البوابة نيوز:
2025-07-27@07:18:05 GMT

السياسة والاقتصاد توأم ملتصق

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

فى سنوات الشباب الأولى، قبل نحو نصف قرن وبضع سنوات، خطت قدماى أولى خطواتها فى رحاب جامعة القاهرة العريقة، ومازلت أتذكر حالة الإنبهار التى تملكتنى وظلت ترافقنى طيلة سنوات الدراسة الأربعة، زمن مرحلة البكالوريوس، وحتى أصل الى كلية التجارة، كنت أعبر أمام كليتى الحقوق والآداب وعلى بعد خطوات منهما يقف البرج الذى يحمل ساعة جامعة القاهرة، التى طالما انتبهنا إلى رنات أجراسها الرخيمة والمميزة المنقولة عبر أثير الإذاعة المصرية، وهى تحدد التوقيت المحلى لمدينة القاهرة، وعلى يسارها تقبع قاعة الاحتفالات الكبرى العريقة والتى شهدت أحداثا تاريخية فارقة فى تاريخنا الحديث والمعاصر، ثم نعبر ممرًا خلفها بين أبنية كلية العلوم، يفضى بنا إلى كلية التجارة.

خلف كلية الآداب تقع مكتبة الجامعة التاريخية، وغير بعيد منها تقابلك كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الشابة، وقتها، فقد أنشئت بموجب قرار رئيس الجمهورية العربية المتحدة رقم 91 لسنة 1959، وتخرجت أول دفعة فيها عام 1963، كنت كلما مررت أمامها يلح على سؤال وما علاقة العلوم السياسية بالاقتصاد؟، كان سؤالًا ساذجًا أجابت عليه بعمق محاضرات علم الاقتصاد وعلوم الادارة عبر سنوات كلية التجارة وقتها. وأيقنت بعدها الدور العلمى والعملى والضرورى الذى تقوم به كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، التى تمتد جذورها إلى كليات التجارة والحقوق والآداب وانعكس هذا على أقسامها التى بدأت بها مشورها، وهى: العلوم السياسية، الاقتصاد، الإحصاء، الإدارة العامة، والحاسب الآلي، وكان الرعيل الأول من أساتذتها من المتميزين فى تلك الكليات، ولهذا استطاعت عبر خريجيها فى سنواتها الأولى أن تجد لهم مكانة متقدمة فى مفاصل الدولاب السياسى والاقتصادى والدبلوماسى والمصرفى والتشريعى والإعلامى للدولة، وكان لهم دورهم فى تأسيس مراكز البحوث والدراسات السياسية والاقتصادية فى كبريات المؤسسات الصحفية وأجهزة المعلومات، والتى تمد صاحب القرار وجهات سن وتشريع القوانين، بالتقارير والتحليلات الموضوعية لما يتعرضون له من قضايا وإشكاليات داخلية وقومية وعالمية فى الداخل والخارج.

جاء التحاقى بالجامعة متزامنًا مع أحداث جسام، تشكلت عقب وبفعل هزيمة يونيو 67، والتى وضعت نقطة فى نهاية سطر شغف الشباب بالتجربة الناصرية، ليبدأ سطرًا جديدًا من المواجهة المثخنة بجراح انهيار الحلم، وتشهد الجامعة حراكًا طلابيًا فيما يمكن تسميته انتفاضة الطلاب، فبرلير 68، التى بدأت من كلية الهندسة، القابعة فى مواجهة الحرم الجامعى، لتمتد إلى كليات الحرم التى اشرنا إليها قبلًا، وكانت الشرارة التى فجرت حمم الغضب الطلابى، صدمة الأحكام الهزيلة التى قضت بها المحكمة على قيادات الطيران آنذاك، وكان من أبرز قيادات الطلاب وقتها الصديق أحمد عبد الله رزة، والذى تخرج فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، 1973 وحصل لاحقًا على درجة الدكتوراة فى العلوم السياسية من جامعة كمبردج بانجلترا 1984، وأصدر العديد من الكتب التى تتناول قضايا الحرية والديمقراطية والعمل السياسى، وقد التقيته قبيل رحيله عام 2006 فى ندوة ثقافية عقدها مركز الجزويت الثقافى بالأسكندرية وبدعوة من الأب الراحل وليم سيدهم، المؤسس لدعوة تمصير "لاهوت التحرير"، وحفر هذا اللقاء فى ذاكرتى.

كانت مطالب الطلاب فى انتفاضتهم؛ بحسب البيان الصادر عن اعتصام كلية الهندسة آنذاك الإفراج فورا عن جميع الطلاب المعتقلين، وحرية الرأى والصحافة، ومجلس حر يمارس الحياة النيابية الحقة السليمة (مجلس الأمة)، وإبعاد المخابرات والمباحث عن الجامعات، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات ووقف العمل بها، والتحقيق الجدى فى حادث العمال فى حلوان، وتوضيح حقيقة المسألة فى قضية الطيران، والتحقيق فى انتهاك حرمة الجامعات واعتداء الشرطة على الطلبة.

ويعلق د. أحمد رزة على هذا البيان بقوله "يتضح من ذلك أن ثلاثة من هذه المطالب تدور حول مسألة الديمقراطية فى البلاد ككل، بينما تشير ثلاثة أخرى منها إلى غياب الديمقراطية فى الجامعة بوجه خاص، ويركز مطلبان منها فقط على قضية الطيران والأحداث المرتبطة بها.

