وجد حذاء ابنه.. حكاية فقدان أب لعائلته بالكامل في العاصفة دانيال بدرنة (صور)
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
يجلس على الأرض وعلامات الحزن والدموع تتساقط من عينه، ممسكا الحذاء بإحدى يديه، ينظر إلى المشهد الذي شهدته مدينته درنة الليبية، منتظرا رجوع ابنه الذي فقده في الإعصار الذي ضرب المدينة، لحظات وثَّقها المصور سراج المشيطي أثناء تغطيته لأحداث الإعصار.
أب يفقد ابنه في العاصفة دانيالفي ذات يوم نزل سراج كعادته ليوثق اللحظات والأحداث التي عاشها أهالي مدينة درنة بعد تعرضها للإعصار، ووجد ذلك الأب المكلوم الذي كان يجلس على الأرض ولم تتوقف الدموع من عينه ينتظر العثور على جثه ابنه الصغير الذي فقده أثناء العاصفة دانيال: «كنت بصور الأحداث بتاعة العاصفة دانيال لقيت الأب قاعد على الأرض وبيبكي» بحسب حديثه لـ«الوطن».
ذهب سراج إلى الرجل ليسأله عن ما حدث معه في العاصفة دانيال ليجد أن الرجل فقد صغيره ولكنه عثر على حذائه فقط: «الأب فقد أبنه الصغير في العاصفة مستني أنه يخرج من تحت الأنقاض أوالمياه ولكنه قدر يحصل على الحذاء بتاعه بس».
لم يكن الأب المكلوم يفقد ابنه فقط ولكنه فقد عائلته بالكامل، ولم يتبقَ منها سوى هذا الحذاء: «لما اتكلمت مع الأب لقيته بيقولي أنه ده بس اللي فضل من عيلته وفي ناس قرايبه قالوا أني عيلته بالكامل توفاها الله هو كمان بيشتغل دكتور ولكن معرفش دكتور إيه».
أحداث ومشاهد عديدة تعرضت لها مدينة درنة الليبية بعد أن ضربتها العاصفة دانيال، كان آخرها المنزل الذي أطلق عليه جميع رواد مواقع التواصل الاجتماعي «منزل المعجزة» لأنه المنزل الوحيد الذي ظل صامدا ولم يحدث له شيء وقت مدينة درنة، وادعى البعض أن المنزل كان يسكن بداخله أيتام ولكن الحقيقة لم تكن مثل ذلك وهي أن المنزل نجا بإرادة الله سبحانه وتعالى.
وفيما يخص الأوضاع في مدينة درنة أعلنت اللجنة العليا للطوارئ والاستجابة السريعة التابعة للحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، ارتفاع عدد الضحايا الموثقين نتيجة السيول في مدينة درنة شرقي البلاد، وفقا لما ذكره موقع سكاي نيوز عربية، وأوضحت اللجنة إنها وثقت مقتل 3845 شخصا حتى الآن، نتيجة الكارثة التي ضربت درنة قبل نحو أسبوعين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عاصفة دانيال مدينة درنة سيول ليبيا أهالي ليبيا العاصفة دانیال مدینة درنة فی العاصفة
إقرأ أيضاً:
حكاية الغداء الأخير.. كيف خطف الرصاص الطفل حيدر ليلة العيد؟
أثار مقتل الطفل حيدر مهند الحنتو، البالغ من العمر 11 عاما، من قرية أبريج بمحافظة كركوك العراقية، موجة واسعة من الحزن والأسى على منصات التواصل الاجتماعي العراقية.
وقالت مواقع عراقية محلية إن عنصرا من الحشد الشعبي أطلق النار مساء الاثنين الماضي على مجموعة أطفال كانوا يلعبون بالقرب من منازلهم على ضفاف نهر دجلة أثناء نزهة جماعية بمناسبة عيد الأضحى.
ودشن النشطاء العراقيون حملة تضامن واسعة مع الفقيد، الذي أزهقت رصاصة طائشة روحه البريئة، ليفارق الحياة على الفور بين أصدقائه.
وسادت حالة من الاحتقان والغضب بين المستخدمين، عبّروا عنها بردودهم وتعليقاتهم على منصات التواصل، متسائلين عن دوافع الجريمة وملابساتها، خصوصًا وأن الطفل كان يحتفل بعيد الأضحى في ربوع قريته، بعيدًا عن ضجيج المدينة وصخب الشوارع.
وتصدّر اسم "حيدر مهند" قائمة الترند في مواقع التواصل الاجتماعي، مع تداول صور الطفل الراحل وانتشار موجة تعاطف غير مسبوقة، وسط دعوات لكشف ملابسات الحادثة ومحاسبة الجناة.
بدورها، عبّرت المنصات الرقمية العراقية عن بالغ أسفها لفاجعة مقتل حيدر، معتبرة أن الحادثة أثرت في فرحة العيد وأثارت تساؤلات بشأن ضعف السيطرة الأمنية على السلاح، لاسيما وأن قرية أبريج لم تشهد أي خرق أمني.
إعلانوتزامنا مع تشييع الطفل، طالب أهالي القرية السلطات العراقية بتشديد الإجراءات الأمنية ومراجعة نقاط التفتيش في المناطق السكنية والمدنية، ضمانا لعدم تكرار مثل هذه المآسي مستقبلا.
وأرجع آخرون وقوع هذه الكارثة إلى "انتشار السلاح غير المنضبط"، مؤكدين أن حوادث قتل الأطفال تتكرر يوميا في صمت، داعين إلى إصلاح جوهري في المنظومة السياسية والأمنية العراقية.
وتعاطف الكثيرون مع "شهيد العيد" الذي قُتل برصاص مباغت أثناء تناوله عشاء العيد الأخير، وتداولوا صوره المولدة بالذكاء الاصطناعي مُحلقا بجناحيه كـ"عصفور الجنة".
وعبر كتاب ومدونون عن ألمهم لفقدان بسمة الطفولة وتحول فرحة العيد إلى مأساة عمّت أرجاء القرية، مؤكدين رفضهم اعتبار ما جرى "أضرارا جانبية"، وداعين إلى عدم "اغتيال حيدر مرتين: مرة بالرصاص ومرة بالصمت".
???? بأي ذنب قتـــل؟
صورة الشهيد الطفــــــــل
حيدر مهند الحنتو من كركــــــوك
استُشهد أثنـــــاء اللعب مع رفــــــاقه
إثر إطلاق نار من قبل عنصر في أمن الحشد
على الجهات الأمنية
القبض على القاتل وتطبيق القانون pic.twitter.com/Ed1koZdD6H
— Firas W. Alsarray – فراس السراي (@firasalsarrai) June 10, 2025
من جهتها، أكدت منظمات حقوقية أن ما تعرض له الطفل يعد انتهاكا صارخا لأبسط حقوق الإنسان، وعلى رأسها حق الطفل في الحياة والأمان والنمو بعيدا عن العنف والتمييز.
وقد أعلنت وسائل إعلام محلية إلقاء القبض على الجاني، فيما لم توضح السلطات بعد أسباب إطلاق النار.
وطالب ذوو الضحية وأهالي القرية رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بتفعيل القضاء وإنزال أشد العقوبات بحق الجناة، حتى لا تتكرر هذه المأساة مع أطفال عائلات أخرى في العراق.