ارتفعت أسعار الذهب في مصر خلال الأسبوع المنتهي بحوالي 15 جنيها، إذ فتح الذهب تداولاته عند 2165 جنيها ويسجل الآن 2180 جنيها للجرام من عيار 21 وهو الأكثر تداولا في مصر رغم التراجعات الحادة في سعر الأونصة العالمية، بالإضافة إلى ضعف الطلب المحلي خلال الفترة الحالية، إلا أن أسعار الذهب عادت إلى التعافي قبل نهاية الأسبوع خاصة مع تطورات الأوضاع في الاقتصاد المصري.

وافتتح الذهب جلسة اليوم عند المستوى 2180 جنيها للجرام ليتداول عند نفس المستوى بختام أمس وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون وسط تطورات متلاحقة في أسعار الذهب محلياً.

وانعكاس سعر الذهب المحلي لأعلى مستوياته  منتصف هذا الأسبوع تقريبا جاء بسبب رغبة الأسواق في التصحيح الإيجابي بعد سلسلة من الانخفاض التدريجي من فوق المستوى 2225 جنيها للجرام، وقد ساعد على هذا التعافي الأخبار السلبية التي صدرت مؤخراً عن الاقتصاد المصري.
فقد استمر مؤشر مديري المشتريات الذي يقيس أداء شركات القطاع الخاص المصري غير النفطي في الانكماش خلال شهر سبتمبر، ليسجل أدنى مستوى منذ 4 أشهر عند 48.7 نقطة مقارنة مع قراءة أغسطس التي كانت بقيمة 49.2 نقطة.
السبب الرئيسي وراء أداء الشركات الضعيف كان ارتفاع التضخم الذي تسبب في تراجع معدلات الطلب، بالإضافة إلى مشكلات السيولة ونقص المواد بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج بشكل حاد بسبب تسعير الدولار في السوق الموازي المغاير للسعر في البنوك الرسمية المستقر عند 30.95 جنيه لكل دولار.
هذا وقد تراجع الدين الخارجي لمصر بمقدار 633 مليون دولار خلال النصف الثاني من 2023 ليصل إلى 164.728 مليار دولار منخفضاً بنسبة 0.4%، وأشار البنك المركزي المصري أن مصر ملتزمة بسداد أقساط قروض بمقدار 29.23 مليار دولار خلال عام 2024.
وفي سياق منفصل أشار بنك الاستثمار العالمي مورغان ستانلي بأنه يتبنى نظرة متشائمة للاقتصاد المصري مع زيادة المخاطر في الأشهر المقبلة، حيث خفض البنك نظرته من الحياد إلى لا يحبذ بالنسبة لأدوات الدين الحكومية لمصر.
كم أشار البنك الاستثماري أن الانتخابات الرئاسية في مصر ستضعف و تؤجل قدرة مصر على مواصلة برنامج الإصلاحات، بالإضافة إلى تأجيل الانتقال إلى نظام سعر صرف مرن، وهو شرط رئيسي لبرنامج صندوق النقد الدولي لقرض بقيمة 3 مليارات دولار.
وخفضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني يوم أمس تصنيف إصدارات الدين للحكومة المصرية طويلة الأجل بالعملتين الأجنبية والمحلية بمقدار درجة واحدة لتصبح Caa1 بعد أن كانت التصنيف عند B3، بينما أبقت نظرتها المستقبلية عند مستقرة.
التصنيف الحالي يقع في الترتيب السابع ضمن الدرجة الغير استثمارية وفقا لتصنيف موديز أي أنها لا تنصح بالاستثمار في سندات الدين المصرية بالعملتين المحلية والأجنبية، ويعكس هذا التصنيف تدهور قدرة الحكومة المصرية على الوفاء بديونها بسبب استمرار نقص العملة الأجنبية واستمرار تزايد مدفوعات خدمة الدين الخارجي على مدى العامين المقبلين.
و لجأت وكالة موديز إلى النظرة المستقبلية المستقرة بسبب تاريخ الحكومة المصرية في سداد التزاماتها والقدرة على تنفيذ برامج الإصلاح المالي في ظل استمرار برنامج بيع الأصول المملوكة للدولة.
أما عن رئيسة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا فقد صرحت أن مصر ستستنزف احتياطيها من العملات الأجنبية إذا استمرت في تأجيل قرار خفض قيمة العملة المحلية، وأشارت أيضاً إلى إشادتها بالإجراءات التي اتخذتها الدولة لتصحيح الوضع المالي والاقتصادي.
نتيجة لهذا شهدت سندات مصر الدولارية تراجع بعد خفض التصنيف الائتماني من قبل مؤسسة موديز يوم أمس لتصل إلى أحد تصنيفات السندات الغير مرغوب فيها (Junk Bonds) لتصبح السندات المصرية بين أكبر الخاسرين في الأسواق الناشئة.
السندات المصرية المستحقة في 2031 انخفضت بمقدار 2.6 سنت لتصل إلى مستوى قياسي منخفض عند 50.3 سنت قبل أن تقلص بعض خسائرها، كما انخفضت السندات المستحقة في 2033 إلى أدنى مستوى على الاطلاق عند 50.5 سنت ليصل العائد إلى 18%، كما تراجعت السندات المستحقة في 2061 إلى 46.1 سنت.
أيضاً قفزت علاوة المخاطر التي يطلبها المستثمرون مقابل الاحتفاظ بسندات الدين المصرية الدولارية مرتفعة المخاطرة لتصل إلى 480 نقطة أساس لتصل إلى 1277 نقطة أساس فوق سندات الخزانة.
يأتي هذا بعد أن أظهرت بيانات العقود الآجلة الغير قابلة للتسليم بأجل سنة إلى ارتفاع الدولار لمستويات 45 جنيه خلال الفترة الأخيرة وهو أعلى مستوى على الاطلاق بعد أن كانت مستوياته تتراوح عند 39 جنيه في شهر أغسطس الماضي.
وفيما يتعلق بالطلب على الذهب فقد أشارت شعبة المعادن الثمينة أن الطلب تراجع بشكل كبير على مبيعات المشغولات الذهبية خلال الثلاثة أسابيع الأخيرة، كما انخفضت صادرات مصر من الذهب والمجوهرات بنسبة 9٪ خلال الشهور الثمانية الأولى من عام 2023، حيث سجلت 934 مليون دولار مقابل 1.021 مليار دولار خلال نفس الفترة في العام الماضي 2022.
الامارات تحتل المركز الأول في الدول المستوردة للذهب من مصر بقيمة 402 مليون دولار تليها كندا بقيمة 372 مليون دولار ثم سويسرا بقيمة 154 مليون دولار.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
نجحت منطقة الدعم 1815 – 1808 دولار للأونصة في دفع سعر الذهب إلى الارتفاع لأعلى ليغلق تداولات الأسبوع فوق المستوى 1830 دولار للأونصة وهو ما يعد إشارة إيجابية لارتفاع الذهب بهدف تصحيح الهبوط الحاد الذي استمر 9 جلسات متتالية تسبب معه في حدوث تشبع كبير في البيع على المؤشرات الفنية.
مستهدف الصعود الآن عند المنطقة المحورية 1850 - 1860 دولار للأونصة وفي حالة اختراق المنطقة بشكل ناجح يفتح الباب للمستوى 1880 دولار للأونصة ومن بعده المستوى النفسي 1900 دولار للأونصة.

