برزت منطقة بحر الصين الجنوبي إلى الواجهة في السنوات الأخيرة،  تطل عليه 6 دول هي: الصين وفيتنام والفلبين وتايوان وماليزيا وبروناي، وتتنافس عليه فيما بينها، وسط اصطفاف أمريكي مع عدد من دوله في مواجهة النفوذ الصيني المتصاعد.

يسمى في الصين "البحر الجنوبي"، وفي فيتنام "البحر الشرقي". كان يطلق عليه لفترة طويلة في ماليزيا وإندونيسيا والفيليبين "بحر الصين الجنوبي"، ويسمي الفيليبينيون الجزء الموجود داخل المياه الفيليبينية الإقليمية "بحر لوزون"، داغات لوزون.



وتشكّل بحر الصين الجنوبي، قبل نحو 45 مليون عام، عندما انشقت منطقة "الأرض الخطرة" بعيدا عن جنوب الصين، وبلغ الامتداد ذروته من خلال تمدد قاع البحر قبل نحو 30 مليون عام، وهي سلسلة تغييرات انتشرت باتجاه الجنوب الغربي مؤدية إلى تشكيل الحوض على شكل حرف V الذي نراه اليوم.

توقف التمدد منذ نحو 17 مليون عام، واستمرت الجدالات حول دور البثق التكتوني في تشكيل الحوض. ويعتقد الجيولوجي الفرنسي بول تابونير، أن اصطدام الهند بآسيا دفع إندونيسيا إلى الجنوب الشرقي، كما أدى القص النسبي بين إندونيسيا والصين إلى شق (فتح) بحر الصين الجنوبي.

ما الأهمية الاستراتيجية لبحر الصين الجنوبي؟

وكان بحر الصين الجنوبي منذ انشقاقه مستودعًا لأحجام كبيرة من الرواسب القادمة من نهر ميكونغ، والنهر الأحمر ونهر بيرل، وتعد العديد من هذه الدلتا غنية بالنفط والغاز.

وتقدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وعلى ما لا يقل عن 190 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي و11 مليار برميل من النفط.



ويقع بحر الصين الجنوبي غرب المحيط الهادئ، ويغطي مساحة حوالي 3 ملايين و500 ألف كيلومتر مربع، يحده من الشمال شواطئ جنوب الصين، ، ومن الغرب شبه جزيرة الهند الصينية، ومن الشرق جزر تايوان وشمال غرب الفلبين (خاصة لوزون وميندورو وبالاوان)، ومن الجنوب جزيرة بورنيو "التي تتقاسمها كل من ماليزيا وإندونيسيا وبروناي/دار السلام" وشرق جزيرة سومطرة وجزر بانغا بليتونغ الإندونيسية.

ويتصل ببحر الصين الشرقي عبر مضيق تايوان، وبحر الفلبين عبر مضيق لوزون، وبحر سولو عبر المضيق المحيط بالاوان، وبحر جاوة عبر مضيق كاريماتا، كما يعد خليج تونكين (بين الصين وفيتنام)، وخليج تايلاند أيضا جزء من بحر الصين الجنوبي.

وتتعلق نزاعات بحر الصين الجنوبي حول السيادة على مياه البحر وجزر باراسيل وسبراتلي (التسميتان غربيتان)، وهما سلسلتان من الجزر تدعي عدد من الدول السيادة عليها، بالإضافة إلى الجزر الصغيرة والشعاب المرجانية والكثبان الرملية التي تتنازع هذه الدول السيادة عليها.

ويشكل بحر الصين الجنوبي واحدا من أهم الطرق الملاحية التجارية الحيوية في العالم، ويمر فيه ثلث التجارة العالمية، ويجمع ممرات مائية من كل من سنغافورة وماليزيا، وتتصل بدول أخرى تمتد إلى إندونيسيا والفلبين وتايوان، ناهيك عن أنه يوفر أقصر ممر إلى المحيط الهندي وغرب المحيط الهادئ.
كما أنه موطن لمناطق صيد الأسماك الخصبة الشاسعة ويشكل 12 بالمئة من الصيد العالمي السنوي، و30 بالمئة من الشعب المرجانية في العالم.


جزر بحر جنوب الصين والأهمية الاستراتيجية لها
جزر سبراتلي: وهي مجموعة من الجزر وما يرتبط بها من "المعالم البحرية" (الشُعب والرصف والجزر المنخفضة وغيرها) الواقعة على بحر الصين الجنوبي.

ويتنازع على الجزيرة التي تبلغ مساحتها حوالي 4 كيلومترات مربعة موزعة على 425000 كيلومترا مربعا من البحر، الصين وتايوان وماليزيا وفيتنام والفلبين  وبروناي، حول ملكيتها. وأدى النزاع بين الصين وفيتنام عليها إلى مواجهة عسكرية يوم 19 كانون الثاني/ يناير 1974 وأصبحت بعدها سبراتلي تحت السيطرة الكاملة للصين.

