مساعدات إسعافية سريعة لميزانية الأونروا
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
انعقد لقاء موسَّع للجنة الدوَل المانحة لوكالة الأونروا في الحادي والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر 2023 في نيويورك على هامش اجتماعات الدَّوْرة الـ78 للجمعيَّة العامَّة للأُمم المُتَّحدة. وسبَقَه تحرُّكات فلسطينيَّة من خلال لقاءات مع رؤساء الدوَل المشاركة في اجتماعات الجمعيَّة العامَّة لحشد الموارد للأونروا وإنجاح مؤتمر التعهُّدات لدعم الميزانيَّة العامَّة للوكالة.
اللاجئون الفلسطينيون في المخيَّمات في القِطاع وسوريا ولبنان على صفيحٍ ساخن، في ظلِّ الانهيار المعيشي وتفشِّي البطالة والفقر في أوساطهم، وعدم قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسيَّة ومتطلبات أبنائهم، وذلك نتيجة المِحن والأزمات التي مرَّت وما زالت على سوريا ولبنان، وقَدْ أصابت بتداعياتها مُجتمع لاجئي فلسطين.
المُجتمع الدوَلي، وطبقًا لقرار قيام وكالة الأونروا الرقم 302 لعام 1949، يتحمَّل مسؤوليَّاته تجاه تمويل وكالة الأونروا ودعم حقوق اللاجئين الفلسطينيِّين استنادًا لقرارَي الجمعيَّة العامَّة للأُمم المُتَّحدة: قرار قيام الوكالة الرقم 302 الذي أشرنا إليه، والقرار 194 القاضي بحقِّ اللاجئين بالعودة، وبالتَّالي تستمرُّ الوكالة في أداء عملها حتَّى تنفيذ القرار 194 بعودة اللاجئين الفلسطينيِّين إلى أرض الآباء والأجداد.
اللاجئون الفلسطينيون لَنْ يصمتوا أمام فقدانهم لحقوقهم الإنسانيَّة في التعليم والصحَّة والإغاثة والخدمات الاجتماعيَّة التي تُقدِّمها لهم وكالة الأونروا على تراجعها. فالخطر يداهم المخيَّمات والتجمُّعات الفلسطينيَّة مع استمرار ارتفاع عدد اللاجئين الفلسطينيِّين الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحادَّ نتيجة تقليص الأونروا دَوْراتها الغذائيَّة في سوريا ولبنان ـ على سبيل المثال ـ إلى دَوْرتيْنِ بدلًا من أربع دَوْرات في العام ضِمْن إجراءاتها التدبيريَّة لمواجهة العجز المالي في ميزانيَّتها الاعتياديَّة والطارئة وفقدان المساعدات النقديَّة قِيمتها الشرائيَّة مع ارتفاع الأسعار وانهيار العملات المحليَّة.
وكما أشار الدكتور أحمد أبو هولي عضو اللجنة التنفيذيَّة لمنظَّمة التحرير الفلسطينيَّة، ومسؤول ملف اللاجئين، فإنَّ نَحْوَ 1.7 مليون لاجئ فلسطيني في المخيَّمات الفلسطينيَّة موزَّعين على مناطق عمليَّات الأونروا الخمس، ومن أصل ستة ملايين لاجئ مسجَّل على قيود الوكالة، يتهدَّدهم خطر الجوع إذا ما توقَّفت المساعدات النقديَّة والغذائيَّة التي تقدِّمها الأونروا.
إنَّ الدوَل المانحة تمتلك الإرادة السِّياسيَّة لترجمة دعمها السِّياسي المُعلن، والتي تُعبِّر عَنْه دومًا في أروقة الأُمم المُتَّحدة والمُجتمع الدولي، إلى تمويل مالي ملموس وكافٍ ومستدام، بَيْنَما تفاقم أزمة الأونروا الماليَّة سببُه غياب تلك الإرادة السِّياسيَّة تحت ضغط واشنطن.
