إنجازات 10 سنوات.. اختيار مصر رئيسا مع الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
تواصل الدولة المصرية دعم القارة السمراء عبر قوافل دعوية لنشر ثقافة التعايش السلمي وقوافل طبية لمساعدة المحتاجين وعلاج غير القادرين، إذ جرى افتتاح المقر الإقليمي لاتحاد جامعات شمال إفريقيا في جامعة الأزهر، وتشكيل لجنة مختصة بالشؤون الأفريقية بالأزهر منوطة بذلك.
احترام التعددية والاختلافوأضافت الحكومة خلال كتاب صادر عن مجلس الوزراء تحت عنوان «حكاية وطن»، والذي يمثل وثيقة تاريخية للأجيال المقبلة، أنّ مرصد الأزهر شارك منذ نشأته للمرة الثالثة في اجتماعات «لجنة مكافحة الإرهاب» في «مجلس الأمن الدولي»، وركزت الخطابات خلال هذه الاجتماعات حول مكافحة التطرف، وتعزيز قيم التسامح والسلام، واحترام التعددية والاختلاف.
وتتويجًا للجهود المصرية جرى اختيار مصر في أبريل 2022 كرئيس مشارك مع الاتحاد الأوروبي للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، وذلك للفترة من 2025/2023 الذي يعتبر من أهم الآليات الدولية المعنية بتطوير المنظومة القيمية لمكافحة الإرهاب والتطرف.
وفي مايو 2023 ترأست مصر والاتحاد الأوروبي الاجتماع الحادي والعشرين للجنة التنسيقية للمنتدي العالمي لمكافحة الإرهاب، وقدمت مصر والاتحاد الأوروبي رؤيتهما بشأن التوجه الاستراتيجي للمنتدى وأهدافه، خلال فترة ولايتهما 2025/2023.
تنظيم فعاليات ملتقى لوجوس الثالث للشباب الأقباط بالخارجوفي إطار دور وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج في التواصل مع أبنائها بالخارج وتعميق قيم الولاء والانتماء لديهم، جرى تنظيم فعاليات ملتقى لوجوس الثالث للشباب الأقباط بالخارج، وشارك فيه ما يقرب من 200 شاب وفتاة من 30 دولة تمثل دول العالم، وذلك لتعريف الشباب القبطي المهاجر بوطنهم الأم وبحضارتهم وتاريخهم، وتأكيد انتمائهم وولائهم للوطن.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مجلس الوزراء حكاية وطن القارة السمراء الأزهر الشريف لمکافحة الإرهاب
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي: بين فكي كماشة بيت القصيد وبيت الطاعة
«الرجل أوركسترا»…كان هذا عنوان فيلم شهير يمثل دوره الرئيسي الممثل الفرنسي، النجم في شبابي، لويس دوفوناس. ودائما شكّل هذا العنوان بالنسبة لي منطلقا للتفكير في هذه «الواجهة العملياتية» المميزة، التي تعرضها الشخصيات القادرة، في يوميات الحياة وليس مشاهد الأفلام، على تقمص شتى أنواع الأدوار في كل المناسبات.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من هؤلاء، أو بالأحرى، يسعى لأن يكون من هؤلاء، وكل المسألة هنا، في أن «تسعى»… إنه بيت القصيد لترامب، لكنه بيت الداء لكثيرين، أوكرانيا التي يقال إن مسودة اتفاقية السلام المقترحة في صراعها مع روسيا، هي من صياغة دبلوماسيين روس.. إذن ماذا عن الاتفاقية المقبلة نفسها؟
أما غزة، موضوعنا في هذه السطور ـ أو بالأحرى مقاربات غزة في «اليوم التالي» – فزوبعة أولية من التصريحات العفوية. انطلقت من فزاعة «الريفيرا» المعروفة، لتحط الرحال عند خطة تبدو في ظاهرها منسجمة مع تصور «كلاسيكي» لخطة: فـ»نشر قوة دولية»، «تأمين الحدود»، «نزع السلاح «.. كلها مصطلحات معروفة مكرورة، وأيضا، هذا صحيح، وجيهة، فليكن، فلنعتبر أن ترامب يعرف كيف يعود إلى «بيت طاعة» الدبلوماسية التقليدية. لكن الموضوع يبقى قائما، إذ لا نتحدث هنا مطلقا عن خطة عضوية متكاملة تفضي إلى حلحلة واحد من أطول الصراعات في العالم. كلا.. لا نتحدث عن ذلك أبدا، إنما نتحدث، وباعتراف من مجلس الأمن الدولي نفسه، عن «خطة الرئيس ترامب التي أسفرت عن وقف لإطلاق النار في غزة في 10 تشرين الأول/ أكتوبر».
