البوابة نيوز:
2025-06-20@20:33:59 GMT

عبدالرحيم علي وصحبته ضيوفا على "ساكن حُميثرة"

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT

في ﻛﻞّ ﻓﺎﺗﺤــــــﺔ ﻟﻠﻘﻮﻝ ﻣﻌﺘﺒﺮﺓ
ﺣﻖ ﺍﻟﺜﻨــﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﻌﻮﺙ ﺑﺎﻟﺒﻘـﺮَة
ﻓﻲ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻗِﺪﻣًﺎ ﺷﺎﻉ ﻣﺒﻌﺜﻪ
ﺭﺟﺎﻟﻬﻢ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﺳﺘﻮﺿﺤﻮﺍ ﺧﺒَﺮَﻩ
ﻗﺪ ﻣﺪّ ﻟﻠﻨـــــﺎﺱ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﺎﻩ ﻣﺎﺋﺪﺓ
ﻋﻤّﺖ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷ‌ﻧﻌﺎﻡ ﻣﻘﺘﺼﺮَة
ﺃﻋﺮﺍﻑ ﻧﻌﻤﺎﻩ ﻣﺎ ﺣﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﺑﻬﺎ
ﺇﻻ‌ ﻭﺃﻧﻔــــــــﺎﻝ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺠﻮﺩ ﻣﺒﺘــﺪﺭَة
هذه هي المرة الثانية التي أذهب فيها لزيارة أبي الحسن الشاذلي مع الدكتور عبد الرحيم علي، زرنا العديد من أولياء الله في أماكن متعددة في كل مرة كان يصطحب أحدا من أبنائه مع جمع من الأحباب، في رحلة الصبر هذه كان معه "خالد"، اتكأ على ساعده عن قصد في أكثر من  موضع وكأنه يريد أن يهدي له مفاتيح قد وهبت له، ويدله على طريقا سار فيه وعرف وتيقن بمردوده على نفسه، يذيقه بيده حلاوة الوصل لأنه الأصل.

. فمن ذاق عرف.. ومن عرف اغترف ومن اغترف اعترف.. ومن اعترف أدمن ما عرف.

هزَّ المقام مشاعري وكياني
وارتجّ من فرط الخشوع لساني
من أين أبدأ سيدي بمقالتي
وبأي أسلوبٍ أصوغ بياني

الطريق كان صعب كما لو اختبار صبر.. لا يجتازه دون ضجر سوى المحبين.. السماء والصحراء رافقتا الخطى  فكلما مددنا أقدامنا سعيا، ركضتا أمامنا فأعدنا ما بدأنا.. ست ساعات عبور بين الجبال والرمال كفيلة أن تغسل ذهنك من ضوضاء المدينة وصخب الشوارع وتنسيك كل المشاكل والمشاغل.. الصحراء موعد اللقاء وحجرة ضيافة الأنبياء والأولياء.. هنا أينما تولي وجهك فثم وجه الله.

أعجبتني مقولة عامل حفر آبار هناك حينما اضجرت من الحر قال: "ساعتين يا بيه والليل يغني غنوته".

سألني الشيخ إبراهيم منشد الساحات والطبيعي أن أكون أنا صاحب السؤال لكن حول المقامات تتبدل المكانات والكلمات: ماذا تعرف عن "عبد الرحيم علي"؟.

قلت: عرفت من المخفيات الكثير عن الرجل لكن أوقعها في قلبي أن مخالفا في الفكر مات وباتت أسرته بلا عائل ولا دخل، بين الحديث ذكر الاسم والحال فكلفني بالبحث والاستدلال، واتصلت بالأهل وذهبت إلى حيث كانوا وقلت لهم إني رسول من فلان فاندهشت الأم وقالت كيف! قلت لها قلت له هذي الكيف!.. فقال: "ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة".

