أبوظبي/ وام

شاركت المسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي خلال الأسبوع الماضي، برئاسة الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، في سلسلة من الفعاليات رفيعة المستوى التي تخللها حضور نقاشات وحوارات استراتيجية ومخاطبة الحضور والمشاركين وذلك على هامش أسبوع المناخ في نيويورك والجمعية العامة للأمم المتحدة في الولايات المتحدة.

وتقام فعاليات أسبوع المناخ في مدينة نيويورك كل عام بمشاركة كوكبة متميزة من قادة الأعمال وصنّاع التغيير وممثلي المجتمع المدني من جميع أنحاء العالم، ويُقام بالشراكة مع الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وانطلقت فعاليات المنتدى، التي عقدت على مدار أسبوع، بلقاء مع الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي للمسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي وأحد القادة الشباب الدوليين في المنتدى الاقتصادي العالمي، حول الاقتصاد الدائري وتكنولوجيا المناخ.

وتلقت الشيخة شما دعوة للانضمام إلى «مجلس المستقبل العالمي» التابع للمنتدى، وتحديداً تحت مظلّة مجلس الخبراء «مستقبل حياة خالية من انبعاثات الكربون».

وتعتبر مجالس المستقبل العالمي مجتمعاتٍ حصريةٍ ترحب بالأعضاء المدعوين فقط، تمتد عضويتها لمدة عامين، ويتمثّل دورها في بحث سبل التعاون مع شبكة عالمية من الخبراء والمفكرين عبر منصّات المنتدى وتنفيذ الأفكار انطلاقاً من مجتمعاتهم وشراكاتهم. ومن المقرر انعقاد الاجتماع السنوي للمجلس خلال الشهر المقبل في دولة الإمارات.

كما حضرت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، قمّة الابتكار لجائزة إيرثشوت، حيث تم الكشف عن المرشحين الـ15 النهائيين لهذا العام بجانب حلولهم المبتكرة حول معالجة القضايا المناخية والبيئية.

وسيتم الإعلان عن الفائزين بهذه الجائزة خلال وقت لاحق من العام الجاري، علماً بأن باب الترشيح مفتوح الآن للنسخة القادمة من الجائز في عام 2024، وقد تم اختيار «المسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي» للانضمام إلى مجتمع دولي من المُقَيمين الرسميين المعنيين برصد وتحديد الحلول والابتكارات المناخية ذات التأثير الإيجابي.

وألقت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، كلمة أثناء مشاركتها في حدث استضافته شركة «إغنايت باور» بعنوان «الوصول إلى طاقة عالمية نظيفة بنسبة 100%، في كل مكان وللجميع - أفكار وآراء من إفريقيا والشرق الأوسط»، حيث سلّطت الضوء على مهمة المسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي في تمكين المجتمعات في دول الجنوب العالمي، قائلةً: «ستتعاون المسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي وشركة ’إغنايت باور’ معاً لإطلاق ’صندوق الوصول إلى الطاقة النظيفة’ تماشياً مع طموحاتنا المتمثّلة في توفير الطاقة النظيفة لـ 100 مليون شخص في 12 دولة في إفريقيا بحلول العام 2030.

وتنسجم هذه المبادرة مع الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة، والذي ينشد ضمان حصول جميع الأفراد على خدمات الطاقة النظيفة بتكلفة ميسورة في دول الجنوب العالمي».

وكانت «إغنايت باور» من بين المرشحين النهائيين في «جائزة زايد للاستدامة» 2023، وهي شركة رائدة تتخذ من أبوظبي مقراً لها وتتخصص في تقديم حلول تكنولوجيا البنية التحتية المدعومة بالطاقة الشمسية لتوفير خدمات الكهرباء والطاقة في المجتمعات المهمشة والفقيرة وربطها بالخدمات الأساسية.

وفي الأسبوع الماضي، أطلقت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان مؤسَّسة «ذا كلايمت ترايب» (The Climate Tribe)، وهي مؤسَّسة اجتماعية مقرّها دولة الإمارات العربية المتحدة، تهدف إلى تحفيز العمل المناخي بالاعتماد على سرد القصص والتفاعل المجتمعي الشامل والتعاون واسع النطاق.

