((عدن الغد )) خاص

حيا الحزب الاشتراكي اليمني الشعب اليمني الصابر، بالذكرى الـ61 لثورة الـ 26 من سبتمبر، والتي جبت ألف عام من التجهيل وسحق كرامة الانسان والعزلة والاغتراب التاريخي وحقبة من أسوأ الحقب التي مرت بها البلاد جهلا وظلما واستبدادا، لأسوأ العهود الظلامية.*

*وقال في تحية صادرة عن امانته العامة بهذه المناسبة المجيدة: نحتفي اليوم بالذكرى الواحدة والستين لثورة سبتمبر رغم النكسات التي تعرض لها مشروع الدولة والثورة وكل الانكسارات التي لحقت بهما كحصاد مرير أنتجته ممارسات الاقصاء والهيمنة والتفرد بالقرار السياسي لقوى لم تكن ترى في الوطن الا ذاتها المستبدة ، وما الخراب الشاسع اليوم إلا بفعل تلك الممارسات التي يجب أن لا تتكرر بأي شكل من الأشكال.

*

*وأكدت الامانة العامة للحزب في تحيتها على اهمية ان نمجد اليوم ثورة السادس والعشرين من سبتمبر  وان نحتفي بذكراها بعيدا عن الضجيج والشعارات الباهتة بل بالطريقة التي تعيد روحها موضحة ان ذلك لن يأتي الا بتوحيد الارادات ورص الصفوف لمجابهة الانقلاب وإنتاج النموذج الإيجابي في المناطق المحررة وتحسين الوضع  المعيشي وتوفير الخدمات والأمن وتوريد الايرادات الى البنك المركزي وتحويل المقرات الرئيسية لكثير من المؤسسات الحكومية ومقار المنظمات الى العاصمة عدن وهذا هو ما يجب ان يكونه الاحتفاء الحقيقي بالمناسبات الوطنية على طريق استعادة الدولة.*

*وجددت الامانة العامة للحزب دعوتها لتكثيف الجهود المبذولة لوقف الحرب واحلال السلام موضحة إنها ترى ان اي تسوية سياسية للحل واحلال سلام شامل ومستدام لابد لها ان تقوم على المرجعيات الثلاث والالتزامات التي تضمنتها الاتفاقات بين قوى ومكونات الشرعية تجاه القضية الجنوبية والمضمنة في اتفاق الرياض والمشاورات اليمنية اليمنية المعترف بها والمؤيدة دوليا واقليميا لضمان تحقيق تقدم في عملية السلام برمتها.*

*وقالت: ان التسويات العادلة لكي تصبح كذلك يجب ان تبنى على قواعد صلبة بمشاركة كل الاطياف وليس بشكل مجتزأ مبني على ترضيات، وإيجاد مصالحة وطنية شاملة كخطوة أساسية مهمة للتعافي واعادة الاعمار، وعودة العملية السياسية وفتح نافذة الأمل بتطبيع الأوضاع، ومعالجة المآسي الكثيرة وعودة ملايين المشردين إلى مناطقهم، وحل قضايا العملة، واصلاح اختلالات البنك المركزي، ووقف الحملات الإعلامية، وخطاب الكراهية والتكفير والتخوين والتحريض الدائم والكف عن اشعال الحرائق.*

*وفيما يلي نص التحية:*

*تحية الامانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني في ذكرى ثورة 26 سبتمبر*
__
*جبت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ألف عام من التجهيل وسحق كرامة الانسان والعزلة والاغتراب التاريخي وحقبة من أسوأ الحقب التي مرت بها البلاد جهلا وظلما واستبدادا، لأسوأ العهود الظلامية لحكم الائمة ، وعصفت بكل ذلك الارث البغيض الى دياجير  التاريخ مشيدة على انقاضه اللبنات الاولى لمشروع النهضة والجمهورية متطلعة إلى مستقبل مشرق وغد أجمل، وإلى دولة القانون والعدالة التي تكفل الحقوق واتكأت على ارادة الجماهير المؤمنة بالخلاص والتغيير والحرية وقد غيرت حاضر البلد وكانت قد مثلت فتحا جديدا في التاريخ الحديث لليمنيين.*