مد لي الشيخة يده بقنجان "قهوة الجبنة" وقال: ارتشف وزد في القول. 
قلت: في ملفه فارس لم يخسر نزال، لا يضاهيه أحدا يستطيع أن يسوق الأدلة والبراهين ويأت بما لا يخطر على بال ويحاجي من تهابه العقول والأقلام.. رأيت أسماء وأعلام ممن يشار إليهم بالبنان يقولون أنه "شيخ الطريقة"، لكنه في جناب أصحاب المقام يلقي اللجام على ظهر جواد روحه، ويتأخر في الصفوف وينصت لمن يرى بقلبه وإن كان عابر سبيل صادف لقائه، أو مجذوب تمتم بورده، يستبشر بمصافحة الأيادي وبإيفاء نذره، يأكل من الثريد باشتهاء الفقير لا بتعالي صاحب النذر.. يفك مع رباطة عنقه جلال المواكب وحفاوة الاستقبال ويتأبط نعله كتلميذ يهرع إلى حلقات ذكر أساتذته خشية أن يتأخر فتفوته النفحات وتخاصمه العبرات وينقص مداده ويقل مدده.

أسرار كثيرة في حياة الرجل أعظمها امه، فلم يزل حتى الآن يتبع خطى نعلها ويخفض لها جناح الذل من الرحمة، لم يبدل سكنه فعنوانه إن أردت الوصول إليه بيسر بجوارها، أينما كانت أقام حتى إن سافر ترك لها قلبه.. وسار هو غريبا بلا عنوان.

قال المنشد: حقا وصدقت فمن البشر جدران تستند عليها أقوام.. ومن غير أهل المدد يكون سندا لتلك الجدران إذا اغتربت واحتارت.. درج يشد أزر درج حتى المنتهى.. حلقات وصل الذكر أقفالها.. أمن من الهوى.. فما ضير النفس من أصفادها ولكن الخطر من جنوحها.

أدار الشيخ إبراهيم سؤله إلى الدكتور عبد الرحيم وقال له: لماذا تحب؟. 
فأجاب ولماذا لا أحب يا شيخ إبراهيم!.. فحينما تعرضت مرات للموت مدوا إلي حبل الحياة، وحينما كدت أغرق انتشلوا روحي.. في معارك غير متكافئة ربحت، وفي مواضع مؤكدا فشلها نجحت.. أسير في معية الله وابتسامات أصدقائي الذين يعرفوني وأعرفهم في سبل المقامات.. فهؤلاء هم رصيدي المخفي وحراسي الحقيقيون.

تبسم الشيخ وأشار إلى أحرف على جدار الولي: "منا من اختصه الله بعز.. لا بكثرة صيام ولا سهار.

كانت الزيارة نذرا انتظر الأذن، صلينا ودعونا بزوال الهم، ومن الهم مرض رفيق الدرب "مصطفى بيومي".. أصدقائه نصف الضحكة الأخرى في وجهه بعد أولاده.. مصطفى بيومي الخليل والحبيب وصاحب العمر والأخ الذي لم تلده الأم.. في آخر جلسة جمعتهما كان يرددان الشعر يتقاسما أبيات القصائد ويستعيدان وجه الحليب وأولويات العسل وبراءة البدء التي لا تستعاد.. وفجأة وكأنه عاد بالسنين قال جملة علقت في قلبي حتى هذا الحين: "قول قصيدتك يا مصطفى! نسي صاحبه الوجع وقال في حنين قصيدته.. أتراها اكتملت أم لها بقية ستكتب وسيعاود إنشادها!.

رغم حلاوة الصحبة والرحلة، صاحبي مازال حزينا.. منذ فترة في حالة شجن يستعيد شريط السنين من بقى ومن رحل.. قابل كثيرين، عقول مختلفة.. أرواح تآلفت وأخرى تنافرت.. لا راحة وإن تظاهر، فكيف يستريح حصان الرهان!.. حالة شجن نصيبها الأكبر للوطن، بنيله الحزين.. بأنين ليله.. بصعب طريقه الذي لا يلين.. بناسه الحيارى الطيبين.. بعناد يومه وأسى أمسه وتحديات مستقبله.. بمئات الرسائل على هاتفه تطوي علامات استفهام مجبرا على إجابتها؟.
حينما سألته عما به، مدد قدميه من طول السفر والتعب وقال لقد قال لي ساكن حميثرة: "إن الله تعالى لا يعذب العبد على مد رجليه مع استصحاب التواضع للاستراحة من التعب، وإنما يعذبه على تعب يصحبه التكبر".