وجاء هذا على هامش فعالية في «جولز هاوس» في مدينة نيويورك. وتُعد «ذا كلايمت ترايب» مؤسسة تابعة للمسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي.

ومع اختتام فعاليات «أسبوع المناخ في نيويورك»، شاركت المسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي في حوارات ثنائية وفعاليات حيث تواصلت مع كوكبة من أصحاب المصلحة الرئيسيين، من المنظمات غير الحكومية ومؤسسات القطاعين العام والخاص، بما في ذلك المركز الدولي لبحوث المرأة والشراكة العالمية للأصوات ومركز الابتكار الدولي التابع لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ومؤتمر الأطراف (COP28). وشاركت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان كذلك في سلسلة جلسات إحاطة صباحية، نظّمها المجلس الأطلسي ومنصة السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة التابعة لـ «مصدر».

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات المناخ أسبوع المناخ

إقرأ أيضاً:

دولة فلسطين المستقلة

حاتم الطائي

الشعب الفلسطيني يئِن من أشد ظلم في تاريخ البشرية

التحركات الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية بريق يضيء دروب الأمل

معاقبة إسرائيل ومحاكمة مجرمي الحرب خطوة لا مناص منها مهما طال الأمد

 

ظلَّ مطلب إقامة دولة فلسطين المُستقلة نقطة محورية في المفاوضات العبثية الدائرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لعقود طويلة، دون أي تقدُّم مُحرَز أو إنجاز يُذكر، باستثناء اعتراف الدول العربية بالدولة الفلسطينية المُستقلة، الذي ظلَّ اعترافًا صوريًا إلى حد كبير، في ظل عدم اعتراف أي منظمة دولية بها، باستثناء بعض المنظمات المتخصصة في أمور ثقافية أو تعليمية أو إغاثية!

ورغم الاعتراف العربي بفلسطين دولةً وشعبًا، إلّا أنَّ عدم الاعتراف الغربي وخاصةً الأممي، تسبب في تفاقم معاناة الشعب الفلسطيني، وأضر بمُستقبل هذا الشعب، وأعطى ضوءًا أخضرَ لدولة الاحتلال الإسرائيلي لكي تُنفِّذ مختلف الجرائم وتمارس أبشع أنواع الاحتلال الإحلالي في تاريخ البشرية. ومن المؤسف أن حصول فلسطين على صفة "دولة مُراقبة غير عضو" في الجمعية العامة للأمم المتحدة، منذ عام 2012، لم يشفع لها للحصول على عضوية حقيقية كاملة في المنظمة الأممية. وسواء اتفقنا أو اختلفنا على أهمية أو دور أو مسؤوليات منظمة الأمم المتحدة، في ظل النظام العالمي الأحادي القطب، إلّا أن حصول فلسطين على هذه العضوية الكاملة سيمثل نقطة تحوُّل في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وسيُتيح للشعب الفلسطيني أن يقول كلمته بأعلى صوت في أكبر محفل أممي.

غير أنَّ هذه الأمنيات البسيطة، لم تتحقق حتى الآن، رغم المجاعة القاتلة التي يئن منها أطفال ونساء وشيوخ غزة، ورغم جرائم الإبادة التي لا تتوقف ويُنفذها الاحتلال بكل جبروت وعدوان في حق ما يزيد عن مليوني إنسان، لا ذنب لهم سوى أنهم وجدوا أنفسهم بين براثن احتلال إجرامي لا يعرف للإنسانية سبيلًا، ولا للقانون الدولي طريقًا، ذنب الشعب الفلسطيني وتحديدًا أهالي قطاع غزة أنَّهم لم يجدوا نصيرًا أو داعمًا لهم من إخوانهم العرب ولا إخوانهم في الإنسانية، سوى البعض من أصحاب الضمائر الحيَّة في عواصم غربية وقلة قليلة للغاية في عدد من الدول العربية، لكن المشهد العام يُؤكد أنَّ الجميع تخلّى عن غزة، الجميع رفع يده، الجميع لم ينصر الشعب الفلسطيني، لقد اكتفى العالم- والعرب على وجه الخصوص- بالكلام، لم يهبُّوا لنصرة فلسطين ولا لدعم غزة الجريحة المطعونة بخنجر الوحشية والإبادة في فؤادها. إسرائيل تُحارب العرب من بوابة غزة بأشد الأسلحة فتكًا وتدميرًا، والعرب يردون على إسرائيل ببيانات الشجب والإدانة والرفض، بيانات لا تُسمن ولا تُغني من جوع، بيانات لا يتجاوز تأثيرها حدود الفضاء الإلكتروني الذي نُشرت فيه، ولم تردع دولة الاحتلال ولو قيد أُنملة!

