جريدة الوطن:
2025-05-19@06:46:13 GMT

حمَّى إنشاء الجامعات «2»

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT

حمَّى إنشاء الجامعات «2»

لَمْ تنجُ بعض الحكومات العربيَّة من موجة حمَّى إنشاء الجامعات، خصوصًا بعد أن أصبحت أعداد الكُلِّيَّات والجامعات، مقارنةً بأعداد وكثافة السكَّان جغرافيًّا، من معايير تقييم تقدُّم الدوَل، وخصوصًا بعد استحلاء بعض القادة إطلاق أسمائهم على بعض الجامعات الجديدة. ليس في هذه الظاهرة خطأ بالمعنى الدقيق: فلا بأس بأن يطلقَ على جامعة اسم، قائد تاريخي عنوانًا لجامعة أو كُلِّيَّة جديدة، ولكن الإشكال يكمن في الكوادر الأكاديميَّة المؤهَّلة تأهيلًا رفيعًا لإدارة الجامعة الجديدة ولإدارة التدريسات والأبحاث فيها بكفاءة موائمة للاسم الوطني الكبير الذي تحمله تلك الجامعة.


لذا، نلاحظ أنَّ بعض الحكومات العربيَّة سقطت في أفخاخ «تبسيط» إنشاء الجامعات، فأخذت تؤسِّس هذه الجامعات كما تؤسِّس المدارس الابتدائيَّة أو الثانويَّة: عادَّةً أنَّ الأمْرَ لا يزيد عن بنايات وهياكل صفوف وإدارات، متناسية الكادر العلمي والأكاديمي المؤهَّل والقادر على تدبُّر «أمانة» آلاف الطالبات والطلبة المقبولين للدراسات الأوَّليَّة والعُليا.
وهكذا أخذت الجامعات العربيَّة الناشئة تتبرعم حتَّى في القرى النائيَّة وإذا كانت هذه ظاهرةً تستحقُّ الإطراء والتقدير، فإنَّها لا يُمكِن أن تكُونَ ظاهرةً صحيَّة بِدُونِ الأطقم التدريسيَّة والبحثيَّة عالية الكفاءة التي ينبغي أن تُتاحَ لتدويرِ عمل الجامعة الحقيقي والمُقدَّس.
أمَّا أن تتحوَّلَ عمليَّات إنشاء جامعات في كُلِّ مدينة وقرية إلى ظاهرة سياسيَّة، أو إلى مشروع ربحي يرنو للدعاية والإعلان فإنَّ النتائج لَنْ تكُونَ سوى مخيِّبة للآمال: «جامعات كثيرة ومخرجات فقيرة»! لِنلاحظ أنَّ حمَّى تأسيس الجامعات شمل حتَّى الجمعيَّات والاتِّحادات المهنيَّة في عالَمنا العربي!
وهذا هو منتهى الهدر والاستغفال للأجيال، لبالغ الأسف.

أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

التعليم العالي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يبحثان أولويات الاحتياجات وتنفيذ مشاريع علمية مشتركة في سوريا

دمشق-سانا

بحث وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي اليوم، مع الدكتور محمد مضوي نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا والوفد المرافق، أولويات احتياجات قطاع التعليم العالي في سوريا، وتنفيذ مشاريع مشتركة.

وخلال اللقاء الذي عقد في مبنى الوزارة بدمشق، أشار الوزير الحلبي إلى أهمية التعاون في إعادة تأهيل وتطوير الجامعة الافتراضية التي تضررت بشكل كبير خلال فترة التحرير من النظام البائد، وفي ضبط جودة التعليم، وكيفية الارتقاء بواقع التعليم العالي لرفع تصنيف الجامعات السورية، وإقامة مراكز لتمكين المرأة.

من جانبه، أعرب الدكتور مضوي عن استعداد البرنامج للمساعدة في تأمين احتياجات الجامعة الافتراضية، وإنشاء مراكز متخصصة للمرأة السورية وتمكينها، ومساعدة الوزارة في تحقيق أهدافها وتنفيذ مشاريعها، وتقوية العلاقات، والعمل الأكاديمي بين الوزارة والبرنامج.

كما استعرض أعضاء الوفد إمكانية التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، ودعم الأبحاث في الجامعات السورية، وتأسيس أندية للطلاب في الجامعات للحوار، إضافة إلى ترميم وإعادة تفعيل الأبنية الجامعية، ووضع خطط إستراتيجية للوزارة، ودعم التعليم المستمر، واستقطاب الخبراء من الخارج للمساهمة في إعداد الدراسات للوزارة، والمساعدة في الوصول للخدمات التي تقدمها منظمات خارج سوريا.

حضر اللقاء معاون وزير التعليم العالي والبحث العلمي للشؤون التعليمية الدكتور هيثم حسن، ومديرا العلاقات الثقافية، والتخطيط والتعاون الدولي في الوزارة، الدكتور نمير عيسى، والدكتور حسام عبد الرحمن.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • التعليم العالي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يبحثان أولويات الاحتياجات وتنفيذ مشاريع علمية مشتركة في سوريا
  • هارفارد ترفض إملاءات ترامب: المال مقابل الولاء؟
  • هل يوفد الميداوي المفتشية العامة إلى الجامعات بعد تفجر قضية “تجارة الدبلومات”؟
  • عمان الأهلية تنظّم ورشة عمل حول (البلوك تشين) بالتعاون مع مركز الأمن السيبراني لإتحاد الجامعات العربية
  • محافظ البحر الأحمر: بدء إنشاء مجمع خدمات الجملة الجديدة بالغردقة
  • لاستعادة المظهر الحضاري.. محافظ البحر الأحمر يعلن بدء إنشاء مجمع خدمات الجملة الجديدة بالغردقة
  • «إعلان بغداد»: مبادرات العراق انطلاقة حيوية لتطوير آليات العمل العربي الجماعي
  • وزير الشباب والرياضة يوافق على إنشاء نادي جامعة الزقازيق الرياضي
  • التفاصيل الكاملة للجامعة الأهلية والتخصصات المتاحة بـ عين شمس
  • جامعة عين شمس تكرم كوكبة من رؤسائها السابقين وعلمائها .. تفاصيل