أما عن السعر المحلي فيشهد استمرار في الارتفاع التدريجي مستهدفاً مستويات 2170 – 2180 جنيه للجرام عيار 21 واختراق هذه المنطقة والاستقرار فوقها قد يدفع السعر إلى المستوى 2200 جنيه للجرام.
ارتفاع سعر الذهب يظل تدريجي و  يصاحبه زخم محدود ليعد هذا التحرك تصحيح لحركة الهبوط التي شهدها الذهب خلال الفترة الماضية ودفعت به إلى منطقة المستوى 2150 جنيه للجرام والتي بدأ في الانعكاس من عندها.
التصحيح الإيجابي المتوقع في سعر الأونصة العالمية خلال الأيام القادمة قد يدعم ارتفاع سعر الذهب المحلي أيضاً، خاصة في ظل الأخبار السلبية التي تصدر مؤخراً عن الاقتصاد المصري والتي تزيد من الطلب على الذهب كملاذ آمن. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أسعار الذهب محليا اسعار الذهب في مصر جولد بيليون مؤشر مديري المشتريات بالإضافة إلى أسعار الذهب ملیون دولار سعر الذهب

إقرأ أيضاً:

0.5 % تراجعًا في أسعار الذهب بالأسواق المحلية خلال أسبوع

تراجعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية بنسبة 0.5 % خلال تعاملات الأسبوع المنتهي مساء  أمس السبت، في حين تراجعت أسعار الذهب بالبورصة العالمية بنسبة 1.3% في تعاملات الأسبوع المنتهي مساء الجمعة الماضية، عقب صدور بينات التوظيف الأمريكية وإعلان الصين كسر سلسلة مشترياتها من الذهب في مايو الماضي.