والجزيرة غنية باحتياطي من النفط والغاز الطبيعي، ومن أكثر المناطق في العالم إنتاجا للصيد التجاري، ومن  أكثر ممرات الشحن التجاري ازدحاما في العالم.

جزر باراسيل: بعد انتصار الصين على فيتنام علم 1974، أصبحت تحت سيطرتها، وهي تتوسط الساحل الجنوبي لجزيرة هاينان وساحل فيتنام الأوسط، وهي موزعة على مساحة بحرية تبلغ حوالي 15 ألف كيلومتر مربع، وتبلغ مساحة اليابسة حوالي 7.75 كيلومتر مربع.

ويتنازع على ملكيتها من قبل الصين تايوان وفيتنام، ويقع ضمن أرخبيلها ثقب التنين الذي يعد أعمق بالوعة قابعة تحت المياه على سطح الأرض.


خريطة توضح الخلافات على الجزر في بحر الصين الجنوبي

جزر براتاس: تقع على بعد 300 كيلومتر جنوب شرق هونغ كونغ و548 كيلومترا جنوب تايوان، و500 كيلومتر شمال غرب ليزون أكبر جزر الفلبين.

وهي جزيرة مرجانية في شمال بحر الصين الجنوبي وتتكون من ثلاث جزر صغيرة، وقد بقيت لمدة طويلة من الزمن تحت السيطرة التايوانية. وادعت الدول (بما في ذلك الصين واليابان ) أنها أراضيها الخارجية.

وفي النصف الأخير من عام 2020، تم تفسير التقارير المتكررة عن التدريبات العسكرية الصينية والتحليق بالقرب من الجزيرة على أنها محاولة واضحة لقطع خط الإمداد بين جزيرة براتاس والبر الرئيسي لتايوان.

قطاع ماكلسفيلد: يقع على بعد حوالي 300 كيلومتر جنوب شرق أرخبيل باراسيل، ويبلغ طوله 140 كيلومترا وعرضه 60 كيلومترا، وهو جرف رملي يتكون من مجموعة جزر صغيرة منخفضة، ويقع تحت إدارة منطقة سانشيلد الصينية، ولكن تايوان تطالب به أيضا.

ما هي الخلافات في منطقة بحر الصين الجنوبي؟
وتطالب بكين "بالسيادة غير القابلة للجدل" على كل بحر الصين الجنوبي تقريبا، ومعظم الجزر والحواجز الرملية داخله، بما في ذلك العديد من المعالم التي تبعد مئات الأميال عن البر الرئيسي للصين. كما أن الفلبين وماليزيا وفيتنام وبروناي وتايوان لديها مطالبات متنافسة.

تشمل الخلافات كلا من الحدود البحرية والجزر، وهناك العديد من النزاعات، كل منها يتضمن مجموعة مختلفة من البلدان:

- منطقة خط القطاعات التسعة، والتي تطالب بها جمهورية الصين، التي أصبحت جمهورية الصين الشعبية لاحقا، والتي تغطي معظم بحر الصين الجنوبي وتتداخل مع مطالبات المنطقة الاقتصادية الحصرية لكل من سلطنة بروناي، وإندونيسيا، وماليزيا، والفلبين، وتايوان، وفيتنام.

- الحدود البحرية على طول الساحل الفيتنامي بين جمهورية الصين الشعبية، وتايوان، وفيتنام.

- الحدود البحرية شمال بورنيو بين جمهورية الصين الشعبية، وماليزيا، وسلطنة بروناي، والفلبين، وتايوان.

- الجزر، والشعاب، والضفاف والمياه الضحلة في بحر الصين الجنوبي، بما في ذلك جزر باراسيل وجزر
براتاس وضفة ماكليسفيلد وسكاربورو شول وجزر سبراتلي بين جمهورية الصين الشعبية، وتايوان، وفيتنام، وأجزاء من المنطقة المتنازع عليها أيضًا من قبل ماليزيا والفلبين.

- الحدود البحرية في المياه شمال جزر ناتونا بين جمهورية الصين الشعبية، وإندونيسيا، وتايوان.

- الحدود البحرية قبالة سواحل بالاوان ولوزون بين جمهورية الصين الشعبية، والفلبين، وتايوان.

- الحدود البحرية والأراضي البرية وجزر صباح، بما في ذلك أمبالات، بين إندونيسيا، وماليزيا، والفلبين.
الحدود البحرية والجزر في مضيق لوزون بين جمهورية الصين الشعبية، والفلبين، وتايوان.



خريطة توضح المطالب المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي- أ ف ب

وفي عام 2016، حكمت محكمة دولية في لاهاي لصالح الفلبين في نزاع بحري تاريخي، وخلصت إلى أن الصين ليس لديها أساس قانوني للمطالبة بحقوق تاريخية في الجزء الأكبر من بحر الصين الجنوبي.

