فرنسا تدفع ثمن أخطاء ماكرون بعد انسحاب "مثير للشفقة"
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
تعاني سياسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تبعات وأخطاء تحليلاته، لذا يبدو التجديد الدبلوماسي أمراً ملحاً.
إيمانويل ماكرون أخطأ بسبب تحليلاته
وتقول مجلة "لوبوان" إن ماكرون تجنب الذهاب هذا العام إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، التجمع الدبلوماسي الرفيع الذي يعقد كل سبتمبر (أيلول) في نيويورك. "فهل لم يعد لديه ما يقوله لأقرانه، في وقت ينهار فيه العالم في كل مكان؟ وإذا كان يفضل هدم الجدران، فذلك لأن سياسته الخارجية تشهد خيبات أمل هذه الأيام".
ويُعَد الإعلان في الرابع والعشرين من سبتمبر (أيلول) عن الانسحاب المثير للشفقة للقوات الفرنسية من النيجر، بعد مالي وبوركينا فاسو، أحدث كارثة حتى الآن.
وفي هذا الصيف، اصطدم الرئيس بحائط عندما سعى إلى تأمين دعوته لحضور قمة الدول الناشئة الكبرى في جوهانسبرغ. واعتبرت رئيس دبلوماسية جنوب أفريقيا، طلبه "مسلياً للغاية"، والأخطر من ذلك أن الخيبات تتراكم من كل الاتجاهات، بما فيها الحليفة.
ففي ألمانيا، يقول نائب المستشار روبرت هابيك، وهو من الخضر: "نحن لا نتفق على أي شيء". فمن الطاقة إلى الدفاع، مروراً بإعادة التصنيع أو القيود المفروضة على الميزانية الأوروبية، أصبحت العلاقة هادئة".
وتابعت: "وفي لبنان، هذا البلد القريب منا، والذي كان حجر الأساس لسياستنا في الشرق الأوسط، أدى عدم اتساق السياسة فيه بعد انفجار بيروت 2020 إلى خلافات مع الجميع. ومع ذلك، لم نكتسب استحسان الأسياد الحقيقيين للبلاد، أي إيران وحزب الله".
ومع المغرب، لم تعد العلاقة الخاصة التي رعاها كل أسلاف ماكرون مع الرباط قائمة. حتى رجال الإنقاذ لم يعودوا مرحباً بهم في المملكة. ومع ذلك، لم تترافق الموجة الباردة مع دفء مع الجزائر، فقد منعت السلطات الجزائرية للتو المدارس الخاصة من تدريس المناهج الفرنسية.
Comment la France perd sa voix dans le monde https://t.co/ltLMB5P5xa
— Le Point (@LePoint) October 3, 2023
ومع ذلك، تمتلك فرنسا كل ما يمكّنها من التأثير. فقوتها الناعمة باقية، وشبكتها الدبلوماسية واسعة النطاق، وجيشها قوي، وقوتها الضاربة تضمن استقلالها. إنها الدولة الوحيدة العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، التي تملك مقعداً دائماً في مجلس الأمن.
لكن ماكرون أخطأ بسبب تحليلاته. بقيت تصريحاته بأن حلف شمال الأطلسي "ميت دماغياً"، قبل أشهر قليلة من الغزو الروسي لأوكرانيا، في ذاكرة شركائه الأوروبيين الذين يعتمدون على واشنطن أكثر من باريس، ــ ولسبب وجيه ــ، من أجل سلامتهم. وأزعجت فكرته المتمثلة في تقديم "ضمانات أمنية" لروسيا بعد الغزو هذه الدول. أما رغبته في الحفاظ على وجود عسكري لبلاده في منطقة الساحل، رغم تزايد إشارات الإنذار، فقد بدأ يدفع ثمنها اليوم.
وفوق كل ذلك، يعاني ماكرون تجربة مريرة تتمثل في صعوبة اللعب في الصفوف الأولى عندما تقود بلداً أصبح بمستوى الدرجة الثانية، وخصوصاً أن الوزن الاقتصادي والصناعي لفرنسا يتراجع نسبياً، وقد وصل دينها العام إلى مستويات فلكية (3.050 مليار يورو)، وآفاقها السياسية قاتمة.
Comment la France perd sa voix dans le monde
La politique étrangère d’Emmanuel Macron souffre d’inconséquences, d’erreurs d’analyse et de contradictions. Un renouveau diplomatique est urgent :
https://t.co/Asbo93CL9L #Leséditorialistes via @LePoint
وتخلص المجلة إلى القول إن "هناك الكثير من العوامل التي تقوض نفوذنا". فهل تتحول "القوة المتوسطة"، التي وضعها فاليري جيسكار ديستان قبل نصف قرن من الزمان، إلى قوة رديفة؟.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة
إقرأ أيضاً:
ماكرون: الأحداث الأخيرة تزيد خطر تخصيب اليورانيوم سرًا في إيران
أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن خشيته من خطر متزايد لتخصيب اليورانيوم سرًا في إيران بعد الضربات الأمريكية والإسرائيلية على مواقع نووية في الجمهورية الإسلامية.
وقال ماكرون من النروج: "هذا أحد أكبر المخاطر في المنطقة، لذا لا بدّ من أن نبقى على اتصال مع الإيرانيين، ولا بدّ من أن نحرص على عدم سلوك إيران هذا المسلك".
أخبار متعلقة حرب روسيا وأوكرانيا.. مقتل 19 شخصًا في ضربات على منطقة دنيبروبيتروفسكقبل وقف إطلاق النار.. ارتفاع حصيلة قصف إسرائيلي في إيران لـ 16 قتيلًاوأشار الرئيس الفرنسي إلى أن "هذا المسار سيكون أمرًا غير مسؤول بالنسبة للأمن الإقليمي وللانتشار النووي الدولي وللقيادة الإيرانية على حد سواء".استمرار البرنامج النووي الإيرانيوأعلنت الحكومة الإيرانية يوم الثلاثاء أنها اتخذت الإجراءات اللازمة لضمان استمرار برنامجها النووي في أعقاب الضربات الأمريكية والإسرائيلية التي استهدفت منشآتها، وبعد إعلان لاتفاق على وقف إطلاق النار بينها وبين إسرائيل بعد 12 يومًا من الحرب.
وتثار تساؤلات بشأن مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو مستوى قريب من عتبة 90% اللازمة لتصنيع قنبلة نووية، بعد أن تحدثت تقارير عن إخراجه من المنشآت التي تعرضت للقصف خلال الحرب.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } دمار بمنشأة أصفهان النووية للتخصيب في إيران بعد الغارات الجوية الأمريكية - أ ف بخطر تخصيب اليورانيوموأشار ماكرون إلى أن خطر تخصيب اليورانيوم خارج إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية "خطر قائم، وكنا نخشاه منذ أن أصبحت خطة العمل الشاملة المشتركة هشة"، وهو اسم الاتفاق النووي الذي أبرم في عام 2015 بين إيران والدول الكبرى، ثم انسحبت منه واشنطن في عام 2018.
وأضاف "لقد تزايد هذا الخطر مع ما حدث أخيرًا".
كما رحّب ماكرون بدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، مشيرًا إلى أنها "أمر جيد للغاية".
وأضاف ماكرون: "صدرت تصريحات مهمة وإيجابية للغاية تدعو الجميع إلى استئناف المفاوضات ووقف إطلاق النار، لكن اللحظات الأخيرة أظهرت أن الوضع لا يزال هشًا جدًا".