يثير التقدم التكنولوجي المذهل الذي توصلت إليه الصين مؤخراً في مجال صناعة الهواتف النقالة قلق واشنطن التي تفرض عقوبات قاسية لمنع الشركة من امتلاك الرقائق الإلكترونية الأميركية.
وقد حفزت هذه العقوبات الصين على مضاعفة جهودها لبناء بدائل عن التكنولوجيا الأميركية، خاصة بعد أن مثّل هاتف شركة “هواوي” الجديد علامة جديدة في القدرات الصينية التكنولوجية، مع شريحة متقدمة بداخله تم تصميمها وتصنيعها في الصين رغم ضوابط التصدير الأميركية.


في محاولة لتقييم هذه الخطوة من جانب شركة هواوي، قالت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة ليس لديها دليل على أن شركة “هواوي” الصينية يمكنها إنتاج هواتف ذكية ذات شرائح متقدمة بكميات كبيرة.
بدأت شركة “هواوي” مؤخرًا في بيع هاتفها “Mate 60 Pro”، الذي يحتوي على شريحة متطورة جدا بحسب الخبراء بواسطة شركة الرقائق الصينية “SMIC”.
وقالت ريموندو، في جلسة استماع بمجلس النواب الأميركي بحسب تقرير لـ”رويترز” اطلعت عليه “العربية.نت”، في إشارة إلى الشريحة المتقدمة: “ليس لدينا أي دليل على أنهم يستطيعون تصنيع رقائق بسبعة نانومتر على نطاق واسع”.
اعتبارًا من عام 2019، منعت الولايات المتحدة وصول “هواوي” إلى بعض أدوات صناعة الرقائق، ووصفت الحكومة الأميركية الشركة الصينية بأنها خطر أمني، وهو ما تنفيه الشركة. وقالت واشنطن إن الشركة تشكل مخاطر “غير مقبولة” على الأمن القومي بسبب التهديد بالتجسس على شبكات الاتصالات الأميركية.

وقالت وزارة التجارة هذا الشهر إنها تعمل على الحصول على مزيد من المعلومات “حول طبيعة وتكوين” الشريحة التي قد تنتهك القيود التجارية لأنها قالت إنها لا بد أن تكون مصنوعة بتكنولوجيا أميركية.

وقالت رايموندو، أمام جلسة اللجنة العلمية بمجلس النواب، إنها منزعجة من تقرير الهاتف الذكي المتقدم لشركة “هواوي”.

ويعتقد البعض من الحزب الجمهوري أنه يجب على وزارة التجارة إنهاء جميع صادرات التكنولوجيا إلى شركتي “هواوي” و”SMIC”.

وحث رؤساء لجنة الشؤون الخارجية والطاقة والتجارة والقوات المسلحة ولجان مختارة بمجلس النواب الأسبوع الماضي وزارة التجارة على التوقف عن منح تراخيص لشركة “هواوي” و”SMIC”، وقالوا إنها تدعو إلى ممارسة ضغوط أميركية إضافية “وفرض ضوابط تصدير أكثر فعالية على شركائنا”.
اقرأ المزيد: ” Venture X ” للعربية: أبل ستواجه هذا التحدي في الفترة المقبلة
ورفضت ريموندو التعليق بعد جلسة الاستماع حول ما إذا كانت تفكر في إنهاء جميع التراخيص الخاصة بشركة “هواوي”.
وقال النائب الجمهوري داريل عيسى خلال جلسة الاستماع إن ريموندو كان في الصين عندما تم الإعلان عن هاتف “هواوي” الجديد.
اقرأ المزيد: “هواوي” و”شاومي” توقعان اتفاق براءة عالميا يشمل شبكات الجيل الخامس
بينما قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، هذا الشهر إن الحكومة الأميركية تحاول الحصول على مزيد من المعلومات حول شريحة “هواوي”.
اقرأ المزيد: رغم العقوبات.. “هواوي” توجه ضربة قوية لـ”أبل”
وقالت ريموندو للصحفيين أيضًا إن الحظر على استخدام الموظفين في الحكومة الصينية لهواتف “آيفون” من إنتاج شركة “أبل” هو أمر “مثير للقلق”.

