انخفاض معدل الخصوبة.. بيان بمؤشرات ديموجرافيا السكان في مصر خلال 9 سنوات
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
كتب - مصراوي:
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تقريراً جديداً تحت عنوان "ديموجرافيا السكان... بين الحاضر والمستقبل"، سلط فيه الضوء على مفهوم ومراحل التحولات الديموجرافية، والأثر الاقتصادي لهذه التحولات، وأهم العوامل التي تحد من أثر التحولات الديموجرافية على الأداء الاقتصادي.
وتناول التقرير أهم المؤشرات الديموجرافية في مصر ومنها:
1- معدل الزيادة الطبيعية: حيث أوضح التقرير تراجع معدل المواليد في مصر، إذ انخفض من 30.
2- العمر المتوقع عند الميلاد: ويعرف بأنه متوسط عدد السنوات التي يتوقع أن يعيشها مولود جديد إذا قضى حياته مُعَرَض لمعدلات الوفيات حسب الجنس والعمر السائدة عند ولادته في سنة محددة وفى بلد أو إقليم أو منطقة جغرافية معينة، وقد ارتفع توقع العمر عند الميلاد في مصر بمرور الوقت حيث زاد بشكل واضح من 35.4 سنة في عام 1950 إلى 71 سنة في 2020.
3- معدل الخصوبة: شهد معدل الخصوبة في مصر انخفاضاً منذ عام 2014 من 3.5 مولود لكل سيدة، حتى وصل إلى 2.85 مولود لكل سيدة عام 2021، وقد حدث الانخفاض الأكبر في معدل الخصوبة بين عامي 2014 و2021 في ريف الوجه البحري من 3.6 إلى 2.75 مولود لكل سيدة على الترتيب، بينما حدث أقل انخفاض في المحافظات الحضرية من 2.5 إلى 2.18 مولود لكل سيدة على الترتيب.
4- معدلات استخدام وسائل تنظيم الأسرة: حيث يعد من الأهداف الرئيسة للبرنامج القومي لتنظيم الأسرة هو ضمان توافر وسائل تنظيم الأسرة وتلبية احتياجات السيدات التي ترغب في الاستخدام، وتشير نتائج المسح الصحي للأسرة المصرية 2021 إلى أن 66.4% من السيدات المتزوجات حالياً في مصر يستخدمن وسائل تنظيم الأسرة، مقارنة بنحو 58.5% في المسح السكاني عام 2014، وقد تخطى مستهدف الاستراتيجية القومية للسكان والتنمية في 2020 والبالغ 62.8%.
كما يرتبط الاستخدام الحالي لوسائل تنظيم الأسرة مع تقدم عمر السيدات، حيث وصلت نسبة استخدام وسائل تنظيم الأسرة في الوقت الحالي نحو 75%، بين السيدات في الفئة العمرية 35-44 سنة، كذلك يرتبط استخدام وسائل تنظيم الأسرة بحجم الأسرة، فتقريباً لا توجد سيدة بدون أطفال تستخدم وسائل تنظيم الأسرة، ولكن يتزايد الاستخدام بشكل كبير بمجرد إنجاب السيدة طفلها الأول، حيث تصل معدلات الاستخدام حالياً إلى 77% بين السيدات اللاتي لديهن 3-4 أطفال.
وأشار التقرير إلى سعى الدولة المصرية خلال السنوات الماضية لتطبيق حوافز إيجابية لتشجيع الحد من الزيادة السكانية من بينها:
١- إطلاق خطة تنفيذية خمسية للاستراتيجية القومية للسكان في نوفمبر 2014، والتي قام بإعدادها المجلس القومي للسكان، تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومن أبرز أهدافها:
أولاً: الارتقاء بنوعية حياة المواطن من خلال الارتقاء بخدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية وزيادة معدلات استخدام الوسائل المنظمة للإنجاب وتوجيه اهتمام خاص لبرامج تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية.
