لحظات تاريخية يجب توثيقها.. افتتاح جناح الأزهر في معرض "ذاكرة أكتوبر"
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
افتتح الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، جناح الأزهر، الذي ينظمه مكتب الأزهر لدعم الابتكار وريادة الأعمال، في مشاركته الثانية بالمعرض السنوي السادس عشر للثقافات العسكرية"ذاكرة أكتوبر" الذي تنظمه هيئة البحوث العسكرية، والذي تستمر فعالياته حتى يوم الخميس الموافق 5/10/2023، ببانوراما حرب أكتوبر.
وأكد الدكتور الضويني أن الأزهر الشريف حريص على المشاركة في المعارض الثقافية للتعريف بجهود الأزهر الداخلية والخارجية، وتقديم جهود قطاعات الأزهر المختلفة للجمهور، مبينا أن مشاركة الأزهر في معرض "ذاكرة أكتوبر" من باب مشاطرة القوات المسلحة والشعب المصري لحظات تاريخية وملحمية أسهمت في عزة وكرامة المصريين.
وحرص وكيل الأزهر على زيارة بعض أركان معرض"ذاكرة أكتوبر" مثل جناح إدارة الحرب الإلكترونية، وإدارة الإشارة، وإدارة الحرب الكيميائية، وإدارة الأسلحة والذخيرة، ومعرض الوسائل التعليمية لوزارة التربية والتعليم، مشيدا بتقديم هذه الأركان تعريفا بأهم إنجازات حرب أكتوبر، مضيفا أنها لحظات تاريخية يجب توثيقها ليعرف الشباب بطولات القوات المسلحة وتضحياتهم من أجل وطن حر.
وتأتي مشاركة الأزهر الشريف في معرض" ذاكرة أكتوبر"، للعام الثاني على التوالي، استكمالا لسلسلة مشاركاته الناجحة في معارض الكتاب بالقاهرة والإسكندرية والنيابة الإدارية والمعارض الدولية، والتي شهدت إقبالا كبيرا من الجمهور، فقد قدم الأزهر فيها الكثير من الخدمات والأنشطة النوعية والندوات اضطلاعا منه بدوره الديني والعلمي والتوعوي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر جناح الأزهر الابتكار
إقرأ أيضاً:
ذاكرة الجدة وذعر الطريق
اختفت الشمس من الصحراء وعاد الليل.
كنتُ متماهية مع صوت جدتي وهي تقص قصصًا من التراث العُماني القديم.
كانت تستحضر القصص من ذاكرتها الحية، التي يبدو نصفها معطوبًا.
أكل الخرف ذاكرتها كما تأكل الرِمَّة الخشب.
روحها لا تُمل، وإحساسها بالأشياء مُذهل، ودقة وصفها جعلتني لا أشعر بالوقت.
غادرت منزلها فور أن استشعرت العُتمة.
شغّلت المُحرّك وسلكت الطريق العام.
هذه القرية تكاد تكون معدومة السُكان، بيوت قليلة تقع في صحراء شاسعة.
بدأ الخوف يدّبُ في أوصالي، وتذكرت أمي وهي تقول: (تعالي قبل ما تغيب الشمس).
شغّلت الراديو رغبةً في تشتيت الخوف، فصدحت منه الأغاني الوطنية.
غيّرت الموجة: حرائق في كاليفورنيا، سقوط طائرة، مفاوضات بشأن السلام في غزة، تسونامي في اليابان.
لا شأن لي بالاستماع للكوارث التي تحدث في العالم، أطفأت الراديو.
ظهرت سيارة بيضاء في المرآة، إنها خلفي مباشرة، تشبه تلك السيارة التي كانت تلاحقني في المنام عندما كنت طفلة.
استيقظ خوف دفين في روحي، وحاولت إبطاء السرعة لأسمح لها بتجاوزي. لكن سائقها لم يُبدِ أي رد فعل، وكأنه يصر على السير خلفي. رفعت هاتفي في محاولة لالتقاط شبكة، لكنه لا يستجيب (No service).
عيناي تقعان على المرآة لمراقبة سلوكه، لعله يتصل، أو يتناول علكة، أو يفعل أي شيء آخر يثبت لي أنه غير مكترث بي، ربما.
لكنه ينظر للأمام بحزم.
بدأ يزيد من مستوى السرعة.
بلغت القلوب الحناجر، وشعرت برغبة هائلة في البكاء، فأنا أبكي فقط عندما أكون قلقة.
ربما أدركَ تمامًا أنني امرأة، ربما يتعمّد إخافتي. ليتني أطعت جدتي عندما قالت لي: (جلسي، ما شبعت منك).
حاولت الاتصال بأي أحد، لكن هاتفي لا يستقبل أي إشارة.
تبًا للأقمار الاصطناعية، تبًا للتكنولوجيا الفاشلة.
بدأت بطارية هاتفي تنفد، وفي الوقت نفسه السائق اللعين تجاوزني.
فتح نافذته رغبة في أن يُسمعني صوته، لكنني لا أعلم ماذا يقول! لا أعلم شيئًا سوى أن الخوف جمّد أطرافي.
رفعت مستوى السرعة محاولة الوصول إلى المحطة، حيث بدت لي الأضواء من بعيد.
شعرت بارتياح هائل عندما رأيت تلك الأضواء.
الآن يسير خلفي مجددًا، وأشعر بالقلق من أن يعترض طريقي.
وصلت المحطة أخيرًا، وعادت الحياة لهاتفي. هناك ١٤ مكالمة فائتة: ٤ من أمي، و١٠ من أخي.
وصل هو أيضًا إلى المحطة، وتوقف بجواري تمامًا، ثم طرق نافذتي محاولًا إخباري بشيء ما.
فتحت جزءًا ضئيلًا من النافذة، جزءًا يسمح فقط بمرور الصوت: (آسف على الإزعاج، بس الدبّة مفتوحة).
لم أُجِب، تملّكني الصمت.
كانت نظراتي التي بدت غاضبة، وأنفي الذي احمّر كأنوف صغار الأرانب، كفيلين بإبعاده.