العربية نت

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

عمق الأزمة اليمنية في حضرموت والمهرة

وضاح اليمن الحريري

تأخذ الازمة اليمنية الحالية أكثر من بعد سياسي او عسكري، كما إنها ليست مسألة أرض يتم استعادتها او منطقة نفوذ بهذا الشكل أو ذاك، إنها تمثل أزمة تحمل في مظاهرها تصدعات المشروع الدولاتي لمنظومة الفكر السياسي العربي وأمنه القومي ببعده الجيوسياسي وهو في طور التفكيك واعادة التشكل، حقله في اليمن هو أحد النماذج للتفكيك المباشر، بخلق اسباب كافية لتطبيقه، تعود إلى سوء الادارة واخفاقات التنمية والتقدم في ظروف سابقة.

نعني بالأزمة اليمنية في حضرموت والمهرة، تصرف الانتقالي الجنوبي منفردا بدخول قواته الى تلك المحافظتين والسيطرة على أراضيها، متخذا أكثر من مبرر لذلك الفعل، غير مكترث بالتبعات اللاحقة وفيما قد تسفر عنه، في محاولة لفرض واقع عسكري جديد فيهما، هنا تكون المسألة واضحة في أن الانتقالي الجنوبي اتخذ قراره، مرتجلا او متأنيا، في التصعيد تجاه الشرعية التي يمثل في نفس الوقت أحد مكوناتها، مما يعني إنه لم يكن ينظر يوما لنفسه ولقواته الا باعتبارهما جزءا مؤقتا في بنية الشرعية، لارضاء أطراف من دول التحالف.

تقف في الضفة الأخرى من مجرى الأزمة واندفاعها، بقية مؤسسة الشرعية ممثلة برئيس مجلس القيادة الرئاسي، الذي يستند هو الاخر الى تحالفات سياسية وعسكرية حاضرة محليا وإقليميا، ترى في السلوك المنفرد للانتقالي اعتداء صارخا على مرجعيات تم التوافق عليها مسبقا، أهمها اتفاق الرياض واعلان نقل السلطة. لكن حتى هذا التحالف يقف أيضا في خانته قوى تتفاوت في مدى لؤمها السياسي واستعدادها العسكري لتفجير الموقف عسكريا، في انتظار الاشارة لذلك.

يجب أن ينظر الى الأزمة في شقها السياسي، لنزع فتيل الاشتعال وتنفيسها، في الاتجاه الذي ينفس من تصاعد التوتر، بعد أن تفاقمت عملية الاحتشاد عند المجموعتين، لأن الأزمة وأبعادها لا تعني الانتقالي الجنوبي وحده ولا تعني مؤسسة الشرعية وحدها، كي يتصرفا كما يشاءان، لكنها تمس وبقوة حسابات اقليمية لها وزنها وثقلها، كحسابات المملكة السعودية، بل والأهم من هذا، إنها تمس وبعمق فرص الاستقرار والعيش الآمن للناس في كامل الاتساع الجغرافي والأمني لليمن على اقل تقدير، مما يمثل رهانات غير محسوبة العواقب بدقة، على اعتبار أن الأمر الواقع سيفرض نفسه دون تحديات فعلية، رغم أن خيار الحسم بطريقة صلبة يعلن عنه ومازال قائما.

