تفردت "هيئة التراث" خلال مشاركتها هذا العام في معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، بأساليب نوعية مثرية اختلفت عن مشاركاتها السابقة، إذ قسمت جناحها إلى 6 مناطق هي: منطقة القطع الأثرية، الكتب والقراءة، عين التراث، فتاة تاج، التراث المغمور، وأخيرًا منطقة الحرف اليدوية.

وزينت واجهة جناحها بمجسمات تحاكي روائع الآثار النادرة المكتشفة في المملكة في الماضي والحاضر، والتي تنوعت من حيث دلالاتها الأثرية وعمقها التاريخي وموطنها الجغرافي.


وتشكل منطقة القطع الأثرية معلمًا تراثيًا؛ لأبرز القطع التراثية النادرة، وهي مجسم لقبر نحت عليه ملامح بشرية، مابين القرن الخامس والرابع قبل الميلاد في تيماء بمنطقة تبوك، ورأس ومخلب تمثال على شكل أسد من البرونز، من القرن الثاني ميلادي بنجران، إضافة إلى مجمرة من الحجر الكسلي عليها زخارف ونقش بالخط المسند، من القرن الأول الميلادي بقرية الفاو، جنوب منطقة الرياض، وقناع جنائزي من الذهب من القرن الأول الميلادي في ثاج بالمنطقة الشرقية، وقطعة من الذهب على شكل يد (قفاز) من القرن الأول الميلادي في ثاج بالمنطقة الشرقية أيضاً.

وتحتوي منطقة الكتب والقراءة على مطبوعات الهيئة، حيث يستطيع الزائر الاطلاع عليها من خلال باركود خاص ينقله إلى صفحة الكتاب المراد على موقع الهيئة، مثل حولية أطلال و التراث المكتوب، وأواني الحجر الصابوني، والكنى والألقاب على المسكوكات الإسلامية، ومنظمات إدارة التراث والحفاظ عليها، وتماثيل موقع الأخدود في نجران، وعاكفة.. جادة نجران، وكتاب الرسوم الصخرية، وغيرها.

وتستعرض الهيئة من خلال منطقة "عين التراث" 25 صورة للمواقع التراثية في المملكة يستطيع الزائر أن يراها ويستمتع بآثارها المتنوعة، منها منطقة عسير، العلا، والأحساء، حائل، جازان، جدة التاريخية.

وتأتي التحفة الفنية "فتاة تاج" المتواجدة بجناح الهيئة مقدمة شرحًا وافيًا؛ لاكتشاف قبر طفلة وجدت مغطاة بجواهر من الذهب المنثور حول رفات الطفلة التي وجدت في غرب مدينة الجبيل، في عام ١٩٩٨م، كما وجد بالمدفن قناع للوجه من الذهب، الأمر الذي يعكس الحالة الثقافية والصناعية التي كانت عليها مملكة ثاج.

ويختتم الزائر جولته في جناح "هيئة التراث"، بزيارة منطقة الحرف اليدوية مطّلعًا على أقدم الحرف التي مارسها الأجداد، كالخط العربي، وأدوات القط العسيري و بعض أدوات تلك المهن.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: معرض الرياض الدولي للكتاب هيئة التراث من الذهب من القرن

إقرأ أيضاً:

سلطان سعود القاسمي يكشف تاريخ الهوية العمرانية للشارقة في «سالونيك الدولي للكتاب»

سالونيك( اليونان) - الخليج

أكد الدكتور سلطان سعود القاسمي، عضو لجنة المحافظة على التراث في الإمارات وعضو مجلس أمناء الجامعة الأمريكية في الشارقة، أن هوية المدينة لا تقتصر على الجوانب التي تعكس التراث والثقافة والعمارة والمعالم الأثرية والدينية والثقافية فحسب، وإنما تشمل الذاكرة الجمعية للمكان المرتبطة بهوية الإنسان وثقافته.

جاء ذلك في جلسة نقاشية بعنوان «هوية المدينة» نظمتها «هيئة الشارقة للكتاب» ضمن برنامج فعاليات «الشارقة ضيف شرف معرض سالونيك الدولي للكتاب 2024» في جناح الإمارة المشارك في المعرض، تحدث خلالها نيكوس فاتوبولوس، أستاذ بجامعة سالونيك، ومهندس نقل ورئيس مجلس مدينة سالونيك، وأدارتها كاترينا تسابيكيذو، مديرة هيئة العلاقات الخارجية بسالونيك في وزارة الخارجية اليونانية.