ولكن.. ورغم النفق المُظلِم الذي يعيش فيه الشعب الفلسطيني بأكلمه، يظهر في الأفق بريق أمل خافت مع إعلان عددٍ من دول العالم الغربي الاعتراف بدولة فلسطين المُستقلة.. خطوة ربما لن تُفضي إلى نتائج فورية وسريعة تصب في مصلحة هذا الشعب المناضل، صاحب أكبر مظلمة في تاريخ الإنسانية، إلّا أنها من المؤكد أنها ستُحرِّك الماء الراكد، الذي تجمَّع في بركة من التواطؤ والخنوع والاستسلام العربي والإقليمي والدولي. وهذه الخطوة التي أعلنتها هذه الدول، ومنها فرنسا وكندا، عضوا مجموعة السبع ومجموعة العشرين، ولا سيما فرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة وصاحبة حق النقض الفيتو، كلها عوامل من شأنها أن تُعيد القضية الفلسطينية ببُعدها السياسي والتاريخي إلى المُقدمة مرة أخرى، بعد أن سعى الاحتلال الإجرامي إلى وأدها ودفنها حيَّة كما يفعل اليوم ومنذ قرابة عامين في غزة؛ حيث يُدفن أهل غزة أحياءً تحت أنقاض المنازل والبيوت المُدمَّرة بفعل القصف الصهيوني العشوائي الغاشم.

اليوم وفي ظل هذه المساعي الدولية الإيجابية تعود قضية فلسطين إلى الواجهة؛ الأمر الذي أشعل غيظ مُجرمي الحرب الإسرائيليين بقيادة المجرم الخسيس بنيامين نتنياهو وأعوانه من زبانية الدم والدمار أمثال سوموتريتش وبن غفير، ولا شك أنَّ هذه المساعي ستخدم القضية الفلسطينية، لا سيما وأنَّ دولة الاحتلال المُجرم سعت خلال عدوانها الآثم على غزة إلى تصفية القضية الفلسطينية، تارةً عبر محاولة تنفيذ مُخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني في قطاع غزة إلى الأردن ومصر، أو إلى أي دولة أخرى، وتارةً عبر تنفيذ مُخطط الإبادة الجماعية والتصفية الجسدية لكل إنسان في هذا القطاع؛ إذ يتعرَّض سكان غزة ومنذ السابع من أكتوبر 2023، لإبادة جماعية وعمليات قتل مُمنهجة، وإعدامات ميدانية غير مسبوقة في تاريخ البشرية، حتى أصحاب الأمعاء الخاوية من الجوعى والمحرومين والذين يُعانون من أشد مجاعة مُتعمَّدة في تاريخ البشرية، هؤلاء لم ينجوا من الموت، بنيران القصف الصهيوني المُتعمَّد على صفوف المدنيين الواقفين بانتظار تلقي ما قد يسد جزءًا قليلاً جدًا من الجوع، فقد شاهدنا كيف أن شعب فلسطين العظيم يموت من أجل حفنة من الطحين، أو صحن من الطعام الذي لا يكفي حتى لفرد واحد. شاهدنا كل هذه المآسي ونحن نتحسَّر على ما آلت إليه أحوال هؤلاء المظلومين، وما آل إليه حالنا كعرب، من استسلام وعدم القدرة على رد الفعل.

لقد تجرَّعنا أقسى الآلام النفسية ونحن نُشاهد عبر شاشات التلفاز ونُتابع من خلال منصات التواصل الاجتماعي، كُل تلك الدماء الزكية التي تختلط بحبات الطحين والرمال، في غزة الأبيّة.. اعتصرنا الألم من شدة اليأس وعار الاستسلام وذُل الحياة تحت نير احتلال مُجرم فاشٍ، بينما العالم يُشاهد ذلك في صمتٍ وتواطؤ وتجاهل مُخزٍ.

