قلعة بفاس.. سيرة مغربية في أرض الحب والأيديولوجيا
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
تقترن كلمة "ظهر المهراز" في النقاش العام بالمغرب بحالة أكاديمية وسياسية غنية، كانت مدينة فاس مسرحا لها منذ مطلع ستينيات القرن الماضي، ولا يزال مفعولها ساريا في ذاكرة ووجدان آلاف الطلبة الذين مروا من ذلك الفضاء الجامعي.
وترسخ "ظهر المهراز" في الوعي الجمعي لأطياف واسعة من المغاربة، من مختلف المشارب السياسية، كعنوان رمزي لحياة أكاديمية انطلقت في العاصمة العلمية في سنوات الاستقلال الأولى، وتوالت في مسار طويل وثري لا يمكن فصله عن مغرب ما بعد الاستقلال، بما واجهه من إكراهات وتحديات في تحقيق مطالب التنمية والعدالة.
هذه التجربة، بحمولاتها السياسية والعاطفية والثقافية، هي ما حاول الإعلاميان المغربيان "عبد العزيز المسيح" و"نزار الفراوي" استعادته في كتاب "ظهر المهراز.. أرض الحب والأيديولوجيا"، باستدراج الكثير من عابري ذلك الفضاء إلى البوح بما تيسر مما عاشوه في ذلك المكان، وما ترسب في وجدانهم من مشاعر وأحاسيس وخيالات.
ومن المساهمين في ذلك البوح وجوه فكرية وأدبية ونضالية وأكاديمية بارزة، تشبعت بروح المكان وتأثرت به، وأدلت بشهادات ونصوص متباينة الرؤية والروح والأسلوب، لكنها مشبعة بحنين جارف للمكان. ولتعزيز الصور الذهنية لتلك "القلعة" (كما وصفها الكثيرون)، عمد الكاتبان إلى النبش فيما أبدعه عدد من خريجيها، لترصد صدى ظهر المهراز في مخيالهم، وكيف تبلور ذلك سردا وشعرا وسيرة.
إعلانوصدرت قبل نحو شهرين طبعة ثانية (منقحة ومزيدة) من هذا الكتاب، الذي حظي بإقبال واسع، وكان له صدى كبير في وسائل الإعلام المحلية، بما يعكس مكانة "ظهر المهراز" في تاريخ الحركة الطلابية، وفي الحراك السياسي العام الذي شهده المغرب منذ الاستقلال.
في عتبات الكتاب، يتساءل المؤلفان: "لماذا نحتفي بقلعة ظهر المهراز التي أطبقت شهرتها الآفاق، وامتد إشعاعها إلى خارج الحدود؟ ما الذي يجعلها تواصل حضورها البهي في الذاكرة الجماعية لأجيال عديدة مرت من هذا المكان العصي على النسيان؟ كيف تحولت هذه القلعة من فضاء للعلم والفكر والثقافة، ومكان للذاكرة شهد أحداثا ووقائع، إلى ذاكرة للمكان تتجاوز البعد الزمني والجغرافي؟".
وفي مختلف اللقاءات لتقديم الكتاب، كما في حديث لـ"الجزيرة نت"، تحدث المؤلفان عن سر الاهتمام بهذا المكان، والتعريف بهويته السياسية والجغرافية والاجتماعية، التي أصبحت أكبر من مجرد تلة في شرق مدينة فاس شيدت فيها، بشكل تدريجي، جامعة سيدي محمد بن عبد الله.
ويوضح الكاتبان أن هناك أسبابا كثيرة تجعل تلك القلعة النضالية تواصل حضورا مشعا في وعي ووجدان أجيال واسعة من خريجي هذه الجامعة الشهيرة، من بينها ارتباط الجامعة بتاريخ الحركة الطلابية في المغرب، الذي لم يكن وقتها يحتضن سوى جامعة واحدة، هي جامعة محمد الخامس في الرباط.
كما أن ظهر المهراز أصبح عنوانا لمغرب مصغر، بعد أن استقطب آلاف الطلاب القادمين من مختلف ربوع المغرب، وعينهم على فاس بجاذبيتها الحضارية والعلمية، وهي التي كانت على مدى قرون عاصمة سياسية وثقافية.
