الاعتقال السياسي.. إرباك عام لحياة المواطنين بالضفة
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
الضفة الغربية - خاص صفا
مقاومون، أسرى محررين، طلبة جامعات، نشطاء، هؤلاء هم الهدف الأبرز للأجهزة الأمنية بالضفة الغربية المحتلة، فتلاحقهم بالاعتداءات والاعتقالات والاستدعاءات.
وتشهد محافظات الضفة تصاعدًا في حالات الاعتقال السياسي، إذ لا يكاد يمر يوم دون اعتقالات، رغم دعوات مستمرة من الفصائل والمؤسسات الحقوقية والقطاعات الشعبية بالكف عن هذه الملاحقات غير الوطنية والقانونية.
وباتت الاعتقالات السياسية تتسبب بحالة إرباك شديدة لحياة المواطن الفلسطيني في الضفة، في ظل الهجمة الشرسة التي تشنها قوات الاحتلال، مع تنامي المقاومة في كثير من النقاط.
الطالب في جامعة بير زيت معتصم عرمان، من رام الله معتقل منذ أيام لدى جهاز الأمن الوقائي، على خلفية نشاطه الطلابي داخل الجامعة، فيما ترفض السلطة الإفراج عنه.
ويقول والده أمين عرمان، "إن ما حدث لمعتصم جريمة نكراء بكل المقاييس الأخلاقية والدينية والوطنية، وهو يعبر عن شخصية السلطة القمعية البوليسية التي تنتهجها بحق أبنائنا الطلبة الذين يمارسون العمل الخدماتي النقابي الطلابي الحر وهذا شأن داخلي في الجامعات".
ويضيف عرمان في حديثه لوكالة "صفا"، أنه تواصل مع محامي نجله، وأفاد بأن التحقيق يدور حول العمل النقابي والطلابي داخل الجامعة، "ما يدلل على مدى الرسالة القوية التي تحاول السلطة توجيهها للطلاب بأن يبتعدوا عن السياسية".
ويؤكد أن نجله تعرض للتعذيب في سجون السلطة، "وكسرت يده خلال اعتقاله السابق لدى جهاز المخابرات، كما تعرض لملاحقة مستمرة واعتقل خلال توجهه للجامعة".
ويلفت عرمان إلى أن الاعتقالات تتسبب بتأثير سلبي وحالة إرباك منقطعة النظير لجميع أفراد العائلة وخصوصًا زوجته، نظرًا لغياب النجل الأكبر وما يمارس بحق المعتقلين في سجون السلطة.
ويشير إلى أنه تواصل مع المؤسسات الحقوقية والسفارة الأمريكية، كون نجله يحمل الجنسية الأمريكية، ومع عدة جهات رسمية للإفراج عن معتصم، "إلا أن ذلك لم يحصل".
ويرى والد المعتقل السياسي معتصم عرمان، أن ما يحصل لنجله ولطلبة الجامعات هو تدخل سافر وفاضح من الأجهزة الأمنية في الحياة الجامعية، "الأمر الذي يغذي الخلاف والفرقة والكراهية بين أبناء شعب يرزح تحت الاحتلال".
ويتطلع عرمان إلى محاسبة المتورطين في ارتكاب جرائم ضد حقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب وعدم تنفيذ القرارات القضائية، داعيًا إلى إغلاق ملف الاعتقالات السياسية بالكامل.
ويشدد في حديثه، على ضرورة ضمان حرية الرأي والتعبير، إلى جانب التعدية السياسية، داعيًا السلطة إلى تقبل الرأي الآخر، "وخصوصًا بعد توقيعها على مواثيق دولية بهذا الخصوص".
من جانبها، أكدت عائلة أحد المعتقلين في سجون السلطة الفلسطينية، من رام الله لوكالة "صفا"، إن نجلها تعرض للشبح والتعذيب رغم أنه أسير محرر.
ودعت العائلة التي فضلت عدم الكشف عن نفسها، خوفًا من الملاحقة، المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية إلى زيارة سجون السلطة ومراكز التحقيق والاطلاع على أوضاع المعتقلين السياسيين وفضح ما يتعرضون له من انتهاكات وإهانات.
وكانت فصائل في الضفة دعت السلطة إلى وقف الاعتقالات السياسية ووقف الملاحقات للمطاردين والمقاومين، ورفع الغطاء عن العناصر التي تشارك في الاعتقالات، إذ إن الأجهزة الأمنية كثفت من حملات الاعتقال بعد اقتحام مخيم جنين قبل شهرين.
ورصدت مؤسسات حقوقية العديد من الحالات التي حصلت على قرارات إفراج من المحاكم دون تنفيذ لتلك القرارات.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: اعتقال اعتقال سياسي الضفة سجون السلطة
إقرأ أيضاً:
بخطوة نادرة.. مسؤول يكشف لـCNN: وزير الخارجية السعودي سيزور الضفة الغربية بأول زيارة من نوعها منذ 1967
(CNN)-- قال مسؤولون فلسطينيون إن المملكة العربية السعودية سترسل وزير خارجيتها إلى الضفة الغربية نهاية هذا الأسبوع، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ احتلال إسرائيل للمنطقة عام 1967.