إنَّ كُلَّ ذلك يُرتِّب على الدوَل العربيَّة، وكافَّة الدوَل الأعضاء في الأُمم المُتَّحدة والدوَل المانحة بضرورة العمل على إيجاد نموذج تمويل مستدام إلى جانب التمويل الطَّوعي من خلال تخصيص موازنة ثابتة من الميزانيَّة الأساسيَّة للأُمم المُتَّحدة لوكالة الأونروا. وفق ما أكَّدَت عَلَيْه السُّلطة الوطنيَّة الفلسطينيَّة والدكتور أحمد أبو هولي وجامعة الدوَل العربيَّة إجمالًا.
علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: اللاجئین الفلسطینی ة العام الدو ل
إقرأ أيضاً:
الوكالة الدولية للطاقة تتوقع ارتفاع الطلب على النفط مع انخفاض التوترات التجارية
العمانية و أ ف ب : توقعت الوكالة الدولية للطاقة أن يسجل الطلب العالمي على النفط هذا العام ارتفاعًا أعلى من تقديراتها السابقة، رغم التحديات الاقتصادية وتداعيات السياسات التجارية، في حين شهد سعر نفط عُمان الرسمي انخفاضًا بدولارين اليوم.
وبلغ سعر نفط عُمان الرسمي تسليم شهر يوليو القادم 63 دولارًا أمريكيًّا و75 سنتًا، مسجلًا تراجعًا بواقع دولارين أمريكيين و60 سنتًا مقارنة بسعر يوم الأربعاء البالغ 66 دولارًا و35 سنتًا. كما انخفض المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر مايو الجاري إلى 72 دولارًا و51 سنتًا للبرميل، بفارق انخفاض قدره 5 دولارات و12 سنتًا عن سعر تسليم شهر أبريل الماضي.
وفي تقريرها الشهري عن سوق النفط؛ قالت الوكالة الدولية للطاقة التي تتخذ من باريس مقرًا لها وتقدم المشورة للدول المتقدمة بشأن سياسات الطاقة: إن الطلب العالمي على النفط يُتوقع أن ينمو بمقدار 740 ألف برميل يوميًا خلال عام 2025، مقارنة بـ730 ألفًا في توقعاتها السابقة الصادرة في أبريل.
وأضافت الوكالة أن الطلب ارتفع فعليًا بمقدار 990 ألف برميل يوميًا في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، لكنه مرشح للتباطؤ إلى 650 ألف برميل يوميًا في بقية العام؛ بسبب "الرياح الاقتصادية المعاكسة"، والمبيعات القياسية للسيارات الكهربائية.
وأوضحت الوكالة أن تحسن الأداء الاقتصادي العالمي يعود جزئيًا إلى انحسار التوترات التجارية، لا سيما بعد أن جمد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤقتًا فرض رسوم جمركية أعلى على عشرات الدول لإفساح المجال أمام المفاوضات، رغم استمرار فرض رسوم بنسبة 10% على واردات الولايات المتحدة من مختلف دول العالم.
ورجحت أن "إجراءات التعليق والتنازلات والإعفاءات والمفاوضات اللاحقة" قد تُخفف من التأثير الاقتصادي لتلك الرسوم، لكنها نبهت إلى أن "مستوى الغموض المحيط بالسياسات لا يزال مرتفعًا، مما يُرخي بثقله على ثقة المستهلكين والشركات".
وأشارت إلى أن تراجع أسعار النفط والذي تزامن مع إعلان ترامب فرض الرسوم الجمركية وقرار تحالف أوبك بلس المفاجئ بزيادة الإنتاج من شأنه أن يعزز مستويات الاستهلاك خلال الفترة المقبلة.
ويُتوقع أن يبلغ الطلب العالمي على النفط 103.9 مليون برميل يوميًا في عام 2025؛ وفقًا للتقديرات المُحدثة للوكالة.