*نحتفي اليوم بالذكرى الواحدة والستين لثورة سبتمبر رغم النكسات التي تعرض لها مشروع الدولة والثورة وكل الانكسارات التي لحقت بهما كحصاد مرير أنتجته ممارسات الاقصاء والهيمنة والتفرد بالقرار السياسي لقوى لم تكن ترى في الوطن الا ذاتها المستبدة ، وما الخراب الشاسع اليوم إلا بفعل تلك الممارسات التي يجب أن لا تتكرر بأي شكل من الأشكال ، ولذلك فإنه لمن المهم اليوم  ان نمجد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر  وان نحتفي بذكراها بعيدا عن الضجيج والشعارات الباهتة بل بالطريقة التي تعيد روحها وذلك لن ياتي الا بتوحيد الارادات ورص الصفوف لمجابهة الانقلاب وإنتاج النموذج الإيجابي في المناطق المحررة وتحسين الوضع  المعيشي وتوفير الخدمات والأمن وتوريد الايرادات الى البنك المركزي وتحويل المقرات الرئيسية لكثير من المؤسسات الحكومية ومقار المنظمات الى العاصمة عدن وهذا هو ما يجب ان يكونه الاحتفاء الحقيقي بالمناسبات الوطنية على طريق استعادة الدولة.*

*تزداد الامال اليوم بوقف هذه الحرب والذي غدا فيها الشعب اليمني كله شمالا وجنوبا هو الضحية بأسوأ كارثة انسانية وفي هذا الصدد فإن الامانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني وهي تدعو مجددا لتكثيف الجهود المبذولة لوقف الحرب واحلال السلام فإنها ترى ان اي تسوية سياسية للحل واحلال سلام شامل ومستدام لابد لها ان تقوم على المرجعيات الثلاث والالتزامات التي تضمنتها الاتفاقات بين قوى ومكونات الشرعية تجاه القضية الجنوبية والمضمنة في اتفاق الرياض والمشاورات اليمنية اليمنية المعترف بها والمؤيدة دوليا واقليميا لضمان تحقيق تقدم في عملية السلام برمتها، ذلك ان التسويات العادلة لكي تصبح كذلك يجب ان تبنى على قواعد صلبة بمشاركة كل الاطياف وليس بشكل مجتزأ مبني على ترضيات، وإيجاد مصالحة وطنية شاملة كخطوة أساسية مهمة للتعافي واعادة الاعمار، وعودة العملية السياسية وفتح نافذة الأمل بتطبيع الأوضاع، ومعالجة المآسي الكثيرة وعودة ملايين المشردين إلى مناطقهم، وحل قضايا العملة، واصلاح اختلالات البنك المركزي، ووقف الحملات الإعلامية، وخطاب الكراهية والتكفير والتخوين والتحريض الدائم والكف عن اشعال الحرائق، فاليمن المتحارب لن يقوى على المضي قدما كسائر بلدان العالم وان استمرار حالة «اللا حرب واللا سلم» ستظل تهديدا مستمرا يحمل في جعبته حروبا مؤجلة فالمليشيات لا مصلحة لها في السلام؛ فالحرب أداتها الوحيدة، ووسيلتها المثلى للتسيد، والنهب، وحالة «اللا حرب واللا سلم» يبقي أيديها على الزناد؛ لحماية مصالحها المكتسبة بالحرب كما وان ترك البلد في منتصف الطريق والذهاب لصناعة سلام هش لن يكون في مصلحة احد..*

*إننا وفي مناسبة رائدة عظيمة كهذه، نحيي شعبنا الصابر ونقف بإجلال مستدعين عظمة تضحيات الشهداء في سبيل انتصار ثورة 26 سبتمبر التي شكلت جسر عبور حقيقي إلى قلب العصر وميلاد الدولة.*

*صادر عن:*
*الامانة العامة*
*للحزب الاشتراكي اليمني*
      *في تحيته بذكرى سبتمبر.. الاشتراكي اليمني يؤكد على ان السلام الشامل لابد ان يقوم على المرجعيات الثلاث والالتزامات التي تضمنتها مشاوارات واتفاق الرياض بشأن القضية الجنوبية*

