علماء يحذرون من عواقب غير متوقعة لتغير المناخ
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
صرّح علماء بأن جميع الدراسات السابقة، والتي ركزت على ارتفاع درجات حرارة الهواء والماء. فشلت في تقدير التهديد الذي تشكله موجات الحرارة في التربة. حيث أن ارتفاع الحرارة بشكل مفرط سيؤدي إلى عواقب غير واضحة ولكنها مشؤومة على سكان الكوكب جميعا.
وأكد الباحثون، أن درجات حرارة التربة لم تجذب سوى القليل من الإهتمام بشكل عام في دراسات تغير المناخ الناجم عن السلوك الإنساني.
وقام فريق من العلماء والباحثين من جميع أنحاء ألمانيا، بجمع بيانات درجة حرارة التربة وقاموا بحساب هذا المؤشر للعشرة سنتيمترات العليا من التربة. وللهواء الذي يصل إلى مترين فوق السطح، في 118 محطة طقس في جميع أنحاء أوروبا. حيث وجد الباحثون في ثلثي هذه المواقع، إتجاها أقوى في درجات الحرارة القصوى داخل التربة مقارنة بالهواء فوقها.
وأفاد الباحثون بأن عدد الأيام التي ترتفع فيها درجات حرارة التربة يتزايد بسرعة أكبر من ما هي في الهواء. مرجعين ذلك، إلى حد كبير إلى التغيرات في رطوبة التربة. نظرا لدورها الرئيسي في التأثير على تبادل الحرارة بين التربة والهواء.
وأضاف الباحثون، بالقول: “إن قدرة درجات الحرارة القصوى في التربة على تجاوز درجات الحرارة القصوى في الهواء يمكن أن يكون لها آثار خطيرة. إذ لا يقتصر الأمر على الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في التربة أو الشبكات الغذائية الأوسع التي تعتمد عليها، بل يتعدى ذلك”.
وحذّر الباحثون من أنه إذا كانت التربة أكثر دفئا من الهواء فوق السطح. فإنها قد تطلق حرارة إضافية في الغلاف الجوي السفلي وكربون إضافي. ما يؤدي إلى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: درجات حرارة
إقرأ أيضاً:
الموقع الجغرافي يعرض المنطقة لمزيج معقد من الظروف المناخية.. ماذا يحدث فى الشرق الأوسط؟
كشفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، في تقرير حديث، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سجلت خلال عام 2024 أعلى معدلات درجات حرارة في تاريخها، مع ارتفاع درجات الحرارة بمعدلات تفوق الزيادة العالمية بأكثر من الضعف خلال العقود الأخيرة.
وأوضح التقرير، الصادر بالتعاون مع وكالات بحثية دولية، أن الموجات الحارة باتت أطول وأكثر شدة، في أول تقييم تصدره المنظمة مخصص بالكامل لهذه المنطقة الحساسة من العالم.
تحذيرات أممية حرارة تتجاوز قدرة البشر على التحملسيليست ساولو، الأمينة العامة للمنظمة، حذرت من احتدام الظواهر المناخية المتطرفة، مؤكدة أن "درجات الحرارة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ترتفع بوتيرة تساوي مثلي المتوسط العالمي، مع موجات حر خانقة ترهق المجتمعات إلى أقصى الحدود".
وبحسب التقرير، تجاوز متوسط حرارة عام 2024 نظيره بين 1991 و2020 بمقدار 1.08 درجة مئوية، بينما كانت الجزائر الأكثر تأثرا بزيادة بلغت 1.64 درجة مئوية مقارنة بمتوسط الثلاثين عامًا الماضية.
موجات حر تتجاوز 50 درجة وتعرض صحة الإنسان للخطرحذرت المنظمة من أن الفترات التي تخطت فيها درجات الحرارة حاجز 50 درجة مئوية في دول عربية عدة أصبحت شديدة الخطورة، ما يهدد صحة الإنسان والنظم البيئية والبنى الاقتصادية، ويزيد من الضغوط على موارد المياه والبنية التحتية.
الجفاف يتفاقم وندرة المياه تتصاعديؤكد التقرير أن الجفاف في المنطقة التي تضم 15 دولة من بين الأكثر ندرة في المياه عالميا أصبح أكثر تكرارا وحدة، مع اتجاه واضح نحو موجات حر أطول منذ عام 1981.
وتسببت توالي مواسم الأمطار الضعيفة في جفاف واسع بالمغرب والجزائر وتونس، ما أثر على الزراعة والإنتاج الغذائي وموارد المياه الجوفية.
ضحايا وخسائر كبيرة بفعل الظواهر المتطرفةأشار التقرير إلى أن أكثر من 300 شخص لقوا حتفهم خلال العام الماضي نتيجة الظواهر المناخية العنيفة، خصوصًا موجات الحر والفيضانات، فيما تضرر نحو 3.8 مليون شخص بسبب تبعات التغير المناخي.
دعوات لتعزيز الأمن المائي وتطوير الإنذار المبكروشددت المنظمة على ضرورة الاستثمار في دعم الأمن المائي عبر التوسع في مشاريع تحلية المياه وإعادة استخدام مياه الصرف، إلى جانب تعزيز أنظمة الإنذار المبكر ووفقا للتقرير، فإن 60% من دول المنطقة أصبحت تمتلك بالفعل أنظمة لرصد المخاطر المناخية وتحذير السكان.
توقعات قاتمة ارتفاع 5 درجات قبل نهاية القرنتتوقع الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ارتفاع متوسط درجات الحرارة في المنطقة بمقدار يصل إلى 5 درجات مئوية مع نهاية القرن، في حال استمرار مستويات الانبعاثات الحالية دون تغيير.
مناخ الشرق الأوسط وشمال أفريقيايعد مناخ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واحدا من أكثر المناخات هشاشة على مستوى العالم فالموقع الجغرافي للمنطقة يجعلها عرضة لمزيج معقد من الظروف المناخية:
حرارة مرتفعة معظم أشهر السنة
معدلات أمطار محدودة وغير منتظمة
اعتماد كبير على المياه الجوفية والموارد المائية المشتركة بين الدول
تعرض متزايد للعواصف الرملية وموجات الجفاف
ومع تسارع التغير المناخي، تتسع الفجوة بين الطلب على الماء والموارد المتاحة، خصوصا في ظل النمو السكاني المتسارع.
ويشير الخبراء إلى أن بعض مناطق الشرق الأوسط قد تصبح غير صالحة للعيش صيفا خلال العقود المقبلة إذا تجاوزت الحرارة الحدود الحرجة لقدرة جسم الإنسان على التبريد.
وتعد شمال أفريقيا أيضا من أبرز الأقاليم التي تواجه خطر تراجع الأمطار وارتفاع معدلات التصحر.