الفيضانات مهددة بحدوث "أزمة صحية عامة تتصاعد بسرعة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني ليبيا الإعصار دانيال درنة المناطق المنکوبة
إقرأ أيضاً:
متحدث الحكومة الفلسطينية: هناك أطراف تحاول استغلال القضية الفلسطينية لتفتيت الموقف العربي
قال محمد أبو الرب المتحدث الرسمي للحكومة الفلسطينية، إنّ هناك أطراف تحاول استغلال القضية الفلسطينية لتفتيت الموقف العربي.
وأضاف خلال تصريحات مع الإعلاميين محمود السعيد ونانسي نور، ببرنامج «ستوديو إكسترا»، عبر قناة «إكسترا نيوز»، أنّ «الفلسطيني الأصيل والمواطن الفلسطيني العادي البسيط لا يمكن أن تنحرف بوصلته تجاه وحدة الموقف العربي وتقديره للدعم المصري والعربي للقضية الفلسطينية».
وتابع أن، «المشكلة الحقيقية، وهذا في علم النفس، أنه في أوقات الأزمات، عندما يشعر الإنسان بالعجز يبحث دائما عن تبريرات، وكبش فداء، وللأسف الجماعات المتشددة، ومن بينها جماعة الإخوان، تحاول القضية الفلسطينية، وبدلا من التظاهر أمام وزارة الخارجية الإسرائيلية والتظاهر في الساحات العامة داخل دولة الاحتلال تتظاهر أمام السفارة المصرية وفي عدد من عواصم العالم، وواضح أن هذا مخطط مقصود، وثمة أجندة خفية خلفه، ولكن الخطوة التي يتم الاعتماد عليها، هي استغلال الغضب الشعبي والعربي والإسلامي بخصوص شعور المواطنين بالعجز عن نصرة المواطن في غزة، ويتم حرف البوصلة تجاه دول عربية وشقيقة وصديقة وداعمة للشعب الفلسطيني، بما فيها مصر والسعودية والأردن».