لكن الصين تجاهلت الحكم، وتقول مانيلا إن بكين تواصل إرسال البحرية إلى قرب جزيرة ميستشيف ريف في جزر سبراتلي، وجزيرة سكاربورو شول في المنطقة الاقتصادية الخالصة للفلبين.


الحشد الصيني في بحر الصين الجنوبي
قامت الصين ببناء أكبر أسطول بحري في العالم، أكثر من 340 سفينة حربية، وحتى وقت قريب كان يُنظر إليها على أنها "بحرية مياه خضراء"، تعمل في الغالب بالقرب من شواطئ البلاد.

لكن بناء السفن في بكين يكشف عن طموحاتها في المياه الزرقاء، وفي السنوات الأخيرة، قامت ببناء مدمرات صواريخ موجهة، وسفن هجومية برمائية وحاملات طائرات، تمتلك القدرة على العمل على بعد آلاف الأميال من سواحل بكين.

كما بدأت القوات البحرية الصينية، على مدار العامين الماضيين، في إرسال حاملتي الطائرات "لياونينغ" و"شاندونغ" في مهام تدريبية قرب تايوان، وتتركز معظم التعزيزات العسكرية لبكين على طول سلاسل جزر سبراتلي وباراسيل، حيث أدى الاستصلاح المستمر للأراضي إلى تدمير الشعاب المرجانية أولا ثم البناء عليها.

كما أن السفن الصينية تطوق العديد من الجزر المرجانية والجزر الصغيرة، وترسل جرافات لبناء جزر اصطناعية كبيرة بما يكفي لإيواء ناقلات النفط والسفن الحربية.

وتذكر الولايات المتحدة، أن الصين على مدار العقد الماضي، أضافت أكثر من 3200 فدان من الأراضي إلى مواقعها الاستيطانية السبعة المحتلة في جزر سبراتلي، والتي تضم الآن مطارات ومناطق للرسو ومرافق إعادة إمداد لدعم الوجود العسكري وشبه العسكري المستمر لها.

وتسارعت وتيرة البناء العسكري في بكين، حيث بدأت بهدوء عمليات تجريف واسعة النطاق على سبعة شعاب مرجانية في جزر سبراتلي، كما قامت بتركيب منصات نفط استكشافية في جزر باراسيل في عام 2014، مما أثار أعمال شغب مناهضة للصين في فيتنام.



البحرية الفلبينية ترصد سفينة حربية صينية في بحر الصين الجنوبي- جيتي


ومؤخرا قدمت بكين "خريطتها الجديدة القياسية 2023"، وتمثل خريطة الخط الصيني الشهير على شكل حرف U حوالي 90 بالمئة من بحر الصين الجنوبي، ما أثار ردود فعل من العديد من الدول المجاورة، بما في ذلك ماليزيا والفلبين وفيتنام والهند.

الولايات المتحدة وبحر جنوب الصين
ليس لواشنطن أي مطالبة للسيادة في بحر جنوب الصين، لكنها تتبنى مواقف الدول الأخرى، التي تعتبر أن الصين تنتهك سيادتهم وفقا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (UNCLOS)، وقامت بتسيير دوريات مشتركة مع الفلبين واليابان وإندونيسيا، كما زادت الدعم المالي لتعزيز القدرات العسكرية لدول آسيان ودول شرق آسيا، فضلا عن تعزيز التعاون الدفاعي الثنائي مع هذه الدول.

وترسل الولايات المتحدة بشكل منتظم مدمراتها البحرية للقيام بعمليات حرية الملاحة بالقرب من الجزر المتنازع عليها، مما يؤدي إلى مخاوف من أن يصبح بحر الصين الجنوبي نقطة اشتعال بين القوتين العظميين.

وتعد اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، التي تم التوقيع عليها في عام 1982 ودخلت حيز التنفيذ في عام 1994، بمثابة منصة لحل النزاعات الدولية المتعلقة بالعبور والولاية القضائية البحرية في بحر الصين الجنوبي.

ووفقا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار؛ يتم احتساب المنطقة التي تصل إلى 200 ميل بحري (350 كيلومترًا) المحددة من الخط الساحلي للدول الأطراف والمياه المجاورة، على أنها المنطقة الاقتصادية الخالصة لتلك الدولة. كما أن الحقوق السيادية المتعلقة بالتنقيب واستغلال وإدارة الموارد الطبيعية داخل حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة تعود إلى الدولة المعنية.

آسيان وبحر جنوب الصين
وتتبنى رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" مبدأ أساسيا يقوم على حل النزاعات الإقليمية بالوسائل السلمية. لكن مواقفها من نزاعات بحر جنوب الصين على مر السنين أدى إلى إضعاف صورتها دوليا.
وتعد الصين وفيتنام، والفلبين، وماليزيا، وبروناي وأندونيسيا جزء من دول جنوب شرق آسيا والتي تمثل 10 دول في المنطقة.