وحول الأسباب التي ألهمته لتأليف كتاب «بناء الشارقة»، قال الدكتور سلطان سعود القاسمي: «أردت أن أتحدث عن تاريخ إمارة الشارقة، لأنني أجد في الشارقة تركيزاً وتكثيفاً لتاريخ منطقة الخليج، فالكثير من أوائل الأشياء بدأت في الشارقة منها الصحافة، والمباني البلدية، والمطار، والبريد، وغيرها، واستغرق مشروع هذا الكتاب خمس سنوات من العمل، وذلك لأن الشارقة شهدت الكثير من المهاجرين الأوائل، وما يزيد الأمر تعقيداً وصعوبة هو أن كُلّاً منهم كان يأخذ وثائقه وصوره وبياناته معه حين يرحل من الشارقة، ومع هذا استطعت الحصول على مجموعة من الصور والوثائق التي تُعرض للمرة الأول في هذا الكتاب».

وأضاف: «يشكّل هذا الكتاب ثمرة لجهود 17 كاتباً، ويوثّق لـ16 مشروعاً بنائياً في الشارقة، منها مبنى للسينما في الشارقة، الذي كان يضم مطعماً صينياً، بما يعكس التنوع الثقافي الحي في الشارقة منذ ستينيات القرن الماضي، ويتضمن مجموعة من الصور التي تطلّبت منا السفر إلى دول بعيدة في جميع قارات العالم للحصول عليها، منها صورة للطبق الطائر، التي حصلت عليها من أستراليا، وكانت من شخص عمل في صيانة المبنى، مع أن الصورة بحد ذاتها لم تكن هدفنا، ولم نرد أن نعرض صورة الطبق الطائر في المقام الأول، ولكن أردنا أن نروي حكايته، ولهذا استعنا بكاتب متخصص بالروايات الخيالية، وطلبنا منه أن يكتب رواية خيالية حول مبنى الطبق الطائر، وبهذه الطريقة أحيينا هذا المبنى، لنصبح أول من استخدم الحكاية الفانتازية في توثيق المباني العمرانية».

وعرض القاسمي صورة لمبنى بريد الشارقة، مشيراً إلى أن شركة «دار الهندسة» اللبنانية، هي التي صممت مبنى البريد في الشارقة، وجاء تصميمها بصورة جميلة حيث احتوى المبنى على تجسيدات معمارية على شكل طائر، وفي الوقت نفسه قدّم الهوية الإسلامية للمبنى.

وعرض صورة لمبنى تجاري وسكني في شارع إبراهيم المدفع في الشارقة جاء تصميمه على يد المهندس اليوناني الكساندرويس تومبادس، مؤكداً أن هذا المبنى وغيره يشكّل تجسيداً للعلاقات بين الشارقة واليونان، ونوه إلى أن «شركة آركادينيون» اليونانية عملت على تطوير «ميناء الشارقة».

كيف يمكن البناء في الصحراء؟

وحول فكرة البناء في الصحراء، قال القاسمي: «هنالك فكرة سائدة أن الشارقة صحراوية بالكامل، وهذا غير صحيح، فالشارقة تضم مناطق واحات، ومناطق جبلية، بالإضافة إلى الصحراء، وهذا يجعل من عملية البناء مختلفة حسب المكان، ويشكّل الميناء أحد مراكز المدينة، وتتوزع على امتداده المباني التجارية والسكنية، حيث تم تشييد مبان سكنية باستخدام المرجان قبل 300 و400 سنة، أما في المناطق الجبلية، فكانوا يستخدمون الحجر والصخر، وبفضل التجارة، تم استيراد خشب التيك البورمي الذي يعرف باسم خشب الساج، وهذا الخشب يتميز بمتانته وصلابته وطول عمر استخدامه، حيث يمكن توارثه لأجيال».

وأشار الدكتور إلى أن الشارقة تحتوي أقدم مطار في دولة الإمارات، والذي أنشأه الإنجليز في العشرينيات من القرن الماضي، وهو المبنى الأول الذي يحتوي على عدة مواد من البناء، مثل الطين والمرجان، بالإضافة إلى الإسمنت والألمنيوم والزجاج، وربما هو المبنى الأول في الخليج الذي يستخدم كل هذه المواد معاً، لافتاً إلى تحويله إلى «متحف المحطة».