يتعلق الأمر بالمرحلة الثانية من الخطة، تلك التي تنص على «نشر قوة دولية في القطاع، تأمين الحدود مع إسرائيل ومصر، نزع السلاح من غزة، تجريد الجماعات المسلحة غير الحكومية من أسلحتها»، لكن هل يمكن لخطة مماثلة أن ترى النور؟ خطة مثل هذه متكاملة على الورق؟ آخر التفاصيل التي جاءت مقترنة مع هذا الإعلان الورقي، تفيدنا بأن لا قوة دولية تقبل الانتشار حتى الآن. ثم ماذا عن قبولها من الرأي العام؟ كفانا هنا حديثا عن تسميه الخطة بـ»مجلس السلام» (هذا إن رأى هذا المجلس النور أيضا) وعن المترشح لقيادته توني بلير، اسم، وهذا أقل ما يقال، ليس محل إجماع..
المسألة في هذه الأمور، مسألة ثقة، والثقة لا تنال إلا عبر مسار دؤوب، طويل الأمد، يبنيه ويرسيه من له خبرة في المنطق، ومن له خبرة في المنطقة، من هو جدير بتقديم القيمة المضافة الجيوسياسية المرشح لها أن تعمر على المدى الطويل، ليس أولا، ممول مشاريع العقارات، ليس، أولا، من يختار مبعوثه الرسمي، أو غير الرسمي لتفعيل نفوذ الأصدقاء والمعارف، نفوذ لا يمكنه إلا أن يكون مصطنعا غدا إن لم يكن اليوم.
كلا! من له خبرة في المنطقة هو من يتشاركها من باب التاريخ، تاريخ مشترك ليس خاليا من نفوذ لم يجن المدنيون ثماره حتى الآن، لكنه يمثل موطئ قدم لترق مأمول، والترقي المأمول الذي نتحدث عنه هنا، عودة الدبلوماسية الأوروبية، خاصة منها الفرنسية والبريطانية، إلى الميدان. أجل. نتحدث هنا عن خبرة ميدانية لا تملكها الولايات المتحدة الأمريكية، فصدق من قال «إن الاتحاد الأوروبي ساع لاستعادة دور محوري في المنطقة».
لكن السؤال الذي يبقى قائما، دائما وأبدا، هو سؤال المدى، سؤال القدرة، سؤالان يعلوان على سؤال الإرادة، صحيح أننا كثيرا ما نتحدث عن الإرادة السياسية، وما أجمل العبارة وما أجمل أن يشمر الساعد لتجديد اتفاقات (كما هو الشأن الأوروبي هنا)، لتفعيل تعاونات، لتثبيت مكانات.. قد يقول قائل، إن بيت القصيد، كما نعلم، دائما يصطدم ببيت الطاعة، بعبارة أخرى: كل تقدم في ملف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بيد أمريكي إسرائيلي، وليس إلا، لكن موضوعنا أبعد، إنه موضوع مواطن ملتزم يعلي التفاؤل على باقي الاعتبارات. ومن هذا المنطلق، يحدوني الأمل – كما يساورني الاعتقاد – بأن الاتحاد الأوروبي لا يزال قادرا على لعب أوراقه.
القدس العربي