لنعمل معا، اعملوا هذا وحدكم، "العالم على حافة الانهيار"، لكن المستقبل يمكنه أن يكون واعدا، هذه لقطات لما صرح به قادة العالم خلال اجتماعات الجمعية العمومية التابعة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، حيث اختلطت الحروب والصراعات بآمال تحسين الظروف تحت سقف واحد، لكتابة الفصل القادم من "حلم مشترك"، وفق ما ذكره تقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس.

ففي الأمم المتحدة، تظل "التعددية" دوما الهدف، تزامنا مع الوصول إلى حبكة مشتركة توحد الأعضاء كافة (193 عضوا) وأفكارهم، هاتان الفكرتان الأساسيتان تواجهان صعوبات بالأخص لدى اجتماع قادة الدول في سبتمبر من كل عام في الأمم المتحدة، التي تحمل في اسمها بحد ذاته كلمتين قد تصبحان متناقضتين لدى استخدامهما فرديا.

ويشير معد التقرير الصحفي، تيد أنثوني إلى أن المشاركين سواء في الساحة السياسية أو غيرها يبحثون دوما عن "الحبكة المثيرة" التي بإمكانهم من خلالها اجتذاب المستمعين ودفعهم لتنفيذ ما يودون تحقيقه، لكنه يطرح سؤالا: كيف يمكن تحقيق حبكة مفهومة لدى توجيهها إلى العديد من الدول والكثير من الأصوات "المخبوزة في فطيرة واحدة".

ويثير هذا التساؤل سؤالا آخر في كيفية إدارة الدول وتبقى جزءا من حضارة مترابطة بشكل متزايد، خاصة في ظل تعقيدات القرن الحادي والعشرين التي لا يمكن تصورها، والتي تترافق مع حالة من التشقق والتشرذم في كل مكان، فهل يمكن حتى حكم العالم؟

جيفري مارتينسون، أستاذ مشارك في العلوم السياسية في كلية ميريديث في ولاية نورث كارولينا قال لأسوشيتد برس: "نعم، يمكن ذلك، ولكن فقط بمعنى أن العالم قد تم حكمه على الإطلاق، بما في ذلك في هذا العالم ذو المؤسساتية والتنظيمية العالية، وهذا هو الحد الأدنى".

هذه الحقيقة نراها واضحة "عندما نستمع إلى خطابات القادة في اليومين الأولين في الجمعية العامة للأمم المتحدة"، إذ أنها أشبه بـ "مهرجان عالمي للرغبات والاحتياجات المتنافسة والشكاوى والمطالب حول المناخ والحرب والصحة العامة وعدم المساواة".

رئيس جزيرة سيشيل، وافيل رامكالاوان، قال في كلمته: "إن العالم يقف على حافة الهاوية".

المشاعر التي عبر عنها رامكالاوان ربما تجسّد التحدي الرئيسي الذي يطفو على السطح كل عام خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، إذ يتنامى السؤال: كيف نوازن بين الأمل والواقع؟

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قال في كلمته الافتتاحية، الثلاثاء: "إن عالمنا أصبح مضطربا"، وفي مؤتمر المناخ الذي عقد، الأربعاء، قال إن "البشرية فتحت أبواب الجحيم".

الرئيس السويسري، آلان بيرسيه قال: "إننا نمر بأزمة ربما هي الأكثر أهمية منذ الحرب العالمية الثانية".

رئيسية سلوفينيا، ناتاشا بيرك موسار، قالت بدورها "إننا لم نعد نثق فيما يُروى لنا"، فيما قال رئيس السلفادور، ناييب بوكيلي: "نعتقد أن العالم... يحتاج إلى أن يولد من جديد"، والرئيس البنمي، لورينتينو كورتيزو، قال: "الوقت ينفد بالنسبة لنا جميعا".

هذه التصريحات لا تعبر عن "قوة التفكير الإيجابي"، ولكنها وسيلة لجذب الانتباه، وحتى غوتيريش نفسه أكد على أن "عالما متعدد الأقطاب" هو ما تأسست عليه الأمم المتحدة.

وأضاف "أننا نتحرك بسرعة نحو عالم متعدد الأقطاب" وهذا أمر إيجابي في كثير من النواحي، وهو يجلب فرصا جديدة لتحقيق العدالة والتوازن في العلاقات الدولية، مشيرا إلى أن "التعددية القطبية وحدها لا يمكنها أن تضمن السلام".

الأكاديمي المتخصص بالعلوم السياسية في جامعة تشابمان في كاليفورنيا، أندريا مولي، قال لأسوشيتد برس: "لقد ثبت أن فكرة تواجد هيئة حاكمة واحدة قادرة على فهم ومعالجة احتياجات وتطلعات كل دولة هي مجرد وهم".

وأضاف أن "إحدى بديهيات نظام العلاقات الدولية هي أن مثل هذا النظام فوضوي في جوهره".

وقد تكون الفوضى نتيجة حتمية لمحاولة الأعضاء في الأمم المتحدة الـ193 دولة تكوين عائلة واحدة والعيش معا، ولكن الرؤية المشتركة بعالم متعدد الأطراف سيبقى الهدف "الأكثر مراوغة" بالنسبة للأمم المتحدة.