الاشتراكي نت / خاص
الإثنين, 25 أيلول/سبتمبر 2023 20:16


*حيا الحزب الاشتراكي اليمني الشعب اليمني الصابر، بالذكرى الـ61 لثورة الـ 26 من سبتمبر، والتي جبت ألف عام من التجهيل وسحق كرامة الانسان والعزلة والاغتراب التاريخي وحقبة من أسوأ الحقب التي مرت بها البلاد جهلا وظلما واستبدادا، لأسوأ العهود الظلامية.*

*وقال في تحية صادرة عن امانته العامة بهذه المناسبة المجيدة: نحتفي اليوم بالذكرى الواحدة والستين لثورة سبتمبر رغم النكسات التي تعرض لها مشروع الدولة والثورة وكل الانكسارات التي لحقت بهما كحصاد مرير أنتجته ممارسات الاقصاء والهيمنة والتفرد بالقرار السياسي لقوى لم تكن ترى في الوطن الا ذاتها المستبدة ، وما الخراب الشاسع اليوم إلا بفعل تلك الممارسات التي يجب أن لا تتكرر بأي شكل من الأشكال.*

*وأكدت الامانة العامة للحزب في تحيتها على اهمية ان نمجد اليوم ثورة السادس والعشرين من سبتمبر  وان نحتفي بذكراها بعيدا عن الضجيج والشعارات الباهتة بل بالطريقة التي تعيد روحها موضحة ان ذلك لن يأتي الا بتوحيد الارادات ورص الصفوف لمجابهة الانقلاب وإنتاج النموذج الإيجابي في المناطق المحررة وتحسين الوضع  المعيشي وتوفير الخدمات والأمن وتوريد الايرادات الى البنك المركزي وتحويل المقرات الرئيسية لكثير من المؤسسات الحكومية ومقار المنظمات الى العاصمة عدن وهذا هو ما يجب ان يكونه الاحتفاء الحقيقي بالمناسبات الوطنية على طريق استعادة الدولة.*

*وجددت الامانة العامة للحزب دعوتها لتكثيف الجهود المبذولة لوقف الحرب واحلال السلام موضحة إنها ترى ان اي تسوية سياسية للحل واحلال سلام شامل ومستدام لابد لها ان تقوم على المرجعيات الثلاث والالتزامات التي تضمنتها الاتفاقات بين قوى ومكونات الشرعية تجاه القضية الجنوبية والمضمنة في اتفاق الرياض والمشاورات اليمنية اليمنية المعترف بها والمؤيدة دوليا واقليميا لضمان تحقيق تقدم في عملية السلام برمتها.*

*وقالت: ان التسويات العادلة لكي تصبح كذلك يجب ان تبنى على قواعد صلبة بمشاركة كل الاطياف وليس بشكل مجتزأ مبني على ترضيات، وإيجاد مصالحة وطنية شاملة كخطوة أساسية مهمة للتعافي واعادة الاعمار، وعودة العملية السياسية وفتح نافذة الأمل بتطبيع الأوضاع، ومعالجة المآسي الكثيرة وعودة ملايين المشردين إلى مناطقهم، وحل قضايا العملة، واصلاح اختلالات البنك المركزي، ووقف الحملات الإعلامية، وخطاب الكراهية والتكفير والتخوين والتحريض الدائم والكف عن اشعال الحرائق.*

*وفيما يلي نص التحية:*

*تحية الامانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني في ذكرى ثورة 26 سبتمبر*
__
*جبت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ألف عام من التجهيل وسحق كرامة الانسان والعزلة والاغتراب التاريخي وحقبة من أسوأ الحقب التي مرت بها البلاد جهلا وظلما واستبدادا، لأسوأ العهود الظلامية لحكم الائمة ، وعصفت بكل ذلك الارث البغيض الى دياجير  التاريخ مشيدة على انقاضه اللبنات الاولى لمشروع النهضة والجمهورية متطلعة إلى مستقبل مشرق وغد أجمل، وإلى دولة القانون والعدالة التي تكفل الحقوق واتكأت على ارادة الجماهير المؤمنة بالخلاص والتغيير والحرية وقد غيرت حاضر البلد وكانت قد مثلت فتحا جديدا في التاريخ الحديث لليمنيين.*

