الناتج المحلي للسلطنة يحقق نموًّا بنسبة 2.1 % خلال النصف الأول ليصل إلى 17مليار ريال عُماني
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
مسقط - العُمانية
أكَّد معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري وزير الاقتصاد على تعافي الاقتصاد العُماني من آثار الجائحة، ويعكس ذلك التطورات الإيجابية في أداء المؤشرات الكلية، حيث شهد الاقتصاد العُماني نموًّا بالأسعار الثابتة، بلغت نسبته 2.1 بالمائة خلال النصف الأول من عام 2023.
وأوضح معاليه في كلمته التي ألقاها في اللقاء الإعلامي الذي نظَّمته وزارة الاقتصاد اليوم أنَّ هذا النمو جاء مدفوعًا بالنمو المتحقق في الأنشطة النفطية بواقع 1.
وقال معاليه إنَّ الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة، كان قد شهد معدلات نمو إيجابية خلال عامي 2021 و2022 بلغت نسبتها 3 بالمائة و4.3 بالمائة، على الترتيب، فضلًا عن التطورات الإيجابية في أداء الميزان التجاري وفي أداء القطاع المالي، كما انخفض حجم الدين العام إلى نحو 37 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، مما انعكس كذلك على تحسن التصنيف الائتماني من قبل عديد المؤسسات المعنية بذلك.
وأضاف معاليه أنَّ السياسات التي تمَّ العمل عليها من قبل الحكومة أسهمت في تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي، حيث وضعت في أولوياتها خفض الدين العام، وتعزيز الإنفاق الإنمائي وزيادة وتيرته، والدفع ببيئة الاستثمار الجاذبة لتحفيز أداء الاقتصاد الوطني، إضافة إلى إعادة ترتيب أولويات الاستدامة والتوازن في المالية العامة للدولة، ومكَّنت هذه السياسات من الاستفادة المباشرة من حالة التحسن في أسعار الطاقة عالميًّا.
وأكَّد معالي الدكتور أنَّ الحالة الإيجابية التي يعيشها الاقتصاد العُماني هي نتاج لثلاثة عناصر أساسية، وهي الحوكمة، ووضوح السياسات، إضافة إلى وجود المسرعات الداعمة مثل برامج الخطة الخمسية العاشرة والبرامج الوطنية الداعمة لأولويات "رؤية عُمان 2040" في تهيئة البيئة المناسبة للدفع بمستهدفات الخطة التنفيذية الأولى للرؤية نحو الاقتراب أكثر من تحقيق المنشود منها.
ثمَّ قدم سعادة الدكتور ناصر بن راشد المعولي وكيل وزارة الاقتصاد المحور الأول من عرض اللقاء الإعلامي والمتمثل في تطورات الاقتصاد العالمي والمحلي، حيث استعرض سعادته آفاق الاقتصاد العالمي المتمثلة في تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي وأعباء المديونية العالمية، وقلق السيطرة على التضخم العالمي، بالإضافة إلى موضوع التنافس الجيو – اقتصادي، وتسارع التغيرات المناخية وتأثيرها على المشهد الاقتصادي العالمي، وتراجع الكبار وصعود الاقتصادات الناشئة.وأشار سعادته إلى أنَّه وفقًا لتقرير يوليو 2023 يتوقع صندوق النقد الدولي أنَّ 3 بالمائة نسبة النمو المتوقع للاقتصاد العالمي لعامي 2023 و2024م، كما من المتوقع انخفاض معدل التضخم العالمي إلى 6.8 بالمائة في 2023م و5.2 بالمائة في 2024م.
وأكَّد سعادته أنَّ المؤشرات الاقتصادية الكلية للاقتصاد الوطني تشير إلى تحسن مسارات النمو الاقتصادي مما يمكن سلطنة عُمان من تعزيز قدراتها التنافسية إقليميًّا وعالميًّا، مشيرًا سعادته إلى أنَّ أداء أغلب القطاعات الاقتصادية الرئيسة تسير بخطى واثقة نحو تحقيق المستهدفات الاقتصادية لـ "رؤية عُمان 2040".