قلت له: من الأولياء من يسكر من شهود الكأس، ولم يذق بعد شيئًا فما ظنك بعد ذوق الشراب وبعد الري؟.

فقال:لا تمنح الكرامات لمن طلبها، وحدث بها نفسه، ولا من استعمل نفسه في طلبها، وإنما يعطاها من لا يرى نفسه.

ثم تمتم: "إلهي، وجدتك رحيمًا حيث لا أرجوك، فكيف لا أجدك ناصرًا وأنا أرجوك! من لي إذا قطعتني! ومن لي إذا لم ترحمني! فصِلْنِي من حيث تعلم ولا أعلم؛ إنك على كل شيء قدير".

فقولت له في نفسي وأنا أعد العدة لنعود: يا صاحبي ما هالني عزك بين قومك ولا نصل حرفك ولا موكب السير خلفك.. ولكني أبصرت قلبك فولجت ووجدت خيره علا شره.. فسرتني صحبته القديمة وحكايات الأولويات وصونه لمن فات، فكتبت محبة وطواعية لم ألوي الحرف ولم أضغط على القلم.. فنحن قوم تربينا على أن الحرف لا يستقيم إلا على سطر من الحب لا يقربه شوب.

اللهم مدد لأب زرع وولد حصد.. اللهم مدد لمن سعى وإن أخطأ.. اللهم مدد لسعاة بريد السماء الذين لم يقبضوا كفوفهم فاستلموا وسلموا.. حفظوا الأمانات والعناوين.. هؤلاء الآمنين المستأمنين المسالمين السالمين

ثم توجهت في نظرة وداع لصاحب المقام: يا سيدي ابي الحسن الشاذلي تركت لك رسالة راجيا الإشارة، لست أقرب إلي من الله، لكنك أقرب إلى الله مني، وإني أخجل من تقصيري أن أطلب، فجئتك بما في نفسي لتنقل للحبيب، أن على عتب الباب حائر غريب يبغي شرف تمني الرؤية دون عتاب ولا عذاب،  قطع المسافات ملهوفا حسبما وحيثما سمح له فاقبله ليعبر حيث الغاية والتمني، فقد تمنى "سواد" مس الجسد ونال، وأنا أتمنى مس الثرى أمام مقام حضرة جناب النبي..

يارب إذن ومدد يمحي العيوب وينير القلوب ويمهد الدروب لضعفاء تمنوا اللقاء.

IMG-20231001-WA0041 IMG-20231001-WA0044 IMG-20231001-WA0043 IMG-20231001-WA0047 IMG-20231001-WA0040 IMG-20231001-WA0042 IMG-20231001-WA0049 IMG-20231001-WA0046 IMG-20231001-WA0050 IMG-20231001-WA0039 IMG-20231001-WA0031 IMG-20231001-WA0037 IMG-20231001-WA0027 IMG-20231001-WA0029 IMG-20231001-WA0030 IMG-20231001-WA0034 IMG-20231001-WA0021 IMG-20231001-WA0014 IMG-20231001-WA0013 IMG-20231001-WA0008 IMG-20231001-WA0006 IMG-20231001-WA0001 IMG-20231001-WA0000

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أولياء الله حلقات ذكر

إقرأ أيضاً:

وزير التجارة الفرنسي: الإمارات شريك استراتيجي بامتياز

باريس- «وام»
أكَّد لوران سان مارتن، وزير التجارة الخارجية والفرنسيين في الخارج، أن دولة الإمارات تحتل مكانة متقدمة في أولويات السياسة الاقتصادية والتجارية الفرنسية في منطقة الخليج، مشدداً على عمق وتميز العلاقات الثنائية، لا سيما على الصعيدين الاقتصادي والدبلوماسي.
وفي حوار أجرته معه وكالة أنباء الإمارات «وام»، على هامش منتدى «الرؤية الخليجية» الذي نظمته الحكومة الفرنسية بمقر وزارتي الاقتصاد والمالية في باريس، أشاد الوزير الفرنسي بالزخم الاستثنائي الذي تشهده الشراكة بين باريس وأبوظبي، داعياً إلى الارتقاء بهذا التعاون نحو مستويات أكثر فاعلية، خاصة في مجالات الصناعة والطاقة المتجددة، والاقتصاد الرقمي والابتكار.
وقال سان مارتن: «الإمارات بلا شك ذات أولوية لفرنسا بين دول الخليج، ليس فقط لما تمثله من ثقل اقتصادي وإقليمي، بل لأنها تمثل نموذجاً تنموياً حديثاً وديناميكياً يتقاطع مع رؤيتنا لمستقبل العلاقات الدولية القائمة على الابتكار، الاستدامة والانفتاح».
وأوضح أن فرنسا تسعى إلى تعزيز شراكاتها مع الدول التي تتقاطع معها في الرؤى الاستراتيجية والقيم السياسية والثقافية، معتبراً أن الإمارات تمثل نموذجاً مثالياً لهذا النوع من التعاون المستقبلي.
وحول العلاقات الاقتصادية بين البلدين، أشار سان مارتن إلى أن فرنسا تحتفظ مع الإمارات بأقدم سجل من العلاقات التجارية والاستثمارية في منطقة الخليج، لافتاً إلى أن هذه العلاقة لم تكن وليدة المصادفات أو التحالفات الظرفية، بل تأسست على أسس صلبة من الثقة والتفاهم والاحترام المتبادل.
وقال: «لقد عملنا مع الإمارات منذ عقود طويلة ونفخر بما حققته شركاتنا في السوق الإماراتية واليوم أمامنا فرصة حقيقية لتوسيع هذا التعاون بما يتماشى مع التحولات الاقتصادية العالمية ويتطلب شراكات نوعية قائمة على الابتكار المشترك».
ودعا الوزير الفرنسي مجتمع الأعمال في البلدين إلى استثمار الزخم الراهن، وتعزيز التعاون بين الشركات الفرنسية والإماراتية، خصوصاً في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والتحول الأخضر.
وقال: «نحن بحاجة اليوم للانتقال من مرحلة التعاون التقليدي إلى بناء شراكات إنتاجية حقيقية، شركاتنا يجب أن تعمل معاً بشكل أكثر تكاملاً وفعالية».
وأكَّد أن البيئة الاستثمارية في الإمارات مشجعة والإرادة السياسية المشتركة تُهيئ مناخاً مثالياً لتوسيع التعاون الثنائي.
وفي ما يخص العلاقات السياسية والدبلوماسية، أشار سان مارتن إلى أنها متينة ولا تحتاج إلى إثبات، مشيراً إلى وجود حوار مستمر وتنسيق استراتيجي في العديد من الملفات، سواء على المستوى الثنائي أو في المحافل الدولية.
وأكَّد أن فرنسا تنظر إلى الإمارات باعتبارها شريكاً إستراتيجياً طويل الأمد، معرباً عن ثقته بأن التعاون بين البلدين مرشح لمزيد من النمو في ظل التحديات الدولية المشتركة.
وقال: «نحن أمام عالم يتغير بسرعة والتحديات البيئية والرقمية والاقتصادية تتطلب منَّا شركاء يمكن الوثوق بهم والعمل معهم لبناء حلول مستدامة. الإمارات هي بالتأكيد واحدة من أبرز هؤلاء الشركاء».

مقالات مشابهة

  • وزير التجارة الفرنسي: الإمارات شريك استراتيجي بامتياز
  • غوتيريش: نقف على حافة الهاوية
  • أنباء غير مؤكدة عن اغتيال رئيس الأركان الإيراني عبدالرحيم موسوي
  • لتهريبه أقراص الإمفيتامين المخدّرة للمملكة.. تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بأحد الجناة في الجوف
  • تنفيذ حكم القتل تعزيرًا في مواطن لتهريبه أقراص مخدرة إلى المملكة
  • سبب رفض جوب بيلينغهام وضع اسم العائلة على قميصه
  • بسبب احتمال قصف إيران.. انقسام بين مؤيدي ترامب
  • محاولة اغتيال عبدالرحيم دقلو
  • ترامب: لم أتخذ بعد قراراً نهائياً بشأن إيران
  • جوارديولا يلمح إلى رحيل جريليش