*نحتفي اليوم بالذكرى الواحدة والستين لثورة سبتمبر رغم النكسات التي تعرض لها مشروع الدولة والثورة وكل الانكسارات التي لحقت بهما كحصاد مرير أنتجته ممارسات الاقصاء والهيمنة والتفرد بالقرار السياسي لقوى لم تكن ترى في الوطن الا ذاتها المستبدة ، وما الخراب الشاسع اليوم إلا بفعل تلك الممارسات التي يجب أن لا تتكرر بأي شكل من الأشكال ، ولذلك فإنه لمن المهم اليوم  ان نمجد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر  وان نحتفي بذكراها بعيدا عن الضجيج والشعارات الباهتة بل بالطريقة التي تعيد روحها وذلك لن ياتي الا بتوحيد الارادات ورص الصفوف لمجابهة الانقلاب وإنتاج النموذج الإيجابي في المناطق المحررة وتحسين الوضع  المعيشي وتوفير الخدمات والأمن وتوريد الايرادات الى البنك المركزي وتحويل المقرات الرئيسية لكثير من المؤسسات الحكومية ومقار المنظمات الى العاصمة عدن وهذا هو ما يجب ان يكونه الاحتفاء الحقيقي بالمناسبات الوطنية على طريق استعادة الدولة.*

*تزداد الامال اليوم بوقف هذه الحرب والذي غدا فيها الشعب اليمني كله شمالا وجنوبا هو الضحية بأسوأ كارثة انسانية وفي هذا الصدد فإن الامانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني وهي تدعو مجددا لتكثيف الجهود المبذولة لوقف الحرب واحلال السلام فإنها ترى ان اي تسوية سياسية للحل واحلال سلام شامل ومستدام لابد لها ان تقوم على المرجعيات الثلاث والالتزامات التي تضمنتها الاتفاقات بين قوى ومكونات الشرعية تجاه القضية الجنوبية والمضمنة في اتفاق الرياض والمشاورات اليمنية اليمنية المعترف بها والمؤيدة دوليا واقليميا لضمان تحقيق تقدم في عملية السلام برمتها، ذلك ان التسويات العادلة لكي تصبح كذلك يجب ان تبنى على قواعد صلبة بمشاركة كل الاطياف وليس بشكل مجتزأ مبني على ترضيات، وإيجاد مصالحة وطنية شاملة كخطوة أساسية مهمة للتعافي واعادة الاعمار، وعودة العملية السياسية وفتح نافذة الأمل بتطبيع الأوضاع، ومعالجة المآسي الكثيرة وعودة ملايين المشردين إلى مناطقهم، وحل قضايا العملة، واصلاح اختلالات البنك المركزي، ووقف الحملات الإعلامية، وخطاب الكراهية والتكفير والتخوين والتحريض الدائم والكف عن اشعال الحرائق، فاليمن المتحارب لن يقوى على المضي قدما كسائر بلدان العالم وان استمرار حالة «اللا حرب واللا سلم» ستظل تهديدا مستمرا يحمل في جعبته حروبا مؤجلة فالمليشيات لا مصلحة لها في السلام؛ فالحرب أداتها الوحيدة، ووسيلتها المثلى للتسيد، والنهب، وحالة «اللا حرب واللا سلم» يبقي أيديها على الزناد؛ لحماية مصالحها المكتسبة بالحرب كما وان ترك البلد في منتصف الطريق والذهاب لصناعة سلام هش لن يكون في مصلحة احد..*

*إننا وفي مناسبة رائدة عظيمة كهذه، نحيي شعبنا الصابر ونقف بإجلال مستدعين عظمة تضحيات الشهداء في سبيل انتصار ثورة 26 سبتمبر التي شكلت جسر عبور حقيقي إلى قلب العصر وميلاد الدولة.*

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: ثورة 26 سبتمبر الشعب الیمنی على ان ذلک لن

إقرأ أيضاً:

الحسين (عليه السلام) صرخة المظلومين من كربلاء إلى غزة .. الثورة التي لا تموت

تحلّ على الأمة الإسلامية في العاشر من شهر الله المحرم ،  ذكرى أليمة تهزّ القلوب وتوقظ الضمائر، إنها ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي (عليه السلام)، سبط النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله)، في واقعة كربلاء الخالدة التي وقعت في العاشر من محرّم سنة 61 للهجرة ،  واقعة لا تزال حيّة في وجدان الأمة، متجددة في وجعها، عميقة في دلالاتها، وشاهدة على صراع الحق والباطل الذي لا ينتهي.