وصرح نائب رئيس السلطة الفلسطينية، حسين الشيخ، لشبكة CNN أن وفدًا وزاريًا عربيًا برئاسة وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان سيصل إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية، الأحد، للقاء رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.
وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي يسعى فيه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، مع استمرار الحرب في غزة، وتراجع احتمالات التطبيع السعودي- الإسرائيلي.
وصرح السفير الفلسطيني لدى المملكة العربية السعودية، مازن غنيم، لقناة الإخبارية السعودية الحكومية بأن مصر والأردن و"دولًا أخرى" سترسل وزراء خارجيتها أيضًا.
ونقلت الإخبارية عن غنيم قوله: "الزيارة الوزارية... تُعتبر رسالة واضحة، القضية الفلسطينية قضية مركزية للعرب والمسلمين".
أكدت السلطة الفلسطينية انعقاد اجتماع لوزراء خارجية عرب، الأحد، لكنها لم تُحدد هوية الحضور، وتواصلت شبكة CNN مع حكومات المملكة العربية السعودية ومصر وقطر لتأكيد النبأ.
وقال مصدر إسرائيلي مطلع لشبكة CNN إن السلطات الإسرائيلية أُبلغت بالزيارة.
وعلمت شبكة CNN أن المملكة العربية السعودية تشعر بالإحباط من رفض إسرائيل إنهاء الحرب في غزة، وتبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة لإقناع الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة، بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتثق المملكة بأن فرنسا ستكون من بين الدول التي ستفعل ذلك في يونيو/ حزيران، كما تعمل الرياض على دعم السلطة الفلسطينية، إذ لا ترى بديلاً عمليًا لدورها كممثل سياسي للشعب الفلسطيني.
وفي يونيو/ حزيران، من المتوقع أن ترأس المملكة العربية السعودية بالاشتراك مع فرنسا مؤتمرًا رفيع المستوى في نيويورك حول حل الدولتين، الذي ينص على إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
وفي حديثه في سنغافورة، الجمعة، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إن الاعتراف النهائي بدولة فلسطينية "ليس واجبًا أخلاقيًا فحسب، بل ضرورة سياسية أيضًا"، مضيفا: "ما نبنيه خلال الأسابيع المقبلة هو بلا شك استجابة سياسية للأزمة (في غزة). نعم، إنها ضرورة. لأنه اليوم، وفوق المأساة الإنسانية الحالية، أصبح مجرد إمكانية قيام دولة فلسطينية محل تساؤل".
وحذر من أن إسرائيل لديها "ساعات أو أيام" لتحسين الوضع الإنساني في غزة أو مواجهة موقف أوروبي "أكثر صرامة".
ويذكر أن الرياض عيّنت، نايف السديري، سفيرًا غير مقيم لدى الأراضي الفلسطينية عام 2023، قبل أسابيع من شن حماس هجومًا مميتًا على إسرائيل أسفر عن مقتل 1200 شخص وأشعل فتيل الحرب الدائرة في غزة.
وزار السديري الضفة الغربية في سبتمبر/ أيلول 2023 لتقديم أوراق اعتماده لعباس، في زيارة كانت الأرفع مستوىً بين الزيارات السعودية الرسمية منذ عقود.
تاريخيًا، زار ملكان سعوديان القدس، وهما الملك سعود عام 1954، والملك فيصل عام 1966.
وقال شاؤول أرييلي، رئيس مركز T-Politographyوهو مركز أبحاث يُعنى بدراسة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إن هذه أول زيارة لوفد رفيع المستوى للضفة الغربية المحتلة منذ احتلال إسرائيل للمنطقة عام 1967.
وأضاف لشبكة CNN أن الزيارة ستكون "غير مسبوقة"، وتُبرز تنامي الدعم السعودي للسلطة الفلسطينية الذي برز بعد بدء الحرب على غزة.
وتابع أرييلي: "إنه تغيير جذري"، فقد أوضح السعوديون منذ بدء الحرب أنهم "يدعمون حل الدولتين على أساس حدود عام 1967، ويدعمون إقامة عاصمة للدولة الفلسطينية في القدس الشرقية، وأنهم مستعدون لدعم ميزانية السلطة الفلسطينية".
إسرائيلالأردنالسعوديةقطرمصرالحكومة الإسرائيليةالحكومة السعوديةالسلطة الوطنية الفلسطينيةالضفة الغربيةحركة حماسحصريا على CNNرام اللهغزةمحمود عباسنشر الجمعة، 30 مايو / أيار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.