وتتبنى "آسيان" مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء، ولذلك فإن التوصل إلى حل فعال في بحر الصين الجنوبي عبر نافذتها لا يزال بعيد المنال، ناهيك عن توازن دولها في العلاقات ما بين الولايات المتحدة والصين.

وتوصلت المجموعة عام 2012 إلى ما يعرف بإعلان "لائحة السلوك" في بحر جنوب الصين، والتي تنص على أن تتحول إلى اتفاقية في غضون 10 سنوات. لكن المدة انقضت ولم يتم المصادقة عليها، فيما أظهرت الولايات المتحدة موقفا ضده.


كيف تبدو شكل التحالفات في بحر الصين الجنوبي؟
تدفع الصراعات التاريخية المتشابكة، بالإضافة إلى التوتر الاستراتيجي الناجم عن التنافس بين الولايات المتحدة والصين، بلدان بحر الصين الجنوبي إلى بناء علاقات تحالف من أجل زيادة نفوذها هناك.

وللولايات المتحدة دور بارز في منع تمدد نفوذ الصين في بحر الصين الجنوبي، من خلال إنشاء تحالفات مع بعض دوله، تمثل في توقيع اتفاقيات دفاعية فيما بينها.

الفلبين
كانت العلاقة بين الفلبين والولايات المتحدة، قوية تاريخيا ووُصفت بأنها علاقة خاصة،  وتعد مانيلا واحدة من أقدم الشركاء الآسيويين لواشنطن وحليفا استراتيجيًا رئيسيًا خارج الناتو.

إلا أنها تباينت في مؤخرا، رغم أن البلدين لديهما علاقة دفاعية وأمنية، تأسست بموجب اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة عام 1951 واتفاقية القوات الزائرة الموقعة عام 1999.

وتمثل هذه العلاقة زاوية فريدة في بحر الصين الجنوبي، ومع ذلك، فإن العلاقات المتقلبة للإدارات المتغيرة للفلبين مع الولايات المتحدة والصين تجعل هذا الجانب مختلفًا.

دعم الرئيس الفلبيني السابق رودريغو دوتيرتي (30 حزيران/ يونيو 2016 – 30 حزيران/ يونيو 2022) سياسة خارجية أقل اعتمادًا على الولايات المتحدة، وفضل سياسة تعطي أولوية لعلاقات أوثق مع الصين وروسيا.


احتجاجات في الفلبين ضد الصين بسبب بحر الصين الجنوبي- جيتي

ولكن منذ تولي بونغ بونغ ماركوس رئاسة البلاد، اتخذت الفلبين خطوات حازمة على نحو متزايد لحماية مطالبتها بالمياه الضحلة في بحر الصين الجنوبي، مما أدى إلى عدة مواجهات مع السفن الصينية في المياه قبالة الجزر الفلبينية.

وعزز ماركوس العلاقات الأمريكية التي توترت في عهد سلفه، حيث روج الحليفان لدوريات مشتركة محتملة في المستقبل في بحر الصين الجنوبي.

وبينما أجرى الشركاء أكبر مناوراتهم العسكرية في نيسان/ إبريل 2023، حذرت وزارة الخارجية الصينية من أن التعاون العسكري بين الولايات المتحدة والفلبين "يجب ألا ينعكس في نزاعات بحر الصين الجنوبي".

ومع ذلك، أدانت الولايات المتحدة تصرفات الصين الأخيرة في البحر المتنازع عليه وهددت بالتدخل بموجب التزاماتها بموجب معاهدة الدفاع المشترك إذا تعرضت السفن الفلبينية لهجوم مسلح هناك.

فيتنام
فيتنام هي إحدى الدول التي تحاول "مراقبة التوازن" في المنافسة بين الولايات المتحدة والصين، وتشدد على موقف "محايد"، وتنفي أي ميل تجاه طرفي التنافس، رغم النزاع المتواصل مع الصين بشأن جزر باراسيل.

وأضافت العقيدة الأمنية لفيتنام "لا" رابعة إلى "اللاءات الثلاث" الشهيرة (لا تحالف عسكري، ولا قاعدة عسكرية أجنبية على أراضيها، ولا تعاون ضد دولة ثالثة)، في عام 2019: "عدم استخدام القوة والتهديد في حل الصراع".

وتشترك فيتنام في 1500 كيلومتر من حدودها البرية مع الصين، ولا تستطيع تحمل عدم وجود علاقة طيبة معها، حيث لعبت الصين تاريخيا دورا مؤثرا في إنشاء الدولة الفيتنامية الحديثة عبر دعم المقاومة ضد القوات الفرنسية والأمريكية، لكن العلاقات الثابتة بين البلدين اهتز مع الصراع الحدودي منذ عام 1979، والخلافات في بحر الصين الجنوبي.