كما أوضح سعادته أنَّ الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة حقق نموًّا نسبته 2.1 بالمائة خلال النصف الأول من هذا العام ليصل إلى نحو 17.0 مليار ريال عُماني، مقارنة بنحو 16.7 مليار ريال عُماني خلال النصف الأول من 2022م.
وعلى صعيد الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية، فقد وصل إلى نحو 20.4 مليار ريال عُماني خلال النصف الأول من هذا العام، مقارنة بمستوياته خلال الفترة ذاتها من عام 2022.كما أشار سعادة الدكتور إلى أنَّ توقعات وزارة الاقتصاد لمعدلات النمو الاقتصادي تشير إلى تحقيق معدل نمو نسبته 2.3 بالمائة لعام 2023م، وتشير وزارة الاقتصاد كذلك بأنَّه من المتوقع أن يبلغ معدل التضخم نحو 1 بالمائة في عام 2023م مقارنة بنحو 1.9 بالمائة بحسب بيانات صندوق النقد الدولي.
وأوضح سعادته أنَّ البيانات الفعلية تشير إلى أنَّ معدلات التضخم في الاقتصاد الوطني لا زالت عند مستويات متدنية آمنة، حيث بلغ معدل التضخم، مقاسًا بالرقم القياسي لأسعار المستهلك خلال الشهور الثمانية الأولى من هذا العام نحو 1.2 بالمائة ، شارحًا سعادته أبرز المبادرات التي تمَّ العمل عليها للحد من آثار التضخم، ومن أبرزها تثبيت تسعيرة الوقود، وتوسيع الإطار الزمني لإعادة توجيه الدعم للكهرباء، وتوسيع قائمة السلع المعفاة من ضريبة القيمة المضافة (513 سلعة)، إلى جانب مبادرة دعم شراء القمح، ومبادرة دعم المزارعين واحتساب التضخم المستورد وغيرها من المبادرات.
وقامت انتصار بنت عبدالله الوهيبية مدير عام التخطيط التنموي بوزارة الاقتصاد، باستعراض الموقف التنفيذي لأداء خطة التنمية الخمسية العاشرة 2021-2025 على مستوى المحاور والأولويات الوطنية، حيث يجري حاليًّا تنفيذ ما يقارب 337 برنامجًا من 430 برنامجًا استراتيجيًّا بنسبة 78 بالمائة، مشيرةً إلى أنَّ بعض الأولويات دخلت جميع برامجها الاستراتيجية حيز التنفيذ مثل أولوية تطوير قطاع الشباب وأولوية الصحة.
وقالت إنَّه فيما يتعلق بتوزيع الاعتمادات المالية للمشاريع الجاري تنفيذها والصرف على مستوى القطاعات، بلغ عدد المشاريع المعتمدة من بداية الخطة الخمسية العاشرة حتى نهاية يوليو 2023 حوالي 1915 مشروعًا، ويذكر أنَّ الموازنة الإنمائية المعتمدة خلال الخطة الخمسية العاشرة بلغت قيمتها نحو 8 مليارات ريال عُماني.
وأشارت إلى أنَّه على صعيد التوزيع النسبي لهذه المشاريع على القطاعات الرئيسة، فقد حاز قطاع الهياكل الأساسية على الحصة الأكبر بواقع 940 مشروعًا، أو ما نسبته 53 بالمائة، يليه قطاع الهياكل الاجتماعية بنحو 524 مشروعًا أو ما نسبته 26 بالمائة، ثم قطاع الإنتاج الخدمي بعدد 258 مشروعًا وبنسبة 15 بالمائة وقطاع الإنتاج السلعي بعدد 193 مشروعًا وبنسبة 6 بالمائة.
واستعرض اللقاء كذلك أبرز المشاريع الجاري تنفيذها خلال الخطة الخمسية العاشرة بالفترة 2021-2023 في مختلف القطاعات الاجتماعية والاقتصادية كالصحة والتعليم وتنمية المحافظات والطاقة والتعدين والثروة الزراعية والسمكية، علاوة على استعراض أبرز المشاريع المعتمدة في عام 2023 والتي سيتم تنفيذها خلال هذا العام والأعوام القادمة.