يمانيون / تقرير/ طارق الحمامي

عاشوراء الحسين عليه السلام .. يوم الثورة والكرامة 

وليس الحديث عن كربلاء مجرد سرد تاريخي لحدث مأساوي، بل هو استحضار لدروس عظيمة، وقيم رفيعة، ومواقف إيمانية خالدة. فمن عاشوراء نتعلم كيف يكون الصمود في وجه الطغيان، وكيف تُبذل الأرواح في سبيل المبادئ، وكيف يُصان الدين من الانحراف والتحريف ،  ذكرى الحسين (عليه السلام) محطة وعي وإصلاح وبناء داخلي وروحي، تستحق أن نتوقف عندها بكل خشوع وتفكر في كل عام، بل في كل حين.

هذا التقرير الصحفي يُسلط الضوء على محاور متعددة تبرز المعاني العظيمة لثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، منها: دوره كأول ثائر في الإسلام بوجه الاستبداد والطغيان ، وملحمة كربلاء مثال للعزة والكرامة، والأبعاد الدينية والإنسانية العميقة التي تجعل من مظلوميته قضية ممتدة لكل المظلومين في التاريخ والواقع المعاصر،  كما يستعرض التقرير كيف يُنظر إلى عاشوراء في فكر المسيرة القرآنية، وخصوصًا كما يراها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، من منظور تعبوي وثوري يرتبط بالواقع السياسي والإنساني للأمة.

إن أهمية هذا التقرير لا تكمن فقط في التوثيق، بل في كونه دعوة للتأمل والعمل، ومحاولة جادة لفهم كيف يمكن للأمة أن تُعيد بناء نفسها على ضوء قيم كربلاء، وكيف تكون عاشوراء نبراسًا للهداية ومصدرًا لا ينضب من القوة والكرامة في وجه التحديات الكبرى التي تواجهها الأمة الإسلامية في كل مكان وزمان.

 

الحسين عليه السلام .. الثائر الأول في الإسلام

كان الإمام الحسين (عليه السلام) أول ثائر إسلامي يعلن رفضه الصريح لنظام سياسي منحرف عن قيم الإسلام، تمثّل في حكم يزيد بن معاوية الذي حول الخلافة إلى مجون واستبداد ونظام ملكٍ عضوض تحكمه المصالح وتطغى فيه الأنانية على العدالة، والفساد على الإصلاح ،

ثورة الإمام الحسين لم تكن ذات دوافع شخصية أو طموحات سلطوية، بل جاءت كخط دفاع أخير عن جوهر الإسلام، وعن كرامة الأمة التي كادت تُصادر باسم الدين، وموقفه كان واضحًا عندما قال: “إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر”.

وبهذا، رسم الإمام الحسين (عليه السلام) للأمة طريقًا واضحًا ،  أن (لا مساومة على الحق، ولا سكوت على الباطل، وأن الدم الطاهر أقوى من سيوف الطغاة).

 

كربلاء.. ملحمة العزة والإباء

في كربلاء، حيث قلة في العدد، وكثرة في العزم، وقفت ثلة من أهل بيت النبوة وأصحاب الحسين (عليه السلام) بوجه جيش جرّار لا يعرف رحمة ولا عدالة،  لكنهم صمدوا واستُشهدوا واقفين، ليؤكدوا أن الكرامة لا تُشترى، وأن الظلم لا يُهادَن ، إنها ملحمة إنسانية خالدة كتبتها دماء الشهداء، لتبقى منارةً تهدي الضمائر وتلهم الأحرار في كل العصور.

ملحمة كربلاء كانت مشروعاً متكاملاً للإصلاح والتغيير صدح به الإمام الحسين عليه السلام بكل وضوح : ( إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً ، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي) ، ومنذ ذلك اليوم تحولت كربلاء إلى رمز حي في وجدان المسلمين وكل الأحرار في العالم بأن درب الحسين هو درب الكرامة واليقظة والثورة .