وطبعت فيتنام علاقاتها مع الولايات المتحدة عام 1995، لكن البلدين عملا على إعادة بناء العلاقات بينهما، توجت في زيارة للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى هانوي الشهر الماضي، وأبرمت العديد من الاتفاقيات، للتطور العلاقة لدرجة "الشراكة الاستراتيجية الشاملة"، لكن هانوي تحرص على أن لا ينظر إليها على أنها تقف إلى جانب واشنطن أو بكين.

إندونيسيا
وتشعر إندونيسيا، مثل فيتنام، بالقلق إزاء العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة عليها بسبب المعدات العسكرية التي اشترتها من روسيا، كما أنها على خلاف مع الصين بشأن جزر ناتونا، لكن على الرغم من ذلك، تتمتع أيضا بعلاقات اقتصادية قوية مع الصين.

وفي العام 2017، أعادت إندونيسيا بشكل علني، تسمية المياه الواقعة أقصى شمال منطقتها الاقتصادية في بحر الصين الجنوبي باسم "بحر نورث ناتونا"، الخطوة التي اعتبرتها بكين بأنها "دون معنى".

لكنها منذ توليها مقاليد رئاسة رابطة "آسيان"، وضعت في مقدمة أولوياتها تحريك المياه الراكدة في المفاوضات بين الرابطة والصين في شأن "لائحة السلوك".


احتجاج أمام سفارة الصين في جاكرتا عام 2021 ضد مزاعم الصين حول بحر الصين الجنوبي- جيتي


ماليزيا
تحاول ماليزيا اتخاذ موقف عملي في إطار دبلوماسي في نزاعات بحر الصين الجنوبي وفي مجالات المنافسة، وتحاول الحفاظ على علاقاتها مع الولايات المتحدة والصين رغم التنافس بين البلدين، وفي عام 2009، تم تحديد الحدود الفاصلة بين ماليزيا وفيتنام كمنطقة محددة بشكل مشترك.

ومع ذلك، في 12 كانون الأول/ ديسمبر 2019، عندما قدمت اقتراحا إلى لجنة الأمم المتحدة لزيادة الجرف القاري، واجهت احتجاجات من 10 دول، بما في ذلك الصين والفلبين وفيتنام.

ورفضت ماليزيا الخريطة التي قدمتها الصين مؤخرا، وقالت أنها "تشمل المناطق البحرية الماليزية، وبالتالي فإنها ليس لها أي تأثير ملزم على ماليزيا".

في تشرين الأول/ أكتوبر 2021، استدعت ماليزيا السفير الصيني للاحتجاج على "وجود وأنشطة" السفن الصينية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لماليزيا قبالة سواحل صباح وساراواك في انتهاك لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار .

بروناي
تعتبر بروناي الدولة الأكثر "هدوءا" في بحر الصين الجنوبي، وحددت مطالبها في المنطقة الاقتصادية الخالصة من خلال الخرائط التي نشرها في عامي 1984 و1988.

التقارب الاقتصادي بين بروناي والصين ومطالبتها الهادئة نسبياً، يجعلانها أقل احتمالا لأن تصبح حليفا مباشرا للولايات المتحدة.

علاوة على ذلك، أعلنت الصين في عام 2016 أنها توصلت إلى توافق مع بروناي بشأن قضية بحر الصين الجنوبي، وهو ما يعتبر مؤشرا على اعتراف بروناي بحقوق الصين في المنطقة.

في الختام، تطالب بكين "بالسيادة غير القابلة للجدل" على كل بحر الصين الجنوبي تقريبا، بما في ذلك العديد من المعالم التي تبعد مئات الأميال عن البر الرئيسي للصين. كما أن الفلبين وماليزيا وفيتنام وبروناي وتايوان لديها مطالبات متنافسة، وتدعو بالالتزام باتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، وسط استغلال الولايات المتحدة التي تسعى للمزيد من النفوذ في تلك المنطقة في مواجهة الصين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الصين فيتنام بحر الصين الجنوبي الفلبين الولايات المتحدة الولايات المتحدة الصين فيتنام بحر الصين الجنوبي سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة والصین بین الولایات المتحدة فی بحر الصین الجنوبی الحدود البحریة بحر جنوب الصین المتنازع علیه الصین وفیتنام فی المنطقة بما فی ذلک الصین وفی العدید من فی العالم من الجزر جنوب شرق على أنها الصین فی مع الصین کما أن على أن فی عام فی جزر

إقرأ أيضاً:

السفير خالد البقلى وإلينا بانوفا يكتبان «يحرسون الأمل وسط الصراع: حان الوقت لتمكين حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة لمجابهة تحديات الغد»

ـ مقال رأي مشترك، بقلم السفير خالد البقلي، مساعد وزير الخارجية للشؤون متعددة الأطراف والأمن الدولي، وإلينا بانوفا المُنسقة المُقيمة للأمم المتحدة في مصر.