وفيما يتعلق بمبادرات التخطيط التنموي، أوضحت انتصار الوهيبي أنَّ وزارة الاقتصاد تعمل على عدد من المبادرات والمشاريع، ويأتي في مقدمتها مشروع قانون التخطيط التنموي، ودليل المتابعة والتقييم، والمنظومة الوطنية للمتابعة والتقييم، بالإضافة إلى النظام الإلكتروني للميزانية الإنمائية والدليل الإجرائي للتخطيط التنموي، ودليل إعداد السياسات العامة، علاوة على تطوير نموذج الاقتصاد العُماني الكلي، ومشروع تقييم منتصف الخطة الخمسية العاشرة.
وحول جهود وزارة الاقتصاد في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، قالت إنَّه تمَّ تشكيل اللجنة الوطنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتي تعمل على عدة مشاريع منها مشروع إعداد التقرير الوطني الطوعي الثاني لمتابعة تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 وإصدار العدد الثاني من لوحة المعلومات المركزية لأهداف التنمية المستدامة، والمشاركة في الفعاليات المحلية والإقليمية والدولية ذات العلاقة.
وأضافت أنَّه في سبيل تحقيق مستهدفات "رؤية عمان 2040"، تسهم وزارة الاقتصاد في تحقيق نحو 21 مؤشرًا رئيسًا تشترك في تحقيقها مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، ومن أبرز هذه المستهدفات، معدل النمو الاقتصادي، ونسبة إسهام القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة، ونسبة إسهام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي، إلى جانب عدد من المؤشرات الدولية ومن أهمها مؤشر التعقيد الاقتصادي.
وحول أداء قطاعات التنويع الاقتصادي مقارنة بالقيم المستهدفة في عام 2025، أوضحت المديرة العامة للتخطيط التنموي بوزارة الاقتصاد أنَّ إسهام قطاع الصناعات التحويلية في الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة بلغ نحو 9.7 بالمائة في النصف الأول من هذا العام مقارنة بالقيمة المستهدفة بنحو 11.8 بالمائة في 2025، في حين بلغ إسهام قطاع النقل واللوجستيات 5.9 بالمائة مقارنة بالمستهدف 7.3 بالمائة في عام 2025.
وعلى صعيد قطاع الأمن الغذائي، فقد تجاوز إسهام نشاط الثروة الزراعية القيمة المستهدفة عند 1.2 بالمائة ليبلغ نحو 1.5 بالمائة، وفي المقابل، بلغ إسهام نشاط الثروة السمكية نحو 0.8 بالمائة مقارنة بالمستهدف عند 1.7 بالمائة، وعلى صعيد قطاع التعدين فقد تجاوز القيمة المستهدفة البالغة 0.6 بالمائة، ليصل إلى إسهام نسبته 0.7 بالمائة، أمَّا قطاع السياحة فبلغ إسهامه نحو 2.4 بالمائة في عام 2022 مقارنة بالقيم المستهدفة عند 3 بالمائة في عام 2025.
وفيما يتعلق ببرنامج تنمية المحافظات أشارت إلى أنَّ وزارة الاقتصاد تعمل على تسريع تنمية اقتصاد المحافظات وتوسيع نطاق البرامج والمشروعات التي تعتزم المحافظات في تنفيذها، حيث بلغ عدد المشاريع الإنمائية الممولة من مخصصات برنامج تنمية المحافظات حوالي 606 مشروعات في خطط المحافظات.
كما قام الدكتور سالم آل الشيخ مدير عام البحوث والدراسات التنموية خلال اللقاء باستعراض البرامج والمبادرات الاقتصادية في مختلف المجالات التي تعمل عليها وزارة الاقتصاد.وقال إنَّ وزارة الاقتصاد تعمل على مجموعة من المشاريع في مجال الاقتصاد السلوكي، من أهمها تطوير أدلة تطبيقية حول الاقتصاد السلوكي، والدبلوم المهني في الاقتصاد السلوكي، وتقديم استشارات مؤسسية في هذا المجال، إضافة إلى المشاركة في عدد من المبادرات والمشاريع الحكومية، كما سيتم خلال الفترة القادمة إطلاق مبادرة "تحدي تغيير السلوك" بهدف إيجاد حلول وبدائل لبعض التحديات باستخدام أدوات ووسائل الاقتصاد السلوكي.