 

الأبعاد الدينية والإنسانية العظيمة لمظلومية الإمام الحسين (عليه السلام)

مظلومية الإمام الحسين عليه السلام ليست حدثًا مغلقًا في الزمان، بل قضية مفتوحة تتكرر في كل عصر، وتتجدد في كل مظلومية يتعرض لها الإنسان، وخاصة المسلم، في أي مكان من العالم.

لقد كانت كربلاء صرخة ضد الظلم السياسي، والديني، والاجتماعي، ولهذا فإن كل مظلوم في الأمة، من شرقها إلى غربها، إنما يحمل في وجعه شيئًا من دم الحسين.

وفي هذا السياق، تمثل مظلومية غزة اليوم أبرز الشواهد الحيّة على امتداد عاشوراء. ففيها يُقتل الأطفال والنساء، وتُهدم البيوت على ساكنيها، ويُحاصر الأبرياء ويُحرمون من أبسط مقومات الحياة، وكل ذلك على يد عدوّ صهيوني يتجرد من كل معاني الإنسانية، ويمارس الإبادة والتطهير بكل ما تحمله الكلمة من فظاعة.

هذا العدو ليس غريبًا عن التاريخ، بل هو في امتداد طبيعي لنهج يزيد، المتجرد من القيم، المتصف بالوحشية، المتعطش للدماء،  وإن ما فعله يزيد في كربلاء، يفعله الاحتلال في غزة اليوم، لكن بأدوات عسكرية متطورة وإعلام كاذب وتواطؤ دولي مخزٍ.

وهكذا، فإن كل مقاومة في وجه الاحتلال، وكل صرخة في وجه الظالم، وكل شهيد يسقط من أجل قضية عادلة، هو على خطى الحسين عليه السلام، ويحمل روحه، ويعيد إحياء ملحمته.

 

ماذا تعني ثورة الحسين للأمة الإسلامية؟

ثورة الإمام الحسين تمثل الضمير الحيّ للأمة في مواجهة الطغيان وميزانًا أخلاقيًا يقيس الشعوب والأنظمة والقدوة العملية لكل من يسعى لإصلاح الواقع و المنارة التي تهدي المقاومين والمجاهدين في سبيل الحرية والكرامة وما تعنيه هذه الثورة للأمة الإسلامية أن الحق لا يُقاس بالكثرة، بل بالثبات عليه،  فالحسين عليه السلام واجه آلاف الجنود بقلةٍ مؤمنةٍ واعية، لكنها أصبحت ضمير الأمة إلى يوم الدين ، وأن الكرامة فوق الحياة، لأن الحسين لم يختر القتال ليُقتل، بل ليحيا الإنسان حُرًّا بكرامة، ويُسقط من يبيعون الأمة مقابل سلامهم الزائف ، وأن الدين لا يُفصل عن الموقف السياسي، لأن الانحراف السياسي كان مدخلاً لانحراف عقائدي عميق، ما جعل الحسين عليه السلام يربط إصلاح الأمة بإصلاح الحكم والنتيجة أن التضحية من أجل الحق لا تموت، بل تُثمر في أجيال لا تُعد، وهذا ما رأيناه في كل ثورة انطلقت تحت شعار “هيهات منا الذلة”.

اليوم، كل مظلوم يرفع صوته، وكل مقاوم يقف في وجه طغيان داخلي أو خارجي، إنما يستحضر من الحسين روحه، ومن كربلاء عزيمته. من فلسطين إلى اليمن، ومن كل أرض تقف بوجه الاستكبار، نجد في ثورة الحسين عليه السلام  إلهامًا لا يخبو.

عاشوراء في فكر المسيرة القرآنية كما يراها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)

ذكرى عاشوراء في فكر المسيرة القرآنية ليست مجرد مناسبة عاطفية أو طقسية، بل هي محطة وعي متقدمة، تُستعاد فيها القيم الحية التي جسّدها الإمام الحسين (عليه السلام) في مواجهة الطغيان والانحراف،  وفي خطابات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، نجد أن عاشوراء تمثل مدرسة متكاملة للتعبئة الإيمانية والثورية، ومنطلقًا لفهم واقع الأمة وتحديد موقفها من قضاياها المصيرية.