السفير خالد البقلي

تُحيي الأمم المتحدة هذا العام الذكرى السنوية الثمانين لإنشاء المنظمة الدولية، وفي قلبها عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام التي تتفرد بكونها أحد أبرز وأقوى تجليات التعاون الدولي متعدد الأطراف. فعلى مدى ما يقرب من ثمانية عقود، ساهمت جهود وتضحيات أصحاب الخوذ الزرقاء في إنقاذ الأرواح وتغيير حياة الناس إلى الأفضل - لتساعد البلدان على عبور المسار الصعب من الحرب إلى السلام.

يشارك حاليا أكثر من 76 ألفا من الأفراد المدنيين والعسكريين والشرطيين في 11 بعثة حول العالم، فمن قبرص إلى لبنان، ومن جمهورية أفريقيا الوسطى إلى جنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية، يمد أولئك الرجال والنساء الشجعان شريان حياة إلى الملايين من الأشخاص الذين يعيشون في بعض من أكثر سياقات العالم هشاشة، على الصعيدين السياسي والأمني.

يبدو أنه في ضوء تلك الضغوط المتنامية، من الضروري إعادة التفكير في دور عمليات حفظ السلام داخل البنية الأوسع للسلم والأمن الدوليين. ولقد كان فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي مُحقا حين شدد على أن "حفظ السلام يُمثل أداة حيوية للمجتمع الدولي ولكنه لا ينبغي أن يُنظر إليه باعتباره الوسيلة الوحيدة لصون السلام." كما زاد على ذلك بتأكيده على أن حفظ السلام "لا يُمكن أن يكون بديلا عن الدبلوماسية الوقائية، أو جهود الوساطة، أو بناء السلام أو الإجراءات السياسية والاقتصادية والاجتماعية اللازمة لمعالجة الأسباب الأساسية وعلاج الانقسامات المجتمعية."، ونبه السيد رئيس الجمهورية على أن "حفظ السلام لا ينبغي أن يكون هو الاستجابة التلقائية أو الفورية لكل أزمة."

إلينا بانوفا

ولهذا فإن موضوع احتفالنا باليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة لهذا العام، وهو "مستقبل حفظ السلام" - يكتسب أهمية بالغة ويأتي في التوقيت المناسب تماما. فاليوم يواجه حفظة السلام تهديدات متصاعدة وغير مسبوقة، إذ تغيرت طبيعة الصراعات فصارت أطول أمدا، وأكثر دموية وتعقيدا. كذلك، فلم تعد الصراعات محصورة داخل حدود البلد الواحد، وسرعان ما تتسع رقعتها عبر الحدود، وما من تعقيد المشهد هو الإرهاب والجريمة المنظمة والحرب السيبرانية وانتشار المعلومات المغلوطة والمضللة فضلاً عن تنامي استخدام التقنيات والتكنولوجيات الحديثة في الصراعات. ليس هذا كل شيء، فتغير المناخ يُعمق من عدم الاستقرار في مناطق هشة بالفعل.

وفي ظل تفاوت التوجهات داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أضحى التوافق أمرا أكثر صعوبة - فصار نسق التحرك بطيئا في وقت ما أحوجنا فيه إلى العمل العاجل.

ولقد عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن ذلك بوضوح بقوله، "إن ثمة نقصا في الثقة، داخل الدول والأقاليم، وفيما بينها.. .تشخيص قاتم للوضع، ولكن لابد لنا أن نواجه الحقائق، ومن بين أكثر المسائل إلحاحا هي التباين المتنامي والمستمر بين المهام الملقاة على عاتق بعثات حفظ السلام والموارد المتاحة لها للاضطلاع بتلك المهام. إن هذا يُقوض فاعلية عمليات حفظ السلام ويدفع بها في أوضاع "حيث يكاد لا يكون هناك سلام لحفظه".

أنطونيو جوتيريش

إن ميثاق المستقبل الذي اعتمدته قمة المستقبل في 2024، يضعنا أمام لحظة للمراجعة - لكنه يمنحنا الفرصة أيضا. فهو يؤكد أن عمليات السلام يُمكن أن يُكتب لها النجاح فقط إذا استندت إلى الإرادة السياسية واستراتيجيات شاملة تجتث أسباب الصراع من جذورها كما أنه يُشدد على نحو صحيح على الحاجة لدعم بعثات حفظ السلام بالتمويل الكافي، على نحو مستدام ويُمكن التنبؤ به.

كما ويخول ميثاق المستقبل إجراء مراجعة شاملة لعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام - وهي فرصة لإعادة التفكير وإصلاح نموذج حفظ السلام، فالسياقات شديدة الخطورة التي يغصُّ بها عالمنا اليوم تستلزم أن يكون لدى بعثات حفظ السلام من الأدوات المناسبة والشراكات والاستراتيجيات ما يُمكنها من حماية المدنيين وتقديم الدعم الفعال لبناء السلام.