ووصف تقرير الوكالة ما يحدث في الأمم المتحدة بـ"الفوضى المتسامية" إذ استطاعت الأمم المتحدة جمع عشرات قادة الدول الذي سافروا ليكونوا في نيويورك للحديث والاستماع إلى الآخرين ومحاولة حل المشاكل.

وأثبتت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه في بعض الأحيان "لا نقتل بعضنا البعض.. لنجتمع معا بكل خلافاتنا وكبريائنا.. ونحاول حل المشكلة"، وربما "هذا هو بيت القصيد"، بحسب التقرير.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی الأمم المتحدة للأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

صحف عالمية: إسرائيل أصبحت علامة سامة ولا يمكن الدفاع عما تقوم به

تناولت صحف عالمية الأثمان الباهظة التي تدفعها إسرائيل بسبب مواصلة حربها على غزة، والتي قالت إنها فشلت فيها بشكل لا يصدق حتى لم يعد غالبية من كانوا يدعمونها قادرين على الدفاع عما تقوم به من تجويع للمدنيين في القطاع.

فقد سلطت صحيفة "جيروزاليم بوست" الضوء على كلفة الحرب الباهظة التي تتكبدها تل أبيب، وطرحت السؤال الذي أصبح يتردد كثيرا بين الإسرائيليين حاليا، وهو: هل تأخرت إسرائيل في الانسحاب من القطاع؟

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تركا ابنهما خلفهما بالمطار لأجل أن لا يخسرا تذاكر السفرlist 2 of 2فورين أفيرز: لماذا على تايوان إعادة إحياء مفاعلاتها النووية؟end of list

ولفتت الصحيفة إلى أن الإسرائيليين "يدفعون ثمنا مؤلما ويفوق التصور، لأن 900 جندي قتلوا خلال هذه الحرب، وأصيب آلاف آخرون لن تعود حياتهم كما كانت أبدا"، ناهيك عن ارتفاع حالات الانتحار بشكل غير مسبوق داخل الجيش.

أما الكاتب أورون نهاري فكتب مقالا في "يديعوت أحرونوت" نعى فيه صورة إسرائيل أمام العالم، والتي قال إنها "أصبحت سيئة جدا، لأن فشلها لا يصدق".

ووفقا للكاتب، فقد انتقلت إسرائيل من بلد يدعمه معظم دول العالم إلى "علامة سامة، حتى لم تعد أفضل وسائل الإعلام في العالم قادرة على مواجهة صورة طفلة جائعة". ويرى أورون أن إسرائيل "كان عليها أن تحسب حساب ذلك".

وفي سياتل تايمز الأميركية، قالت جاكي كولز، إنه لا يمكن الدفاع عن سياسات بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، وإنه "يعجل بحدوث شرخ في دعم أميركا التاريخي لإسرائيل".

واعتبرت الكاتبة أنه "من المؤلم أن نرى إسرائيل التي ولدت من رحم تعاطف العالم مع صور الهياكل العظمية الخارجة من معسكرات النازيين، مسؤولة عن الصور المروعة الخارجة اليوم من غزة".

ترسيخ الإفلات من العقاب

كما تناولت صحيفة الغارديان تقريرا لمجموعة مراقبة النزاعات الدولية قال إن إسرائيل أغلقت 88% من التحقيقات في الجرائم والانتهكات التي ارتكبتها قواتها في غزة دون أن تجد فيها أي خطأ أو أن تصل إلى نتيجة، بما فيها ذلك مقتل 112 فلسطينيا على الأقل كانوا يحاولون الحصول على الطحين في غزة خلال فبراير/شباط من العام الماضي". وأضاف أن إسرائيل "تسعى بذلك لإيجاد نمط من الإفلات من العقاب".

إعلان

وختاما، تناولت نيويورك تايمز، دعوى قضائية رفعها عدد من ذوي ضحايا 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجين (أونروا) بتهمة دعم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله اللبناني.

وقالت الصحيفة إن هذه الدعوى جاءت بعد تغير موقف الولايات المتحدة من الوكالة في عهد دونالدد ترامب على نحو يفتح الباب أمام فرض عقوبات من وزارة الخزانة الأميركية على أونروا أو المؤسسات المرتبطة بها.

مقالات مشابهة

  • صحف عالمية: إسرائيل أصبحت علامة سامة ولا يمكن الدفاع عما تقوم به
  • الأمم المتحدة: مصر تبذل جهودا حثيثة فيما يخص غزة ولا يجب التظاهر ضدها
  • 1373 فلسطينيا قتلوا أثناء انتظار المساعدات في غزة منذ أواخر ماي وفقا للأمم المتحدة
  • عون استقبل مدير المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مودعاً
  • البرتغال تعلن اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر
  • السودان يقابل الخبير “نويصر” بخطاب ناري ويوجه صفعة مزدوجة للأمم المتحدة
  • عالية المهدي: لا يمكن خفض الأسعار مع فائدة 24% وتضخم بـ11%
  • مصطفى بكري: الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية حملت إسرائيل مسئولية الأزمة الغذائية في غزة
  • سبتمبر الحاسم.. دول أوروبية كبرى تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة
  • أخبار التكنولوجيا| اختراق جديد يهز تطبيق المواعدة الشهير Tea.. لينوفو تطلق أول لابتوب قابل للتمدد في العالم