وقد تفاعل الرئيس جمال عبد الناصر فى تفهم لافت لهذه المطالب ـ بحسب التقارير الإخبارية وقتها فأمر بإعادة محاكمة الضباط المتهمين بالإهمال، وتشكيل وزارة جديدة كان أغلبها من أساتذة الجامعات (المدنيين) وذلك لأول مرة فى عهده، وطرح برنامج 30 مارس، الذى تضمن إصلاحات مستقبلية فى نظام الحكم. واستجاب لبعض مطالب الطلاب، فبرغم بقاء الحرس الجامعى داخل الجامعات إلا أنه لم يعد يتدخل مباشرة في النشاط السياسى للطلاب. كما انتشرت مجلات الحائط بكثافة داخل الجامعات المصرية. وصدرت لائحة لاتحاد الطلاب بموجب قرار جمهورى تمخض عنها اتحاد طلابى بلا وصاية من أعضاء هيئة التدريس.

كانت سنوات الجامعة تلك، بكل ما شهدته من أحداث جسام، مرحلة مهمة فى تشكيل الوعى الوطنى لى ولجيلى عمقت فينا قيم الانتماء لوطن يستحق.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: جامعة القاهرة العلوم السیاسیة

إقرأ أيضاً:

لبنان يواجه تحديات تنموية حاسمة بعد سنوات من الأزمات المتراكمة.. فيديو

قال أحمد سنجاب، مراسل «القاهرة الإخبارية» من بيروت، إن لبنان يعيش حالة من الركود التنموي الحاد بعد غياب طويل عن مسار التنمية الطبيعية، استمر لنحو خمس سنوات متتالية، موضحا أن هذا التراجع يعود في المقام الأول إلى الأزمات السياسية الحادة التي بدأت في أواخر عام 2019، والتي أدت إلى حالة من الانقسام وعدم الاستقرار، ما أثر بشكل كبير على الاقتصاد الوطني والمالية العامة للبلاد.

لبنان .. انفجار عنيف في مركز لقوات الاحتلال المستحدث في تلة الحمامصمفتي لبنان يُطالب بالتنسيق بين الرئاسات الثلاث وتفعيل العمل المشتركجيش الإحتلال ينفذ تفجيرا مجهولا جنوب لبنان والخوف يسيطر على السكانخرق جديد لوقف إطلاق النار| إسرائيل تتوغل داخل لبنان.. تفاصيل

وأشار سنجاب، خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج «صباح جديد» على شاشة القاهرة الإخبارية، إلى أن الأزمة التي عصفت بلبنان لم تستثنِ أي قطاع، فقد تأثرت القطاعات الخدمية والبنى التحتية بشكل ملحوظ، مما أضعف قدرة الدولة على توفير الخدمات الأساسية للمواطنين.

وأوضح أن لبنان يعاني حاليًا من نقص حاد في شبكات النقل والمواصلات بين المدن والبلدات، وهو ما يؤثر سلبًا على حركة الاقتصاد والتبادل التجاري، إضافة إلى أن قطاع الاتصالات يعاني من مشاكل كبيرة نتيجة التطورات الأخيرة، ما يزيد من صعوبة التواصل ويعيق فرص التنمية الرقمية والاقتصادية.

وأكد «سنجاب» أن لبنان يقف اليوم عند نقطة مفصلية جديدة في تاريخه، حيث بدأت مرحلة إعادة البناء والتنمية، رغم الصعوبات الاقتصادية والسياسية التي لا تزال قائمة.

وأوضح أن هذه المرحلة تستدعي جهودًا مجتمعية مكثفة، تشمل مختلف الفئات والمجالات، بهدف إعادة تفعيل النشاط الاقتصادي وتحسين البنى التحتية وإعادة الثقة إلى المؤسسات.

وأضاف أن لبنان بحاجة ماسة إلى خطط تنموية واضحة تركز على القطاعات الحيوية، مع ضرورة إشراك القطاع الخاص والمجتمع المدني في عملية الإصلاح والتنمية، حتى يتمكن من وقف دوامة الأزمات التي استمرت سنوات طويلة.

كما أشار إلى أن البنى التحتية بشكل عام في لبنان تحتاج إلى تحديث شامل، يشمل الطرق، شبكات المياه والكهرباء، بالإضافة إلى تحسين قطاع الاتصالات لمواكبة التطورات التقنية العالمية، خصوصًا في ظل أهمية الاقتصاد الرقمي.

طباعة شارك القاهرة الإخبارية لبنان الاقتصاد

مقالات مشابهة

  • جامعة الجلالة تعلن إطلاق برنامج التكنولوجيا المالية ضمن برامج كلية العلوم الإدارية
  • وزير التعليم العالي ومحافظ كفر الشيخ ورئيس الجامعة يفتتحون مقر جامعة كفر الشيخ الأهلية
  • افتتاح مقر جامعة كفر الشيخ الأهلية استعدادا لبدء الدراسة في 2025/2026.. أقيمت على مساحة 16800 متر وتضم 13 كلية
  • بشرى سارة لهؤلاء الطلاب في تنسيق الجامعات 2025
  • وزيرا الخارجية والاقتصاد يطلقان مؤتمر الاقتصاد الاغترابي الرابع
  • وزير الاقتصاد يجمع المجلس الوطني للضمان للمرة الأولى منذ أكثر من 5 سنوات
  • لبنان يواجه تحديات تنموية حاسمة بعد سنوات من الأزمات المتراكمة.. فيديو
  • التعليم العالي: 92 كلية حاسبات بمصر .. وطفرة في التخصصات الرقمية الحديثة
  • وزيرا النفط والاقتصاد يبحثان سبل تعزيز التعاون لجذب الاستثمارات في قطاع الطاقة
  • مؤشرات تنسيق الجامعات الخاصة 2025 – 2026.. الطب البشري 79%