دبي: «الخليج»
وقعت وزارة التغير المناخي والبيئة، في إطار «عام الاستدامة»، واستعدادات الدولة لاستضافة مؤتمر الأطراف COP28 مذكرة تفاهم مع مجموعة الرستماني بشأن دعم مبادرة زراعة أشجار القرم، والإسهام في تحقيق مستهدف الدولة بشأن زراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول عام 2030 ضمن المشروع الوطني لعزل الكربون.

شهد التوقيع على مذكرة التفاهم، في مقر الوزارة بدبي، مريم بنت محمد المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة، ووقع على المذكرة الدكتور محمد سلمان الحمادي الوكيل المساعد لقطاع التنوع البيولوجي والأحياء المائية، ممثلاً عن الوزارة، ومن جانب مجموعة الرستماني، وقع حسن عبد الله الرستماني نائب رئيس مجلس الإدارة.

قالت مريم المهيري: «يمثل الحفاظ على الطبيعة والكائنات الحية من منظور مناخي وبيئي أحد أهم التوجهات الاستراتيجية لدولة الإمارات في ضوء الإيفاء بالتزاماتها المناخية والبيئية، وبينما نحتفل بعام الاستدامة ونستعد لاستضافة مؤتمر الأطراف COP28 في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، فإن الإمارات تعمل بشكل متسارع على بناء نموذج عالمي، لتعزيز أشجار القرم كحلول قائمة على الطبيعة ضمن المشروع الوطني لعزل الكربون والذي يهدف إلى زراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول 2030، كما تسعى الدولة في ضوء قيادتها مبادرة تحالف القرم من أجل المناخ التي أطلقتها بالشراكة مع جمهورية إندونيسيا، إلى الترويج لأشجار القرم كحل قائم على الطبيعة لمواجهة تغير المناخ».

تجربة متميزة

من جهته، ذكر مروان عبد الله الرستماني رئيس مجلس إدارة مجموعة الرستماني: «إن لدولة الإمارات تجربتها المتميزة ومنهجها الراسخ في بناء الوطن والإنسان ونحن أبناء هذه التجربة التي تستمر من جيل إلى جيل. واليوم نمضي بثقة في هذا المسار ونعززه بكل ما هو متاح لنا من مبادرات ومشاريع؛ وذلك استمراراً لإرث الوالد المؤسس الباني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي ارتأى لنا مساراً أخضر للإنسان والمكان ولجودة الحياة فيه، فهو رائد من رواد التنمية المستدامة. نريد لأبنائنا وبناتنا استكمال المسيرة، لتكون هذه البيئة الخضراء والطبيعة المحيطة بهم محل الصون والتقدير».

مجالات التعاون

وبحسب مذكرة التفاهم، سيتم التعاون بين وزارة التغير المناخي والبيئة ومجموعة الرستماني في مجال دعم زراعة أشجار القرم؛ لتحقيق مستهدف الدولة في توسيع نطاق زراعة شتلات القرم، وتطوير مشتل لإنتاج القرم تابع للوزارة، من خلال إدخال وتبني التكنولوجيا الحديثة في مجال إكثار شتلات القرم وسلاسل النقل، بما فيها عمليات جمع البذور وزراعتها؛ وذلك لضمان تقليل الكُلف التشغيلية وزيادة الطاقة الإنتاجية للمشتل. سعياً للوصول إلى مستهدف الدولة بشأن زراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول 2030، ضمن المشروع الوطني لعزل الكربون. وتلعب غابات القرم دوراً مهماً في حماية سواحل دولة الإمارات من ارتفاع مستويات سطح البحر، والعواصف الشديدة، وتوفير الموائل الطبيعية للتنوع البيولوجي، كما أنها تعمل كأحواض طبيعية للكربون، وتمثل الإمارات موطناً ل 60 مليون شجرة قرم، وتمتد هذه الغابات على مساحة تصل إلى 183 كيلومتراً مربعاً، وتلتقط 43.000 طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ومع إضافة 100 مليون شجرة من أشجار القرم، سيصل إجمالي مساحة غابات القرم إلى 483 كيلومتراً مربعاً، وستسهم بدورها في التقاط 115.000 طن – تقريباً - سنوياً من ثاني أكسيد الكربون.