قال المهندس، سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب تراجعت بالأسواق المحلية بقيمة 5 جنيهات خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 3110 جنيهات، واختتم التعاملات عند مستوى 3095 جنيهًا، في حين تراجعت أسعار الذهب بالبورصة العالمية بقيمة 34 دولارًا، حيث افتتحت الأوقية التعاملات عند مستوى 2327 دولارًا، ولامست مستوى 2451 دولارًا، واختتمت التعاملات عند مستوى 2293 دولارًا.
وأضاف، إمبابي، أن جرام الذهب عيار 24 سجل 3537 جنيهًا، وجرام الذهب عيار 18 سجل 2653 جنيهًا، فيمَا سجل جرام الذهب عيار 14 نحو 2064 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب نحو 24760 جنيهًا.
وكانت أسعار الذهب قد ارتفعت بقيمة 15 جنيهًا خلال تعاملات أمس السبت، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 3110 جنيهًا، واختتم التعاملات عند مستوى 3095 جنيهًا، وذلك تزامنًا مع العطلة الأسبوعية للبورصة العالمية.

أوضح، إمبابي، أن الذهب بالبورصة العالمية تلقى ضربتين كبيرتين في تعاملات يوم الجمعة، أدى لانخفاض أسعار الذهب بنسبة 3.3٪، وهو أكبر تراجع يومي منذ عام 2020،  وذلك بفعل بيانات التوظيف الأمريكية التي عززت من استمرار الفيدرالي الأمريكي في سياسته النقدية المتشددة، بجانب بيانات اظهرت وقف البنك المركزي الصيني عن كسر موجة الشراء المستمرة للذهب التي استمرت 18 شهرًا.

واشترى بنك الشعب الصيني 60 ألف أوقية فقط من الذهب مقارنة بـ 160 ألف أوقية في مارس و390 ألف أوقية في فبراير، بالإضافة إلى ذلك، انخفضت واردات الصين من الذهب في أبريل بنحو 30٪ عن مستوى مارس.

أضاف، أن ارتفاع معدلات التضخم، وعدم اليقين الجيوسياسي، والرغبة في التخلي الجزئي عن الدولار، هي الأسباب التي جعلت البنوك المركزية لموجة شراء قوية للذهب، متوقعًا استمرار الطلب من البنوك المركزية.

وأوضح، إمبابي، أن وقف المركزي الصيني شراء الذهب في مايو، لا يعني استمرار وقف عمليات الشراء، إذ قد يكون مؤقتًا، ومن ثم سيستكمل مرحلة الشراء مرة أخرى.

أضاف، إمبابي،  أن البنك المركزي الصيني لا يمكن أن يمارس سياسة تداولية ضد نفسه، ويتكبد خسارة كبيرة، مثلما فعل بنك إنجلترا في تسعينيات القرن الماضي عندما أعلن عن بيع نصف احتياطياته من الذهب، أدى إلى تراجع أسعار الذهب بنحو كبير وعرض نفسه للخسارة.

في 7 مايو 1999، أعلن بنك إنجلترا  عن رغبته في بيع نصف احتياطياته من الذهب، وفي غضون شهرين، باع البنك نحو 395 طنًا من الذهب، ومن ثم تراجعت أسعار الذهب الأسعار إلى أدنى مستوياتها التاريخية عند 252.80 دولارًا للأوقية،ويعرف ذلك بـ“قاع براون”، في إشارة إلى جوردون براون، الذي كان وزير الخزانة في ذلك الوقت.

أشار، إمبابي، أن بيانات التوظيف الصادرة يوم الجمعة الماضية كشفت أن الاقتصاد الأمريكي خلق 272 ألف وظيفة، وارتفعت الأجور بنسبة 0.4٪، وسط انخفاض كبير في الوظائف بدوام كامل وارتفاعًا في العمل بدوام جزئي، وسجل معدل البطالة الأمريكية 4% في مايو.

لفت، إلى أن اضطرار الناس إلى العمل في أكثر من وظيفة واحدة لتغطية نفقاتهم ليس علامة على اقتصاد صحي.

مقالات مشابهة

  • أسعار الذهب العالمية تتراجع خلال تعاملات اليوم.. كم سجلت؟
  • «جولد بيليون»: الذهب يترقب بيانات التضخم الأمريكية وقرار خفض الفائدة
  • جولد بيليون: الذهب يترقب بيانات التضخم الرئيسة عن الولايات المتحدة الأمريكية
  • الذهب يتراجع بانتظار قرار الفيدرالي وبيانات التضخم الأمريكية
  • توقعات بارتفاع أسعار الذهب عالميا.. 45 دولارا في الأوقية
  • 25 جنيها.. ارتفاع في أسعار الذهب منتصف تعاملات اليوم الاثنين 10 يونيو 2024
  • استقرار سعر الذهب عالميا.. والأونصة تسجل 2293 دولارا
  • أسعار الذهب اليوم الاثنين 10 يونيو 2024
  • أسعار الذهب في نهاية تعاملات اليوم الأحد
  • 0.5 % تراجعًا في أسعار الذهب بالأسواق المحلية خلال أسبوع