وحول أهم المؤشرات الدولية التي يتابعها المكتب الوطني للتنافسية، قال إنَّ المكتب يشرف على متابعة أداء سلطنة عُمان في 13 مؤشرًا دوليًّا منها 7 مؤشرات رئيسة و6 مؤشرات ثانوية.وأضاف أنَّ من المؤشرات التي حققت فيها سلطنة عُمان تقدمًا، مؤشر الحرية الاقتصادية الذي حازت فيه سلطنة عُمان على الترتيب 95 من بين 184 دولة في عام 2023، ومؤشر القوة الناعمة في الترتيب 46 من بين 121 دولة، ومؤشر الأمن الغذائي في الترتيب 35 من بين 113 دولة.
في حين سجلت سلطنة عُمان تراجعًا محدودًا في مؤشر التعقيد الاقتصادي بواقع 4 مراتب ليصل إلى المرتبة 739 حسب تقرير عام 2022 وذلك من بين 134 دولة، كما سجلت تراجعًا في مؤشر الابتكار العالمي، حيث جاءت في المرتبة 79 من بين 132 دولة في العام 2022م.
كما أشار الدكتور سالم آل الشيخ إلى الموقف التنفيذي للمبادرة الوطنية للاقتصاد الوطني المعزز بالذكاء الاصطناعي وهي مبــادرة وطنيــة تهــدف إلــى تمكيــن وتشــجيع استثمار وإدماج تطبيقـات وتقنيـات الـذكاء الاصطناعي فـي المشـروعات والبرامج الإنمائية فــي قطاعات التنويع الاقتصادي والمحـددة بخطــة التنميـة الخمسـية العاشـرة، حيث بلغ إجمالي المشاريع 18 مشروعًا، وعدد الجهات التي تقدمت بمشاريع الذكاء الاصطناعي حوالي 11 جهة، ويجري العمل حاليًّا على تقييم هذه المشاريع واعتمادها لاحقا.
وأوضح أنَّ وزارة الاقتصاد تعمل أيضًا على عدد من الدراسات وأوراق السياسات مثل: "دراسـة تكلفـة الخدمـات الأساسية فــي ضــوء إعــادة توجيه الدعــم الحكومــي وانعكاســاتها علــى تنافســية الشــركات العاملــة فــي ســلطنة عُمــان"، وورقة "سبل تحقيق النمو الاقتصادي المستهدف في رؤية عُمان 2040"، و"قياس الإنتاجية الكلية في الاقتصاد العُماني"، ودراسة "العوائد والكلف الاقتصادية للوصول للحياد الكربوني 2050"، كما يتم العمل على مشروع إعداد السياسة الوطنية لاقتصاد المعرفة.
وأشار إلى أنَّه في مجال التعاون الدولي وقَّعت سلطنة عُمان 34 اتفاقية حـول التشـجيع والحمايـة المتبادلـة للاستثمارات بيــن حكومــة ســلطنة ُعمـان ودول العالــم الأخرى، وعلى الصعيد العربي وقعت السلطنة الاتفاقية العربيــة لتحريــر التجــارة فــي الخدمــات بيــن الــدول العربيــة.
وعلى مستوى مجلس التعاون، قال الدكتور سالم آل الشيخ: تشارك الوزارة في فريق التفاوض الخليجي في اتفاقيات التجارة الحرة مع بعض الدول، كما يتم العمل على مشروع مذكرة تفاهم بين وزارة الاقتصاد ووزارة الاقتصاد والتخطيط السعودية في مجال الاقتصاد والتخطيط، هذا إلى جانب المشاركة في اجتماعات مجموعة العشرين في الهند، وتوقيع اتفاقيات الأفضليات التجارية لمنظمة الدول الإسلامية (الكومسيك).وقد تخلل اللقاء تدشين رؤية وزارة الاقتصاد ورسالتها وقيمها المؤسسية، التي جاءت تحت عنوان "اقتصاد تنافسي مرن يحقق تنمية شاملة ومستدامة" لتؤكد على الدور المحوري للنمو الاقتصادي في تحقيق أهداف النهضة المتجددة. وتمثل هذه الرؤية إطارًا شاملًا لعمل الوزارة، وموجهًا رئيسًا لخططها، وخارطة طريق لبرامجها ومبادراتها خلال السنوات المقبلة.
