تركيا تلغي مهرجانا سينمائيا بعد جدل حول فيلم عن عمليات التطهير التي أعقبت انقلاب 2016
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
في مقطع فيديو نُشر على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" تويتر سابقا، أعلن رئيس بلدية أنطاليا جنوبي تركيا، والمسؤول عن تنظيم مهرجان "ألتين بورتكال" (البرتقالة الذهبية) قائلا "يجب أن أُبلغ بكل أسف جميع محبي السينما أننا ألغينا مهرجاننا الذي كان من المقرر أن يُقام في الفترة من السابع إلى 14 تشرين الأول/أكتوبر، بسبب تطوّرات خارجية".
Değerli sinemaseverler, kıymetli hemşehrilerim;
Antalya Büyükşehir Belediyesi olarak özüne döndürdüğümüz, yıllara meydan okumuş, Antalya’mızın ve ülkemizin en önemli markalarından biri olan ve 7-14 Ekim tarihleri arasında yapmayı planladığımız Antalya Altın Portakal Film… pic.twitter.com/rMMC68ljBa
هذا، ويقع في قلب الجدل الفيلم الوثائقي "المرسوم" الذي يروي قصة طبيب ومعلم قُتلا خلال موجة القمع التي أعقبت محاولة الانقلاب في العام 2016 ضدّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وكان قد تم قبول الفيلم في البداية، لكن استُبعد الأسبوع الماضي من المنافسة، ممّا أثار غضب العديد من المخرجين الذين استنكروا "الرقابة".
ومن جهتهم، قال جميع أعضاء لجنة تحكيم المهرجان في بيان "نرفض النهج الذي يبحث عن عناصر جرمية في فيلم و(يسعى إلى) تطبيع الرقابة"، مهدّدين بالانسحاب إذا لم تتمّ إعادة قبول الفيلم.
وبناء عليه، تراجع المهرجان خطوة إلى الوراء عبر إعادة قبول الفيلم في المنافسة.
لكن تم استبعاده من جديد بعد استنكار وزارة الثقافة التي سحبت بالإضافة إلى ذلك، دعمها للمهرجان، بحجّة "الدعاية" للداعية فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالتحريض على محاولة الانقلاب في العام 2016.
ومن جانبها، قالت مخرجة الفيلم نجلا دميرجي، إنّ "الاتهامات بالإشادة بفيتو Feto (الاختصار الذي تستخدمه أنقرة للإشارة إلى حركة غولن) أو الإرهاب، مرفوضة".
ويعد مهرجان "البرتقالة الذهبية" الذي يتم تنظيمه منذ العام 1964، أحد أكبر المهرجانات السينمائية في تركيا، ويعتبر المعادل المحلّي لمهرجان "كان".
ويذكر أن عمليات تطهير على نطاق غير مسبوق في تركيا أعقبت الانقلاب الفاشل في 15 تموز/يوليو 2016، طالت مؤيدين مفترضين لحركة غولن، ولكن أيضا ضد معارضين أكراد وعسكريين ومثقفين وصحافيين.
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: ناغورني قره باغ الحرب في أوكرانيا ريبورتاج تركيا رجب طيب أردوغان فيلم سينما انقلاب
إقرأ أيضاً:
حماس تُحوّل خطة ترامب إلى مكسب سياسي
أحلام الصوفي
حين تناقش الأطراف خطة ترامب لقطاع غزة، فإن الخطوة الأكثر دهشة ليست في مضمونه، بل في رد فعل حماس التي قبلتها بشرط، محوّلة الأمر من ورقة مستهدفة إلى إنجازٍ سياسي لها. بهذا القبول، أطلقت حركة المقاومة مفردات جديدة في الصراع: ليس التسليم، بل إعادة ترتيب البوصلة، وتحويل المقترحات – حتى المفروضة – إلى أدوات تفاوض وقوة.
قد يتساءل البعض: كيف يتحول قبول خطة يُفترض أنها تسحب أوراق كثيرة من يد المقاومة إلى نصر سياسي؟ الجواب يكمن في عدة معطيات:
أولاً، حماس خاضت معركة الرأي العام. بقبولها – ولو بشروط – تُظهر أنها لا تتعالى على الواقع، بل تضغط في داخل القصّة نفسها، وتُدخل نفسها في المسار الذي يرسمه العالم، بدل أن تُقصى كليةً. هذا يمنحها موقعًا تفاوضيًا جديدًا، ويجعلها جزءًا من الحل وليس خارجًا عنه.
ثانيًا، الشروط التي وضعتها تجعل القبول مرهونًا بحدود لا تتجاوز خطوطها الحمراء: أن تكون السيادة فلسطينية في الضميرية الإدارية، أن تشارك في تطبيقها من داخل منظومة فلسطينية، وألا تُستبعد الحقوق الوطنية. بهذا، تتحوّل الخطة إلى ميدان للمساومات، لا إلى استسلام مطلق.
كما أن قبول حماس للخطة يُعدّ رسالة داخلية إلى أبنائها، تُفيد بأن الحركة ليست جامدة في موقف واحد، بل إنها قادرة على التكيّف والمناورة، ما يعزّز ثقة الشارع بها. فحين يرى المواطن أن حماس تفكّر في كيفية إدخال المعركة إلى مضمار السياسية، يصبح دورها السياسي أكثر استدامة، وليس محصورًا في المقاومة المسلحة وحدها.
كما أن هذا القبول يُحتسب في الحساب الإقليمي أيضاً: فهو يُرغم الدول التي تدعم الخطة على التعامل معها لا كمتمرد يُنهيه، بل كطرفٍ يجب إشراكه في صناعة القرار. هكذا تتحوّل حماس فعليًا من كيان مهدّد بالتجاهل إلى لاعب لا تستطيع الدول الكبرى والحكومات الإقليمية تجاوزه.
إلا أن المراقب لا يغفل أن الطريق مليء بالألغام: فالتجاوز بين القبول تحت الشروط والانسياق وراء المبادرات مخادعة هو رفيع الخطر. قبولٌ بلا رقابة شعبية، أو بلا ضمانات تنفيذية، قد يُصبح قيدًا أكثر من أن يكون فتحًا. وحماس، لتُحقّق النصر السياسي، تحتاج إلى ألا تبدّل موقعها، ولا تُضحي بمبدأ من المبادئ التي قامت من أجلها.
قبول حماس للخطة، بما يحمله من شروط وحسابات دقيقة، قد يصبح مكسبًا سياسيًا فعليًا، ليس لأنه سلّم، بل لأنه جابه المبادرة، أعاد فيها ترتيب الأوراق، وحوّل مقترحًا عدائيًا إلى موقع للتفاوض، مؤكدًا أن المعركة لا تُخاض بالعنف وحده، بل بالسياسة القوية، وبالقدرة على المراوغة بالحكمة.