وتعد أشجار القرم أحد أهم الحلول الفاعلة المستندة إلى الطبيعة لامتصاص وتخزين الكربون؛ حيث تشير العديد من الدراسات والأبحاث العلمية إلى القدرة الهائلة لأشجار القرم على امتصاص وعزل كميات من الكربون بنسبة تصل إلى 4-5 أضعاف ما يتم عزله من قبل الأنظمة البيئية البرية. كما يمكنها تخزين نحو 1000 طن من الكربون لكل هكتار في كتلتها الحيوية وتربتها الأساسية وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، هذا علاوة على كونها موائل طبيعية آمنة للتنوع البيولوجي البحري؛ حيث تعتمد 80% من مجموعات الأسماك العالمية على النظم الأيكولوجية الصحية لأشجار القرم.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات وزارة التغير المناخي والبيئة أشجار القرم

إقرأ أيضاً:

رائدات أعمال: «اصنع في الإمارات» خطوة مهمة في طريق «التمكين»

يوسف العربي (أبوظبي)
أكدت رائدات أعمال أهمية مبادرة «اصنع في الإمارات» التي انطلقت في أبوظبي خلال الفترة من 19 إلى 22 مايو الجاري، معتبرات أنها شكلت محطة مهمة من محطات تمكين شباب المواطنين.
 وقلن لـ «الاتحاد»: إن نمو مساهمة الصناعة المحلية لم تعد خياراً اقتصادياً فحسب، بل أصبح ضرورة استراتيجية ومساراً وطنياً لترسيخ السيادة وتعزيز الاكتفاء الذاتي، ليأتي دور «اصنع في الإمارات» ليفتح آفاقاً واسعة أمام المواطنين في القطاع الصناعي.
وأضفن أن هذا الحدث لم يكن مجرّد تجمع اقتصادي، بل كان مشهداً وطنياً يترجم رؤية القيادة إلى خطوات ملموسة، حيث تحولت النهضة الصناعية إلى واقع يتجسد أمام أعين الشباب الإماراتي الطموح، حيث لم تكتف الرؤية الحكومية بالتحفيز، بل صنعت البيئة التي تتيح لكل فكرة أن تزدهر ولكل طموح أن يتحول إلى مشروع يحمل اسم «صنع في الإمارات».

رائدات أعمال: «اصنع في الإمارات» خطوة مهمة في طريق «التمكين»

الاكتفاء الذاتي 
وقالت رائدة الأعمال والفنانة التشكيلية المهندسة عزيزة الحساني: في ظل القيادة الرشيدة لم يعد نمو الصناعة المحلية خياراً اقتصادياً فحسب، بل أصبح ضرورة استراتيجية ومساراً وطنياً لترسيخ السيادة وتعزيز الاكتفاء الذاتي، ومن هنا جاءت أهمية مبادرة «اصنع في الإمارات» لتكون أكثر من مجرد منصة صناعية، بل رسالة عميقة، تضع بين يدي كل إماراتي مفاتيح المستقبل.
 وأضافت: هذا الحدث لم يكن مجرّد تجمع اقتصادي، بل كان مشهداً وطنياً يترجم رؤية القيادة إلى خطوات ملموسة، حيث تحولت النهضة الصناعة إلى واقع يتجسد أمام أعين الشباب الإماراتي الطموح، حيث لم تكتف الرؤية الحكومية بالتحفيز، بل صنعت البيئة التي تتيح لكل فكرة أن تزدهر ولكل طموح أن يتحول إلى مشروع يحمل اسم «صنع في الإمارات».
 وأشارت إلى أنه لا يمكن لهذه الفعاليات أن تحقق أهدافها دون الرؤية القيادية العميقة التي تؤمن بأن الإماراتي ليس مجرد مستفيد من التنمية، بل هو صانعها الأول، وكان «اصنع في الإمارات» تجسيداً لهذه الرؤية.

أخبار ذات صلة هامبورج تنضم إلى سباق استضافة «الألعاب الأولمبية» في ألمانيا إيفرتون وألكاراز.. «عقد دائم»