كما تمثلت رسالة الوزارة في "تطوير أداء القطاعات الاقتصادية، وتنويع الهياكل الإنتاجية، وتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد، ورسم السياسات وإعداد البرامج التي تحقق التوازن بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
اليوسف أمام الشورى : 3.2 مليار مساهمة قطاع التجارة في الناتج المحلي
وزير التجارة :
- الصناعات التحويلية تسجل أعلى نمو بين قطاعات التنويع بـنسبة 8.6%
- 236.4 % نسبة نمو التراخيص عبر منصة " معروف عمان "
قال معالي قيس اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار أن مساهمة قطاع التجارة في الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة لعام 2024م بلغ نحو 8.3% ليبلغ 3,225 مليار ريال عماني مع نمو تراكمي بنسبة 6.6% خلال الخطة الخمسية العاشرة، مما يعكس نجاح السياسات المنفذة لتعزيز بيئة الأعمال وتحقيق الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، ونمو عدد السجلات التجارية وتوسّع الأنشطة الاقتصادية، مدفوعًا بجملة من التحسينات التشريعية والتنظيمية التي تم تنفيذها بهدف بناء بيئة تجارية أكثر كفاءة وعدالة ، لافتا في بيان ألقاه أمام مجلس الشورى في جلسته الاعتيادية الثالثة عشر اليوم إلى أن حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في سلطنة عُمان ارتفع تراكميًا ليبلغ بنهاية عام 2024م ما يقارب 30 مليار ريال عُماني، مشيرا إلى أن الوزارة عملت على تبسيط الإجراءات التجارية والصناعية عبر منصة "عُمان للأعمال" التي أنجزت أكثر من 800 ألف معاملة خلال عام 2024م، وإضافة 24 خدمة مرقمنة.
الصناعات التحويلية
وفيما يتعلق بقطاع الصناعات التحويلية أفاد معاليه أن القطاع سجل أعلى معدل نمو بين أنشطة التنويع الاقتصادي، بنسبة بلغت 8.6 % ليصل إلى 3.6 مليار ريال عماني بالأسعار الثابتة بنهاية عام 2024م، مشكّلاً بذلك 10 % من الناتج المحلي الإجمالي.
كما بلغ معدل نمو القطاع منذ انطلاق الخطة الخمسية العاشرة نحو 7 % وهي نسبة أعلى من متوسط النمو، ما يعكس تسارع واستمرارية النمو للقطاعات المستهدفة ، وأما وفي التجارة الخارجية، حققت الصادرات الصناعية 6.2 مليار ريال عماني لعام 2024، وجذب القطاع استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 2.489 مليار ريال عماني حتى عام 2024.
وأكد معاليه أن التوجه الاستراتيجي للقطاع الصناعي في سلطنة عُمان حظي بدعم سامٍ من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – من خلال اعتماد "الاستراتيجية الصناعية 2040"، والتي تستهدف تحقيق نمو سنوي بنسبة 7%، وصولًا إلى رفع مساهمة القطاع إلى 11.6 مليار ريال عماني بالأسعار الثابتة بحلول عام 2040.وفي سياق تفعيل هذه الرؤية، أطلقت الوزارة حزمة من البرامج النوعية، أبرزها:برنامج "المرصد الصناعي" لمتابعة مؤشرات الأداء وتحليل البيانات لدعم سلاسل الإمداد وتعزيز المحتوى المحلي، وبرنامج الأتمتة والذكاء الاصطناعي لتحديث المصانع وتحسين الكفاءة وخفض التكاليف، وبرنامج "تصنيع" لتوطين المشتريات وتحفيز استخدام المنتجات الوطنية، وبرنامج "تعمير" لربط المشاريع العمرانية الكبرى بالمنتج المحلي، بما يعزز التكامل الاقتصادي. مشيرا معاليه إلى أن العمل جارٍ حاليًا على تنفيذ أكثر من 260 مبادرة .
التجارة المستترة
وأوضح معاليه أن الوزارة اتخذت عددا من الإجراءات لمكافحة ظاهرة التجارة المستترة، بما يعزز من عدالة المنافسة وصون النشاط الاقتصادي، و إلزام الأنشطة التجارية باستخدام وسائل الدفع الإلكتروني؛ تعزيزاً للشفافية المالية والتعاملات النظامية، وبما يتماشى مع التوجهات العالمية في الاقتصاد الرقمي. وفي إطار تطوير منظومة الحوكمة في القطاع التجاري، تم إصدار قرار وزاري بشأن مبادئ حوكمة الشركات التجارية المساهمة المقفلة.
