كيف بدلت السعودية لغتها في الحديث عن صنعاء وما مدى حاجة الرياض للتسوية ؟
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
YNP / إبراهيم القانص -
قالت مجلة Responsiblestatecraft الأمريكية التابعة لمعهد كوينسي، إن توجه وفد من صنعاء وفريق من الدبلوماسيين العمانيين إلى الرياض لإجراء محادثات بشأن الصراع والحرب بين اليمن ودول التحالف، يُعدّ أعلى مستوى من المفاوضات الرسمية بين صنعاء والرياض على الأراضي السعودية منذ بدء الحرب قبل تسع سنوات، منوهةً بأن المسئولين السعوديين وصفوا نتائج الزيارة بالإيجابية.
وأشارت المجلة- في تحليل سياسي كتبه جورجيو كافييرو، بعنوان: هل أصبحت الهدنة الحوثية السعودية وشيكة في اليمن؟- إلى أن المحادثات التي جاءت بعد توقف دام خمسة أشهر للمفاوضات بعد الجولة الأخيرة التي جرت في صنعاء برعاية وفد الوساطة العماني، وفّرت المزيد من الأمل في هدنة مستدامة بين صنعاء والمملكة، والتي ستكون ضرورية لتحقيق سلام دائم في اليمن.
التحليل الذي نشرته المجلة الأمريكية ركّز على تبدل لغة السعودية في الحديث عن صنعاء، موضحاً أن وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، الذي التقى الوفد الزائر، أشار إليهم باسم "وفد صنعاء"، بدلاً من الاسم الرسمي: "الحوثيين" أو "أنصار الله"، منوهاً بأن مثل هذه المصطلحات تشير إلى اعتراف الرياض بأن "الحوثيين" تمكنوا فعلاً من إدارة الدولة، وهو ما يؤكد رغبة المملكة العربية السعودية المتزايدة في إيجاد تسوية مؤقتة مع الطرف الأقوى الذي عززت سلطته بشكل فعّال في مناطق سيطرته.
التحليل نقل آراء بعض المتخصصين، منهم إليزابيث كيندال، المتخصصة في الدراسات العربية بجامعة كامبريدج، والتي قالت: "إن التحول في اللغة إلى "وفد صنعاء" أمر مهم". موضحةً لـ RS: "لقد تم التشهير بالحوثيين وأنصار الله منذ فترة طويلة في وسائل الإعلام السعودية، لذا فإن إزالة الإشارات إليهم يبدو أنها تهدف إلى إزالة وصمة العار عن المحادثات وتجنب أي فكرة عن التنازل السعودي"، مضيفةً: "إن أهمية التسمية الجديدة تنبع من إعادة التموضع والتفاهمات المسبقة والرغبة في تحسين المناخ الدبلوماسي، وقلب صفحة التوترات الكاملة بأي ثمن، ومنح اعتراف رمزي، وتغيير المفاهيم العامة تدريجياً"، واتفق مع هذا الرأي الباحث غير المقيم في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، إبراهيم جلال.
التحليل لفت إلى أن صنعاء والرياض لم تتوصلا إلى هدنة دائمة على الرغم من التقدم الأخير، مشيراً إلى أن هناك أربع قضايا حساسة على الأقل لا تزال بدون حل؛ الأولى مسألة صرف رواتب الموظفين في القطاع العام، والثانية أن تدفع هذه الرواتب من عائدات النفط والغاز اليمني، حيث ذكر نبيل خوري- نائب رئيس البعثة السابق في السفارة الأمريكية في اليمن وهو حالياً زميل غير مقيم في المركز العربي بواشنطن- لـ RS: إن ذلك ما كانت تطالب به صنعاء منذ فترة طويلة، وإما أن تحصل عليه أو "لن تسمح بمواصلة تصدير النفط والغاز بسلام". حسب تعبيره.
فيما تتعلق المسألة الرابعة بإعادة فتح مطار صنعاء الدولي بدون قيود، بالإضافة إلى المطارات الأخرى في اليمن والموانئ البحرية، أما القضية الرابعة فهي مطالبة صنعاء بإنهاء الانقسام المالي وتوحيد البنك المركزي، الذي نقلت حكومة الشرعية وظائفه وعملياته من العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن، وقد تناولت المحادثات حتى الآن كيفية إعادة توحيد البنك المركزي، سواء في اليمن أو ربما في بلد آخر مثل عُمان أو الأردن، بحسب خوري.
وأرجع التحليل تسارع عمليات التفاوض إلى ما وصفها بمهارات الوساطة العمانية، التي حظيت بإشادة كبيرة، لافتاً إلى أنه ومع ذلك فمن المحتمل أن تتحرك هذه المحادثات ببطء، مع تحقيق تقدم تدريجي نظراً لانعدام الثقة القائم منذ فترة طويلة بين صنعاء والسعودية، مؤكداً أن بناء الثقة بين الجانبين لا يمكن حدوثه في عشية وضحاها، ولم يتطرق التحليل إلى أن التقدم العسكري لقوات صنعاء وما عرضته من ترسانة أسلحة صاروخية ومطائرات مسيّرة في استعراضها العسكري الأخير الذي نظمته في الحادي والعشرين من سبتمبر المنصرم قد يكون السبب الرئيس في سهي السعودية الحثيث لإنجاز واستكمال المباحثات التفاوضية مع صنعاء، نظراً لمخاوفها الشديدة من عودة التصعيد العسكري وخطورته على مشاريعها الاقتصادية ومنشآتها الحيوية التي أثبتت صنعاء أنها أصبحت في متناول أسلحة قواتها المتطورة والفعّالة.