ثانيًا: تعزيز ريادة مصر الإقليمية من خلال تحسين خصائص المواطن المصري المعرفية والسلوكية.
ثالثًا: إعادة رسم الخريطة السكانية في مصر عن طريق خلخلة الكثافات السكانية المرتفعة والانتقال للمناطق العمرانية الجديدة وإقامة المشروعات الصناعية والزراعية والسياحية التي تجتذب السكان بعيدًا عن الأماكن كثيفة السكان.
رابعًا: تحقيق العدالة الاجتماعية والسلام الاجتماعي وذلك من خلال ربط خريطة التنمية بخريطة الفقر في مصر وإعطاء الأولوية للمحافظات والمناطق الفقيرة عند توزيع مشروعات البنية الأساسية التي يمكن أن ترفع معدلات التشغيل.
كما تضمنت الخطة التنفيذية للاستراتيجية المحاور الآتية:
- محور تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية: توفير وسائل تنظيم الأسرة، وخاصة الوسائل الفعالة منها طبقًا للمعايير القياسية، وتوسيع نطاق توفيرها من خلال العيادات المتنقلة، والمستشفيات، ووحدات الرعاية الصحية، وبشكل خاص في المناطق المحرومة والفقرة.
- محور صحة الشباب والمراهقين: ويتم من خلاله إتاحة الفرص أمام الشباب للحصول على المعلومات والخدمات في مجال الصحة الإنجابية وإقرار تشريعات صديقة للشباب.
- محور التعليم: القضاء على التسرب من التعليم والحد من تشغيل الأطفال والتوسع في مدارس تعليم الفتيات.
- محور الإعلام والتواصل الاجتماعي: تطوير الرسائل الإعلامية عن القضية السكانية والتحفيز على تنظيم الأسرة، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لزيادة الوعي بالقضية السكانية، تنظيم ورش عمل عن أبعاد قضايا السكان والتنمية.
- تمكين المرأة: خفض معدلات البطالة بين النساء من خلال تدريب النساء على المهارات الجديدة الأساسية، توفير الخدمات المساندة التي تحتاجها المرأة، لتحقيق التوازن بين العمل والمنزل، والتوسع في برامج محو الأمية للإناث.
٢- إطلاق المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية في فبراير 2022: وهو مشروع يهدف للارتقاء بجودة حياة المواطن والأسرة بشكل عام من خلال ضبط معدلات النمو المتسارعة، والارتقاء بخصائص السكان (مستوى التعليم، الصحة، معدل الفقر، فرص العمل)، وترتكز الاستراتيجية على عدة محاور أبرزها المحور التشريعي لوضع إطار تنظيمي حاكم للسياسات المتخذة لضبط النمو السكاني، ومحور التمكين الاقتصادي، والذي يستهدف زيادة مشاركة المرأة في قوة العمل، من خلال تدريب مليوني سيدة، وإقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر لنحو مليون سيدة، وتنظيم زيارات منزلية من قبل وزارة الصحة والسكان لتلبية احتياجات النساء من وسائل تنظيم الأسرة، فضلًا عن توفير تدريب لرائدات ريفيات، والدفع بمزيد من الطبيبات لتوفير وسائل التنظيم، بالإضافة إلى تنظيم برامج توعوية للشباب المقبلين على الزواج، وإنشاء منظومة إلكترونية موحدة لميكنة وربط جميع الخدمات المقدمة للأسرة المصرية، وفيما يتعلق بالفئات المستهدفة من المشروع، فإنها تستهدف السيدات من 18 حتى 45 سنة، الشباب، وطلبة الجامعات، تلاميذ المدارس، المقبلين على الزواج من الجنسين، تجمعات الريف، ومن المقرر تنفيذ هذه الاستراتيجية على عدة مراحل في جميع أنحاء الجمهورية، على أن يتم تنفيذ المرحلة الأولى من خلال مبادرة "حياة كريمة" التي تتواجد في 52 مركزًا.