وأشار معاليه أن الوزارة حرصت على تعزيز دور المجتمع في الاقتصاد المحلي، من خلال تنفيذ مبادرات نوعية لدعم التعاونيات الاستهلاكية، أبرزها إصدار لائحة تنظيم مزاولة نشاط التعاونية الاستهلاكية، والتي تضمنت حزمة من الحوافز التشغيلية والتنظيمية، كإتاحة المواقع التجارية بالتنسيق مع الجهات المعنية وتسهيل التسجيل، بما يُمكّن هذه التعاونيات من أداء دورها التنموي والاجتماعي.
وفيما يخص التجارة الإلكترونية، فقد تم إصدار اللائحة التنظيمية الخاصة بالتجارة الإلكترونية بموجب القرار الوزاري رقم (499/2023)، وتدشين منصة "معروف عُمان" لتوثيق المتاجر الإلكترونية وتعزيز ثقة المستهلكين، الأمر الذي أسهم في نمو عدد التراخيص بنسبة 236.4% خلال عام واحد.
أما بشأن تنظيم إقامة وتشغيل محطات تعبئة الوقود، فقد قامت الوزارة بإصدار اللائحة التنظيمية لها بموجب القرار الوزاري رقم (142/2025) التي وضعت إطاراً يُعزز من السلامة وجودة الخدمات، ويُبسّط التراخيص، ويدعم الشراكة مع القطاع الخاص.
المواصفات والمقاييس
لفت معالي قيس اليوسف أن الوزارة خلال عام 2024م حققت مجموعة من الإنجازات النوعية في مجال المواصفات والمقاييس، التي تعكس تطور البنية التشريعية والفنية. والذي كان أبرزها تقدم سلطنة عمان 57 مركزًا في المؤشر العالمي للجودة الصادر عن منظمة اليونيدو، لتصل إلى المركز 60 عالميًا والسادس إقليميًا، في تأكيد على فاعلية السياسات الوطنية ، كما بلغ عدد المواصفات القياسية العمانية التي اصدرتها الوزارة حتى نهاية عام 2024م 7523 مواصفة قياسية، وتم تبسيط عدد 17خدمة فنية، إلى جانب تنفيذ أكثر من 6529 زيارة تفتيشية، مما ساهم في رفع نسبة المنتجات المطابقة من 15% إلى 30%.
وعلى صعيد التحول الرقمي، تم التصديق على أكثر من 59,332 شهادة مطابقة عبر منصة "عمان للأعمال"، وإصدار آلاف البطاقات والشهادات الفنية عبر منصة "حزم"، كما تم تعزيز كفاءة المختبرات بالأجهزة الحديثة، وارتفعت نسبة المعادن الثمينة المطابقة في السوق من 6.8% إلى 42%. وتوجت هذه الجهود بحصول الوزارة على المركز الأول عالميًا في جائزة منظمة الصحة العالمية لاعتماد المواصفات.
ترويج الاستثمار
وحول دور الوزارة في دعم قطاع ترويج الاستثمار أوضح أن الوزارة قامت بتنظيم فعاليات ومعارض داخلية وخارجية لتعزيز حضور سلطنة عمان على خارطة الاستثمار العالمية، مثل تنظيم منتدى أدفانتج عُمان الذي هدف إلى الترويج للفرص الاستثمارية في سلطنة عُمان، وبناء علاقات إستراتيجية مع الشركاء من مختلف دول العالم، حيث يُعدّ من أبرز المنتديات الاستثمارية التي نظمتها الوزارة، ويُعد منصّة إستراتيجيّة للتعريف بمقومات الاستثمار في سلطنة عُمان، وقد استعرض المنتدى فرصًا استثمارية نوعيّة ومتنوعة في قطاعات حيويّة مثل الصناعة، والطاقة، والسياحة، والأمن الغذائي، والتقنية، حيث شارك في المنتدى مستثمرون من مختلف دول العالم، إلى جانب ممثلي الشركات الكبرى والمؤسسات التمويلية، وهدف المنتدى إلى تقديم سلطنة عُمان كوجهة استثمارية موثوقة ومستقرة، من خلال إبراز الحوافز والممكنات الحكومية وبيئة الأعمال التنافسية.