 مشروع وطني 
 وأضافت: هذا الحدث جعلني أتأكد كمواطنة تجمع بين الهندسة والفن وريادة الأعمال، بأن الاكتفاء الذاتي والاستقلال الصناعي لم يعد مجرد حلم، بل أصبح مشروعاً وطنياً مفتوحاً لكل من يمتلك الفكرة والشغف والإرادة ليترسخ التمكين بقرارات وتشريعات وبنى تحتية واستثمارات تمنح كل فرد القدرة على التحول من مستهلك إلى منتج.
ولفتت إلى أن ما رأيته في أروقة المعرض لم يكن مجرد أفكار متناثرة، بل كان تحولاً حقيقياً في طريقة تناول الجيل الجديد لمفهوم الصناعة والتصنيع، حيث بات شباب الإمارات لا يبحثون عن وظيفة، بقدر ما يبحثون عن صناعة في شكل مشروع يحمل هويته ويعبر عن رؤيته.
 واستكملت: تجسّد هذا الطموح في روّاد الأعمال والمبتكرين وفي الحرفيين وفي المهندسين الذين أدركوا أن «اصنع في الإمارات» يعد نقطة انطلاق، وخريطة طريق نحو صناعة محلية مستدامة، وما يبعث على الفخر أن هذا التحوّل كان نتاجاً لرؤية قيادة تؤمن بإمكانيات مواطنيها وتراهن عليهم، وتستثمر فيهم.

دعوة مفتوحة 
 ومن جانبها قالت رائدة الأعمال عشبه الفلاحي: إن مبادرة «اصنع في الإمارات» شكلت دعوة مفتوحة لكل إماراتي وإماراتية ليكونوا جزءاً من بناء المستقبل، لا بالمشاهدة، بل بالفعل والإنتاج، والإبداع.
 وقالت الفلاحي: إن مبادرة «اصنع في الإمارات» فتحت لنا أفقاً واسعاً لرؤية جديدة، حيث بات بإمكان الشباب خلق الفرصة من خلال الابتكار في التصنيع والدخول في شراكات حقيقية تسهم في تنمية اقتصاد وطننا بكل فخر واستحقاق.
 وأضافت أن الشباب هم نبض المجتمع، وهم مؤثرون في كل زاوية بالقطاع الصناعي، سواء من خلال تواجدهم بالمصانع، أو من خلال جهودهم في الترويج للمنتج المحلي، وبث الثقة فيه وتعزيز الوعي بأهميته كمصدر فخر وطني.
 وقالت: باعتباري إماراتية، أشعر أن كل منتج صُنع على أرضي هو جزء من هويتي، وأن اقتناء المنتج المحلي بالنسبة لي ليس خياراً تجارياً، بل موقف وطني أعبر من خلاله عن امتناني لكل يد إماراتية تعمل بإخلاص، ولكل فكرة تحولت إلى إنجاز بأيدي أبناء وبنات الوطن. 
وأضافت: أطمح في المساهمة برفع الوعي، وربط الشباب بالفرص الوطنية، ودفع عجلة الاكتفاء الذاتي بثقافة تؤمن بالاعتماد على النفس.  

 قصص نجاح

وخلال «اصنع في الإمارات» عُقدت جلسة حوارية ضمن فعاليات «اصنع في الإمارات»، حملت عنوان «تمكين رائدات الأعمال: قصص نجاح من الإمارات»، بتنظيم من مبادرة «نساء مبادلة»، سلطت الضوء على تجارب نسائية إماراتية رائدة في مجالي ريادة الأعمال والتكنولوجيا المالية. 
وتناولت علا دودين، أهمية تطوير الكفاءات المحلية في مجالات التكنولوجيا المالية والأمن السيبراني، وضرورة تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتأهيل الكوادر الوطنية في هذا المجال، كما تناولت الدور المحوري لدولة الإمارات في تبني التشريعات التنظيمية المتقدمة، مما ساهم في جعلها مركزاً إقليمياً للأصول الرقمية وتقنيات «الويب 3.0».

مقالات مشابهة

  • الكلية الجامعية الوطنية للتكنولوجيا توقع مذكرة تفاهم وتعاون مع جمعية آفاق لدعم الطالب المحتاج والمتعثر
  • تفاهم لدعم الأمن الغذائي والتكنولوجيا البيئية
  • غرفة زراعة دمشق توقع مذكرة تفاهم مع شركة (Global Surveys LLc)
  • البيئة: نجاح تجاري لتجربة حصاد 3 أصناف مطورة من القمح المحلي
  • توفر الرؤوس المحسنة.. الزراعة تطلق مبادرة لدعم صغار المربين
  • إطلاق المرحلة الثانية من مبادرة احلم لدعم صغار المربين| صور
  • 150 ريالا أعلى سعر في المزايدة على "شجر الأمبا" بالعوابي
  • 150 ريالا أعلى سعر في المزايدة على شجر الأمباء بالعوابي
  • رائدات أعمال: «اصنع في الإمارات» خطوة مهمة في طريق «التمكين»
  • الإمارات وماليزيا توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز الأمن الغذائي وتطوير البنية التحتية