ولم يفت المؤلفين تعريف القارئ بهوية المكان السياسية والجغرافية والاجتماعية، وذلك في فصل كامل عن اسم قلعة "ظهر المهراز"، الذي يكاد يختزل ويغطي "كل ما في فاس"، بسبب البريق والجاذبية التي اكتسبتها هذه الجامعة الشهيرة، إلى درجة أن اسمها الرسمي "جامعة سيدي محمد بن عبد الله" يكاد يكون مجهولا وغير متداول.
إعلانهذا الاسم، الذي عرفت به هذه الجامعة، مستمد من اسم المنطقة التي احتضنتها منذ ستينيات القرن الماضي، وهي المعروفة بمنطقة "ظهر المهراز"، التي كانت قبل دخول الاستعمار الفرنسي مجالا طبيعيا بكرا، ممتدا على شكل تلة شرق مدينة فاس، أنشئت عليها ثكنات عسكرية فرنسية، تم تحويل إحداها إلى مقر لكلية الآداب عام 1961، وطيلة السبعينيات والثمانينيات، ستشهد الجامعة تأسيس كليات أخرى.
وفي ثنايا الكتاب، جاء في أولى شهادات أحد "العابرين" أن كلمة "ظهر المهراز" (المهراز تعني المدق التقليدي).
وبعد تلك الإضاءات حول المكان، يفتح الكتاب الباب لشهادات من "وحي العبور"، دشنها الناقد الأدبي سعيد يقطين باعترافه أنه مدين بالكثير إلى ظهر المهراز، الذي كان يختزل دائما في برج الماء الشامخ، الذي يبدو من مكان بعيد.
والمقصود بذلك البرج الشامخ هو خزان كبير للماء، موجود خلف كلية الآداب والعلوم الإنسانية، يرجع إلى الحقبة الاستعمارية، ويشبه في شكله المخروطي شكل "المهراز" التقليدي (المهراز كلمة بالدارجة المغربية، ومعناها المدق التقليدي).
ومن منظوره النقدي والأدبي، يقول يقطين: "لا أظن أن فضاء في مغرب السبعينيات عرف ما عرفه ظهر المهراز، وهو يسجل خصوصيته في تاريخ المغرب الحديث. ولا أدل على ذلك من أنه صار قصيدة لا تنسى لأحمد المجاطي، وعالما روائيا لأحمد المديني، ناهيك عن كون جيلين أو 3، والكثير من الطلاب والأساتذة، لكل منهم في متخيله وذاكرته صور وذكريات لا حصر لها، ولا يمكن أن تنسى أبدا".
وخلص يقطين إلى أن كتابة تاريخ ظهر المهراز "ضرورة تبين الدور الذي لعبه هذا الفضاء في تشكيل وعي جديد لدى النخبة المغربية، هذا الوعي الذي ستكون له آثاره الكبيرة على الوطن بكامله. كما أن قراءة هذا التاريخ بوعي جديد كفيل بأن يمكننا من تبين التطور الذي عرفه الفكر السياسي المغربي".
إعلانوتضمن باب الشهادات نصوصا لأسماء أصبحت ذات شأن على الصعيدين الوطني والعربي في مجالات النقد الأدبي، والإعلام، والتدريس الأكاديمي، والعمل السياسي، وقد أجمعت، بهذه الطريقة أو تلك، على أن ظهر المهراز لم تكن مجرد جامعة، بل "قلعة"، وصفها كل منهم بطريقته: تاريخية، حصينة، مجيدة، عتيدة، وهناك من ذهب إلى حد توصيفها بأنها "جمهورية داخل المملكة".
وبروح تجمع بين الأدب والتاريخ، لخص الباحث مصطفى المريزق روح ظهر المهراز في كونها "قصيدة، وقصة، ورواية، وأغنية، ولوحة، وشهادة، أبطالها هم مناضلوها، حفروا بشغبهم مضايق عميقة في نقابتهم؛ الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وانصرفوا إلى ما ينفع البلاد والعباد، يغالبون التيارات الصاخبة والمضطربة، ويبحثون بين المسالك عن فجر صادق… لقد خلفت هذه التجربة تراثا نضاليا حقيقيا لم يكتب بعد، ولم يتم الاهتمام به من قبل المهتمين بهذا النوع من التجارب".
رائحة المكانوتعقبا لطيف ظهر المهراز، نبش المؤلفان في الكثير من المتون الإبداعية المغربية، وعادا منها بنصوص أدبية "تدمج ذلك الفضاء المادي والرمزي في صناعة التخييل السردي، أو توثقه بحرارة الحدث في السيرة الذاتية، أو تنشده قصيدة".
تم اقتباس تلك النصوص من عدة روايات، من بينها: رجال ظهر المهراز (2007) للروائي أحمد المديني، والسيرة الذاتية زمن الطلبة والعسكر (2012) لمحمد العمري، ونص رائحة المكان (2010) لعبد الإله بلقزيز، والسيرة الذاتية الضريح لعبد الغني أبو العزم، وسيرة التكوين وتحملني حيرتي وظنوني (2021) لسعيد بنكراد، إضافة إلى كتّاب آخرين.
وبنفس الروح الاستعادية المفعمة بالحنين، خصص المؤلفان فصلا للحديث عن وجه استثنائي من ذاكرة المكان، هو حسن الحلوي، بائع الكتب المستعملة، ولإعادة نشر قصيدة "خالدة" لأحد رواد الحركة الشعرية في المغرب، أحمد المجاطي (1936–1995)، استوحاها من أجواء ظهر المهراز.
إعلانويبدو أن حضور حسن الحلوي كان طاغيا في ذلك الفضاء، واستأنس به العابرون لسنوات طويلة حتى أضحى جزءا لا يتجزأ منه. وقد رسم الصحفي نزار الفراوي صورة قلمية بديعة لذلك "الكتبي" الفريد، ووصفه بـ"دليل الطلبة لارتياد الآفاق".
وللإشارة، فإن ظهر المهراز اكتسى أيضا طابعا يتجاوز حدود المغرب، أو بالأحرى كان فضاء ترددت فيه أصوات قادمة من خارج المغرب، من خلال مئات الطلبة القادمين من مختلف البلدان العربية، ومن خلال قامات أكاديمية بارزة من مصر والعراق وسوريا والسودان.
كما أن ظهر المهراز تنفس برئة عربية، عندما كان الحراك السياسي يتجاوز قضايا الداخل المغربي إلى أسئلة التحرر في العالم العربي، التي كانت حاضرة بقوة على إيقاع ما عاشته المنطقة منذ ستينيات القرن الماضي من أحداث وتحولات كبرى.
وكانت القضية الفلسطينية هي الأكثر توهجا في كل المحطات النضالية في ذلك الحرم الجامعي، وقد استعاد أحد المشاركين في الكتاب، في إحدى السنوات، "حضور ممثل منظمة التحرير الفلسطينية واصف منصور بمناسبة يوم الأرض… وصارت قاعة فلسطين منتدى فكريا اجتمع فيه ما اجتمع في الأغوار الأثينية، وسوق عكاظ العربي، وملتقى إربد…".
ورغم كل ذلك الزخم الثقافي والأدبي والتاريخي الذي يزخر به الكتاب، فإن المؤلفين يحرصان على التأكيد أن ما قاما به لا يدعي كتابة تاريخ التجربة، ويفضلان أن يتركا أمرها للمؤرخين والباحثين، متجنبين الدخول في أتون الجدل السياسي والعودة إلى إشكاليات وقضايا تلك المرحلة.
وفي هذا الصدد، يتوسل المؤلفان بما سمياه "تاريخ الأمكنة"، ويعتبران منجزهما تثمينا لكتابة الأمكنة من أجل إعادة بناء الذاكرة الجماعية، باختلافاتها وتناقضاتها وأحلامها وأوهامها، واحتفاء بتلك القلعة ذات الرمزية التاريخية والنضالية والوجدانية.