وحول دور الوزارة في اصدار ومراجعة اللوائح والتشريعات أشار معاليه أن الوزارة قامت بإصدار وتحديث عدد من اللوائح والقوانين الداعمة للتجارة والصناعة والاستثمار، شملت تنظيم التجارة الإلكترونية وعلامة الجودة العُمانية، ونظام المطابقة، وتنظيم المعارض والتعاونيات الاستهلاكية، بما يتماشى مع المعايير الدولية ومتطلبات السوق المحلية.
الواقع الاقتصادي للمحافظات
وأكد معاليه أنه في إطار النهج الميداني الذي تتبعه الوزارة لتعزيز فاعلية السياسات وتكاملها مع احتياجات وتنمية الواقع الاقتصادي في المحافظات، تستمر الوزارة في القيام بالزيارات الميدانية الدورية لمختلف محافظات سلطنة عُمان بحضور أصحاب السمو والمعالي والسعادة المحافظين والمسؤولين بالوزارة، التقت خلالها الوزارة بالمستثمرين ورواد الأعمال وأصحاب المصانع والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، واطّلعت على التحديات بشكل مباشر، وأسهمت هذه اللقاءات في بلورة حلول نوعية، ومعالجة عدد من التحديات التنظيمية واللوجستية، وتعزيز التنسيق مع الجهات الأخرى ذات العلاقة.
--------------------------------------
نقاشات ومداخلات
شهدت الجلسة الاعتيادية الثالثة عشرة لمجلس الشورى، التي خُصصت لمناقشة محاور القطاع الصناعي والاستثماري مع معالي قيس بن محمد اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، نقاشات مستفيضة ومداخلات حيوية من أصحاب السعادة أعضاء المجلس، حيث ركّزت المداخلات على ضرورة تهيئة بيئة الأعمال، وتحفيز الاستثمار المحلي والأجنبي، ودعم الصناعات الوطنية، ومراجعة التشريعات الاقتصادية بما يواكب التحولات الإقليمية والدولية
افتتح النقاش سعادة أحمد الشرقي، رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشورى ، بالإشارة إلى أن القانون الحالي لتنظيم وتشجيع الصناعة الصادر في عام 1979 لم يعد ملائمًا للواقع الصناعي الراهن، في ظل التحولات الاقتصادية والتطورات التقنية المتسارعة فقد مضى أكثر من 45 عاما على صدوره .
واقترح الشرقي استبداله بقانون جديد يحمل مسمى "قانون الشراكة الصناعية"، داعيًا إلى تشكيل لجنة وطنية مشتركة لصياغته بالشراكة مع مختلف الجهات المعنية لضمان شموليته وواقعيته.
في السياق ذاته، أشار سعادة محمد الحسيني إلى وجود فجوة واضحة بين طموحات الوزارة وملاحظات مجتمع الأعمال، مؤكدًا أن بعض السياسات مثل نظام حماية الأجورأسهمت في خلق انطباع سلبي لدى بعض المستثمرين مع تزايد طلبات تصفية وإلغاء السجلات التجارية بمتوسط سنوي يصل إلى 19 ألف سجل، ما يعد مؤشرًا مقلقًا يعكس صعوبات يواجهها المستثمرون على أرض الواقع.
وطالب سعادة جمعة الوهيبي بضرورة تمكين المساهمة العامة شركات العمانية من تنفيذ المشاريع الحكومية الكبرى عوضًا عن استقدام شركات أجنبية، معتبرًا أن ذلك يعزز من تدوير رأس المال داخل الاقتصاد الوطني ويخلق فرص عمل للمواطنين. كما طرح تساؤلاً حول آليات دعم المنتج الوطني في ظل انتشار البضائع الرخيصة والرديئة في الأسواق المحلية، داعيًا إلى تفعيل دور الرقابة التجارية وتعزيز تنافسية الصناعات المحلية.
كما طالب سعادة محمد العمري بوضع مشاريع جاهزة للمستثمرين تتضمن مواقع وبنية أساسية وخدمات متكاملة، تتيح بدء الاستثمار فورًا دون تعقيدات بيروقراطية ، مشددا على ضرورة تدخل الوزارة لتنظيم أسعار خدمات مكاتب "سند" عبر إصدار قائمة تسعير رسمية، مطالبًا بتقديم دعم مباشر للمنتجات الوطنية في ظل التحديات التي تفرضها المراكز التجارية الكبرى على صغار المنتجين.
وقال سعادة أحمد الشحي أن تحقيق اقتصاد متنوع ومستدام يتطلب تفعيل استراتيجية تنمية الصادرات وتحديد الأسواق المستهدفة بشكل دقيق، لضمان وصول المنتجات العمانية إلى أسواق خارجية جديدة، وتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.
فيما تساءل سعادة عبدالله الكعبي عن أسباب استمرار اعتماد سلطنة عمان على دول الجوار في عمليات التصدير والاستيراد رغم توفر الموانئ والمطارات الوطنية، مطالبًا بخطة واضحة من الوزارة لتنشيط هذه المنافذ وتعزيز استقلالية السلطنة التجارية.
وسلط سعادة أحمد العبري الضوء على التحديات التي تواجه أصحاب السجلات التجارية، خصوصًا فيما يتعلق بالغرامات المتراكمة على بعضهم ممن لا تسمح أوضاعهم المالية بالتجديد، مقترحًا التوقف عن تجديد السجلات التجارية في حال تعذر الوضع المادي لصاحب السجل ، مشيرا إلى أن بعض القوانين الجديدة أسهمت في رفع تكلفة السلع، ما يدفع المستهلكين إلى البحث عن بدائل أقل تكلفة قد تكون مستوردة وأقل جودة.
من جهته أكد معالي قيس بن محمد اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، في معرض رده على استفسارات أعضاء المجلس أن الوزارة تعمل على دعم بيئة الاستثمار وتنظيم السوق المحلي بالتنسيق مع مختلف الجهات ، مشيرا إلى أن العديد من الملاحظات محل دراسة فعلية، وأن الوزارة منفتحة على الشراكة مع مجلس الشورى لتحقيق الأهداف الوطنية المنشودة في القطاعين التجاري والصناعي.
وقال معاليه أن موضوع حماية الأجور يخضع لتنسيق مباشر مع وزارة العمل وغرفة تجارة وصناعة عمان، وهناك توافق قائم بين الأطراف، ومن المتوقع الإعلان عنه قريبًا.
وحول تزايد تصفية السجلات التجارية وارتفاع عددها من جهة أخرى لفت معاليه إلى أن ذلك نتيجة لجهود الوزارة في تنظيم السوق، موضحًا أن العديد من السجلات لم يكن لها نشاط فعلي، وأن ارتفاع التصفيات يقابله تزايد في تسجيل السجلات الجديدة. وأضاف أن الوزارة وضعت اشتراطات جديدة لضمان الجدية، مثل وجود خطة عمل، ودراسة جدوى، واشتراطات التعمين.
وأكد معاليه أن نسبة التعمين في قطاع الصناعات التحويلية بلغت 53%، وكشف عن مقترح قدّمته الوزارة لوزارة العمل حول "حوكمة الفرص الوظيفية"، بهدف تنظيم التوظيف في القطاع الصناعي وتشجيع الشركات على توطين الوظائف.
وقال معاليه إن الوزارة تعمل على رفع عدد المواصفات والمقاييس الوطنية، وتطوير منصة "حزم" لتشمل آلية مطابقة مسبقة للمنتجات قبل تصديرها إلى سلطنة عمان، بهدف ضمان الجودة، إلى جانب تطبيق التفتيش العشوائي في الأسواق. كما أوضح أن دعم المنتجات الوطنية قائم، وأن الوزارة تولي هذا الملف اهتمامًا متزايدًا.
وفيما يتعلق بمراكز سند، أوضح معاليه أنها تنفذ أكثر من 30% من معاملات تأسيس الشركات، وتعمل الوزارة على تطويرها عبر توسيع خدماتها وتوقيع اتفاقيات مع جهات حكومية وخاصة، إلى جانب دراسة تصنيف "ذهبي" للمراكز المتميزة وتنفيذ برامج تدريبية متخصصة لموظفيها.