طوفان الأقصى توقف القطارات والرحلات الجوية في إسرائيل
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
تسبب هجوم المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة أمس السبت في شلل تام بمعظم مناحي الحياة داخل إسرائيل، فقد أدت الهجمات إلى إلغاء مئات الرحلات الجوية وإغلاق عدد من محطات القطار، يأتي هذا في وقت تستعد فيه تل أبيب لإخلاء المستوطنات القريبة من غزة ولبنان.
وفجر أمس، أعلنت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس بدء عملية عسكرية باسم "طوفان الأقصى" من قطاع غزة، واستهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية إسرائيلية، وذلك ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.
وقالت مصادر إسرائيلية إن عدد قتلى العملية وصل حتى الآن إلى 659 إسرائيليا على الأقل و2156 مصابا، بالإضافة إلى نحو 100 أسير لدى حماس.
وأظهرت بيانات ملاحية إلغاء هبوط وإقلاع نحو 300 رحلة جوية بمطار بن غوريون، كما تم تحويل 20 رحلة إلى مطارات أخرى منذ أمس وحتى مساء اليوم الأحد.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن معظم شركات الطيران الأجنبية ألغت رحلاتها من وإلى إسرائيل على خلفية الأوضاع هناك.
وفي سياق متصل، أجرت السلطات الإسرائيلية تغييرات في حركة القطارات في جميع أنحاء البلاد وأغلقت محطات عدة.
ومع استمرار تسلل العديد من عناصر المقاومة الفلسطينية أصدرت الحكومة الإسرائيلية تعليمات لسكان مستوطنتي سديروت وأوفاكيم بالبقاء داخل المنازل.
وقالت مصادر رسمية إسرائيلية إن قوات الجيش والشرطة استنفرت عددا كبيرا من عناصرها في مفترق الطرق الرئيسي بالقرب من معبر إيرز.
ووفقا للمتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، فقد بدأت الشرطة عمليات تفتيش واسعة في منازل ومبان مجاورة لمركز الشرطة في مستوطنة سديروت.
وأضاف المتحدث الإسرائيلي لا يزال هناك مسلحون يتجولون في بعض المناطق الجنوبية ويختبئون فيها.
إخلاء المستوطناتوفي سياق متصل، قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان اليوم الأحد إن وزير الدفاع يوآف غالانت وافق على تنفيذ خطة المسافة الآمنة لإخلاء المستوطنات المحاذية للسياج في قطاع غزة، وأوعز بالاستعداد لتنفيذ الخطة في شمال البلاد أيضا.
وتتضمن خطة "المسافة الآمنة" إخلاء المستوطنات القريبة من المناطق الحدودية الشمالية والجنوبية، بحيث تكون هناك مسافة كيلومترات عدة خالية من السكان بين إسرائيل وهذه الحدود.
وطالب غالانت بتوفير الأسلحة والذخيرة للمستوطنات المجاورة للسياج الأمني ولفريق ضباط جيش الدفاع الإسرائيلي، ورؤساء البلديات، للمساعدة في إدارة الوضع على الجبهة الداخلية.
وفي وقت سابق الأحد، وافق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) على إعلان "حالة الحرب"، وفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الناشط عيسى عمرو للغرب: قلت الحقيقة عن عنف المستوطنين وأنتظر تحرّككم
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، مقالا، للناشط الحقوقي الفلسطيني، عيسى عمرو، قال فيه إنّ: "كل مستوطنة من المستوطنات، الاثنتين وعشرين غير الشرعية، التي وافقت عليها إسرائيل الأسبوع الماضي، تُعدّ مسمارا آخر في نعش عملية السلام، التي دُقّت بتواطؤ الحكومات والشركات الغربية".
وأوضح المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "المستوطنات ليست أحياء مدنية حميدة، بل هي أدوات للتهجير والسيطرة والفصل العنصري. وأن أيضا مناطق عسكرية مُغلقة على أراضي الفلسطينيين المسلوبة، تقطع وصولنا إلى مواردنا ومزارعنا ومدارسنا ووظائفنا، وتمنعنا التواصل مع بعضنا البعض".
وتابع: "الأراضي الفلسطينية تتقلص بسرعة، وسبل عيشنا تُدمّر، وحقوقنا تُنتهك بشكل ممنهج، وهويتنا تُقوّض" مشيرا إلى أنّ: "المشرّعين الغربيين يراقبون ما يحدث، مُعربين عن التزامهم بالسلام من خلال حل الدولتين، لكنهم يختارون عدم فعل أي شيء لتحقيق هذا الهدف".
وأكد أنه: "بدلا من ذلك، تُمكّن سياساتهم وتقاعسهم من المزيد من النشاط الاستيطاني. إذ أن الفلسطينيين يعيشون في الضفة الغربية، في نظام واضح ذي مستويين، ومع ذلك، لا يزال معظم المشرّعين يتجنبون كلمة: فصل عنصري، على الرغم من إجماع منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية والإسرائيلية والدولية على دقتها، وتأكيد محكمة العدل الدولية لها في تموز/ يوليو الماضي".
ولفت إلى أنّ: "فيلم "المستوطنون"، وهو فيلم وثائقي من إنتاج بي بي سي للمخرج لويس ثيرو، ساعد في كشف هذه الحقيقة، إذ يُظهر كاتب المقال وقد مُنع حتى من السير في نفس الشوارع التي يمشي فيها الإسرائيليون في حي في الخليل، حيث وُلد كاتب المقال".
"المستوطنين والجنود الإسرائيليين قاموا باقتحام فناء منزله وتخريبه والاعتداء عليه، ردا على مشاركته في الفيلم الوثائقي" أضاف عمرو، مردفا: "قاموا بتهديد كاتب المقال بالاعتقال إذا تقدم بشكوى. ثم في صباح أحد الأيام، في الساعة الرابعة فجرا، أشعل مستوطنون شبان نارا في أرض فلسطينية خاصة خارج منزل كاتب المقال، وهتفوا بأنهم يأملون في رؤيته مقتولا".
واسترسل: "ثم ظهر شخص أمام منزله مباشرة مرتديا زيا عسكريا، وحاملا بندقية نصف آلية، لتخويفه. ثم سرق المستوطنون علمه الأفريقي، الذي أهدته له حركة "حياة السود مهمة"، وأحرقوه بين كومة من الأعلام الفلسطينية".
وأشار إلى أنّ: "القصة نفسها تتكرر في مسافر يطا المجاورة، والتي تم إبرازها ليس فقط في وثائقي "المستوطنون"، بل أيضا في وثائقي "لا أرض أخرى" الحائز على جائزة الأوسكار. وقد دعا المخرجان باسل عدر، ويوفال أبراهام، الأسبوع الماضي، إلى تدخلات لوقف تدمير المنطقة، واعتُقل المخرج المشارك حمدان بلّال وضُرب انتقاما لإنتاجه".
كذلك، أكد على أنّ: "القادة الغربيين يلتزمون الصمت رغم إدانة محكمة العدل الدولية إسرائيل بجريمة الفصل العنصري. فقد وجدت المحكمة أن المستوطنات الإسرائيلية ليست فقط غير قانونية، بل أيضا احتلالها للضفة الغربية، بما فيها القدس، وقطاع غزة، وأن المجتمع الدولي ملزم بالمساعدة في تفكيك المستوطنات وإجلاء المستوطنين وإنهاء الاحتلال في أسرع وقت ممكن" مستفسرا: "لماذا يصمت القادة الغربيون؟".
وعلق بالقول: "يبدو أن الحكومات الغربية تفضل تقويض نظام العدالة الدولي على محاسبة إسرائيل". فيما استشهد في الوقت نفسه بما كتبته الصحفية نسرين مالك، الأسبوع الماضي: "حتى مع وجود بعض الانتقادات القوية لإسرائيل، فإنها تستمر في جرائم الحرب".
وشدّد على أنه: "يجب على الحكومات، وبشكل عاجل، وكما هو مطلوب من محكمة العدل الدولية، اتخاذ خطوات لوقف العلاقات التجارية التي تُسهم في استمرار الاحتلال غير الشرعي، بدءا بحظر جميع أشكال التجارة والاستثمار في أعمال المستوطنات".
"ويجب معاقبة ليس المستوطنين الأفراد فحسب، بل أيضا كبار المسؤولين الذين تقع عليهم مسؤولية وجود المستوطنات غير الشرعية ونظام الفصل العنصري، وتقديمهم للعدالة على جرائم الحرب هذه. ويجب وقف جميع عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل، وليس بعضها فقط" وفقا للمقال نفسه.
ثم يتوجه المقال إلى القارئ، بالقول: "وأنت، أيها القارئ الكريم، يجب ألا تكتفي بقراءة ومشاهدة ما يحدث، بل يجب أن تُسمع صوتك وتتّخذ إجراء. نحن نعتمد عليك لمواصلة تسليط الضوء على غزة والضفة الغربية، ومحاسبة برلمانييكم وحكوماتكم وشركاتكم. غيّروا بنوككم أو صناديق معاشاتكم التقاعدية إذا كانت تستثمر في شركات متورطة في المستوطنات غير الشرعية أو تُزوّد إسرائيل، التي تمارس الإبادة الجماعية ونظام الفصل العنصري، بالأسلحة".
وبيّن أنه: "بدون إجراءات ملموسة الآن، سيُمحى الفلسطينيون من الوجود في جميع أنحاء الضفة الغربية وغزة. فقد طُرد أربعون ألف لاجئ فلسطيني من منازلهم في الضفة الغربية منذ كانون الثاني/ يناير. وطُرد عشرون تجمعا فلسطينيا من أراضيهم في الضفة الغربية بعد هجمات شنّها المستوطنون وجيش الاحتلال باستخدام الجرافات. وفي الأسبوع الماضي، أُجبرت آخر ثلاثين عائلة متبقية من مغاير الدير، قرب رام الله، على الفرار بعد أشهر من تصاعد عنف المستوطنين المدعوم من الدولة".
وختم بالقول: "رغم هذه الأوقات العصيبة، أكتب هذا بأمل كبير في قلبي، مستلهما من أصحاب الضمائر الحية في العالم الذين يقفون إلى جانبنا". مستطردا: "إن هذا اختبار للقيادة العالمية. ليس فقط للسياسة، بل للمبادئ أيضا. نحن الفلسطينيون بحاجة إلى الحماية والعدالة الآن، قبل فوات الأوان".