٣- مشروع "2 كفاية": يعمل على الحد من الزيادة السكانية بين الأسر المستفيدة من برنامج تكافل، ويأتي ضمن التدخلات الرئيسة التي تتخذها الدولة من أجل تحقيق رؤيتها في تحقيق التنمية الاجتماعية الشاملة لهذه الأسر، وقد عقد المشروع شراكة مع 108 جمعيات أهلية بعدد 2257 قرية/ حي بالمحافظات المستهدفة، كما تم تنفيذ 9.3 مليون زيارة توعية أسرية بموضوعات تخص تنظيم الأسرة منذ بدء المشروع حتى ديسمبر 2022.
٤- حوافز مالية للسيدات لإنجاب طفلين: تم إطلاق وثيقة تأمينية بقيمة 60 ألف جنيه، تصرف للسيدة عند بلوغها الــ 45 عاماً، بشرط الالتزام بعدد من الضوابط التي تشما إنجاب طفلين على الأكثر، بجانب الشروط الصحية التي يجب على المرأة الالتزام بها، مثل الفحوصات الدورية، والالتزام بجداول التطعيمات، والتباعد بين الولادات بفترة كافية، والالتزام بتطعيم الأطفال وبصحتهم، والكشف الدوري على صحة الأم.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: المنحة الاستثنائية علاوة غلاء العاصفة دانيال زلزال المغرب الطقس سعر الدولار الحوار الوطني أحداث السودان سعر الفائدة مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار مجلس الوزراء معدل المواليد السكان السكان في مصر وسائل تنظیم الأسرة معدل الخصوبة من خلال فی مصر عام 2014
إقرأ أيضاً:
وسائل التواصل .. بين الأثر على النسق الاجتماعي وتوسيع دائرة العلاقات
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وجلبت معها فوائد كبيرة في تسهيل التواصل وتقريب المسافات وتوسيع دائرة العلاقات، لكنها في الوقت ذاته أحدثت تحولات واضحة في طبيعة النسق الاجتماعي، تمثلت في ضعف الروابط الأسرية، إلى جانب تغيّر مفهوم الزيارات والمجالس التقليدية، ومن هنا يبرز سؤال مهم: هل قرّبتنا هذه المنصات فعلًا أم فرّقتنا؟
في حديثنا مع عبدالله الفارسي، أحد كبار السن، أشار إلى هذا التغير بقوله: "زمان كنا نجتمع في المجالس يوميًا تقريبًا، نسأل عن بعضنا ونشارك في المناسبات؛ أما اليوم، فلا نعرف عن أخبار الأقارب إلا عبر الهاتف، صحيح أن التكنولوجيا سهّلت الكثير، لكنها أخذت منا قيمة الجلسة والحوار والاحترام بين الكبير والصغير".
وأضاف الفارسي: "أنا لست ضد التكنولوجيا، لكن يجب أن نستخدمها بطريقة تخدمنا، لا أن تجعلنا نغيب عن بعضنا البعض، يجب أن نعود لسؤال بعضنا، لزيارة بعض، وللجلوس مع أهلنا، فهذا هو التواصل الحقيقي".
وتعكس هذه الكلمات واقعًا يعيشه الكثيرون، حيث يختلط بين الراحة التقنية والتباعد الاجتماعي، مما يفرض علينا مراجعة طرق تواصلنا والحفاظ على القيم الاجتماعية الأصيلة.
من جانب آخر، يعكس الشاب ماجد العريمي، الناشط على منصات التواصل الاجتماعي، رؤية الجيل الجديد تجاه هذه الوسائل وتأثيرها على العلاقات الاجتماعية، ويقول العريمي: "وسائل التواصل الاجتماعي سهّلت علينا كثيرًا، صرنا نقدر نتواصل مع أصدقائنا وأهلنا حتى لو كنا في أماكن مختلفة، صحيح أن التواصل أصبح أسرع وأسهل، لكن العمق قلّ، نعرف أخبار بعض، نرسل صورًا أو نضحك على فيديو، لكننا لا نشعر بما يحسه الآخر فعلًا".