ويرى السيد القائد أن كربلاء ليست حدثًا معزولًا، بل هي صراع مفتوح بين خط الحق وخط الباطل، وأن الحسين (عليه السلام) خرج لمواجهة انحراف الأمة عن القرآن الكريم، وانقلابها على تعاليم النبي (صلى الله عليه وآله)،  ولهذا فإن إحياء عاشوراء في فكر المسيرة القرآنية يكون بالتحرك العملي في مواجهة قوى الاستكبار والهيمنة، وعلى رأسها  أمريكا و”إسرائيل”، اللتان تمثلان اليوم امتدادًا ليزيد في العصر الحديث.

ويؤكد السيد القائد في خطاباته أن الوقوف مع المستضعفين والمظلومين، وفي مقدمتهم شعب فلسطين وغزة، هو من جوهر الولاء للحسين ونهج كربلاء، وأن التخاذل عن نصرة قضايا الأمة هو خيانة لرسالة عاشوراء.

ويشدد على أن ما تحتاجه الأمة اليوم هو استلهام الروح القرآنية الثورية من الإمام الحسين (عليه السلام)، والانطلاق بها لمواجهة كل أشكال الظلم، سواء في الداخل عبر مكافحة الفساد والطغيان، أو في الخارج بمواجهة العدوان والحصار والتدخلات الأجنبية.

في هذا السياق، تُقدَّم المسيرة القرآنية كامتداد حي لثورة كربلاء، تتبنى خيار التضحيات الكبرى، وتعبئ الجماهير بروح الصمود والإيمان، وتُسقِط أقنعة الطغاة باسم الدين والسياسة، تمامًا كما فعل الحسين في وجه يزيد.

هكذا، تُعدّ عاشوراء كما قدمها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) ثورة متجددة، وإصلاحًا دائمًا، وخط مواجهة ممتدًا إلى آخر الزمان، لا يقبل الحياد ولا المساومة، ويمنح كل الأحرار في الأمة بوصلة هدى تقودهم في زمن التيه والانحراف.

خاتمة

عاشوراء ليست مجرد ذكرى عابرة، بل هي اختبار دائم للوعي والضمير، وفرصة لإعادة صياغة علاقة المسلمين بدينهم وتاريخهم وواقعهم. إنها محطة إلهام للشعوب المستضعفة، ودعوة مستمرة لكل الأحرار لأن يكونوا على درب الحسين، أن يثوروا للحق، ويقفوا مع المظلوم، ويرفضوا الانحناء للطغيان.

سلام الله على الإمام الحسين عليه السلام وأصحاب الإمام الحسين ، وجعلنا من السائرين على دربه، الناصرين لرسالته، المستنيرين بنوره حتى قيام الحق واندحار الباطل، في غزة، وفي كل أرض ينزف فيها المظلومون.

مقالات مشابهة

  • جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان عن خطة السلام الشامل في الشرق الأوسط
  • الرئيس السيسي: السلام لا يولد بالقصف ولا يفرض بالقوة
  • الريال اليمني يترنح عند الهاوية.. الدولار يلامس سقفًا غير مسبوق في عدن اليوم
  • وزير الري يؤكد عمق العلاقات التي ترتبط مصر وألمانيا في مجال المياه
  • تركيا تُحدث ثورة ذكية في إدارة أموال الدولة.. خطوة تغيّر قواعد اللعبة بالكامل
  • جنبلاط يسلم سلاح الحزب الاشتراكي للدولة اللبنانية
  • الحسين (عليه السلام) صرخة المظلومين من كربلاء إلى غزة .. الثورة التي لا تموت
  • نقطة تحول مصيرية.. نقيب المرافق العامة يهنئ الرئيس بذكرى 30 يونيو
  • مع تكرار انهيار العقارات .. مجلس الدولة : لابد مطابقة المباني مع الرسومات لوقاية وسلامة الجيران
  • ترامب: أشكر قطر التي عملت بشكل وثيق معنا من أجل اتفاق السلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية