الخليج الجديد:
2025-05-21@17:35:31 GMT

الذكاء الاصطناعي والإعلام

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

الذكاء الاصطناعي والإعلام

الذكاء الاصطناعي والإعلام

تحديات الذكاء الاصطناعي إعلاميا: ضمان الحياد والمعايير الأخلاقية، التضليل الإعـلامي، فبركة أحداث وتصريحات.

تجمع التقارير على أن في صدارة مخاطر الذكاء الاصطناعي في الإعـلام يأتي ما يسمى «التزييف العميق» الذي يقود إلى التضليل أو حتى الابتزاز والاحتيال!

أبرز إيجابيات الذكاء الاصطناعي تحويل النصوص إلى بيانات بمختلف الأشكال، والترجمة الآلية، والدردشة الآلية ردا على استفسارات الجمهور واكتشاف المحتوى المزيف.

مربط الفرس الإشكالات الأخلاقية التي يطرحها الذكاء الاصطناعي حرصا على النزاهة الأخلاقية للصحافة خاصة أن الموضوع متحرك ولا نعرف بالضبط أين يمكن أن يقود.

كيف يساعد الصحافيين في إعداد التقارير؟ ما هي الأدوار التي قد يحل محلها الذكاء الاصطناعي؟ ما هي بعض مجالات الذكاء الاصطناعي التي لم تستغلها المؤسسات الإخبارية بعد؟

* * *

تجرأتُ وسألتُ الذكاء الاصطناعي عن كيف هو هذا الذكاء مع الإعـلام. سألت (تشات جي بي تي) تحديدا عن ذلك فكان «منصفا» إلى حد لا بأس به.

عدّد الفوائد كالتالي: أتمتة المضامين، تحليل المعطيات، التحقق من الوقائع، السرعة في الجمع والتصنيف والتحليل، انتاج فيديوهات بسرعة واتقان كسبا للوقت والتكلفة، تحليل ميولات الجمهور المختلفة، المذيعون الروبوت.

أما التحديات فذكر منها: ضمان الحياد والمعايير الأخلاقية، التضليل الإعـلامي، فبركة أحداث وتصريحات. هنا مربط الفرس: الإشكالات الأخلاقية التي يطرحها الذكاء الاصطناعي حرصا على النزاهة الأخلاقية للصحافة لاسيما والموضوع متحرك ولا نعرف بالضبط إلى أين يمكن أن يقود.

هو متحرك فعلا ويطرح بقوة ضرورة التمييز بين استعمالاته المفيدة جدا في العلوم الصحيحة (وخاصة في الطب في تشخيص الأمراض وكتابة التقارير الطبية التي تجمع خلاصة كل الفحوصات…الخ) وبين استعمالاته الملتبسة في العلوم الإنسانية ومن بينها الصحافة.

هذا ما يجري الخوض فيه من فترة ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2021 اعتمدت جميع الدول الأعضاء في «اليونسكو» اتفاقية تاريخية تحدد القيم والمبادئ الضامنة لتنمية صحية للذكاء الاصطناعي كإطار أخلاقي عام يمكن أن ينطبق على الإعـلام، رغم أنه مجال يحتاج لأحكام خاصة به.

كما أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تبنى في 14 يوليو/تموز الماضي مشروعا دعا المجتمع الدولي إلى «اتخاذ تدابير وقائية ورقابية خاصة بالذكاء الاصطناعي».

وفي عام 2017 طرح منتدى عقده مركز «تاو» للصحافة الرقمية ومعهد «براون» للابتكار الإعـلامي في جامعة كولومبيا الأمريكية مجموعة تساؤلات حول الإعـلام والذكاء الاصطناعي من بينها:

كيف يساعد الصحافيين في إعداد التقارير؟ ما هي الأدوار التي قد يحل محلها الذكاء الاصطناعي؟ ما هي بعض مجالات الذكاء الاصطناعي التي لم تستغلها المؤسسات الإخبارية بعد؟

وكان الجواب هو وجود مؤشرات كثيرة تفيد بأنه سيعزز عمل الصحافيين لكنه لن يحل محلّه إذا ما استخدم بشكل صحيح، من ذلك استعماله مثلا في تفريغ المقابلات المسجلة أو غربلة تعليقات الجمهور التي تصل هذه المؤسسات.