وأضاف: "التحول الرقمي أثّر على علاقتي بالأسرة؛ أحيانًا يكون كل واحد منا في عالمه الخاص، ننسى الحديث مع بعضنا، وعندما نتبادل أطراف الحديث بشكل مباشر من خلال جلساتنا وزياراتنا، نستشعر ذلك الفرق الكبير في دفء العلاقة، فالتوازن في استخدام التقنية الحديثة مهم"، ويختتم نصيحته للشباب قائلًا: "أنصح الجميع باستخدام وسائل التواصل بطريقة مفيدة، ولكن لا ننسى الحياة الحقيقية، فمن الضروري أن تكون هناك مساحات كافية للزيارات والتمسك بالنسق الاجتماعي الأصيل".
توجيه الشباب
وقالت سعدية بنت محمد السعدية، مشرفة إرشاد اجتماعي: نلاحظ اليوم أن فئة الشباب، خاصة ما بين 18 إلى 30 سنة، من أكثر الفئات التي نفتقد معها التفاعل الإنساني الحقيقي، وذلك نتيجة التأثير الكبير لوسائل التواصل الحديثة على حياتهم اليومية، وهذه الوسائل، رغم إيجابياتها، أسهمت في إضعاف الروابط الاجتماعية، لا سيما داخل الأسرة، من جهة أخرى، أرى أن وسائل التواصل أثّرت على العلاقات بطريقتين: بشكل إيجابي بالنسبة للأقارب البعيدين، وبشكل سلبي بالنسبة للجيران والأسرة داخل البيت، ويمكننا إعادة هذه الروابط وتقويتها من خلال تكثيف الاجتماعات الأسرية، على أن تكون خالية من الأجهزة الإلكترونية؛ ففي كثير من التجمعات العائلية نرى أن الشباب ينشغلون تمامًا بالهواتف، مما يُضعف فرص الحوار والتقارب بينهم وبين أفراد الأسرة؛ لذا، من المهم أن يكون دور الأسرة فعّالًا في توجيه الشباب وإرشادهم حول آداب التواصل، ووضع قوانين واضحة بشأن استخدام الأجهزة الإلكترونية، مثل تخصيص أوقات محددة لها خلال اليوم، وأشجّع بقوة على تخصيص وقت عائلي خالٍ تمامًا من الهواتف، يتحاورون فيه، ويتقاسمون اللحظات الجميلة، ونصيحتي للشباب: استمتعوا بالأنشطة الحركية والرياضية، وخصصوا وقتًا لتقوية علاقاتكم الأسرية، كما أنصح الآباء والأمهات بوضع قوانين أسرية تساعد على تعزيز العلاقات الاجتماعية بين الأبناء، من خلال تشجيع التواصل المباشر، واللقاءات العائلية المنتظمة، والأنشطة المشتركة.
كانت هذه الحقائق فرصة للغوص في أحد التغيرات الجذرية التي نعيشها اليوم، وهو تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على علاقاتنا الإنسانية؛ فالرسالة لم تقتصر على توثيق الآراء أو عرض الوقائع، بل سعت إلى فهم التحول العميق الذي يحدث في تفاصيل حياتنا اليومية، وكيف يمكن للأسرة أن تعيد التوازن بين العالم الرقمي والحياة الواقعية.
ورغم أن وسائل التواصل الاجتماعي قرّبت المسافات وأتاحت تواصلًا سهلًا بين البعيد والقريب، إلا أنها في كثير من الأحيان فجّرت فجوة بين الأجيال وبين أفراد الأسرة الواحدة.
وفي الختام، يبقى السؤال مطروحًا: هل نحن نستخدم وسائل التواصل بشكل يخدمنا، أم أنها بدأت تتحكم فينا، معيدة تشكيل واقعنا؟