وتطرق التحليل إلى استبعاد وتهميش مجلس القيادة الرئاسي، الذي وصفه بالضعيف والهش، من التفاوضات الأخيرة بين صنعاء والرياض، وكذلك عدم مشاركة الإمارات، مؤكداً أن هناك دلائل على أن أبو ظبي "منزعجة للغاية" من استبعادها. الأمر الذي يعني أن الهدنة المحتملة بين الرياض وصنعاء يمكن أن تؤدي إلى تعزيز قوة أنصار الله، متوقعاً أن يعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات والذي يحكم عدن وبقية المحافظات الجنوبية والشرقية، انفصاله عن اليمن، في إشارة إلى أن الإمارات قد تدفع بالفصيل التابع لها إلى الإقدام على هذه الخطوة في إطار ما تعتقد أنه سيؤمِّن بقاء مصالحها في تلك المناطق، حيث تسيطر على الموانئ والجزر الاستراتيجية.
المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية
إقرأ أيضاً:
محافظ قنا يشارك في فعاليات مؤتمر تقنيات الري الحديث لمنظمة الفاو
شارك الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، في مؤتمر موسع حول عرض انجازات مشروع تحديث تقنيات الري الحديث في صعيد مصر الذى تنفيذه منظمة الأغذية العالمية الفاو بدعم من الحكومة الهولندية بقرية جراجوس بقوص، في خطوة تعكس اهتمام الدولة بتعزيز التنمية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي.
شهد المؤتمر حضور المهندس سعد الحويصلى، مدير المشروع وأرمند جوزيف المدير الفنى للمشروع، والمهندس صالح البغدادي، وكيل وزارة الموارد المائية والري، والمهندس أبو العباس عبد الفتاح، وكيل وزارة الزراعة، ومجدي حسين، وكيل وزارة التضامن الاجتماعى، و فراج الوحش، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة قوص، وعبد الرحيم محمد، مدير إدارة الاستثمار وهند سعيد، مدير إدارة التعاون الدولى، وعدد من مسؤولي المحليات والمزارعين المستفيدين من المشروع.
وأكد محافظ قنا، أن التحول إلى أنظمة الري الحديثة يمثل محورا رئيسيا لترشيد استهلاك المياه وزيادة إنتاجية الأراضي الزراعية تماشيا مع توجيهات القيادة السياسية، خاصة في ظل المبادرات الرئاسية مثل حياة كريمة والتي تهدف إلى تحسين مستوى معيشة صغار المزارعين.
وأشار عبد الحليم، إلى أن محافظة قنا تسعى لأن تكون من المحافظات الرائدة في تطبيق هذه الأنظمة لما تمتلكه من إمكانات زراعية كبيرة، ولتوجهها نحو أن تكون محافظة صديقة للبيئة.
من جانبه أوضح المهندس سعد الحويصلى مدير المشروع، أن المشروع يسعى إلى تحسين سبل عيش سكان الريف ذوي الدخول المحدودة في منطقة صعيد مصر من خلال زيادة الإنتاج الزراعي عبر التحول من ممارسات الري الفردية التقليدية غير الفعالة إلى تقنيات الري الذكية.
وأكد أن محافظة قنا تستحوذ على 80% من أعمال المشروع بما يعادل 600 فدان من إجمالى خطة المشروع في صعيد مصر نظرًا لأهميتها الزراعية، مشيرا إلى أن المشروع يهدف إلى تطوير أساليب الري وتدريب المزارعين على إقامة مشروعات صغيرة مدرة للدخل.
وأكد مسؤولو وزارتي الري والزراعة، أن تقنيات الري الحديث يمكن أن ترفع الإنتاجية الزراعية بنسبة 30% وتقلل من استهلاك الأسمدة بنسبة تصل إلى 50%، ما يخفف الأعباء الاقتصادية عن كاهل المزارعي.
وأشار وكيل وزارة التضامن الاجتماعي، إلى أن المشروع يحقق بعدًا اجتماعيًا مهما من خلال تحسين سبل العيش للأسر الريفية، بما يتماشى مع توجيهات وزارة التضامن الاجتماعي وهذا ما يعزز من قيمة المشروع الاجتماعية
وتخلل المؤتمر عرضا لنتائج الموسم الشتوى حيث تم تنفيذ 37 مدرسة حقلية في عدة قرى استفاد منها 740 مزارعًا، بالإضافة إلى 3 تجميعات لزراعة قصب السكر استفاد منها 16 مزارعًا، ليصل عدد المستفيدين الإجمالي إلى 1352 أسرة.
وفي ختام المؤتمر قام المحافظ بتوزيع تقاوي الزراعات الصيفية على المزارعين، مؤكدا أهمية استمرار الدعم الفني والتوعوي لضمان نجاح المشروع وتحقيق نتائج مستدامة على أرض الواقع.
يذكر أن المشروع ينفذ ضمن شراكة بين الحكومتين المصرية والهولندية ويستهدف دعم 11,250 مزارع في 45 قرية بمحافظات قنا وسوهاج وأسيوط خلال الفترة من نوفمبر 2022 حتى أكتوبر 2026 مع التركيز على إدخال الزراعة الذكية وتعزيز التصنيع الزراعي والتسويق القائم على سلاسل القيمة.