إعلانوعلى هذا الغرار، فإن المأمول أن تكون هذه التجربة الكتابية نموذجا يستهدي به آخرون لإحياء ذاكرة فضاءات جامعية أخرى بالمغرب، كان لها حضورها السياسي والأكاديمي في بناء ذاكرة مغرب ما بعد الاستقلال، الذي لا يزال يواجه نفس إشكاليات الدمقرطة والتحديث والعدالة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات اجتماعي ذلک الفضاء فی ذلک
إقرأ أيضاً:
الظروف مهيأة لبلاد الحرمين في المكان والزمان معا!
ها قد أظلنا شهر ذي الحجة، وقد طيّب بعبيره ورياحينه كل بلاد العالم الإسلامي من إندونيسيا والمحيط الهادي شرقا إلى طنجة والأطلنطي غربا، وتوحدت معه قلوب ملياري نسمة يعيشون في قارات العالم أجمع، قد استنفرهم الحدث الجلل، وحرّك مشاعرهم ناحية المشاعر المقدسة في بلاد الحرمين الشريفين في أرض الحجاز. والسعودية وحدها دون سواها هي من تملك الخصوصية؛ لاحتضانها أشرف البقاع التي يشد إليها الرحال، وخدمتها للحرمين وزواره من ضيوف الرحمن، ويا لها من خصوصية، ويا له من شرف!
ولقد تزاحمت علينا -نحن المسلمين- الهموم دون سوانا من الناس، حتى بِتنا في شر حال لا نُحسد عليه، وأصبحت بلادنا فئرانَ تجارب لكل أشكال الإنتاج؛ بدءا بالأدوية والأمصال وانتهاء بكافة الصناعات العسكرية، وآخرها كانت الحرب التي وقعت بين باكستان والهند مؤخرا، ودخول الصين في مضمار السباق، والخسارة التي تلقتها مافيا تصنيع السلاح في أوروبا وأمريكا؛ للنجاح الذي حققته منظومات الدفاع الجوية الباكستانية ضد منظوماتها القتالية، والحقيقة ان ذلك النجاح إنما يحسب لصاحب التصنيع (بكين) الحليف الاستراتيجي لإسلام أباد!
رغم تقارب المسافات بين شعوب الأرض بفعل الشبكة العنكبوتية إلا أنها قد تباعدت بين حكومات دولنا الإسلامية! والتي امتلأ جدول أعمال لقاءاتها بكمّ الأزمات التي لا ترى حلا شافيا وافيا بسبب الغياب المباشر للإرادة السياسية
ورغم تقارب المسافات بين شعوب الأرض بفعل الشبكة العنكبوتية إلا أنها قد تباعدت بين حكومات دولنا الإسلامية! والتي امتلأ جدول أعمال لقاءاتها بكمّ الأزمات التي لا ترى حلا شافيا وافيا بسبب الغياب المباشر للإرادة السياسية، وفي ظل انحراف بوصلة العلاقات البينية بين عدد من الدول وبعض الجهات الخارجية المؤثرة في التقارب الواجب بين الأشقاء!
الدور المنوط بالمملكة القيام به استغلالا لموسم الحج!