سيذهب المختلفون حول الأزمة والمتفاوتون في تقديرها الى تقديرات غير صحيحة بالمرة، اذا ظنوا إنها ستمر مرورا عابرا، على حقول النفط وموارد الثروة في شرق اليمن، مع العلم ان هذه الموارد هي فقط المرئية في الأفق، بينما ما خفي قد يكون أعظما، بالتالي فإن خيار الانتقالي الجنوبي وخيار المؤسسة الشرعية، لا يمثلانهما وحدهما، لكن ايضا يمثلان حسابات أخرى ذات ارتباط شديد الأهمية، بما سيجر خلفه من التبعات والتبدلات في القرارات والمواقف، بانعكاس كل ذلك على المواطنين اليمنيين جنوبا وشمالا بالدرجة الأولى.

لن أقول هنا إن علينا بالحكمة اليمانية،لأنها مفقودة في هذه اللحظة على اية حال، لن أقول أن علينا بالدم لأنه لغة الأبطال الذين يذهبون سدى من اجل تغيير التوازنات على أرض الواقع، سأقول أن علينا بالسياسة والمزيد من السياسة الحصيفة والمسئولة، عند التعامل مع هذه المستويات العالية من الأزمة.

تصرف الانتقالي الجنوبي منفردا، فاقدا لصبره وبانيا لخياراته مستندا على حسابات الغير وتقديرهم للموقف، بينما تتصرف مؤسسة الشرعية خارج احتواء الموقف وطنيا نتيجة تشتتها وبعثرتها المرئية، المبنية على عدم قدرتها على اتخاذ القرارات في وقتها المناسب، عاجزة عن تفعيل المرجعيات المتفق عليها، المملكة أيضا تتصرف بالاستناد الى المعركة السياسية التي تخوضها على المستوى الاقليمي ووفق مصالحها، بغض النظر عن التبعات فيما سيعانيه المواطنون، إذن من يخيف من في هذه الأزمة الشرسة وغيومها تتجمع على رؤوس اليمنيين وتتفاقم جنوبا وشمالا.

سيمضي الوقت دون قرارات، لن يتمكن الانتقالي الجنوبي من اعلان دولته واذا اعلنها سيحمل الناس ما لا طاقة لهم به وسيكتفي بالبقاء على الأرض، لن تتمكن مؤسسة الشرعية الا بالبقاء كضيف دائم الاقامة في الرياض حتى اشعار آخر، لن تتمكن المملكة من اتخاذ قرارات صعبة بسهولة ولها أن تحتفظ بمصالحها، لن يتمكن المشاغبون الاقليميون من انهاء الحصة دون درس وسيجبرون على البقاء على مقاعدهم كأشقياء..السياسة ومزيدا من السياسة هي الحل المؤثر حاليا..علينا اذا بدأ الحوار أن نمضي فيه حتى آخره وله مساراته واوعيته واجراءاته واذا لم يبدأ فلابد ان ينطلق فورا..ودمتم.

مقالات مشابهة

  • بيتكوفيتش: “عبادة؟ لا أملك قدرة سحرية لمعرفة المستقبل”
  • طحنون بن زايد يترأس الاجتماع الختامي لمجلس إدارة شركة “إم جي إكس” لعام 2025
  • دورة تدريبية متقدمة لتعزيز جودة التعليم العالي”
  • شركة مدافئ ” شموسة” تصدر بيانا للأردنيين
  • رئيس منظمة السياسات الأمريكية في إفريقيا: لدينا شكوك جدية في قدرة اتفاق السلام بين الكونغو ورواندا على الصمود
  • “تنمية المهارات” يختتم برنامج “إدارة وحسابات الأصول” لكوادر شركة النفط
  • للحد من هيمنة التجارة الإلكترونية الصينية.. الاتحاد الأوروبي يفرض ضريبة على الطرود الصغيرة
  • عمق الأزمة اليمنية في حضرموت والمهرة
  • القابضة للاتصالات توقع مذكرة تفاهم مع شركة “TLS” السعودية
  • إطلاق شركة “وايزمِن الشرق الأوسط” في أبوظبي لتعزيز حلول الطاقة الذكية في المنطقة