إنَّ المطلوب اليوم من جميع العرب وأصحاب الضمائر الحيَّة في هذا العالم، أن يستفيدوا من هذا الزخم الذي تمخض عن الحراك الدبلوماسي الدولي، حتى ولو كانت النتائج أقل مما نريد، على الجميع البناء على تحركات الدول الغربية للاعتراف بدولة فلسطين المُستقلة، والعمل على استصدار قرارات أممية جديدة تدعم القرارات الصادرة بالفعل على مدى العقود الماضية، وأهمها: القرار رقم 194 الذي يؤكد على "حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين يرغبون في العودة إلى ديارهم... ويدعو إلى دفع تعويضات عن الممتلكات التي لم يتم استردادها"، وكذلك القرارات رقم: 242 و338 و446 و2334، والتي تدين الاستيطان الإسرائيلي وتطالب بوقف الأنشطة الاستيطانية، وأيضًا القرار رقم: 3236 (د-29) الذي "يؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقه في تقرير المصير والعودة والاستقلال". إضافة إلى القرار رقم (176/ 43) الذي "يؤكد المبادئ المتعلقة بتحقيق السلام الشامل" ومنها: انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس، ومن الأراضي العربية المحتلة الأخرى، وضمان أمن جميع دول المنطقة، بما في ذلك الدول المذكورة في القرار 181، داخل حدود آمنة ومعترف بها دوليًا، مع تنفيذ القرار 194 الخاص بتفكيك المستوطنات الإسرائيلية، وحرية الوصول إلى الأماكن المقدسة.

ولا ريب أنَّ الجميع يعلم مدى عدم قدرة الأمم المتحدة على تنفيذ قراراتها المُتعلقة بفلسطين، في ظل التواطؤ الأمريكي المؤسف، والانحياز الأعمى من جانب الولايات المتحدة لصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهو انحياز يجعل الولايات المتحدة- بقيادة أي رئيس كان ديمقراطيًا أو جمهوريًا- شريكًا أساسيًا وضالعًا رئيسيًا في جميع الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وآخرها جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي تُرتكب كل يوم، لكن ذلك لا يجب أن يحول دون مواصلة الحراك والدفع بكل السبل الممكنة من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه كاملة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ويبقى القول.. إنَّ التحركات الدبلوماسية الحميدة التي تستهدف الاعتراف بالدولة الفلسطينية المُستقلة، خطوة على سبيل تحرير الشعب الفلسطيني، ووقف جرائم الاحتلال، تمهيدًا لمُحاسبته ومُعاقبته في المحاكم الدولية على ما اقترفه من جرائم بشعة على مدى عقود ممتدة، وليس فقط خلال عدوانه الأخير على غزة ومدن الضفة، إضافةً إلى بدء خطوات عملية جادة لإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض، وفق مقررات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة على الحدود المعترف بها دوليًا، وهو حقٌ لن يُمحى ولن يزول ولن يتخلى عنه أصحاب القضية مهما طال الأمد ومهما اشتد العدوان.

تحيا فلسطين حُرَّة مُستقلة... تحيا فلسطين حُرَّة مُستقلة.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • دولة فلسطين المستقلة
  • سلة العراق تنهي مشاركتها في لوسيل الدولية بخسارة أمام قطر
  • الشيخة مهرة وخطيبها فرنش مونتانا في آخر ظهور.. صور
  • قنصل مصر بنيويورك: متوقع زيادة الإقبال على التصويت بانتخابات الشيوخ فى ساعة الظهيرة
  • المركزي: «الدرهم الرقمي» يتمتع بأعلى درجان الأمان والموثوقية
  • سلطان بن خليفة بن شخبوط يبحث ترتيبات استضافة «ألعاب المستقبل 2025»
  • خبير جيولوجي: التغير المناخي يهدد بزيادة النشاط الزلزالي في منطقتنا.. فيديو
  • الوطني للأرصاد يسجل زلزالاً بقوة 6.7 درجة في كامتشاتكا
  • ترامب: إبرام اتفاق تجاري مع كندا قد يكون صعبا بعد موقفها الداعم لدولة فلسطينية
  • تحت رعاية الشيخة فاطمة.. الاتحاد النسائي العام يطلق خطة انطلاقة مبادرة “نزرع للاستدامة”