وفي إشارة إلى التزام القيادة الرشيدة في الارتقاء بمسيرة التنمية مع الحفاظ على الهوية والتراث الثقافي والإرث العمراني، أكد أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عمل شخصياً على رسم وتصميم «مطار الشارقة الدولي» الحالي، الذي تم تطويره بالتعاون مع شركة «هاليكرو» البريطانية.

من جانبه، نوّه نيكوس فاتوبولوس، مؤلف كتاب «السير في أثينا»، إلى أن ارتباط النشاط الأدبي بالسرديات الأوسع لأثينا الحديثة، وطابعها الحضري الذي تم تجميعه من خلال طبقات ثقافية متعددة، ينعكس في هذا الكتاب، موجهاً دعوة للتآخي بين الشارقة وسالونيك، وأشار إلى ضرورة التواصل والتعاون مع الإمارة في مختلف المجالات.

وأضاف: «تقود الشارقة جهود بناء العلاقات الإماراتية والعربية مع اليونان، وذلك من خلال العمارة والفن والأدب والثقافة، ويجدر التنويه إلى أن مدينة سالونيك اليونانية كانت تستضيف الكثير من الثقافات، وأنها تحررت من الاحتلال العثماني منذ قرن تقريباً، ومنذ ذلك الوقت ظلت تبحث عن هويتها الثقافية، لكن التنوع الثقافي للمجتمع شكّل ما يشبه الفسيفساء في هوية المدينة على مختلف المستويات».

واستعرض نيكوس فاتوبولوس بعض المحطات التاريخية التي مرت بها مدينة سالونيك، والتي شكّلت معالم من الصورة العمرانية للمدينة، مشيراً إلى أنها عاصمة السينما في اليونان، وسلط الضوء على عدد من التحديات المتعلقة ببناء شبكة المترو والحفريات، وذلك عائد إلى طبقات التراث العمراني المدفون في أرض سالونيك، فهناك الطبقة العثمانية، والبيزنطية، والرومانية، وغيرها من آثار الحضارت التي مرت على المدينة، وشكّلت جزءاً من هويتها.

وحول البيئة الطبيعية ودورها في تشكيل هوية المدن، أشار إلى الصحراء في إمارة الشارقة وما تمثله من مصدر للتأمل والهدوء، وما تشكله من منطلق للمبدعين والفنانين والمعماريين، وكيف يمكن أن ينعكس ذلك على هوية المدن، لافتاً إلى أن حضور الشارقة العالمي الكبير على المستوى الثقافي يجعل منها عاصمة الثقافة في دولة الإمارات والعالم العربي.

يشار إلى الشارقة تحل أول ضيف شرف عربي على «معرض سالونيك الدولي للكتاب»، ويأتي اختيارها لهذا اللقب تقديراً لمساهمتها في النهوض بواقع الثقافة العربية والعالمية، ودورها في دعم مسار التنمية القائمة على الاستثمار بمقومات المعرفة من مؤلفين، وناشرين، ومترجمين، وفنانين، ومكتبات، ومؤسسات، وهيئات ثقافية، وتنظم الشارقة خلال مشاركتها في المهرجان سلسلة فعاليات ثقافية وإبداعية وعروضاً فنية تجسد ثراء الثقافة المحلية والعربية أمام جمهور المعرض من اليونان وكافة أنحاء العالم.

مقالات مشابهة

  • أمطار خفيفة إلى متوسطة على الرياض.. الأماكن والمواعيد
  • بلدية مدينة سالونيك تحتفي بوفد إمارة الشارقة ضيف شرف "سالونيك الدولي للكتاب 2024"
  • الرقابة المالية تستعرض جهود تطوير وتنمية القطاع المالي مع أعضاء غرفة التجارة الأمريكية
  • سلطان سعود القاسمي يكشف تاريخ الهوية العمرانية للشارقة في «سالونيك الدولي للكتاب»
  • في معرض الدوحة للكتاب.. دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضور
  • «الشارقة للتراث» يشارك في معرض سالونيك الدولي للكتاب 2024
  • الشارقة تتصدر المشهد اليوناني مع الاحتفاء بها ضيف شرف الدورة الـ20 من "معرض سالونيك الدولي للكتاب"
  • بمشاركة رئيس اتحاد الكتاب العرب ندوات ولقاءات في معرض طهران الدولي للكتاب
  • «نزال القرن» بين فيوري وأوسيك في السعودية
  • بدور القاسمي: لسنا مجرد ممثلين لدولنا ولكننا مسؤولون عن قصة إنسانية مشتركة