إن مصر، التي تحتفل هذا العام بمرور 65 عاما على مشاركتها الفعالة في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، قد أظهرت ولا تزال، التزاما قويا ومستداما وراسخا إزاء أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة. فمنذ أسهمت قواتها لأول مرة في عملية الأمم المتحدة لحفظ السلام في الكونغو في العام 1960، نشرت مصر ما يزيد عن 30 ألفا من حفظة السلام في 37 مهمة لحفظ السلام عبر 24 دولة، لتكون في مصاف كبريات الدول المساهمة بأفراد نظاميين في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام. وتنشر مصر حاليا 1205 من حفظة السلام، من بينهم نساء، يخدمن في خمس بعثات في أنحاء متفرقة من قارتنا الإفريقية.

ومن المشهود أن يكون سجل الخدمة والتضحيات المصري موضع اعتراف وتقدير العالم، وهو ما يُعبر عنه إعادة انتخاب مصر كمقرر للجنة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بعمليات حفظ السلام وانتخابُها مؤخرا كعضو في لجنة الأمم المتحدة لبناء السلام، فضلا عن اختيارها كمُيسر مشارك للمراجعة الدورية لهيكل بناء السلام لعام 2025، في كل من الجمعية العامة ومجلس الأمن.

إن قيادة مصر في حفظ السلام تمضي لأبعد من المساهمة بقوات، إذ تلعب دورا فعالا في صياغة التفكير الاستراتيجي حول جهود إصلاح عمليات حفظ السلام. وقد اضطلعت مصر بدور ريادي بتقديمها لرؤية لعمليات حفظ سلام تراعي السياقات المختلفة وتتسم بالابتكار والشمول، وذلك من خلال مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام - وهو مركز تميز أفريقي. ويُركز مركز القاهرة في جهوده على الحاجة إلى الوقاية وحماية المدنيين وبناء الشراكات الإقليمية، جنبا إلى جنب مع تعزيز مشاركة المرأة في حفظ السلام، اتساقا مع أجندة المرأة والسلام والأمن.

علم مصر والأمم المتحدة

ومن خلال منتدى أسوان السنوي، الذي يُنظمه مركز القاهرة، تستمر مصر في دعم الحلول الأفريقية وتعمل على تعزيز التآزر بين حفظ السلام وبناء السلام. إن هذا العمل، الذي يجري بتعاون وثيق مع الأمم المتحدة في مصر، لهو مثال قوي على فعالية التعاون فيما بين بلدان الجنوب العالمي وقيمة الحلول الإقليمية.

وتُترجم مصر ذلك عمليا بمساهمتها الفعالة في تدريب حفظة السلام النظاميين الأفارقة والدوليين من خلال منشآت خاصة تُديرها وزارة الداخلية عبر مركز المركز المصري للتدريب على عمليات حفظ السلام، ووزارة الدفاع، من خلال جهاز الاتصال بالمنظمات الدولية.

كذلك، فإن مصر داعم قوي لمبادرة الأمين العام للأمم المتحدة، "العمل من أجل السلام" (A4P). وفي العام 2018، نظمت مصر مؤتمرا تاريخيا رفيع المستوى كان هدفه تحسين فاعلية عمليات حفظ السلام. وقد أثمر ذلك الحدث عن "خارطة القاهرة لعمليات حفظ السلام"، وهي إطار عمل راسخ من الالتزامات المشتركة التي اعتمدها الاتحاد الأفريقي لاحقا، في العام 2020.

وهذا العام، وفيما نتذكر 4430 من حفظة السلام الذين جادوا بأرواحهم في سبيل السلام، فإننا ينبغي أن نذهب لأبعد من مجرد إحياء اليوم، وذلك بالعمل على صون المبادئ التي قدم حفظة السلام التضحية الكبرى في سبيلها. لقد جاد أكثر من 60 شهيداً من حفظة السلام المصريين بأرواحهم أثناء خدمتهم ضمن عمليات الأمم المتحدة في أنحاء العالم، وهو تذكير قوي بالمخاطر المتنامية التي يخوض حفظة السلام غمارها - وبواجبنا الجماعي نحو ضمان ألا يُتركوا أبدا من دون الوسائل التي تُمكنهم من أداء مهمتهم.

جددت مصر التزامها القوي بتعزيز عمليات حفظ السلام الأممية في مؤتمر الأمم المتحدة الوزاري لحفظ السلام لعام 2025 والذي انعقد مؤخرا في برلين في مايو الجاري، وذلك من خلال خطط لنشر حفظة السلام، وإعداد ضباط يتمتعون بأعلى مستويات التدريب وتعهدت بتوفير قدرات متخصصة، ونشر أفراد مؤهلين في بعثات الأمم المتحدة، وبتعزيز التدريب بالتنسيق مع الشركاء الدوليين.

كما وسلطت مصر الضوء على أهمية استغلال ما توفره التكنولوجيا الحديثة من فرص لتعزيز كفاءة وفاعلية بعثات حفظ السلام الأممية، استنادا إلى الدروس المستفادة من عمليات الانتقال الإقليمية، وتعزيز التكافؤ بين الجنسين - وشددت على اعتزامها تحقيق نتائج تفوق أهداف الأمم المتحدة لمشاركة المرأة في الأدوار النظامية.

