استزراع سمكة السِّكن في معهد الأبحاث
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
أكد معهد الكويت للأبحاث العلمية، ارتفاع الطلب على المأكولات البحرية على مستوى العالم، مدفوعا بتزايد عدد السكان، وزيادة وعي المستهلكين بالفوائد الصحية، وتفضيل مصادر البروتين التي تعد أكثر استدامة بيئيا بدلا من صيد الأسماك من بيئتها الطبيعية.
وأوضح أنه استجابة لهذا الطلب، برزت تربية الأحياء المائية كلاعب حاسم في ضمان إمدادات ثابتة من المأكولات البحرية مع تقليل التأثير السلبي على الأسماك في بيئتها الطبيعية، مبينا أن "أحد المرشحين الواعدين في مجال تربية الأحياء المائية هو سمكة السِّكن (Rachycentron canadum)، وهو نوع من الأسماك سريع النمو وقابل للتكيف مع القدرة على المساهمة في مشهد إنتاج المأكولات البحرية المستدام.
وذكر المعهد أن سمكة السِّكن التي يشار إليها بأسماء مثل الكنعد الأسود، أو سمك الليمون، أو لينغ، هي نوع من الأسماك البحرية التي تعيش في المياه الدافئة وتنتمي إلى عائلة Rachycentridae، وتشتهر سمكة السِّكن بمظهرها المميز، الذي يتميز بجسم أملس وشريط جانبي داكن ورأس عريض. هذه الحيوانات المفترسة آكلة اللحوم هي مغذيات شرهة، قادرة على استهلاك مجموعة متنوعة من الفرائس، بما في ذلك الأسماك والقشريات والحبار. وقد أدت قدرتها على التكيف مع البيئات المختلفة، ومعدل نموها السريع، ولحمها عالي الجودة إلى زيادة الاهتمام باستزراعها.
مميزات استزراع سمكة السِّكن
-النمو السريع:
من المزايا الرئيسية لتربية سمكة السِّكن هو معدل نموها السريع. يمكن أن تصل إلى حجم السوق خلال فترة قصيرة نسبيًا، عادةً حوالي 12 إلى 18 شهرًا، اعتمادًا على الظروف الزراعية المحددة وممارسات الإدارة. ولا يسمح هذا النمو السريع بالإنتاج الفعال فحسب، بل يقلل أيضًا من الضغط على استهلاك الأسماك بصيدها من بيئتها الطبيعية.
لحم عالي الجودة:
تتميز سمكة السِّكن بلحمها الأبيض المتقشر ذو النكهة الخفيفة التي تنال إعجاب مجموعة واسعة من المستهلكين. الطبيعة المتنوعة للحوم سمكة السِّكن تجعلها مناسبة لمختلف تطبيقات الطهي، من الساشيمي والسوشي إلى القلي والشوي.
- القدرة على التكيف:
تظهر سمكة السِّكن درجة عالية من القدرة على التكيف مع أنظمة الاستزراع المختلفة، بما في ذلك الأقفاص البحرية، وأنظمة إعادة التدوير الأرضية، وأنظمة الاستزراع المائي المتكاملة متعددة التغذية. هذه القدرة على التكيف تجعل سمكة السِّكن مناسبة تمامًا لمجموعة متنوعة من عمليات الاستزراع المائي، وتتكيف مع الظروف البيئية المختلفة وأساليب الاستزراع المختلفة.
- الاستدامة: تتمتع تربية سمكة السِّكن بالقدرة على تقليل الضغط على استهلاك اللحوم السمكية المعتمدة على الصيد البحري، مما يساهم في الحفاظ على النظم البيئية البحرية من ناحية تخفيف المشكلات المرتبطة بالصيد الجائر والصيد الجانبي.
التحديات والحلول
في حين أن لاستزراع سمكة السِّكن مستقبل واعد، إلا أن هناك بعض التحديات التي يجب معالجتها حتى تزدهر عملية استزراع هذه السمكة بشكل مستدام.
- الاعتماد على الأعلاف:
مثل العديد من الأنواع آكلة اللحوم، تتطلب سمكة السِّكن علفًا عالي الجودة يتضمن غالبًا مسحوق السمك وزيت السمك. للتخفيف من الأثر البيئي لمصادر الأعلاف، تركز الأبحاث الجارية على تطوير أعلاف بديلة تكون متوازنة من الناحية الغذائية ولا تضر البيئة.