«الذكاء الاصطناعي يبهر بقدر ما يثير القلق».. هكذا قال السفير البلجيكي في مجلس حقوق الإنسان مارك بيكستن، داعيا إلى ضرورة «الإشراف البشري» عليه وإلى «مقاربة حذرة» بشأنه، وهو ما قد يتم الخوض فيها أكثر بمناسبة أول قمة عالمية عن الذكاء الاصطناعي تحتضنها بريطانيا قبل نهاية هذا العام.

تشير كل المقالات والبحوث التي تناولت الذكاء الاصطناعي والإعـلام إلى أن من أبرز إيجابياته تحويل النصوص إلى بيانات بمختلف الأشكال، والترجمة الآلية، والدردشة الآلية للرد على استفسارات وتعليق الجمهور، ومعرفة أحوال الطقس وأسعار العملات والذهب في الصحافة الاقتصادية واكتشاف المحتوى المزيف.

أما التحديات فتتمثل بالخصوص في تقليل الاعتماد على بعض الوظائف في المجال الإعـلامي، وإن كان ذلك لا يعني إلغاءها بالضرورة، مع أهمية الإشارة إلى أن هذا الذكاء لا يمكن أن يحل محل الإنسان في إبداء التعاطف الذي يمكن أن يبديه الصحافي عند حدوث كوارث إنسانية رهيبة، كزلزال المغرب أو سيول ليبيا أو قضايا اللجوء وموت المئات في «قوارب الموت» في مياه المتوسط، أو قصص معاناة الفلسطينيين المختلفة مع الاحتلال الإسرائيلي وخاصة النساء والأطفال.

يشير الخبراء كذلك إلى أن الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى السرد العاطفي لقصص إنسانية قد تكون مؤثرة للغاية أو حتى مأسوية، كما أنه يفتقد القدرة البشرية على التحليل ووضع السياق المناسب للقصص الإخبارية، كالتعاطف مع فلسطين مثلا عبر المظاهرات والتحركات التضامنية المختلفة، مع أن هؤلاء المتظاهرين قد يكونون بعيدين جدا عن الحدث، كما هو الشأن في مظاهرات تخرج في شوارع أندونيسيا مثلا تضامنا مع غزة.

ويضيف هؤلاء أن الذكاء الاصطناعي يفتقد أيضا القدرة على إصدار أحكام وقرارات أخلاقية في المواقف الحساسة، كما أنه عندما ينشئ محتوى خاطئا أو مضللا لا يتحمل مسؤولية أفعاله، وبالتأكيد لا يعتذر مثلما ما يفترض أن يقوم به الإنسان إن أخطأ، كواجب مهني وأخلاقي قبل كل شيء.

ولا يغيب عن هؤلاء الخبراء في مقالاتهم عن الموضوع الإشارة إلى أن المذيع الآلي مثلا سيكون عاجزا عن تعويض المذيع الإنسان حيث إنه لا يقرأ لغة جسد الضيف الذي يحاوره، كما أنه لا يمتلك بالضرورة الخلفية السياسية والثقافية التي تسمح له بطرح أسئلة من نوع خاص بعضها محرج أو صعب، كما أنه يفتقر إلى حس العاطفة والفكاهة والإبـداع، كما تقول صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.

وعند تناول أكثر «المخاطر» التي يطرحها الذكاء الاصطناعي في الحقل الإعـلامي تجمع كل التقارير على أن في صدارتها جميعا يأتي ما يسمى «التزييف العميق» الذي قد يقود إلى التضليل أو حتى الابتزاز والاحتيال، إذ يكفي جمع ما بين خمس عشرة إلى ثلاثين ثانية من الصوت الأصلي لأي كان بنوعية جيدة حتى يمكن صناعة صوت مماثل لشخص ليقول أي كلام لم ينطق به صاحبه أصلا، كأن يصرخ رئيس الحكومة الإسرائيلية ضد الاحتلال!