بعثات حفظ السلام الأممية

وبينما تواصل الأمم المتحدة مواجهة التحديات الهائلة، وفي سياق إقليمي تخيم عليه نزاعات متعددة، تقف مصر راسخة كشريك مستقر يُعتمد عليه لصون السلم والأمن الدوليين. ليس هذا فحسب، بل عبرت مصر عن استعدادها لتوفير كافة أوجه الدعم لمبادرة الأمم المتحدة 80 هذا العام من أجل إنجاحها من خلال العمل على ضمان الفعالية والترشيد للمساعدة في مواجهة التحديات المالية الحادة التي تواجه الأمم المتحدة وحفظ السلام. وفي هذا الصدد، فإن استعداد مصر وجاهزيتها لاستضافة وكالات الأمم المتحدة وبرامجها ومكاتبها التي قد تكون بصدد نقل مقراتها بموجب مبادرة الأمم المتحدة 80، هو موضع تقدير واحترام.

إن موقع مصر الاستراتيجي - في ملتقى الطرق بين أفريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط - يجعلها مركزا طبيعيا للتواصل والتعاون. وتوقيتها المركزي وقربها من مناطق الأزمات الرئيسية يجعل منها موقعا مثاليا وفعالا يساهم في تقليل النفقات، ويقلل زمن الرحلات ويُسهم في سلاسة التنسيق. كما تٌقدم مصر نفاذاً مباشرا للبحرين الأحمر والأبيض المتوسط عبر قناة السويس - وهي شريان حياة حيوي للتجارة العالمية - فتوفر بذلك ربطاً بحريا لا يُضاهى. فضلاً عن مطاراتها الدولية وقربها الجغرافي من مناطق الصراع بما يعزز اجمالاً من أهميتها كمركز للدبلوماسية، والاستجابة للأزمات، وجهود حفظ السلام وتقديم المساعدات الإنسانية.

هذا وتستضيف مصر العديد من المنظمات والمكاتب الدولية والإقليمية، بما في ذلك مقر جامعة الدول العربية، مع أكثر من 140 من السفارات المُمثلة في القاهرة، لتظل بذلك مركزاً جيوسياسياً، في ظل تواجد أممي قوي بالفعل، وبنية تحتية عصرية، ومستويات أمان تحظى بتقدير شديد.

يشير الأمين العام للأمم المتحدة، بأن "العالم يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الأمم المتحدة - والأمم المتحدة تحتاج إلى أن يكون عملها في حفظ السلام كاملَ العُدّة للتعامل مع حقائق اليوم ومواجهة تحديات الغد." ومع إدراكنا لما تتعرض له بعثات حفظ السلام من ضغوط، فإننا بتجديد العزيمة متعددة الأطراف، وبإتاحة الموارد الكافية، والإصلاحات الجريئة، نستطيع تمكين حفظة السلام ليبقوا قوة لا غنى عنها من أجل السلام والاستقرار، والأمل في عالم مضطرب. وتظل مصر بالتعاون مع الأمم المتحدة في صدارة الأمم التي تقدم هذا الدعم.

اقرأ أيضًا..

فرنسا تستعد لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمحيط في نيس 2025

مندوب مصر لدي الأمم المتحدة: مصر لعبت دورا رئيسا في تيسير الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة منذ 2023

مندوب مصر في الأمم المتحدة: قدمنا خطة للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة

مقالات مشابهة

  • ترامب يتحدث عن كلفة تعديل الطائرة التي حصل عليها من قطر
  • حراسة الأمل وسط الصراع.. "الفجر" تنشر مقال رأي مشترك بين الخارجية ومنسقة الأمم المتحدة
  • السفير خالد البقلي وإلينا بانوفا يكتبان: يحرسون الأمل وسط الصراع.. حان الوقت لتمكين حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة لمجابهة تحديات الغد
  • السفير خالد البقلى وإلينا بانوفا يكتبان «يحرسون الأمل وسط الصراع: حان الوقت لتمكين حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة لمجابهة تحديات الغد»
  • لازريني: لو أن جزءا ضئيلا من التريليونات التي حصل عليها ترامب تذهب للأونروا
  • أهمية بحر الصين الجنوبي في الصراع الأمريكي الصيني (1-3)
  • سوريا.. لقطة تأثر أحمد الشرع وما سببها بخطاب حلب يثير تفاعلا
  • سيفقد أولاد دقلو كل المدن التي سيطروا عليها وسيتحولون إلى مجرد مجرمين هاربين
  • ما هي خطة صنع في الصين 2025 التي أقلقت أميركا؟
  • الحركات الأزوادية تهاجم الجيش المالي بمسيّرات.. تحول جديد في الصراع