-إدارة الأمراض:
يمكن للاستزراع المائي المكثف أن يخلق بيئة مواتية لتفشي الأمراض. ولمواجهة هذا التحدي، يعد التقدم في مراقبة الأمراض والكشف المبكر واستراتيجيات الإدارة المستجيبة أمرًا ضروريًا.
-الأثر البيئي:
يمكن أن يؤثر تصريف النفايات والمواد المغذية الزائدة من مرافق تربية الأحياء المائية سلباً على النظم البيئية المحيطة. ومن الممكن أن تساعد الأساليب المبتكرة مثل أنظمة تربية الأحياء المائية المتكاملة متعددة التغذية، التي تجمع بين تربية الأسماك والكائنات المائية الأخرى مثل الأعشاب البحرية والمحار الذي يتغذى بالترشيح، في تعويض هذه التأثيرات من خلال تعزيز دورة المغذيات.
مستقبل استزراع سمكة السِّكن
تقف تربية استزراع سمكة السِّكن على مفترق طرق لتلبية الطلب على المأكولات البحرية وممارسة الإنتاج المستدام. ويكمن أن تنجح هذه الصناعة في المستقبل في التعاون المستمر بين الباحثين ومشغلي تربية الأحياء المائية والمنظمات البيئية لتطوير وتنفيذ أفضل الممارسات.
إن تبني الابتكارات التكنولوجية، وتحسين كفاءة التغذية، واعتماد استراتيجيات الإدارة المسؤولة سيكون له أهمية قصوى في تعظيم المساهمات الإيجابية لتربية سمكة السِّكن مع تقليل عيوبها المحتملة.
المصدر: الراي
كلمات دلالية: المأکولات البحریة على التکیف القدرة على
إقرأ أيضاً:
معهد الفلك: فصل الصيف يبدأ السبت 21 يونيو وطوله 92 يومًا
كشفت الحسابات الفلكية التي أعدها معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية عن موعد حدوث الانقلاب الصيفي لهذا العام، والذي سيحدث يوم السبت الموافق 21 يونيو الجاري في الساعة الخامسة و43 دقيقة صباحا بالتوقيت المحلي لمدينة القاهرة.
وأوضح الدكتور ياسر عبد الهادي، رئيس معمل أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن عدد أيام فصل الصيف لهذا العام يبلغ 92 يوما و39 ساعة و37 دقيقة، وذلك وفقًا للحسابات الفلكية الدقيقة.
وأشار إلى أن الشمس ستصل في هذا اليوم إلى أقصى موضع لها شمالا في السماء، حيث تكون عمودية تماما على مدار السرطان، وهو ما يعد ذروة فصل الصيف فلكيا في نصف الكرة الشمالي.
وأضاف أن يوم الانقلاب الصيفي يُعد أطول نهار وأقصر ليل خلال العام في نصف الكرة الشمالي، في حين يمثل في الوقت ذاته ذروة فصل الشتاء فلكيًا في نصف الكرة الجنوبي، ويُعد فيه هذا اليوم أطول ليل وأقصر نهار في السنة.
ولفت الدكتور عبد الهادي إلى أن حركة الشمس الظاهرية في السماء تبدأ بعد هذا التاريخ بالانقلاب نحو الجنوب، ولهذا السبب يطلق على هذا اليوم يوم الانقلاب الصيفي، حيث يكون النهار أطول من الليل في نصف الكرة الشمالي، وتستمر الشمس في حركتها الظاهرية نحو الجنوب بشكل يومي حتى يحين موعد الاعتدال الخريفي، والذي يوافق في العادة يوم 22 سبتمبر من كل عام تقريبا، وهو الموعد الذي يتساوى فيه طول الليل والنهار.
وفي هذا السياق، نبه الدكتور عبد الهادي إلى خطأ شائع بين الناس، وهو الاعتقاد بأن الفصول، وبخاصة الصيف والشتاء، تنشأ نتيجة قرب أو بعد الأرض عن الشمس، موضحا أن الحقيقة العلمية تتمثل في أن هذه الفصول تنشأ نتيجة لانحراف محور دوران الأرض حول نفسها بزاوية مقدارها 23 درجة ونصف.
اقرأ أيضاًاستمر نحو 20 ثانية.. «معهد الفلك» يوضح تفاصيل زلزال اليوم
معهد الفلك: برامج بحثية متقدمة لرصد الأهلة وتحديد بدايات الأشهر الهجرية
معهد الفلك: بدء فصل الربيع 20 مارس ويستمر لأكثر من 92 يوما