*محمد كريشان كاتب وإعلامي تونسي

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الإعلام تحديات الصحافة الاحتلال الإسرائيلي الذكاء الاصطناعي التزييف العميق الذکاء الاصطناعی یمکن أن کما أنه إلى أن کما أن

إقرأ أيضاً:

عبر 270 محطة.. الذكاء الاصطناعي يعزّز رصد الزلازل في المملكة

كشفت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية عن توسيع نطاق استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن منظومتها الوطنية للرصد الزلزالي، والتي تضم 270 محطة رقمية عالية الحساسية موزعة على مختلف مناطق المملكة، في خطوة تعكس حجم التقدم العلمي والتقني الذي حققته الهيئة في مجال مراقبة النشاط الزلزالي وتعزيز الأمن الجيولوجي الوطني.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وتُعد هذه الشبكة واحدة من أكبر الشبكات الإقليمية من حيث الانتشار الجغرافي والتكامل التقني، حيث تعمل المحطات على مدار الساعة باستخدام تقنيات متقدمة لرصد أدق الاهتزازات الأرضية، بما في ذلك الزلازل الصغيرة التي قد لا تُشعر بها غالبية السكان، لكنها تحمل مؤشرات علمية مهمة تساعد في فهم النشاط التكتوني ومتابعة الصفائح الأرضية في المنطقة.
أخبار متعلقة الرياض.. ضبط 3 وافدين لممارستهم أفعالًا تنافي الآداب في مركز "مساج"بنسبة نمو 93%.. توظيف 143 ألف مواطن بالقطاع الخاص خلال الربع الأول من 2025وأوضحت الهيئة أن هذه المحطات ترتبط بشكل مباشر بالأقمار الصناعية وشبكات الإنترنت الآمنة، ما يضمن سرعة نقل البيانات بشكل فوري إلى مراكز التحليل المتقدمة، والتي تقوم بدورها باستخدام أحدث البرمجيات العلمية لتحديد موقع الزلزال وعمقه وقوته بدقة عالية، داخل حدود المملكة، وفي بعض الحالات خارجها أيضًا، خاصةً في المناطق الحدودية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الذكاء الاصطناعي يعزّز رصد الزلازل في المملكة- أرشيفيةمنظومة الرصد الزلزاليوفي سياق متصل، بيّنت الهيئة أنها طوّرت خوارزميات خاصة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي، حيث تم تطبيقها بنجاح في عدد من المناطق ذات النشاط الزلزالي المتكرر، وحققت نتائج دقيقة وموثوقة أسهمت في تحسين جودة البيانات المستخلصة من المحطات، وتسريع عملية التقييم والتفاعل المبكر مع أي نشاط زلزالي.
ويُعد هذا التطوير جزءًا من جهود الهيئة في تحديث بنيتها التحتية وتعزيز قدراتها الفنية، حيث تستثمر بشكل مستمر في التدريب والتأهيل، وتحديث الأجهزة والبرمجيات المستخدمة، إلى جانب التعاون المستمر مع المراكز البحثية والجامعات الوطنية والعالمية بهدف تبادل الخبرات وتعزيز كفاءة أداء منظومة الرصد الزلزالي.
وأكدت الهيئة أن هذه الجهود تأتي ضمن رؤيتها الاستراتيجية الرامية إلى توفير منظومة علمية متكاملة تسهم في دعم متخذي القرار، وتعزيز الأمن الجيولوجي في المملكة، تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تضع السلامة العامة والتخطيط العمراني السليم ضمن أولويات التنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • عبر 270 محطة.. الذكاء الاصطناعي يعزّز رصد الزلازل في المملكة
  • مختص: لن نستطيع الاستغناء عن الذكاء الاصطناعي.. فيديو
  • دور الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة في الصراعات العسكرية
  • حمدان وسلطان الشحي.. «رحلة توأم في عصر الذكاء الاصطناعي»
  • الذكاء الاصطناعي كمرآة للإنسان: هل نحن فعلًا بهذا القبح؟
  • هل يكتب الذكاء الاصطناعي فصلاً جديداً في قصة لبنان؟
  • بيل غيتس يكشف عن 3 وظائف لن يهزمها الذكاء الاصطناعي
  • مميزات جديدة لواتساب من خلال الذكــاء الاصطناعي ..فيديو
  • كم من الأطفال يجب أن يَـقـتُـل الذكاء الاصطناعي؟
  • هل يمكن توظيف الذكاء الاصطناعي في صيانة وترميم المومياوات؟