في ظل الإدارة الحالية للمملكة والتي أثبتت استقلاليتها في عدد من القرارات المهمة، وأكدت على عدم التبعية المهينة لبعض القوى الغربية، وإيمانها بحقها في ظل الإمكانيات المتاحة لديها في أن تحترم المصالح المشتركة، ولسان حالهم: لسنا هنا لتلقي التعليمات أو لخدمة الإدارات المتعاقبة لبلادكم، ولقد أثبتت إدارة المملكة ليبراليتها ورؤيتها النفعية المتجردة لمصلحة البلاد في إدارتها لعدد من الملفات المهمة مثل التقارب السعودي الإيراني، والتطبيع الفوري مع الثورة السورية، وإزالة العقبات أمام التحالف الاستراتيجي المهم مع الدولة التركية.. إلخ؛ من أجل ذلك لزم على المملكة أن تخطو خطوات لن يستطيع غيرها أن يخطوها خاصة لما حباها الله به من سدانة الحرم وخدمة الحجيج واجتماع المسلمين سنويا بكل تلك الأعداد من أجل الحج والعمرة، والخطوات كالتالي:
1- ليكن الشعار الثابت في مواجهة الحجيج على اختلاف لغاتهم ولهجاتهم وجنسياتهم وأعراقهم بل ومذاهبهم الدينية وإن شطّ بعضها، هو قول الله تعالى: "إنَّ هَذِه أُمّتَكُم أُمَّة وَاحِدَة وَأنَا رَبُكم فَأعْبُدُون" (الأنبياء)، وبعيدا عن تسييس الشعيرة وإن كنا نعترض على هذه الكلمة التي أطلقتها الأبواق العلمانية لإرهابنا دون سوانا، وسكتت عن التصريحات الكنسية في مجالس الكنائس العالمية والمحلية، وفي حفلات التنصيب البابوية وغيرها، تلك التي لا تخوض إلا في السياسة رغم الطبيعة الروحية -المفترضة!- للكنيسة، مع أن الشعار الذي يحفظه العلمانيون -دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله- قد وُلِدَ في رحم النزاع بين السلطة والكنيسة، ولا علاقة للمسجد به، بعد التغول الذي قامت به الكنيسة في حياة الشعوب وتدخلها حتى في النظريات العلمية؛ ومعاقبتها لمخترع منظار "جاليليو" الذي أثبت كروية الأرض خلافا لما تؤمن به الكنيسة!
على المملكة أن تخطو خطوات لن يستطيع غيرها أن يخطوها خاصة لما حباها الله به من سدانة الحرم وخدمة الحجيج واجتماع المسلمين سنويا بكل تلك الأعداد من أجل الحج والعمرة
2- ليكن الحجّ مؤتمرا جامعا للمسلمين في حضرة الكعبة المُشرَفة وفي أروقة الشعائر الأخرى؛ بدءا بطواف الإفاضة، ثم السعي بين الصفا والمروة، مرورا بالركن الأعظم (عرفة) ثم المبيت بمُزْدلفة ورمي الجمرات. وثمّة إشارات مهمة ينبغي أن نراها في وقائع نقل الشعائر.
فخطبة عرفة يجب أن يعُاد النظر في محتواها، وعلى سبيل المثال: حاجة الشباب المسلم للحديث الواقعي عن مخاطر الإلحاد الذي يسري بين القواعد من أبناء المسلمين، والذي تسرب إلى نفوسهم المُحْبطة والناقمة على البؤس والتخلف، والمفتونة بما تراه من رفاهية الغرب، فقد صارت أعظم خطرا من أي مظهر من مظاهر الشرك التقليدية! أبناء المسلمين تتخطفهم الأحاديث الماكرة عن مسئولية الإسلام فيما يعانونه من بؤس وحروب ودمار! إنهم بحاجة إلى معرفة الإسلام الذي لا يمنع سعادتهم ورفاهيتهم ولم يأت لشقائهم وبؤسهم، "قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق" (الأعراف).
3- الحضور في مسجد نَمِرة: هو المسجد الوارف على جبل عرفة وفوق منبره يصعد الخطيب الذي تتناقل الكاميرات خطبته المشهودة، واني أقترح أن يُدعى كل وجهاء البعثات من العالم الإسلامي كله، من الساسة والكُتّاب والمفكرين والإعلاميين والدعاة بل والفنانين ممن أنعم الله عليهم بتصحيح المسار؛ لتتناقلهم الكاميرات وهم جلوس يستمعون الخطبة، وعلى المملكة أن تُنظِّم لبعضهم الكلمات على هامش أداء الشعائر، فذلك أدعى لإيصال الرسائل القوية التي تجعل من التخطيط المستقبلي لجمع شتات المسلمين ولجعل التعاون فيما بينهم اقتصاديا أو حتى عسكريا غير مستبعد ولا مستحيل، خصوصا بعد تلك المشاهد ذات الدلالات الواضحة والتي تؤكد للعالم كله على عالمية الحجّ للبشرية وليس للمسلمين وحدهم.